الخلل التقني يكبد الاقتصاد العالمي خسائر بمليارات الدولارات

أكد محللون اقتصاديون، أن الأنظمة المصرفية ومنصات التجارة الإلكترونية تأثرت بشكل كبير بالخلل التقني الذي شهدته معظم بلدان العالم، مما أدى إلى خسائر مالية كبيرة وتعطيل أنشطة اقتصادية هامة.

وأشارت التقارير الأولية إلى أن كل ساعة من توقف العمليات مختلف القطاعات كلف الاقتصاد العالمي ما يصل إلى 200 مليون دولار.

وشهد العالم صباح اليوم الجمعة، خللاً تقنياً هائلاً أصاب نظام "مايكروسوفت 365"، ما أدى إلى شلل العديد من الخدمات الحيوية في مختلف القطاعات، بما في ذلك الأسواق المالية، وشركات الطيران، والخدمات المصرفية.

ويمكن إيجاز التأثيرات واسعة النطاق للقطاعات الأكثر تضرراً فيما يلي: 

• قطاع الطيران: تم تعليق رحلات الطيران نتيجة لتعطل الأنظمة، ما تسبب في خسائر تُقدر بملايين الدولارات في غضون ساعات قليلة.
• القطاع المصرفي: تعطلت العمليات المصرفية الإلكترونية، ما أدى إلى توقف المعاملات وتعطيل عمليات السحب والإيداع، ما أثر على ملايين العملاء.
• التجارة الإلكترونية: تأثرت منصات كبرى مثل "أمازون" و"إيباي"، ما تسبب في خسائر تُقدّر بمئات الملايين من الدولارات نتيجة لتوقف المبيعات وتأخير الشحنات.

وعن ما سبق، أفاد المحلل الاقتصادي الأردني، مازن أرشيد، أن الأعطال التقنية التي شهدها العالم اليوم كانت بمثابة جرس إنذار لضرورة استمرار المؤسسات في الاستثمار بتقنيات الأمان والاحتياطيات لضمان استمرارية الأعمال وتقليل تأثيرات أي عطل محتمل، وخصوصاً لاحتمالية تكرارها في المستقبل، سواء في شركة CrowdStrike أو غيرها من المؤسسات، لأسباب مختلفة مثل تعقيد الأنظمة التقنية، والتحديثات البرمجية غير المتوقعة، وهجمات القرصنة الإلكترونية.

• اقرأ أيضاً

عطل تقني عالمي يؤثر على الرحلات الجوية والبنوك بمختلف الدول

وأوضح أرشيد في تصريحات لصحيفة "المصري اليوم" المصرية، أن التعقيد المتزايد للبنية التحتية التقنية يجعل من الصعب القضاء تماماً على مخاطر الأعطال، مشدداً على ضرورة اتخاذ خطوات وقائية على مستوى الحكومات والشركات والأفراد لتعزيز الأمن الرقمي وتحسين استقرار الأنظمة، وذلك لتقليل مخاطر الأعطال التقنية وتقليل تأثيرها على الاقتصاد العالمي.

الخلل التقني العالمي بخوادم مايكروسوفت

أبلغ مستخدمي نظام "مايكروسوفت 365" صباح اليوم الجمعة عن صعوبات كبيرة في الوصول إلى التطبيقات والخدمات الخاصة بالنظام، مما تسبب في اضطرابات واسعة النطاق في سير العمل في العديد من القطاعات المختلفة حول العالم.

أسباب العطل

وبحسب التحقيقات الأولية، فقد ارتبط الخلل بتحديث جديد لشركة "كراود سترايك" (CrowdStrike)، وهي شركة متخصصة في الأمن السيبراني للبرمجيات.

وقد أدى هذا التحديث إلى تعطل بعض خدمات "مايكروسوفت 365"، مما أدى إلى انقطاعات واسعة النطاق. وتعمل "مايكروسوفت" حاليًا مع "كراود سترايك" لحل المشكلة بشكل نهائي ومنع تكرار حدوثها في المستقبل.

إصلاح الخلل التقني العالمي

وأعلنت "مايكروسوفت" في وقت لاحق من مساء اليوم، معالجة السبب الرئيسي للخلل التقني الذي أصاب نظام تشغيل "مايكروسوفت 365"، وتسبب بانقطاعات واسعة النطاق في خدماتها حول العالم.

وأوضحت الشركة في بيان لها، أنّه لا يزال هناك بعض التأثيرات المتبقية على تشغيل بعض خدمات وتطبيقات "مايكروسوفت 365"، وأنّها تعمل جاهدة على استعادة الأداء الطبيعي للمنصة بالكامل في أقرب وقت ممكن.

• اقرأ أيضاً

"الاستجابة السريعة" تجنب دبي التأثر بالخلل التقني العالمي