السكتة القلبية تختلف عن النوبة القلبية.. إليك كيفية التمييز

في واحدة من الأحداث التي أثارت جدلا العام الماضي، سقط بروني جيمس، لاعب كرة السلة الأمريكي الصاعد، وابن لاعب كرة السلة الشهير ليبرون جيمس، على الأرض أثناء التدريب، وتم نقله إلى المستشفى. عانى الشاب البالغ من العمر 18 عامًا، من توقف القلب.

في هذا الوقت، اختلط الأمر على وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم، بين تعرضه لسكتة قلبية ونوبة قلبية. كانت الصحف وسائل الإعلام المختلفة تستخدم المصطلحين لتقديم نفس المعنى، وهو أمر خاطئ علميا بشكل كبير. يشير العلماء والباحثون إلى وجود اختلاف كبير بين توقف القلب والنوبة القلبية، والأمر المشترك أنهما مرتبطان بالقلب.

في التقرير التالي، نستعرض معكم مجموعة من المعلومات الأساسية والمهمة التي توضح لكم الفرق بين السكتة القلبية والنوبة القلبية. يمكن أن تساعد هذه الرؤية في فهم الحالة وطبيعتها والمساعدة في التعامل معها.

معلومات عن القلب

في البداية، من المهم أن نفهم ما هو القلب؟ هذه العضلة التي تتقلص لتعمل كمضخة تدفع الدم، بما فيه من أكسجين ومغذيات إلى جميع أنسجة الجسم. لكن هناك أساسيات لمساعدة القلب على العمل بفعالية كمضخة، أولها أن تحصل على إمداد الدم الذي ستقوم بضخه، من خلال الشرايين التاجية. لذلك، إذا حدث أي مشكلة إلى الشرايين، فإن القلب لن يحصل بشكل كاف على الدم الذي يحتاجه.

يتسبب ذلك في مشكلات خطيرة، سواء تعرف القلب للإصابة أو الموت. وبالتالي، عدم ضخ القلب بشكل صحيح.

الفرق بين النوبة قلبية والسكتة القلبية

تعني السكتة القلبية كما هو واضح من اسمها ببساطة توقف القلب. أي عندما يتوقف القلب عن النبض أو، بعبارة أخرى، يتوقف عن العمل كمضخة فعالة. أما النوبة القلبية، فهي ببساطة المشاكل التي تواجه عضلة القلب من الإصابة إلى الموت.

ويمكن من هذا التعريف البسيط لكلاهما أن نستنتج فكرة أن كلاهما يتعلق بعدم عمل القلب كما ينبغي، ولكن الأسباب مختلفة. كما يمكن أن يؤدي أحدهما إلى الآخر.

لماذا تحدث النوبة القلبية؟

يمكننا توضيح الفرق بين السكتة القلبية والنوبة القلبية، من خلال الكشف عن أسباب حدوث كلاهما. وفي البداية، تعتبر من أهم أسباب النوبة القلبية هو انسداد الشرايين التاجية المسؤولة عن إرسال الدم الكافي إلى القلب ليقوم بضخه إلى الجسم.

يعرف ذلك أيضا باسم تصلب الشرايين. ويحدث ذلك نتيجة تتراكم الدهون والألياف في جدران هذه الشرايين التاجية، مما يشكل كتلة صلبة. هذه الكتلة ستؤدي بالضرورة إلى منع وصول الدم بشكل كاف إلى القلب، وربما تسد الشريان تماما، مما يؤدي إلى تكوين جلطة دموية.

لا يحدث تصلب الشرايين بشكل مفاجئ، إنما كما سبق وأشرنا هي عملية تراكم تحدث على مدى زمني. كما يمكن ربط أسبابه بارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول والسكري والتوتر والجينات وغيرها من العوامل المتعددة التي تؤدي إلى حدوثه.

لا يعتبر التصلب أو انسداد الشرايين فقط هو السبب في النوبات القلبية، إذ يمكن أن ينتج عن تشنجات الشرايين التاجية، حيث تتعرض إلى التضييق فجأة بشكل يقلل من تدفق الدم إلى عضلة القلب. وفي النهاية، يمكن استنتاج أن السبب الرئيسي للنوبة القلبية، هي عدم وصول الدم بشكل كاف من الشرايين إلى عضلة القلب. لذلك تتضرر أو تموت خلايا العضلة.

أسباب السكتة القلبية

تحدث السكتة القلبية نتيجة توقف القلب فجأة عن النبض، وبالتالي صعوبة ضخ الدم إلى باقي أجزاء الجسم، أي توقف الدورة الدموية. هذا يعني أن السكتة القلبية مرحلة مختلفة عن النوبة القلبية. الثانية يكون مسؤولاً عنها الشرايين الموصلة للدم إلى عضلة القلب، بينما السكتة القلبية يكون مسؤولاً عنها القلب نفسه بعد وصول الدم إليه، مما يجعل من الصعب ضخ الدم إلى الجسم.

هل يعني ذلك أن النوبة القلبية يمكن أن تؤدي إلى سكتة قلبية؟ نعم، تعتبر النوبة القلبية أحد أهم أسباب السكتة القلبية، وأكثرها شيوعًا. كذلك هناك عوامل أخرى مثل الغرق، الصدمة، الاختناق، الصعق الكهربائي، والجرعة الزائدة من المخدرات. أو حتى عوامل وراثية، إذ يمكن أن تكون الأسباب جينية.

أنواع السكتة القلبية

لا تتشابه السكتة القلبية في جميع الحالات. بل هناك أربعة أنواع رئيسية من السكتة القلبية نستعرضها معكم في السطور التالية:

سرعة القلب البطينية  (Ventricular Tachycardia)

هي حالة يكون فيها ضربات القلب سريعة وغير طبيعية، بمعدل أكثر من 100 نبضة في الدقيقة.

الرجفان البطيني  (Ventricular Fibrillation)

هي حالة يكون فيها القلب يرتجف بشكل غير منتظم، مما يمنع ضخ الدم بشكل فعال.

النشاط الكهربائي بدون نبض  (Pulseless Electrical Activity)

هي حالة يكون فيها القلب ينبض كهربائيًا، ولكن لا يضخ الدم.

الإيقاف القلبي (Asystole)

هي حالة يكون فيها القلب لا ينتج أي نشاط كهربائي.

ما هي أعراض السكتة القلبية؟

كما سبق وأشرنا، فإن السكتة القلبية تعني عدم قدرة عضلة القلب في ضخ الدم إلى باقي أجزاء الجسم. وبالتالي، يمكن أن تكون أعراض السكتة القلبية الأكثر شيوعًا ببساطة هي: وغياب النبض أو الشعور بخلل في ضربات القلب. كذلك، فقدان الوعي المفاجئ، والجلد الشاحب أو المزرق، وتوقف التنفس.

هل تختلف أعراض النوبة القلبية عن السكتة القلبية؟

تختلف أعراض النوبة القلبية عن السكتة القلبية إلى حد ما، لأن كما سبق وأشرنا أن الأمر في حالة النوبة القلبية مرتبط بانسداد الشرايين الموصلة للدم إلى القلب. لذلك، فإن من أكثر الأعراض شيوعا للنوبة هي: ألم الصدر أو الشعور بعدم الراحة. ويمكن أن يظهر الألم أيضا في مناطق أخرى من الجسم مثل الذراعين أو الظهر أو الرقبة أو الفك أو المعدة.

ويمكن أن تشمل الأعراض الشائعة أيضًا ضيق التنفس والغثيان والدوار والشحوب والتعرق.

في النهاية، يمكننا التأكيد على إن النوبة القلبية والسكتة القلبية مرتبطان بالقلب، لكن هناك اختلافًا واضحًا في أسبابهما وآليات حدوثهما، وكذلك النتائج المترتبة عليهما والأعراض التي يمكن أن نشعر بها. ويعد فهم كل ذلك، أحد العوامل الرئيسية المساعدة في تشخيص الحالة والتعامل معها بسرعة، قبل فوات الأوان. كلاهما يمكن أن يكون له عواقب وخيمة.