قرش قالب الكعيكة: قرش صغير الحجم يهاجم أغلب المخلوقات البحرية بشراسة

بعضنا يعرف شكل أو أكثر من أسماك القرش، لكن ما لا يعرفه أغلبنا أن أسماك القرش تصل أنواعها إلى 400 نوع، النوع الذي بصدد عرضه الآن هو قرش خطير جداً، على الرغم من حجمه الصغير، هو قرش قالب الكعيكة أو القرش السيجاري.

قرش قالب الكعيكة

تعد أسماك قرش قالب الكعيكة نوعاً صغيراً من أسماك القرش، في حجم قطة منزلية، لكنه قادر على مهاجمة الحيوانات المفترسة عدة أضعاف حجمه ويسبب جرحاً بشكل مخروطي في جسم الفريسة.

تم اكتشاف قرش الكعيكة Isistius brasiliensis في أوائل القرن التاسع عشر من قبل علماء الطبيعة الفرنسيين ولكن لم يدرك علماء البحار حتى سبعينيات القرن الماضي مدى شجاعة وخطورة هذه الكائنات البحرية الصغيرة.

حتى تلك اللحظة، كانت الجروح المخروطية العميقة التي وثقها الباحثون في كثير من الأحيان على جميع أنواع الحياة البحرية، من الأسماك الصغيرة إلى الدلافين وحتى أسماك القرش البيضاء الكبيرة، لغزاً، في عام 1971 عندما اكتشفوا قطعاً مخروطية صغيرة من اللحم في معدة أسماك قرش الكعيكة، حيث بدأ علماء البحار يدركون أن هذه الأسماك الصغيرة مخادعة ويمكن أن تصيب بعضاً من أشرس المخلوقات في المحيط.

كيف يهاجم قرش قالب الكعيكة الفريسة؟

قبل اكتشاف أن قرش قالب الكعيكة وراء الجروح المخروطية، اعتقد الناس أن هذه الجروح البشعة التي توجد غالباً في جميع أنواع كائنات الحياة البحرية ناتجة عن القمل الطفيلي أو الجلكيات أو الالتهابات البكتيرية أو بعض الكائنات الغامضة الأخرى، لكن بعد دراسة الفم والأسنان التي تشبه المنشار في هذه السمكة، أدركوا مدى خطورة عضة هذه السمكة الصغيرة.

على ما يبد، فإن الألسنة المتحركة لأسماك القرش والشفاه الكبيرة تسمح لها بالإمساك بفريستها عن طريق تشكيل فراغ على سطح أملس، ثم يغرقون أسنانهم الحادة وباستخدام حركات ملتوية، يستخرجون قطعاً من اللحم، تاركين وراءهم حفراً ملطخة بالدماء، هذه ليست جروحاً طفيفة أيضاً، حيث أن أشد الجروح التي تم توثيقها على الإطلاق كانت بعرض 5 سم وعمق 7 سم.

معلومات عن قرش قالب الكعيكة

لا يُعرف سوى القليل عن هذه الأسماك، لأنها لحسن الحظ مخلوقات تعيش في الأعماق، حيث يقضون النهار على أعماق تصل إلى 3500 متر، لكنهم يقتربون من السطح ليلاً، حيث نادراً ما تغامر الفريسة في مجالها.

هذه الحيوانات المفترسة الصغيرة لها جوانب سفلية متوهجة تعطي ضوءاً ساطعاً، باستثناء طوق داكن حول أعناقهم، يشبه هذا اللون صورة ظلية سمكة متأرجحة عند رؤيتها من الأسفل، بينما يتطابق توهجها المخضر مع ضوء القمر، عندما يأخذ مفترس آخر الطُعم ويقترب من السمكة التي يعتقدها عاجزة عن الهجوم، يصبح هو الفريسة لها.

آلية صيد أسماك قرش قالب الكعيكة

آلية صيد هذه الأسماك غير معروفة، لذا يجب اعتبار ما قد يرد مجرد تكهنات من قبل علماء الأحياء البحرية ولكن هناك شيء واحد مؤكد، هذا القرش بحجم القط وعُثر على جروح تشبه الحفرة التي يمكن أن تكون ناجمة عن لدغة شبيهة بالمنشار، على 48 نوعاً على الأقل من الحيتان أو الدلافين، بما في ذلك الحيتان القاتلة والعديد من أنواع أسماك القرش والفقمة وسمك الراي اللساع وسمك التونة وسمك أبو سيف.

من المعروف أنها أيضاً قادرة على مهاجمة حتى الغواصات النووية، مما يتسبب في بعض الأحيان في أضرار جسيمة. وفقًا لـ Elasmo-Research، في السبعينيات من القرن الماضي، كانت هجمات هذه الأسماك على الأجزاء اللينة من الغواصات، مثل الكابلات المكشوفة وقباب السونار المطاطية، أعاقت السفن المائية في بعض الأحيان لدرجة أنها احتاجت إلى العودة إلى القاعدة لإجراء الإصلاحات.

كانت أسماك القرش الصغيرة جزءاً من السبب وراء تزويد أجزاء الغواصة النووية اللينة بأغطية من الألياف الزجاجية وبالتالي حل المشكلة، كما أُبلغ عن أنه في بعض الحالات الشديدة، كانت لدغة هجمة السمكة شديدة لدرجة أنها تسببت في تسرب الزيت الموجود داخل معدات السونار، مما يجعلها غير مجدية.

هل تهاجم الإنسان؟

الأشخاص الذين يغامرون بالخروج في المياه العميقة ليلاً هم أيضاً فريسة محتملة، حيث أنه في عام 2009 أصيب رجل كان يحاول السباحة لمسافة 30 ميلاً بين هاواي وماوي ليلاً بجزء كبير من اللحم من صدره بواسطة هذه السمكة وفي عام 2019 عانى اثنان من السباحين المشاركين في تحدي المحيطات السبعة من تمزقات كبيرة في معدتهم أو أرجلهم أو أكتافهم.

هناك أيضاً العديد من سجلات الجثث التي تم انتشالها من الماء والتي قتلت على يد سمكة قرش قالب الكعيكة.

لذا، إذا كنت لا ترغب في قطع قطعة من اللحم من جسمك بواسطة مخلوق صغير ولكنه خطير للغاية، فتأكد من البقاء بعيداً عن المياه العميقة في المناطق المعروفة بأنها مأهولة بأسماك قرش قالب الكعيكة. ^[1]