حقائق مثيرة عن بلوتو.. وسر خروجه من كواكب المجموعة الشمسية

يسمع الجميع عن كوكب بلوتو، وربما درسه الغالبية في مرحلة ما من مراحل التعليم بالمدرسة، حيث عرف بأنه آخر كواكب المجموعة الشمسية، وأصغرها. لكن في عام 2006، شهد العالم مفاجأة جديدة بإعلان الاتحاد الفلكي الدولي خروج بلوتو عن المجموعة الشمسية، وإنزال رتبته من كوكب إلى كوكب قزم. ولكن ما معنى ذلك؟

في التقرير التالي، نستعرض معكم قصة تخفيض رتبة بلوتو من كوكب إلى كوكب قزم، أسبابه والجدل الذي أثير بسبب هذا القرار. بالإضافة إلى معلومات وحقائق مثيرة عن هذا الجسم الصغير الذي يحمل الكثير من الأسرار حول صفاته وعالمه، باعتباره أبعد ما يمكن عن الشمس.

لماذا استبعدوا كوكب بلوتو؟

في يوم 24 أغسطس عام 2006، أثار حدثا جدلا واسعا في الأوساط العلمية، وربما في الأوساط الشعبية أيضا، حيث شهد النظام الشمسي للأرض تغييرًا مهمًا في التصنيف، والذي اعتبره البعض تغييرا دراماتيكيًا للغاية، بإعلان تخفيض رتبة بلوتو من كونه كوكبًا كامل الحجم إلى كوكب قزم.

تبدأ القصة منذ عام 2005، عندما اكتشف علماء الفلك وجود كوكب قزم يدعى إيريس في منطقة خارج مدار نبتون، يقع في نفس حزام بلوتو. ولأن هذا الكوكب القزم الذي يدعى إيريس، كان في الواقع أكبر من بلوتو، فقد تسبب في جدل واسع بين العلماء حول حقيقة تصنيف بلوتو.

عندها، قرر الاتحاد الفلكي الدولي (IAU) رسميًا أن يعيد تصنيف بلوتو، بتخفيض رتبته من كوكب كامل الحجم إلى كوكب قزم؛ لأنه أقرب في صفاته من الحالة الثانية، وهو ما حدث بالفعل في 24 أغسطس 2006 في براغ بجمهورية التشيك.

لم يمر القرار بسهولة، بل أثار اعتراض عدد كبير من علماء الفلك، الذين زعموا أنه لم يكن هناك عدد كاف من الممثلين في المؤتمر. ولم يصوّت على مشروع إعادة التصنيف سوى 5% من علماء الفلك في العالم. وتساءل أحد علماء الفلك المؤثرين: لماذا يتم إعادة تصنيف بلوتو، في حين إن الأرض والمريخ والمشتري ونبتون لديهم جميعًا كويكبات قريبة؟ ووصف هذا القرار بالمتناقض.

مع ذلك، لم يُغير هذا الموقف من شيء بشأن القرار، لكنه ما زال غير مقنع للعديد من العلماء، على الرغم من الاحتفال كل عام في يوم 24 أغسطس، بيوم تخفيض رتبة بلوتو، كمناسبة للتذكير بهذا التغيير في النظام الشمسي، باعتباره يومًا مهمًا في تاريخنا العلمي، ومن المهم أن نتذكره.

معلومات عن بلوتو

. في عام 1930 اكتشف العالم الفلكي كلايد تومبو، كوكب بلوتو، حيث كان العلماء يبحثون عن كوكب تاسع يتسبب في اضطرابات في مداري نبتون وأورانوس، واعتقدوا في البداية أن بلوتو هو ذلك الكوكب.

. بلوتو أصغر بكثير من الكواكب الثمانية في النظام الشمسي، وكتلته أقل من كتلة قمر الأرض.

. على الرغم من صغر حجمه، وبعده عن الشمس، إلا أنه يمتلك غلافًا جويًا رقيقًا يتكون من النيتروجين والميثان.

. يتميز سطح بلوتو بتضاريس متنوعة تشمل الجبال والجبال الجليدية والسهول.

. يدور حول بلوتو خمسة أقمار معروفة، أكبرها هو شارون الذي يبلغ حجمه حوالي نصف حجم بلوتو.

. بعد فترة من اكتشافه، تبين أن بلوتو أصغر بكثير مما كان متوقعًا، ولا يمكن أن يكون هو السبب في تلك الاضطرابات.

. في تسعينيات القرن العشرين، اكتشف العلماء حزام كايبر، وهي منطقة في النظام الشمسي تحتوي على العديد من الأجسام الجليدية الصغيرة بما في ذلك بلوتو.

. أدى اكتشاف حزام كايبر والأجسام المشابهة لبلوتو إلى إعادة النظر في تعريف الكوكب. وتساءل البعض: هل بلوتو كوكب أو نجم؟

. في عام 2006، قرر الاتحاد الفلكي الدولي أن بلوتو لا يفي بمعايير تعريف الكوكب، وبالتالي تم تصنيفه بالكوكب القزم.

. في نفس العام، أطلقت وكالة ناسا مركبة فضائية تسمى "نيوهورايزونز" لدراسة بلوتو وحزام كايبر.

. في عام 2015، وصلت المركبة إلى أقرب نقطة من بلوتو، وأرسلت صورًا وبيانات علمية قيمة.

. لا يزال بلوتو وحزام كايبر موضوعًا مهمًا للدراسة في علم الفلك. لذلك، توجد العديد من الخطط المستقبلية لمهام فضائية من أجل دراسة بلوتو والأجسام الأخرى في حزام كايبر بشكل أكثر تفصيلاً.

. يتم الاحتفال كل عام بيوم بلوتو في شهر فبراير.

أسرار كوكب بلوتو

. رغم أن اكتشافه الفعلي كان عام 1930، إلا إن صورته ظهرت قبل ذلك في صورة فوتوغرافية التقطها إدوارد برنارد، عام 1909. ولكن هدف ملاحظاته وقتها لم يكن البحث عن الكواكب، بل مذنب هالي. وبالتالي لم يلاحظه.

. بسبب مداره الإهليلجي، فإن في بعض الأحيان يكون بلوتو أقرب إلى الشمس من نبتون.

. بلوتو صغير جدًا بالنسبة للأجسام الأخرى في الفضاء، حتى إنه أصغر من قمر الأرض، حيث يبلغ نصف قطره 1,188.3 كيلومتر.

. كتلة بلوتو أخف من كوكب الأرض بـ 500 مرة.

. بلوتو هو المكان الوحيد في نظامنا الشمسي، بخلاف الأرض، الذي يحتوي على جبال ذات قمم بيضاء، لكن هذه القمم البيضاء ليست مصنوعة من الثلج، بل إنها مصنوعة من صقيع غاز الميثان.

. يستغرق بلوتو 248 سنة أرضية ليدور حول الشمس. وهذا يعني أن سنة على هذا الكوكب القزم تعادل 248 سنة أرضية.

. يستغرق بلوتو حوالي 6 أيام من عمر الأرض ليدور حول محوره، وهذا يعني أن اليوم بالنسبة لبلوتو هو 153 ساعة.

. بلوتو لديه خمسة أقمار، أكبرها هو شارون، وهو كبير جدًا لدرجة أن بلوتو وشارون يدوران حول بعضهما البعض، وكأنهما كوكبان.

. كوكب بلوتو بعيد جدًا عن الشمس، لذا فهو شديد البرودة، حيث تتراوح درجة الحرارة بين -228 و-238 درجة مئوية. وتعتبر هذه درجة شديدة البرودة لا يمكن أن يتحملها البشر للعيش هناك.

. يتساءل البعض ما معنى كلمة بلوتو؟ وفي الواقع بعد اكتشافه، اقترح علماء عددًا من الأسماء له، من بينها زيوس، ومينيرفا، وكرونوس، وبيرسيفال. لكنهم استقروا في النهاية على اختيار اسم بلوتو، الذي اقترحته طفلة تدعى فينيسيا بيرني، البالغة من العمر 11 عامًا. ويعود هذا الاسم إلى رمز من رموز الحضارة اليونانية القديمة.