فنان يصنع منحوتة تتحرك من تلقاء نفسها.. تعتمد فقط على الرياح

فكر فنان هولندي في ابتكار شيء غير مألوف يخطف الأنظار ويجذب الانتباه، وكانت النتيجة عملا فنيا يتحرك من تلقاء نفسه على شاطئ البحر. لذلك، أطلق عليه اسم الكائنات الشاطئية.

تتمثل الكائنات الشاطئية، في سلسلة من الهياكل العظمية المذهلة التي تتحرك بفعل الرياح على طول الشواطئ، والتي تعد من أبرز إبداعات الفنان والنحات الحركي الهولندي ثيو يانسن.

تتميز هذه الأعمال الفنية بقدرتها على الحركة الذاتية، حيث تعتمد فقط على الرياح كمصدر للطاقة، مما يجعلها تجسيدا فريدا لاندماج الفن والهندسة مع الطبيعة.

كيف بدأت الفكرة؟

بدأ يانسن في تطوير هذه التحف الفنية عام 1990، وكان يهدف إلى استخدامها كمنحوتات وظيفية تساعد في حماية السواحل من التعرية عن طريق دفع الرمال إلى الشاطئ.

ومع مرور الوقت، تطورت هذه الفكرة، وأصبحت أكثر تعقيدا، حيث يتميز كل منها بآليات ومواد وقدرات حركة فريدة. واليوم، تعتبر هذه الأعمال رمزا فنيا مرموقا يعجب به الكثيرون لأسلوبها وأناقتها الفريدة.

 

 

 

 

عرض هذا المنشور على Instagram

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Theo Jansen, Strandbeest‎‏ (@‏‎theojansen_official‎‏)‎‏

طريقة تنفيذها

يتم تنفيذ هذه الهياكل الفريدة من مواد خفيفة الوزن مثل أنابيب البلاستيك PVC والزجاجات البلاستيكية والقماش، حيث يتكون نظام الأرجل الفريد من عدة أنابيب PVC متصلة ببعضها البعض بمفاصل دوارة. ويتم دفع الهيكل إلى الأمام بواسطة شراع يلتقط الرياح، كما يتم تخزين الهواء في معدات مصنوعة من زجاجات بلاستيكية، مما يسمح للهيكل بالاستمرار في الحركة حتى في حالة هدوء الرياح.

تظهر المنحوتات وكأنها هياكل عظمية لحيوانات، مزودة بأطراف مفصيلة وأجنحة، وأحيانا حتى ذيول. وتستمد هذه الهياكل حركتها من قوة الرياح، مما يجعلها قادرة على السير بطريقة تذكرنا بالحركة الطبيعية للكائنات الحية.

الفنان يتحدث عن مشروعه

يصف يانسن هذه العملية التي تقوم بها أعماله الفنية، بأنها رقصة معقدة بين قوانين الفيزياء والإبداع الفني. يتطلب تصميم كل ساق دقة متناهية لضمان استقرار وحركة الكائن الأمامي.

كانت النماذج الأولية التي ابتكرها يانسن، المعروفة باسم "أنيماري"، بسيطة للغاية. ولكن في النماذج اللاحقة، أضاف عضلات ومفاصل ومعدات تخزن الهواء المضغوط، مما يسمح لهذه الكائنات بالحركة بشكل متقطع في حالة عدم توفر الرياح.

في إحدى المقابلات، أوضح يانسن أنه لا ينظر لنفسه كفنان ذكي يوجه هذه الكائنات. بدلا من ذلك، يشعر أنه يتبع توجيهات الأنابيب، مجبرا على تصميم هيكل الكائن بناء على شكلها واتجاهها.

ويؤكد الفنان أن الهدف الرئيسي من مشروع "الكائنات الشاطئية" هو إظهار العلاقة الوثيقة بين البشر والطبيعة، واستكشاف إمكانية تحقيق توافق بين التكنولوجيا والبيئة.