هشاشة العظام.. تعرف على أسبابها وأعراضها وطرق الوقاية منها

تحولت هشاشة العظام إلى كابوس يهدد صحة العديد من البشر حول العالم، خاصة في مراحل عمرية متقدمة. لذلك، يسعى العديد من الباحثين والمتخصصين إلى فهم الأسباب والأعراض المبكرة التي يمكن من خلالها اكتشاف الإصابة. يساعد ذلك على تجنب المعاناة إلى حد كبير، والبحث عن علاجات أكثر فاعلية لتخفيف المعاناة.

يلعب اليوم العالمي لهشاشة العظام دورا مهما لتحقيق هذه الأهداف، من خلال زيادة الوعي بهذه الحالة. وبالتالي إمكانية التعامل معها وعدم تجاهلها من قبل المريض. كما يهدف إلى التحذير بأن هذا المرض يمكن أن يحدث في أي عمر، لكن عوامل الخطر تزداد إلى حد كبير عندما يكبر الشخص.

وفي التقرير التالي، نستعرض معكم تاريخ وأهمية يوم هشاشة العظام العالمي. بالإضافة إلى أسباب الإصابة، والأعراض الشائعة التي يمكن من خلالها اكتشاف الإصابة مبكرا. وغيرها من المعلومات عن العلاج وطرق الوقاية.

اليوم العالمي لهشاشة العظام

في عام 1996، تم الاحتفال لأول مرة باليوم العالمي لهشاشة العظام، بعد أن قررت الجمعية الوطنية لهشاشة العظام في المملكة المتحدة، تأسيسه لمساعدتها في بذل المزيد من الجهود للتوعية وزيادة التثقيف. وبالفعل، أقيم الحدث في ذلك العام بالتعاون مع المفوضية الأوروبية.

وفي العام التالي، لاقى يوم هشاشة العظام ترحيبا كبيرا من عدد من الدول حول العالم. ولذلك، انتقلت المسؤوليات التنظيمية إلى الجمعية الدولية لهشاشة العظام، والتي قررت رعايته سنويًا منذ ذلك الوقت. كذلك، قررت منظمة الصحة العالمية رعايته.

على مدار السنوات الماضية، استطاع اليوم العالمي لهشاشة العظام أن يحقق إنجازات في التوعية من مخاطر وجوانب هذه الإصابة. جاء ذلك من خلال تناول موضوعات مختلفة ساعدت في تحديد الجهود والتركيز على أسباب وعلامات الإصابة نفسها. ومن بين الموضوعات السابقة على مدار العقود: نمو العظام في مرحلة الشباب، علامات وأعراض كسور العمود الفقري.

ما هي هشاشة العظام؟

يصيب مرض الهشاشة عظام الإنسان، ويتطور مع انخفاض كتلة العظام وكثافة المعادن لدى الشخص. وكذلك عندما تحدث تغيرات في قوة العظام أو بنيتها. ورغم أن هذا المرض يمكن أن يصيب الشخص في أي عمر، إلا أنه أكثر شيوعا لدى كبار السن.

وتشير الدراسات أيضا إلى إنه يصيب النساء أكثر من الرجال. واحدة من كل ثلاث نساء، وواحد من كل خمسة رجال فوق سن الخمسين يعانون من مرض هشاشة العظام. كما يتسبب مرض هشاشة العظام في حدوث ما يقرب من 9 ملايين كسر في جميع أنحاء العالم كل عام.

ومن المتوقع إنه بحلول عام 2050، تزيد حالات كسور الورك لدى الرجال بنسبة تزيد عن 300%.

أسباب هشاشة العظام

تتعدد الأسباب التي يمكن أن تؤدي في النهاية إلى هشاشة العظام سواء بين النساء أو الرجال. وفي السطور التالية، نستعرض معكم ما هي أسباب هشاشة العظام؟

العمر

يعتبر التقدم في العمر من أكثر العوامل شيوعا، والتي يزيد عندها خطر الإصابة بهشاشة العظام. في هذه المرحلة، تفقد العظام كثافتها بشكل طبيعي مع التقدم في السن.

الجنس

كشفت الأبحاث أن النساء أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام، خاصة في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث. يرجع ذلك إلى انخفاض مستويات هرمون الاستروجين الذي يلعب دورا رئيسيا في الحفاظ على صحة العظام.

العوامل الوراثية

تلعب الجينات أيضا دورا في الإصابة بهشاشة العظام. لذلك، إذا كان لديك تاريخ عائلي للإصابة بهذا المرض، ربما تكون أكثر عرضة للإصابة بها.

نقص الكالسيوم وفيتامين د

الفيتامين والمعادن تلعب أيضا دورًا حيويًا في بناء العظام والحفاظ على قوتها. وبالتالي عليك ألا تتجاهل نقص معدلاتها في جسمك.

بعض الأدوية

يمكن أن تزيد بعض الأدوية مثل الكورتيكوستيرويدات، من خطر الإصابة بهشاشة العظام.

أسلوب الحياة

يمكن أن يساهم كل من التدخين، الإفراط في تناول الكحول، بالإضافة إلى قلة النشاط البدني في ضعف كتلة العظام وبنيتها.

بعض الحالات الصحية

تزيد أيضا بعض الأمراض من خطر الإصابة بهشاشة العظام، مثل مرض السكري، أمراض الغدد الصماء، والتهابات الأمعاء، وغيرها.

أعراض هشاشة العظام

إذا كنت تتساءل: كيف تعرف أنك مصاب بهشاشة العظام؟ أو ما هي الآلام التي تسببها هشاشة العظام؟ في السطور التالية، نستعرض معكم أبرزها:

ألم في الظهر أو المفاصل

تبدأ الأعراض المبكرة لمرض هشاشة العظام من خلال الشعور بآلام في بعض المناطق بالجسم، خاصة الظهر والمفاصل، سواء أثناء الحركة أو بذل أي مجهود.

انحناء في العمود الفقري

تعتبر آلام العمود الفقري أيضا مؤشرا مهما. وبشكل خاص إذا شعرت أو لاحظت انحناء في ظهرك.

فقدان الطول

فقدان بعض السنتيمترات من طولك، سواء من خلال مقاسات الملابس التي ترتديها أو متابعتك الشخصية لنفسك، قد يكون علامة على هشاشة العظام.

كسور سهلة الحدوث

من بين العلامات الرئيسية، خاصة في بعض المناطق مثل الورك والعمود الفقري والمعصم.

علاج هشاشة العظام

للأسف، لا يوجد حتى الآن علاج شاف لمرض هشاشة العظام. ولكن بشكل عام يمكن اتخاذ العديد من الإجراءات للحد من تطور المرض وتقليل خطر الإصابة بالكسور، مثل:

الأدوية

هناك مجموعة من الأدوية والعلاجات المتاحة التي تساعد على زيادة كثافة العظام؛ وبالتالي تقليل خطر الإصابة بكسور.

التغذية

يلعب النظام الغذائي الصحي دورا مهما في دعم صحة العظام. لذلك، يجب الحرص على تناول نظام غذائي غني بالكالسيوم وفيتامين د.

التمرينات الرياضية

يجب ممارسة بعض التمارين الرياضية لدعم كتلة العظام وقوتها، مثل المشي ورفع الأثقال الخفيفة.

تجنب العادات الضارة

يساعد تجنب العادات الضارة مثل التدخين والإفراط في تناول الكحول، في حماية جسمك وعظامك.

طرق الوقاية من هشاشة العظام

إذا كنت تتساءل: كيف أتخلص من هشاشة العظام؟ ففي الواقع، يمكنك اتخاذ العديد من الإجراءات للوقاية من هشاشة العظام أو تأخير ظهورها، مثل ممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على كمية كافية من الكالسيوم وفيتامين د، من خلال الغذاء أو المكملات الغذائية. بالإضافة إلى الإقلاع عن التدخين والحفاظ على وزن صحي.

وفي النهاية، لا تنس إجراء الفحوصات الدورية لقياس كثافة العظام، وتشخيص المرض في مراحله المبكرة. وإذا كنت تعتقد أنك ربما تعاني من أعراض الإصابة بهشاشة العظام، استشر طبيبك فورا لتشخيص حالتك وتحديد العلاج المناسب.