هل يشتري المال السعادة؟ العلم يُجيب عن السؤال المحير

يعتقد الكثير من الأشخاص حول العالم أن السعادة شيئ نسبي ويختلف تعريفها من شخص لآخر لكن على ما أن العلم لديه نظري أخرى حول السعادة عموماً وحول السؤال الأزلى إذا كان المال يحقق السعادة خصوصاً.

هل المال يشتري السعادة؟

ففي دراسة علمية نشرتها مجلة Emotion توصل مجموعة من العلماء في جامعة ولاية سان دييغو الأميركية أن السعادة ترتبط بشكل مباشر بالمكانة الاقتصادية والاجتماعية للإنسان وكلما تحسنت الحالة الاقتصادية زاد شعوره بالسعادة.

كما أكد الباحث في مجال علم النفس جان توينج أن نظرية ارتباط الوضع الاقتصادي والمالي بالسعادة أصبحت أكثر واقعية في السنوات الأخيرة وهذا ما تكشفه العديد من الدراسات الاجتماعية.

حيث اعتمدت دراسة جامعة ولاية سان دييغو على أسلوب المسح الاجتماعي وشملت العينة 45 ألف مواطن أمريكي خلال فترات زمنية متفاوتة منذ عام 1972 وحتى عام 2016، وكان الهدف من الاستبيان التعرف على مدى سعادة هؤلاء الأشخاص حسب تغير دخلهم.

السعادة قرار

وقسم الباحثون العينة المشاركة في الدراسة إلى طبقات وفقاً لدخل كلاً منهم وتمت مراجعة بيانات العينة وتحديثها باستمرار مع عرض أسئلة حول مدى شعورهم بالرضا والسعادة خلال هذه السنوات.

بذلك كشفت الدراسة أن الأشخاص أصحاب الدخل المرتفع والثابت في آنٍ واحد أكثر شعوراً بالرضا من أصحاب الدخل المنخفض بخاصة إذا زاد الدخل السنوي عن مبلغ قدره 75000 دولار أي بدخل شهري يتجاوز الـ6 آلاف دولار.

المال والسعادة 

كما اثبتت الدراسة أنه كلما زاد الدخل عن هذا الرقم زاد الشعور بالسعادة والرضا عن الحياة عموماً لدى الأشخاص محل الدراسة ومن هنا خَلص الباحثون إلى أن المال يمكنه أن يوفر للإنسان السعادة والرضا.

في حين أوضح الباحث المشرف على الدراسة أن النتائج تغيرت بدرجة كبيرة في فترات السبعينيات والثمانينيات عما كانت عليه في الماضي حيث نفت الدراسات الأقدم فكرة أن المال يشتري السعادة وهو ما تغير بطبيعة الحال.

وأوضحت الدراسة عامل آخر يؤثر على السعادة وهو مستوى التعليم، فالأشخاص ذوي التعليم الجامعي أكثر شعوراً بالسعادة والرضا عن أنفسهم وعن حياتهم من الأشخاص ذوي التعليم دون الجامعي.

ويتوقع الباحث أن تنطلق المزيد من الدراسات في هذا المجال وأن يتم الوصول لنتائج أكثر تفصيلاً حول علاقة المال بالسعادة.