لماذا يعد إجبار الطفل على تقديم الاعتذار عند الخطأ مضرا؟

يأمل كل أب وأم في أن يتعلم الطفل كيفية تحمل خطئه، لذا نشاهد كثيرا آباء يجبرون أطفالهم على تقديم الاعتذار عند ارتكاب الهفوات، على الرغم من أن ذلك ليس كافيا في أغلب الأحوال إن لم يكن جميعها، بل من الوارد أن يضره، كما نوضح الآن.

تقديم الاعتذار غير كاف

في وقت يبدو إلزام الطفل أو ربما إجباره على تقديم الاعتذار عن ارتكاب الخطأ، من الأمور التربوية الصحيحة، فإنه على العكس من ذلك بالنسبة للخبراء والمتخصصين، حيث لا يحقق للطفل الفائدة المرجوة، المتمثلة في معرفة الخطأ ومن ثم تحمل تبعاته.

يرى الخبراء أن قيام الطفل بتقديم الاعتذار لا يعلمه شيئا، بل وربما يصبح الاعتذار فيما بعد هو وسيلته الذكية من الإفلات من الأزمات بعد ارتكاب الأخطاء، الواحدة تلو الأخرى.

لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل من الوارد أن يضر تقديم الاعتذار الطفل على الصعيد النفسي، عندما يؤدي إجباره على هذا الأمر إلى إحساسه بالخجل والحزن، وهي صفات سلبية ربما تؤثر على ثقة الطفل في نفسه على المدى البعيد، ترى ما الحل؟

كيفية تقديم الاعتذار

بينما يبدو الطفل الآخر المتضرر من خطأ طفلك في بعض الحالات، غير مستفيد بكلمة أو عبارة بسيطة مثل أنا أعتذر، لأنها لن تعيد الوقت إلى الوراء بالنسبة إليه، فإن تقديم الاعتذار من جانب الطفل المخطئ، يجب أن ينبع من داخله.

يتطلب الأمر عند ارتكاب الطفل لخطأ ما، الإشارة إلى نتيجة تلك الهفوة بوضوح على البشر الآخرين، حيث ينصح مثلا عند قيام الطفل بالإساءة لطفل آخر، بحثه على التصرف بطريقة تساهم في مساعدة الطفل الآخر، ولا تتلخص في ذكر كلمة اعتذار فحسب، حينها تتبدل مشاعر الخجل عند الطفل المخطئ إلى مشاعر بالراحة، عندما يجد أنه نجح في تصحيح الأزمة بصورة فعالة، علاوة على أن ذلك يساعد على التخفيف عن الطفل الغاضب.

من هنا ينصح في وسط المواقف التي تشهد قيام طفلك بالإساءة لشخص ما، أن نسعى لدفع الطفل إلى التعاطف مع هذا الشخص، ذلك بأن نشير إلى كيفية تحوله لشخص حزين بعد ما ارتكب الطفل من أفعال خاطئة في حقه، كما يفضل أن يحتوي اعتذار الطفل على سبب اعتذاره بوضوح، تماما مثلما يجب أن يكشف هذا الاعتذار عن كيفية تعويض الطفل للشخص المتضرر، حتى لا يكرر الخطأ مرة أخرى.

هذا المقال لماذا يعد إجبار الطفل على تقديم الاعتذار عند الخطأ مضرا؟ ظهر لأول مرة على موقع قل ودل - حيث كل محتوى قيم