ابتكار جهاز محمول يعالج الاكتئاب في 40 دقيقة.. بديل الأدوية

تتسلل مشاعر الاكتئاب إلى حياتنا فجأة أو بشكل تدريجي، لكننا ننهار بسببها دون سابق إنذار. تترك هذه المشاعر السلبية داخلنا شعورًا باليأس والإحباط والعجز. لذلك، يجب أن نبحث عن حل سريع قبل فوات الأوان.

تشير الدراسات والأبحاث التي يجريها العلماء على الأشخاص، أن الملايين حول العالم يعانون من الاكتئاب، وأن الأمر لديهم لا يتوقف عند حدود الحالة المزاجية والنفسية السيئة فقط، بل يمكن أن يصل إلى حدود الألم الجسدي المزمن، مثل الشعور بالصداع وآلام العضلات والمفاصل والبطن والظهر، وغيرها.

اكتشاف جديد يفتح آفاقًا جديدة لعلاج الاكتئاب

في تطور علمي واعد، توصل باحثون أمريكيون في جامعة يوتا، إلى اكتشاف قد يغير الطريقة التي نعالج بها الاكتئاب وآلامه المصاحبة. طور الباحثون جهازًا مبتكرًا يسمى "الديام" يستخدم الموجات فوق الصوتية لتخفيف الآلام الجسدية والنفسية المرتبطة بالاكتئاب. يعمل هذا الجهاز من خلال تنشيط منطقة معينة في الدماغ مسؤولة عن تنظيم الألم والعواطف.

كيف يعمل هذا الجهاز؟

يعتمد جهاز "الديام" على تقنية تسمى "التعديل العصبي"، حيث يقوم بتوجيه موجات فوق صوتية إلى منطقة محددة في الدماغ تسمى "القشرة الحزامية الأمامية". تلعب هذه المنطقة دورًا حيويًا في تنظيم الإحساس بالألم والتحكم في العواطف. وقد أظهرت الدراسات الأولية أن هذا الجهاز قادر على تخفيف الألم وتحسين المزاج لدى الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب المزمن.

لتأكيد ذلك، أجرى الباحثون على حوالي عشرين مريضًا يعانون من الاكتئاب المزمن، العديد من التجارب السريرية. وفي نهاية الدراسة، شهدت حالات 60% من المشاركين انخفاضا بنسبة 33% في شعورهم بالألم النفسي والجسدي الناتج عن مشاعر الاكتئاب.

وفي دراسة أخرى أجريت على 14 مريضًا آخر يعانون من الاكتئاب. أبلغ 10 منهم بعد جلسة واحدة استمرت لمدة 40 دقيقة، عن زوال الأعراض بعد أسبوع واحد.

أمل جديد في المستقبل

يمثل جهاز "الديام" خطوة مهمة في مجال علاج الاكتئاب وآلامه المصاحبة. فمن خلال استهداف الأسباب الجذرية للألم، يوفر هذا الجهاز أملًا جديدًا للملايين من الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب المزمن. ومع استمرار الأبحاث والتطوير، من المتوقع أن يشهد مجال علاج الاكتئاب تطورات كبيرة في السنوات القادمة.

كذلك، يمكن أن يساهم هذا الجهاز في تقليل الاعتماد على أدوية كيميائية تقوم بدور المسكنات لحجب الألم، وفي نفس الوقت يمكن أن تسبب مضاعفات أخرى، مثل مشاكل في الأمعاء أو المعدة. وبالتالي، يمكن أن يكون الجهاز الجديد وسيلة فعالة لتجنب الآثار الجانبية المرتبطة بتناول الأدوية الكيميائية.

بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض المرضى لا تؤثر فيهم العلاجات الكيميائية، وبالتالي يمكن أن يمنحهم جهاز الديام فرصة جديدة لتخفيف الآلام بدون حاجة إلى أدوية.