اكتشاف عقارب بحرية عملاقة بحجم الإنسان.. تشبه القصص الخيالية

كشف مجموعة من العلماء في الآونة الأخيرة، عن سر جديد من أسرار أعماق البحار لم يكن يعرفه أي شخص من قبل، مذهلاً ويشبه القصص الخيالية أو أفلام الخيال العلمي تماما، حيث وجد مجموعة من الباحثين دلائل على وجود عقارب بحرية عملاقة، بعضها بحجم الإنسان والبعض الآخر يصل طوله إلى 8 أقدام، وفقًا لبحث جديد نشر في مجلة "Gondwana Research".

يشير الباحثون في دراستهم إلى إن هذه الكائنات كانت تعيش في المحيطات منذ حوالي 400 مليون سنة. وتنتمي إلى فصيلة العقارب البحرية، التي تُعرف علميا باسم "يوريبتريدات"، حيث كانت تعتبر من الحيوانات المفترسة القوية في ذلك الوقت بأعماق البحار، وكانت قادرة على عبور المحيطات.

تم العثور على أحافير هذه الكائنات العملاقة في أستراليا. وتعتبر هذه العقارب البحرية أقارب قديمة لبعض القشريات وسرطانات البحر والعقارب الحديثة. وعلى الرغم من أن عقارب البحر اليوم صغيرة الحجم وغير مؤذية، إلا أن هذه العقارب القديمة كانت عملاقة جدا ومخيفة للغاية. كما كانت مفترسة.

عثر الباحثون على هذه الأحافير الحديثة لهذه العقارب البحرية في صخور تعود إلى العصر السيلوري، أي ما قبل 443.8 إلى 419.2 مليون سنة مضت. كذلك ينتمي بعضها إلى العصر الديفوني، أي ما قبل 419.2 إلى 358.9 مليون سنة مضت، وذلك في ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية.

وصف العقارب البحرية العملاقة

يشير الباحثون إلى أن الأحافير التي تم العثور عليها تنتمي إلى جنسين مختلفين Pterygotus و Jaekelopterus. كان الأول يبلغ طوله حوالي 5 أقدام و7 بوصات تقريبا، بينما كان الثاني يصل طوله إلى أكثر من 8 أقدام. ويمثل هذا الحجم الهائل تهديدًا كبيرًا للكائنات البحرية الأخرى.

كانت أحافير هذه العقارب البحرية منتشرة في جميع أنحاء قارة غوندوانا القديمة، التي تضم حاليًا أفريقيا وأمريكا الجنوبية وأستراليا وأنتاركتيكا والهند وشبه الجزيرة العربية. ويؤكد العلماء إن هذا يدل على قدرتها على السباحة لمسافات طويلة عبر المحيطات.

ومع ذلك، لم يتضح حتى الآن ما إذا كان حجم هذه العقارب البحرية قد ساهم في قدرتها على الهجرة، أم أنها تطورت إلى هذا الحجم الكبير؛ بسبب المسافات الطويلة التي كانت تقطعها.

انقراض العقارب البحرية العملاقة

على الرغم من أن العلماء قد اكتشفوا وجود هذه العقارب البحرية العملاقة وقدرتها على السباحة، إلا إن سبب انقراضها لا يزال لغزًا كبيرًا حتى الآن. وما زالت الأبحاث مستمرة للبحث عن السبب أو استنتاجه، حيث يعتقد أن هذه العقارب انقرضت بسبب التغيرات البيئية التي حدثت في نهاية العصر الديفوني وبداية العصر الكربوني، والتي أدت إلى انخفاض مستوى البحار، وتشكل الأنهار الجليدية.

ومع ذلك، لا يعرف الكثير عن ظروف اختفائها، ولم يتأكد الباحثون والعلماء بشكل قاطع من حقيقة هذا السبب.