التهاب المفاصل.. كل ما تريد معرفته عن متاعب تصيب الملايين

يؤثر التهاب المفاصل على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم. يغير حياتهم بسبب الألم المستمر الذي تسببه المفاصل الملتهبة. لذلك، تم تخصيص يوم للتوعية بالتهاب المفاصل، باعتبارها حالة صحية مزمنة.

يعتبر هذا اليوم فرصة لمعرفة كيف يؤثر التهاب المفاصل على حياة المصابين به. إلى جانب زيادة الوعي العام بهذه الحالة وتشجيع المتخصصين والباحثين على اتخاذ إجراءات لتخفيف العبء الذي يواجهه المصابون بالتهاب المفاصل في جميع أنحاء العالم.

وفي التقرير التالي، نستعرض معك كل ما تريد معرفته عن هذا المرض المزمن، أسبابه وأعراضه وطرق علاجه. يعد ذلك محاولة لفهم الدور الذي يلعبه اليوم العالمي لالتهاب المفاصل، في تخفيف عبء الإصابة بهذا المرض. بالإضافة إلى المساهمة في تعزيز الوعي وزيادة المعرفة حول المرض وأنواعه.

ما هو التهاب المفاصل؟

يعتقد الكثير من الناس أن التهاب المفاصل هو مرض بحد ذاته، إلا أنه في الواقع عرض لأمراض أخرى. ومن بين تلك الأمراض: النقرس، والتهاب المفاصل العظمي، والتهاب المفاصل الروماتويدي، والذئبة. كلها تعتبر بعض من الأسباب الأكثر شيوعًا لهذا المرض المؤلم الذي قد يؤدي إلى الإعاقة.

أظهرت الدراسات أن التهاب المفاصل يعود إلى عصور قديمة، حيث تم العثور على آثار له في عظام الديناصورات. كما تشير الأبحاث إلى وجوده لدى البشر منذ حوالي 4500 قبل الميلاد، وكان من بين الأمراض الأكثر شيوعًا لدى الشعوب البدائية.

تم فحص وتوصيف مرض التهاب المفاصل وتصنيفه لأول مرة، في بحث أجراه ويليام موزغريف يحمل اسم "De Arthritide symptomatica"، والذي تم نشره في عام 1715.

أنواع التهاب المفاصل

تتعدد أنواع التهاب المفاصل، وتختلف بالتالي الأعراض بناء على طبيعة كل نوع. وكذلك تختلف طريقة العلاج المتبعة للتقليل من معاناة المريض. وفي السطور التالية، نستعرض معكم ما هي أنواع التهاب المفاصل؟

التهاب المفاصل العظمي

يعتبر هذا هو النوع الأكثر شيوعًا. يحدث عادة بسبب تآكل الغضروف الذي يغطي نهاية العظام في المفاصل. ويعتبر التقدم في العمر من أهم عوامل خطر الإصابة به. كما يمكن أن تؤدي الإصابات السابقة إلى تسريع عملية تآكل الغضروف، بالإضافة إلى الأعمال التي تتطلب حمل أوزان ثقيلة أو حركات متكررة تزيد من الضغط على المفاصل.

التهاب المفاصل الروماتويدي

يعد هذا النوع مرضا مناعيا مزمنا يمكن أن يؤدي إلى التهاب أغشية المفاصل. يرتبط في الغالب بوجود استعداد وراثي للإصابة بالمرض، حيث تلعب الجينات دورًا في تحديد مدى سرعة الإصابة به. كما تلعب بعض العوامل البيئية مثل التدخين دورًا في ظهور المرض.

النقرس

يحدث هذا النوع بسبب تراكم حمض اليوريك في الدم، مما يؤدي إلى تكوين بلورات في المفاصل. ويمكن أن يصاب الشخص بالنقرس نتيجة تناول أطعمة غنية بالبورين، مثل اللحوم الحمراء وبعض الأدوية أيضا. كما يزيد الكحول من خطر الإصابة.

التهاب المفاصل النقرسي

يشبه هذا النوع إلى حد كبير النقرس، ولكن بلورات المفصل تكون من مادة مختلفة.

التهاب المفاصل الفقاري

يصيب هذا النوع المفاصل الموجودة بين الفقرات، ويرتبط أحيانا بوجود جين وراثي معين يزيد من احتمالات الإصابة بهذه الحالة.

التهاب المفاصل الصعبي

يحدث هذا النوع من التهاب المفاصل؛ بسبب عدوى بكتيرية أو فطرية تصيب المفصل.

التهاب المفاصل التفاعلي

يرتبط هذا النوع من التهاب المفاصل بوجود عدوى في جزء آخر من الجسم، مثل الجهاز الهضمي أو الجهاز البولي.

أسباب التهاب المفاصل

يعتقد الكثير من الناس أن هذا المرض يصيب بشكل رئيسي المسنين، ولكن هذا ليس صحيحًا تمامًا. في الواقع، حوالي 30% من جميع المعانين بهذه الأمراض هم دون سن 65 عامًا، وبعضهم ليس أكبر من سن المراهقة. هناك أيضًا حالات نادرة تصيب الأطفال الصغار جدًا.

ولكن إذا لم يكن التقدم في العمر هو السبب الوحيد المرتبط بالتهاب المفاصل، ما هي أسباب التهاب المفاصل؟

يشير الباحثون إلى وجود مجموعة من الأسباب الشائعة، من بينها تعرض المفاصل لإصابة، أو معاناة المريض من السمنة. بالإضافة إلى بعض العوامل الوراثية، إذ يمكن أن تؤثر الجينات الوراثية على الشخص، إذا كان لديه تاريخ عائلي مع التهاب المفاصل. إلى جانب معاناته من أمراض المناعة الذاتية، أو التهابات مزمنة.

ما هي أعراض التهاب المفاصل؟

تختلف أعراض التهاب المفاصل باختلاف نوع الالتهاب الذي يعاني منه المريض، وشدة المرض. ولكن هناك مجموعة من الأعراض الشائعة، أبرزها الشعور بألم في المفاصل يزداد سوءًا أثناء الحركة. كما يشعر المريض بتيبس في المفاصل، خاصة في الصباح. وربما يعاني من تورم واحمرار في المفاصل. إلى جانب فقدان القدرة على الحركة بشكل طبيعي.

علاج التهاب المفاصل

على الرغم من عدم وجود علاج شاف لأمراض مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والتهاب المفاصل العظمي، إلا أن هناك العديد من الخيارات العلاجية المتاحة. وفي السطور التالية، نستعرض معكم أبرزها:

تعزيز النشاط البدني

تشمل أبرز الخيارات المتاحة لعلاج التهاب المفاصل، أن يعتني الشخص بشكل أساسي بصحته، من خلال زيادة النشاط البدني والعمل على تقليل الوزن.

تخفيف الألم

بالإضافة إلى ذلك، تعتمد بعض العلاجات المعتادة على الأدوية التي تهدف إلى تخفيف الألم المرتبط بالحالة، وليس إلى إزالته تمامًا.

العلاج الطبيعي

يعد العلاج الطبيعي خيارًا فعالًا في كثير من الأحيان، ولكنه قد يتأثر بتحديات مرتبطة بطبيعة الحالة. قد تكون الحركة بالنسبة للمريض مؤلمة، وبالتالي يتم مراعاة أن يكون العلاج الطبيعي مناسباً للشخص. لكن في كل الحالات، يساعد هذا النوع من العلاج في تعزيز حركة المفصل، وتقليل الالتهاب المستمر وتحقيق تحسينات ملحوظة في تخفيف الألم على المدى الطويل.

في النهاية، يمكننا القول أن التهاب المفاصل هو مصطلح عام، يشير إلى أكثر من حالة متعلقة بالتهاب وتلف المفاصل التي تلتقي عندها العظام لتسمح لها بالحركة. لذلك، من المهم أن نتعرف على العديد من الأنواع المرتبطة بالتهاب المفاصل، والأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بهذه الحالة. خاصة أن لكل نوع من أنواع التهاب المفاصل أسبابه المحددة.