ابتكار كلب آلي بقدرات مذهلة.. قوي ويقوم بحركات بهلوانية

تشهد صناعة الروبوتات يوما بعد يوم تطور مذهل، بشكل يسرع من فكرة دخولها في جميع الصناعات والمجالات في أقرب وقت ممكن. يزيد ذلك من مخاوف البشر حول مدى احتمال أن تأخذ مكانهم في سوق العمل وغيره. ولعل آخر هذه الروبوتات هو الكلب الآلي الذي قدمته الصين.

في مقطع فيديو رائع، استعرضت شركة صينية، قدرات كلب آلي قوي، مزود بعجلات، وهو يتجول بسرعة عبر تضاريس صعبة للغاية، ويقوم بحركات بهلوانية مذهلة.

تقول شركة Deep Robotics الصينية المتخصصة في مجال الروبوتات الشبيهة بالبشر إن هذا الكلب الآلي قادر على الحركة دون توقف حتى في الظروف الجوية القاسية. ويظهر مقطع الفيديو الذي نشرته الشركة، الكلب الآلي وهو ينزل من منحدر مع تفادي الصخور الكبيرة.

وفي التقرير التالي، نستعرض معكم كل ما وفرته الشركة من معلومات حول خصائص ومميزات هذا الكلب الآلي الجديد. بالإضافة إلى الآلية التي يعمل بها وكيف يمكن أن يساهم في العديد من المهمات بالمستقبل بفضل قدراته.

Wow, China has almost perfected 4 legged robots.

Deep Robotics, a Hangzhou-based startup, just started commercial sales of the X30 robot dog:pic.twitter.com/CHaQ4PMulD

— Rowan Cheung (@rowancheung) November 13, 2024

مميزات الكلب الآلي

يمتلك الكلب الآلي الجديد مجموعة من العجلات المرفقة، والتي تمنحه القدرة على النزول بسرعة على المنحدرات الحادة، وكذلك القفز فوق العوائق المختلفة أثناء تحركه عبر التضاريس الوعرة. يمكن أيضا تثبيت هذه العجلات، حتى يتمكن الكلب الآلي من المشي بالطريقة التقليدية، وهو أمر ضروري لتسلق السلالم وأداء بعض الحركات البهلوانية المعقدة.

كذلك، يمكن لهذا الكلب الآلي أن يظهر قدرات استثنائية، بالوقوف على ساقيه ثم التسلق على صخرة كبيرة. كما يستطيع التحرك بمرونة على التضاريس الصخرية. ويمكنه أيضا صعود ونزول السلالم، بل وحتى القيام بحركة بهلوانية كقفزة خلفية.

في مقاطع فيديو أخرى، نرى هذا الكلب الآلي، وهو ينقل حمولة ثقيلة تزن 20 كيلوجراما من الطعام والماء إلى مكان على ضفاف النهر، في ظل ظروف الطقس الحار القاسية. كما يمكنه العمل في ظروف درجة حرارة مختلفة، من البرودة الشديدة التي تصل إلى -20 درجة مئوية، إلى الحرارة المرتفعة التي تصل إلى 55 درجة مئوية.

ولا تتوقف المزايا عند هذا الحد فقط، بل يمكن لهذا الكلب الآلي أن يقاوم الماء، مما يجعله قادرا على العمل في الظروف الممطرة الغزيرة.

إمكانيات أخرى مذهلة

بفضل قدراته الاستثنائية، يمكنه الوصول إلى أي مكان، مما يجعل من الصعب على اللصوص الفرار، في حال استخدام هذا الكلب الآلي في مهام بوليسية. وذكرت الشركة على موقعها الإلكتروني: "بفضل نظام الإدراك المتكامل الفريد في الكلب الآلي الملقب باسم  X30، يمكنه التنقل والعمل بشكل مستقل في بيئات صعبة للغاية، مثل الظلام الدامس، والضوء الشديد، والظروف المتغيرة للإضاءة، وحتى في غياب أي مصدر للضوء".

هذا الكلب الآلي، الذي يبلغ طوله مترا واحدا، يمكنه الركض خلف صاحبه لمدة تتراوح بين ساعتين ونصف وأربع ساعات قبل أن تنفد طاقة بطاريته. كما يمكن لهذا الروبوت ذو الأرجل الأربعة أن يتحرك بسرعة قصوى تصل إلى أربعة أمتار في الثانية الواحدة، مما يمكنه من قطع مسافة تصل إلى عشرة كيلومترات تقريبا في نفس الفترة الزمنية.

كم يبلغ سعر الكلب الآلي؟

تسوق الشركة حاليا هذه الروبوتات إلى مختلف الصناعات، بما في ذلك الشرطة والطاقة والمرافق والإنقاذ والأنفاق والمعادن والتعدين والبناء والبحث العلمي. كذلك، تشير هذه الشركة المنتجة للكلب الآلي على موقعها الإلكتروني إلى أنها تبيع هذه الروبوتات أيضا للأفراد.

وفيا لصحيفة "ذا صن" البريطانية، يبدو أن هذه الشركة الصينية تسعى إلى تسويق استخدامات الكلب اللآلي الذي يحمل اسم X30 للأفراد أيضا بهدف جذب المزيد من المشترين المهتمين بالتكنولوجيا الحديثة.

لم تعلن شركة DEEP Robotics حتى الآن عن سعر X30 على موقعها الإلكتروني. ومع ذلك، يتم بيعه حاليا على موقع Maverick Drone Systems الأمريكي بسعر مرتفع للغاية يبلغ خمسة وستين ألف دولار أمريكي. كما يتم بيع بطارية الروبوت بشكل منفصل بسعر أربعة آلاف وخمسمئة دولار أمريكي.

ردود فعل المتابعين

أثار الكلب الآلي الجديد جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وبدأ عدد كبير من المتابعين يبدون اهتمامهم بهذا الروبوت، وفي نفس الوقت اعتبره آخرون ثورة جديدة في عالم الروبوتات.

يقول أحد المشاهدين على مقطع فيديو منشور على يوتيوب: "يمتلك إمكانيات استخدام رائعة حقا. غالبا ما تركز الروبوتات على المصانع، ولكنها تتجاهل المستخدم العادي الذي ربما يحتاج أيضا إلى الروبوتات في حياته اليومية".

وقال متابع آخر: "سوف يجد عشاق الخروج والمغامرات في الهواء الطلق هذه الروبوتات مثيرة للاهتمام في المستقبل، لأنها ربما تكون رفيقا جيدا في رحلاتهم".

مخاوف من الروبوتات القتالية

تثير الروبوتات القتالية تساؤلات حول مستقبل الحروب والتكنولوجيا. ففي حين أن الاستخدام المدني لهذه الروبوتات لا يزال غامضا، فقد وجدت هذه الآلات مكانا لها في ساحات المعارك بالفعل.

تخيل روبوتات على شكل كلاب، قوية ومرنة، مزودة بأسلحة متطورة تجوب ساحات المعارك. هذا هو المشهد الذي قدمته الصين خلال تجربة عسكرية أجريت في شهر مايو. هذه الروبوتات، التي يمكن أن تحمل أوزانا ثقيلة وتتحرك في تضاريس صعبة، تفتح آفاقا جديدة أمام العمليات العسكرية.

ولكن ما الذي يدفع الدول الكبرى مثل الصين والولايات المتحدة إلى تطوير مثل هذه التقنيات؟ هل هي مجرد سباق تسلح تقليدي، أم أن هناك أهدافا استراتيجية أعمق؟

في عالم يشهد تطورات تكنولوجية متسارعة، يطرح هذا السيناريو أسئلة أخلاقية وقانونية مهمة. هل يجب السماح باستخدام الروبوتات القتالية؟ وما هي الضوابط التي يجب وضعها لضمان استخدامها بشكل مسؤول؟

إن حروب الروبوتات ليست مجرد خيال علمي، بل هي واقع يلوح في الأفق. وهي تدفعنا إلى التفكير في طبيعة الحروب المستقبلية، ودور التكنولوجيا فيها، والتحديات التي تواجه الإنسانية في هذا العصر الجديد.