أقصر رحلة جوية في العالم تستغرق 90 ثانية فقط.. ما القصة؟

هل يمكنك تخيل أنك ستنتظر بالساعات في طوابير طويلة لزوم استكمال إجراءات الأمن وشراء التذاكر داخل المطار، وعند لحظة شعورك بالارتياح والاستعداد للجلوس، تُفاجأ بهبوط الطائرة ووصولك إلى وجهتك؟ هذا بالضبط ما يحدث في أقصر رحلة جوية في العالم، والتي تستغرق دقيقة ونصف فقط لإكمال مسارها.

ما هي أقصر رحلة جوية في العالم؟

هذه الرحلة، التي تقوم بها شركة لوغانير، وهي خطوط جوية إقليمية اسكتلندية، تربط بين جزيرتين اسكتلنديتين من أرخبيل أوركني وهما ويستراي وبابا ويستراي. تستغرق الرحلة 90 ثانية فقط، حيث تقطع مسافة حوالي 1.7 ميل، أي ما يعادل 2.73 كم، فوق المياه.

هذا المسافة تقريبًا تعادل طول مدرج مطار إدنبرة. والأكثر من ذلك، أن وقت الطيران الفعلي، باستثناء فترة التشغيل، هو دقيقة واحدة فقط. وتعتبر سرعة هذه الرحلة عالية جدًا، حيث تفوق الوقت الذي يمكن أن تستغرقه معظم الرحلات الجوية للوصول فقط إلى ارتفاعها المناسب لبدء الطيران.

تفاصيل الرحلة الجوية

تعمل هذه الرحلة التي تتم بين ويستراي وبابا ويستراي في جزر أوركني، شمال اسكتلندا، كخدمة عامة مدعومة. وهذا الطريق يشكل جزءًا من دائرة تضم ثلاثة مطارات، تربط مطار ويستراي ومطار بابا ويستراي ومطار كيركوول.

تستخدم شركة الطيران طائرة بريتن نورمان BN2B-26 أيسلندر للرحلات الجوية إلى بابا ويستراي. تعمل الرحلات يوميًا باستثناء السبت، حيث يتم تشغيل رحلة واحدة فقط من ويستراي إلى بابا ويستراي. وتوفر الطائرة مقاعد لعشرة ركاب.

معلومات عن بابا ويستراي

بابا ويستراي هي جزيرة صغيرة تتميز بثراء تاريخي وطبيعي. تضم الجزيرة ما يقرب من ستين موقعًا أثريًا يمثلون حقبات تاريخية مختلفة. يجذب هذا التراث الثقافي العديد من الطلاب والباحثين من الجامعات المختلفة الذين يأتون لدراسة هذه المواقع عن كثب.

بالإضافة إلى الجانب الأكاديمي، تعد بابا ويستراي وجهة مهمة للرعاية الصحية. يقطن الجزيرة حوالي تسعين نسمة، ويقوم الأطباء والمهنيون الطبيون بتقديم خدمات طبية عاجلة لسكان الجزيرة.

في السنوات الأخيرة، شهدت بابا ويستراي زيادة في السياحة. يأتي العديد من الزوار للاستمتاع بالهدوء والجمال الطبيعي للجزيرة، بعيدًا عن صخب الحياة الحضرية. ويمكن الوصول إلى الجزيرة عن طريق الطائرة أو العبارة.

من الجدير بالذكر أن طيارا يدعى ستيوارت لينكلاتر، قد قام برحلات جوية إلى بابا ويستراي أكثر من أي طيار آخر، حيث بلغ عدد رحلاته 12 ألف رحلة. تقاعد لينكلاتر في عام 2013، ولكنه لا يزال يحمل الرقم القياسي أيضا لأسرع وقت للرحلة، وهو 53 ثانية. مع العلم أن سرعة الرحلة يمكن أن تتأثر بالظروف الجوية ووزن الأمتعة.