;

موقع إلكتروني مثير للجدل يرصد أماكن أطفال اليابان المزعجين

  • تاريخ النشر: الإثنين، 22 مارس 2021
موقع إلكتروني مثير للجدل يرصد أماكن أطفال اليابان المزعجين

من الأشياء المهمة لكل شخص في رحلة البحث عن منزل جديد معرفة الكثير عن المنطقة السكنية قبل الانتقال إليها، لكن أن يكون العامل الرئيسي هو الضوضاء، هذا ما أثاره موقع إلكتروني ياباني.

موقع إلكتروني ياباني يثير الجدل بين موافق ومعارض [1]

أثار موقع الويب الياباني الذي يرسم خرائط الأحياء والأماكن السكنية الأكثر ضوضاءاً وإزعاجاً في اليابان لمساعدة الناس على تجنب الإزعاج عند البحث عن مكان جديد للعيش فيه جدلاً واسعاً.

حيث اتهمه الكثير من الناس بانتقاد السلوك الطبيعي للبشر مثل بكاء الأطفال أو التحدث بصوت عالٍ.

في حين لا تزال اليابان تُصوَّر أحياناً على أنها الأرض الهادئة، إلا أنها في الواقع واحدة من أكثر الدول ضوضاءاً على سطح هذا الكوكب.

مع وجود أكثر من 90٪ من سكانها البالغ عددهم 126 مليون نسمة يعيشون في مناطق حضرية، يعد التلوث الضوضائي جزءاً من الحياة اليومية ولا عجب في أن الكثيرين يقدرون السلام والهدوء أكثر من أي وقت مضى.

حتى أن اليابان صاغت مصطلحاً خاصاً يصف الشخص الذي يتحدث بصوت عالٍ ويتسبب في الإزعاج متجاهلاً تماماً الأشخاص من حوله، حيث يُطلق عليهم dorozoku أو قبيلة الشوارع.

هم محور المنصة الإلكترونية المثيرة للجدل التي ترسم خرائط للأحياء اليابانية والمناطق السكنية التي يُحتمل أن تعاني فيها من الضوضاء.

هذه المنصة الاإلكترونية هي DQN Today من بنات أفكار مطور ويب مستقل عمره 40 عاماً من يوكوهاما.

يُزعم صاحب المنصة أنه يعمل من المنزل منذ 12 عاماً وقد وجد نفسه غير قادر على العمل في بعض الأيام بسبب المشاجرة المستمرة من قبل الأطفال الصاخبين الذين يتسكعون حول منزله.

قرر هذا الشخص الذي فضل عدم الكشف عن هويته، إنشاء موقع على شبكة الإنترنت حيث يمكن للناس مشاركة تجاربهم السيئة مع مَن أطلقوا عليهم اسم قبيلة الشوارع.

في البداية مر موقع DQN Today تقريباً دون أن يلاحظه أحد ولكن مع اكتساب ظاهرة قبيلة الشوارع مزيداً من الاهتمام في اليابان ومع التزام الناس بمنازلهم في الآونة الأخيرة بسبب  جائحة كورونا أصبحت الضوضاء التي يصدرها الجيران أو أطفالهم مشكلة على الصعيد الوطني.

موقع DQN Today المعروف باسم خريطة Dorozoku أو قبيلة الشوارع، يضم حالياً أكثر من 8000 موقع لأحياء ومناطق سكنية مسجلة في جميع أنحاء اليابان، أُرسلت بواسطة المستخدمين على أنها الأكثر إزعاجاً.

من المفترض أن تكون الخريطة بمثابة دليل للأشخاص الذين يجدون التحدث بصوت عالٍ والأصوات التي يصدرها الأطفال الذين يلعبون في الشوارع أو خارج منازلهم مزعجة للغاية حتى يتمكنوا من البقاء بعيداً عنها.

مدير الموقع مهندس أنظمة عبر الإنترنت يستخدم الاسم المستعار Seaget، يراجع جميع التقارير المقدمة إلى الموقع من قبل أشخاص متشابهين في التفكير ويقوم بتصفية الأشخاص الذين يعتبر آرائهم لا أساس لها من الصحة.

أثارت خريطة dorozoku على الإنترنت جدلاً ساخناً وواسعاً في اليابان وخارجها حيث يدعي مؤيدوا المشروع أنه طريقة غير تصادمية للشكوى من مشكلة التلوث الضوضائي التي يسببها الجيران والأطفال والتوعية بها.

كما أنه لن يؤدي التنفيس المباشر إلى عائلة الأطفال المزعجين إلا إلى إثارة النزاع والمشاكل التي هم في غنى عنها وبهذه الطريقة يمكن للأشخاص الذين يرغبون في تجنب المناطق الصاخبة القيام بذلك.
من ناحية أخرى يزعم منتقدو DQN Today أنها تغذي السلوك المعادي للمجتمع في اليابان ويُنظر إليه من قبل الكثيرين على أنه رمز لمستوى التسامح المنخفض في البلاد تجاه السلوك الطفولي العادي وضوضاء الشوارع.

كما أنه من الطبيعي في وجهة نظرهم أن تعج المجتمعات الصاخبة بالحياة والضوضاء وأن هذا يعتبر سلوكاً فظاً للغاية من قِبَل مستخدمي الموقع.

توجه Seaget مؤسس DQN Today إلى مدونة الموقع لتوضيح أنه بعد التحدث مع صحيفة Asashi Shinbun اليابانية، يرفض الحديث مع وسائل الإعلام حيث تم تحريف تصريحاته بشكل خاطئ على ما يبدو من قبل الصحفيين الذين صوروه على أنه معادٍ للمجتمع.

حاول توضيح أنه ليس لديه مشكلة في لعب الأطفال بالخارج ولكن هناك حالات يمكن أن يصبح فيها ضجيجهم غير محتمل.

نص تصريحه: ليس لدي أي شكوى أو مشاكل مع الأطفال الذين يلعبون في الخارج ومع ذلك يسمح بعض الآباء لأطفالهم باللعب أمام منازل الآخرين لساعات كل يوم، هذه ممارسة خطيرة ومزعجة يمكن أن تؤدي في بعض الأحيان إلى حوادث الطرق.

وأضاف: يعاني بعض الأشخاص الذين يعملون في المستشفيات أو في النوبات الليلية من مشاكل خطيرة في النوم، لقد عانيت من هذا بنفسي ولقد وجدنا أن الكثير من الناس يعانون من مشاكل كثيرة بسبب ذلك ولا أحد مهتم أو قادر على حل مشاكلهم.

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه