من الإساءة والتنمر إلى المنع.. تفاصيل وقف إعلان ملابس داخلية في مصر

طرحت إحدى شركات الملابس الداخلية المعروفة في مصر، مع الساعات الأولى لحلول شهر رمضان المبارك، إعلانًا تروجيًا، أثار سخط رواد مواقع التواصل الاجتماعي على مدار اليومين الماضيين.

ويرجع سبب غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي من الإعلان، لما يتضمنه من مشاهد وعبارات وصفت بـ «المهينة» لبعض فئات المجتمع المصري، فضلًا عن الإساءة للفقراء والتنمر عليهم وتصويرهم بمشهد المنبوذين من طبقات اجتماعية أخرى، وذلك على حد وصف الغاضبين من الإعلان.

ما سبق، يتضح في تعليقات بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر على الإعلان، كان بينهم على سبيل المثال حساب على موقع «تويتر» يحمل اسم «دكتور شديد»، والذي علق قائلًا: «إعلان مهين جدًا، حد يقول للشركة أن اللي لابس فانلة داخلية مقطعة معهوش يشتري».

في نفس السياق، كتب حساب آخر على الموقع نفسه، يحمل اسم «أحمد»، قائلًا: «من شوية شفت الإعلان، وهو إعلان معبر عن رؤية المنتج لزبائنه اللي أرجو أنهم لو لسه بيشتروا يتوقفون عن اختيار منتج بيحتقرهم بشكل لزج وخال حتى من الفكاهة السمجة».

ولم يكن التنمر والسخرية من الفقراء وحدهم سبب غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر من الإعلان، إذ اعتبر عددًا آخر أن الإعلان المثير للجدل يتضمن إساءة بالغة للأطباء، وذلك بعد تجسيد أحد ممثلي الإعلان لدور الطبيب، والذي ظهر بمظهر المتعجرف الذي يتقاعس عن أداء واجبه المهني وفقًا لمستوى معيشة المريض ومظهره الخارجي.

ودفع المظهر غير الأخلاقي الذي ظهر عليه الطبيب في الإعلان، إلى إصدار نقابة الأطباء المصرية، لبيانٍ عاجل، أدانت فيه المظهر السيئ الذي ظهر عليه الطبيب، وطالبت المنوطون بالأمر بوقف إذاعة الإعلان فورًا.

وقالت نقابة الأطباء المصرية، في بيانها، إنها رصدت أحد الإعلانات التجارية التابع لإحدى شركات الملابس الداخلية، يسيء للمواطن المصري والفرق الطبية، وذلك على حد زعمها.

وأكدت النقابة رفضها واستهجانها لما ورد بالإعلان شكلًا ومضمونًا، لانطوائه على «تنمر صريح وواضح على المواطن المصري، وتأجيجه لمشاعر الشعب المصري وإظهار المواطن المصري بصورة لا تليق».

وأضافت: «الإعلان التجاري تضمن أيضًا إساءة وإهانة للفريق الطبي حيث أظهر المواطن المصري في صورة مريض يطلب الكشف الطبي ويقوما طبيب وممرضة بالسخرية والتهكم على ملابسه الممزقة، وهو ما ينتفي مع سلوك الفريق الطبي وتجرمه لوائح آداب المهن المختلفة وفي مقدمتها المهن الطبية».

واختتمت نقابة الأطباء المصرية بيانها، بمطالبة الجهات المعنية بوقف بث هذا الإعلان فورًا والتحقيق مع المسؤولين عن إنتاجه ونشره، مؤكدة أنها ستتخذ كافة الإجراءات القانونية ضد هذه الإعلانات التي تسيء إلى الشعب المصري ومهنة الطب في مصر.

وعلى نفس منوال بيان نقابة الأطباء المصرية، ناشد عددًا من الإعلاميين والأطباء والشخصيات المعروفة في مصر، المجلس الأعلى للإعلام بسرعة اتخاذ قرار بوقف الإعلان الذي تسبب في حالة من الغضب والغليان على مواقع التواصل الاجتماعي طيلة الساعات الماضية.

وعليه، أصدر المجلس الأعلى للإعلام، عصر اليوم الأحد، بيان رسمي، يفيد بوقف الإعلان، ومنع إذاعته نهائيًا على أي قناة مصرية.

وقال «الأعلى للإعلام» في بيانه: «قررت هيئة المكتب بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام وقف عرض الإعلان بعد رصد عدد من المخالفات التي شابته، إذ خالف الإعلان عدداً من المعايير التي حددها المجلس للإعلانات والبرامج».

وأضاف البيان: «كذلك أثار الإعلان استياء الجمهور وخاصة نقابة الأطباء وذلك لما تتضمنه من محتوى يتعارض مع آداب وأخلاقيات المجتمع المصري، كما أنه يتعارض مع الآداب العامة والذوق العام».

واستند «الأعلى للإعلام» في قراره بمنع إذاعة الإعلان، لمخالفته كود الأخلاق الذي ينص علي عدم التحقير من الأشخاص، وكذلك مخالفة كود الأعمال الدرامية والإعلانية الذي ينص علي عدم اللجوء إلى الألفاظ البذيئة وفحش القول والحورات المتدنية والسوقية، بالإضافة لمخالفته للمادة 16 من لائحة الجزاءات والتي تنص علي أن استخدام ألفاظ تؤذي مشاعر الجمهور مخالفة تقتضي توقيع الجزاء علي المخالف.