;

ولادة فأر لأبوين ذكور لأول مرة بالعالم: ماذا يعني هذا للبشر؟

  • تاريخ النشر: الجمعة، 31 يناير 2025
ولادة فأر لأبوين ذكور لأول مرة بالعالم: ماذا يعني هذا للبشر؟

في إنجاز علمي غير مسبوق، تمكن علماء في مجال الهندسة الوراثية، من إنتاج فأر ذي أبوين ذكور، استطاع الوصول إلى مرحلة البلوغ.

واعتمد الباحثون في تحقيق هذا الإنجاز على الهندسة الوراثية للخلايا الجذعية الجنينية، حيث قاموا بتعديل جينات رئيسية مسؤولة عن التكاثر بدقة لإنشاء هذا الفأر ثنائي الأبوة، ما مكنهم من تجاوز العقبات التي كانت تُعتبر سابقاً مستحيلة في عملية التكاثر لدى الثدييات باستخدام والدين من نفس الجنس.

وفي تجارب سابقة، كانت الأجنة الناتجة عن والدين ذكرين تتوقف عن النمو في المراحل المبكرة؛ لأن استخدام فأرين ذكور كان يتسبب في مشاكل أثناء الإخصاب، مما يؤدي إلى تشوهات خلقية خطيرة، إلا أن الباحثين وراء الدراسة الجديدة رجحوا أن السبب الرئيسي لهذه المشكلات يعود إلى جينات "التطبيع الجيني" (Imprinting Genes)، وهي جينات يجب أن تُورَّث من كلا الوالدين – الذكر والأنثى – لضمان تطور سليم.

التعديل الجيني.. الحل الحاسم

أوضح البروفيسور تشي تشو، أحد الباحثين الرئيسيين في الدراسة، أن "الخصائص الفريدة لجينات التطبيع جعلت العلماء يعتقدون أنها تشكل العائق الأساسي أمام التكاثر أحادي الجنس لدى الثدييات، حتى عند إنتاج أجنة ثنائية الأم أو ثنائية الأب صناعياً، فإنها تفشل في التطور الكامل، وتتوقف في مراحل معينة من النمو بسبب هذه الجينات".

  • اقرأ أيضاً

دراسة جديدة .. فئة من البشر لا يتأثرون بقلة النوم

وانطلاقاً من هذه الفرضية، قام الباحثون بتعديل 20 جيناً رئيسياً باستخدام تقنيات مختلفة، ثم زرعوا الأجنة المعدلة في أمهات بديلات، وبيّنت النتائج أن هذه التعديلات لم تمكّن فقط من إنتاج فئران بأبوين ذكرين، بل ساعدت أيضاً بعض هذه الفئران بالبقاء على قيد الحياة حتى مرحلة البلوغ.

تطبيقات واعدة رغم التحديات

ووصف البروفيسور غوان-تشنغ لوو، المؤلف المشارك في الدراسة من جامعة صن يات صن، أهمية النتائج قائلاً: "تؤكد هذه النتائج أن اضطرابات التطبيع الجيني هي العائق الأساسي أمام التكاثر أحادي الجنس لدى الثدييات. كما تفتح هذه المقاربة آفاقاً واسعة لتحسين نتائج تطور الخلايا الجذعية والأجنة المستنسخة، ما يمهد الطريق لتطور واعد في مجال الطب التجديدي".

لكن رغم هذا التقدم العلمي، لا تزال هناك تحديات كبيرة، حيث أظهرت الدراسة أن فقط 11.8% من الأجنة المعدلة نجحت في الوصول إلى الولادة، وحتى بعد ذلك، لم يتمكن جميعها من البقاء على قيد الحياة حتى البلوغ؛ بسبب عيوب في النمو.

كما واجهت الفئران التي بلغت مرحلة النضج مشاكل في النمو، وأعمارًا أقصر من المعتاد، وكانت جميعها عقيمة.

دراسة أعمق على حيوانات أكبر

ويسعى الفريق البحثي حالياً إلى تحسين النتائج من خلال دراسة تأثيرات التعديلات الجينية بشكل أدق، ومعرفة كيفية دعم الأجنة على التطور بطريقة طبيعية.

كما يخطط العلماء لتوسيع نطاق تجاربهم لتشمل حيوانات أكبر مثل القرود، لكن من غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت هذه التقنية ستصل يوماً إلى البشر.

  • اقرأ أيضاً

حقائق من حول العالم عن الحياة البرية

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه