هل يتفوق بحث “تيك توك”على محرك “جوجل”؟

هل أصبحت معلومات تيك توك أكثر ثقة بالنسبة إلى الأجيال القادمة؟ خلال الكثير من السنوات السابقة لم يكن هناك أي شيء يمكن مقارنته بالبحث عبر موقع جوجل، فهو كالمصباح السحري الذي تطرح عليه أسئلتك بأي شكل تريده ثم يجيبك تفصيلًا وإجمالًا، وحتى الآن يعتبره الكثيرين طوق النجاة للتعرف على ما لا يعرفونه من أسرار وخبايا العالم أو للإجابة عن الأسئلة التي تحيرهم، ولكن مع سطوع نجم “تيك توك” تغير الحال لدى كافة مواقع التواصل الاجتماعي ثم أتى دور محرك البحث الأشهر في العالم “جوجل”.

أسباب تفوق بحث “تيك توك”

بدأ الكثير من الأشخاص يستخدمون خدمات البحث المقدمة من خلال تيك توك للوصول إلى ما يريدونه بسهولة ويسر وسرعة أيضًا مع تراجع اعتمادهم بشكل كبير على موقع جوجل فما السبب وراء ذلك؟

المعلومة المختصرة

يمكن أن يكون الوصول إلى معلومة مختصرة هو أول أسباب استخدام موقع تيك توك في البحث، فبكتابة كلمات قليلة تصل إلى مئات من مقاطع الفيديو التي لا تتجاوز الثلاث دقائق وبعضها لا يزيد عن دقيقة واحدة والتي تتحدث جميعًا عن المعلومة التي تريدها.

الثقة

لا تُذكر المعلومة من قبل أفراد مجهولة كما يحدث في الكثير من المواقع، ولكنها تخرج من أشخاص يظهرون أمامك، وهو ما يزيد الثقة بين المتلقي ومن يذكر تلك المعلومة.

هناك الكثير من المؤثرين الذين يسهلون وصول المعلومة للمتلقي لأنه يثق بهم ولتوضيحها بسلاسة، وهو ما يجذب المراهقين لاعتمادهم على السرعة وتأثرهم بهؤلاء من صناع المحتوى.

عدد المشاهدات والتعليقات

لا يمكنك أن تعرف عدد زيارات المواقع التي تتصفحها عبر جوجل، ولكن عبر تيك توك يمكنك الاطلاع على التعليقات حول مقطع الفيديو وعدد مشاهداته وعدد المعجبين به وكذلك ردود البعض على هذا المقطع بمقاطع فيديو أخرى سواء بالسلب أو الإيجاب، وهو ما يمنحك كبسولة مغلفة سريعة الهضم بها كافة المعلومات التي تريدها مع نبذة مختصرة عن الموضوع ككل وآراء المتابعين مثلك وردود آخرين متخصصين وغيرها من الأشياء التي تجعل الأفراد يثقون فيما يُقدم إليهم.

نبرة الصوت

نعلم جميعًا أن المعلومات المذكورة صوتيًا أفضل بكثير من تلك المكتوبة، لأنه مع استماعك للشخص المتحدث فإنك تفهم تمامًا ما يريد أن يوصله لك دون الوقوع في اللبس الذي يحدث من كتابة الكلمات الخالية من المشاعر، والتي تُفقد العبارات تأثيرها وتجعلك تخطئ فهمها.

مربع البحث الخاص بكل مقطع

إذا كنت تشاهد مقطع فيديو وقمت بفتح التعليقات ستعثر على مربع به أكثر سؤال متداول حول محتوى هذا المقطع، ومن خلال هذا السؤال ستحصل على إجابة حول ما دار في ذهنك عندما شاهدته.

نقال المعلومات

هناك بعض الأشياء الأخرى التي تجعل البحث في تيك توك ممتعًا والتي لا تبدو احترافية لكنها تدعم فكرة سهولة البحث ولم يقصد موقع تيك توك الحصول عليها، لكن متابعينه كانوا السبب بها وهي “نقال المعلومات”، فبعض مقاطع الفيديو تكون غامضة عن قصد من قبل صناعها لزيادة التفاعل، وهنا يأتي دور نقال المعلومات هذا الذي يتطوع ويشرح مقصده أو المعلومة التي يخفيها صانع المحتوى وينوي ذكرها في مقطع مستقل، ومع الوقت بدأ المتابعين الآخرون يطلبون نقال المعلومات بالكتابة في التعليقات، لتتوالى الإجابات التوضيحية عليهم.

هل يعني ذلك أن موقع جوجل قد فقد مصداقيته؟ بالطبع لا فمازال هناك الكثير من الأفراد يريدون الوصول إلى المعلومة بشكل علمي وأكثر تفصيلًا أو الوصول إلى الصور والخرائط.

لا يمكنك الحصول على مواقع إخبارية تفصيلية عبر موقع تيك توك، لكن جوجل يوفر تلك الخدمة بالتأكيد وبكل اللغات.

في النهاية سيظل هناك الكثير ممن يفضلون موقعًا على الآخر، ولكن الأهم هو عدم الانسياق خلف أي معلومة تُطرح عبر الإنترنت دون التأكد منها من أكثر من مصدر لضمان المصداقية أو الاعتماد على المصادر الرسمية الموثوق بها.

تم نشر هذا المقال مسبقاً على القيادي. لمشاهدة المقال الأصلي، انقر هنا