بُرئ بعد حبسه 47 عاما.. تعويض قياسي لأقدم سجين إعدام بالعالم

قضت محكمة يابانية، بتعويض رجل مسن بمبلغ قياسي بلغ 1.44 مليون دولار، وذلك بعد أن قضى ما يقارب نصف قرن خلف القضبان ظلماً، حيث أسقط القضاء إدانته في واحدة من أطول القضايا الجنائية في تاريخ اليابان.

ويعود ملف القضية إلى عام 1966، حين اتُهم الملاكم السابق إيواو هاكاماتا، البالغ من العمر اليوم 89 عاماً، بقتل أربعة أشخاص طعناً حتى الموت في 30 يونيو من ذلك العام.

في عام 1968، أثبتت الشرطة التهم على هاكاماتا، وحُكم عليه بالإعدام، ليقضي 47 عاماً في السجن، منها 33 عاماً على ذمة الإعدام، دخل خلالها موسوعة غينيس كأطول سجين قضى مدة على قائمة المحكوم عليهم بالإعدام في العالم.

ولحسن الحظ، تأجل تنفيذ الحكم أكثر من مرة لأسباب مختلفة، قبل أن تقرر محكمة شيزوكا العام الماضي إعادة محاكمته، لتنقلب القضية رأساً على عقب، بعد أن خلصت إلى أن الأدلة التي أدانته قبل عقود جرى تلفيقها من قبل الشرطة.

• اقرأ أيضاً

50 مليون دولار تعويضا لسائق تعرض لحروق بكوب شاي من "ستاربكس"

وجاء في حيثيات الحكم أن هاكاماتا تعرض لـ"معاناة نفسية وجسدية بالغة القسوة" طيلة سنوات سجنه، وفقاً لما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن مبلغ التعويض الذي حكمت به المحكمة يُعد الأعلى على الإطلاق في تاريخ قضايا التعويض عن الاحتجاز غير القانوني في اليابان.

وكانت التحقيقات القديمة قد استندت بشكل رئيسي إلى اعتراف أدلى به هاكاماتا تحت الضغط، وإلى العثور على ملابس ملوثة بالدماء داخل برميل مملوء بمعجون "الميسو" في المصنع الذي كان يعمل فيه، بعد أربعة أشهر من وقوع الجريمة. غير أن المحكمة اعتبرت أن هذه الأدلة مفبركة، وأن الملابس دُسّت عمداً لإدانة الرجل. كما أكدت هيئة الدفاع أن بقع الدم لم تكن لتبدو بهذه الهيئة لو أن الملابس مكثت فعلاً داخل برميل الميسو طوال تلك الفترة.

وفي سبتمبر الماضي، أصدرت المحكمة حكماً ببراءة هاكاماتا، مؤكدة أن اعترافه انتزع قسراً، وأن ملف القضية يشوبه التزوير والتلاعب في ثلاث مناسبات على الأقل.

ويمثل هذا الحكم محطة مفصلية في مسار العدالة اليابانية، ويعيد تسليط الضوء على ملف الإعدامات وقضايا الإدانة بالاعترافات القسرية في البلاد.

• اقرأ أيضاً

خط الصعيد الجديد.. معركة أمنية تنهي أخطر بؤرة إجرامية بأسيوط