بعد سفر دام 8 مليارات سنة بالفضاء.. موجات راديو غامضة تضرب الأرض

اكتشف علماء الفلك وميضًا مكثفًا من موجات الراديو قادمًا مما يبدو وكأنه اصطدام مجرات يعود تاريخه إلى حوالي 8 مليارات سنة، وهو أقدم مثال معروف لظاهرة تسمى "التدفق الراديوي السريع" والتي تشكل لغزاً غامضاً عصي على التفسير.

وتم اكتشافه باستخدام التلسكوب الراديوي مصفوف باثفيندر الأسترالي، وتم تحديد موقعه بواسطة التلسكوب التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي في تشيلي، وهو أحد أقوى التلسكوبات البصرية.

ظاهرة التدفق الراديوي السريع

التدفق الراديوي السريع، أو FRB، هو نبضة من الإشعاع الكهرومغناطيسي ذو التردد الراديوي. يستمر لجزء صغير من الثانية ولكنه يتفوق على معظم المصادر الأخرى لموجات الراديو في الكون. تمتلك موجات الراديو أطول الأطوال الموجية في الطيف الكهرومغناطيسي.

وقال عالم الفلك ريان شانون "إن موجات الراديو في الدفقات الراديوية السريعة تشبه تلك المستخدمة في أفران الميكروويف".

حتى الآن، يرجع تاريخ أقدم تدفق راديوي سريع معروف إلى ما قبل 5 مليارات سنة، مما يجعل هذا الانفجار أقدم بثلاثة مليارات سنة. عمر الكون حوالي 13.8 مليار سنة. وللمقارنة، يبلغ عمر الأرض حوالي 4.5 مليار سنة.

وقال عالم الفلك ستيوارت رايدر من جامعة ماكواري في أستراليا "نحن نعلم الآن أن الانفجارات الراديوية السريعة كانت موجودة منذ أكثر من نصف عمر الكون".

Two galaxies crashed together 8 billion years ago and we just now got the signal. Makes you think, eh? https://t.co/vYCbcQ4rDW

— Up & Away Games🎈 (@upandawaygames) October 21, 2023

هناك أحداث أكثر نشاطًا في الكون، مرتبطة بالانفجارات النجمية أو ثقب أسود يمزق نجمًا. لكن الدفقات الراديوية السريعة فريدة من نوعها من حيث أنها تنتج كل طاقتها في موجات الراديو، مع عدم رؤية أي شيء في نطاقات أخرى.

وقال الباحثون إن دراسة هذه الانفجارات يمكن أن تساعد أيضًا في اكتشاف وقياس الكمية الهائلة من المادة التي يُعتقد أنها تملأ مساحات الفضاء بين المجرات. وبينما تنطلق هذه الموجات الراديوية عبر الكون، فإنها يمكن أن تشير إلى وجود هذه البلازما بين المجرات، وهو غاز ساخن جدًا لدرجة أن بعض أو كل ذراته تنقسم إلى جسيمات دون ذرية وإلكترونات وأيونات.