"3 حبوب غلة".. كاميرات المراقبة تكشف لغز وفاة "طالبة العريش"

بعد حوالي نحو أسبوع من موجة الغضب العارم التي تفجرت على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، بعد الجدل الذي أثاره الغموض الذي صاحب واقعة وفاة طالبة بكلية الطب البيطري بالعريش، كشفت النيابة العامة أخيراً عن نتائج تحقيقاتها.

أمرت النيابة العامة المصرية، اليوم الأحد، بحبس طالبة وزميلها احتياطياً على ذمة التحقيقات، في قضية وفاة طالبة أخرى بكلية الطب البيطري بجامعة العريش، بعد أن تعرضت لضغوط نفسية نتيجة تهديدهما لها بنشر مراسلات وصور خاصة بها على مواقع التواصل الاجتماعي.

ووجهت النيابة للمتهمين تهمتي التهديد كتابة بإفشاء أمور تتعلق بالحياة الخاصة المصحوب بطلب "جناية"، والاعتداء على حرمة الحياة الخاصة للمجني عليها "جنحة"، وأمرت بالتحفظ على الهواتف الخلوية الخاصة بهما وبالمجني عليها لاستيفاء الإجراءات نحوها.

تفاصيل الواقعة

تداول بعض النشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي، في ساعة متأخرة من مساء الاثنين الماضي، ما يفيد بوفاة طالبة مصرية بكلية الطب البيطري بجامعة العريش، بعد أن تعرضت للتهديد والابتزاز من زميلة لها تدعى شروق كمال، زاعمين أن الأخيرة قامت بالتقاط صور خاصة للأولى بمرحاض المدينة الجامعية، بسبب مشادة وقعت بينهما، وهددتها بنشرها على الإنترنت بالتعاون مع عشيقها الذي يدعى طه.

وبحسب ما نشر حينها، قدمت الضحية الاعتذار رغم عدم إدراكها لأي ذنب اقترفته، إلا أن شروق واصلت تهديدها وابتزازها مدعومة في ذلك بتحريض من والدتها التي كشفت محادثات متداولة أنها صاغت بعض تفاصيل خطة نجلتها رفقة عشيقها للإيقاع بالفتاة الضحية فيما عرف بـ"الخطة الشيطانية".

ودشن النشطاء على ضوء المعلومات السابقة هاشتاج "حق طالبة العريش"، للمطالبة بالتحقيق في الواقعة ومحاسبة الطالبة شروق كمال وعشيقها طه، المسؤولان على حد زعمهم عن وفاة نيرة صلاح.

دس السم في وجبة الإفطار 

واستمرت تفاصيل الواقعة تتكشف رويداً، حيث زعم أصدقاء الطالبة المتوفاة، أن نيرة قتلت ولم تنتحر، وكتبت الصديقة المقربة للضحية بحسابها على منصة "إكس"، موجهة حديثها للطالبة المتهمة من قبلهم بـ"التجرد من إنسانيتها" لإقدامها على هذه الجريمة الشنعاء": "يعني أنتي تتخانقي مع واحدة معاكي في السكن وفي الغربة سوا تقومي تحطي لها سم في الأكل وهي بتفطر بعد صيامها".

رواية الصديقة المقربة لـ"نيرة" أكد عليها محامي الضحية، والذي كشف أن تقرير الصحة أكد أن سبب الوفاة هو هبوط حاد في الدورة الدموية نتيجة تناول طعام مسموم، موجهاً أصبع الاتهام إلى الطالبة شروق كمال المتهمة الرئيسية بابتزاز الضحية، وعشيقها طه، ووالدتها التي صاغت لها الخطة للانتقام من القتيلة.

• اقرأ أيضاً

لظهور أدلة جديدة.. تشريح جثمان طالبة العريش لبيان سبب الوفاة

وأشار أن مشرفة المدينة الجامعية ربما تكون متورطة هي الأخرى في ما وصفه بـ"جريمة القتل مع سبق الإصرار والترصد"، وذلك لإخفائها طعام الضحية فور نقلها إلى المستشفى وتبديله بأخر قبل وصول فرق التحقيق، لافتاً إلى وفاة قطة ضالة تناولت من نفس "سيرفيس" الأصلي الذي تناولت منه الضحية بعد إفطارها.

محادثات وصور فاضحة مع عامل توصيل

وكشفت مصادر، أمس السبت، عن وجود صور خاصة وفاضحة ومحادثات مع عامل ديليفري (توصيل) يدعى "سمسم"، أرسلتها شروق كمال من هاتف الضحية، مستغلة نومها، وعدم معرفتها بما تحيكه له من "خطط شيطانية" بحسب زعم صديقاتهما بالمدينة الجامعية التي وقعت بها الجريمة.

وقالت المصادر، إنه جرى القبض على العامل ويجري استجوابه حالياً لمعرفة علاقته بالواقعة وما يحويه هاتفه الجوال من رسائل وصور ومحادثات.

وأضافت المصادر أن الفتاة تحدثت مع والدتها قبل وفاتها بساعات وطلبت منها إرسال مبلغ مالي لها عبر إحدى المحافظ البنكية، مشيرة إلى أن الضحية كانت صائمة وعقب إفطارها وتناولها الطعام شعرت بآلام شديدة في المعدة، ونقلت إلى المستشفى ولكنها فارقت الحياة.

بيان النيابة العامة يكشف الحقيقة

وقالت النيابة العامة في بيان رسمي، نشرته بحساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الأحد، إنها استكملت التحقيقات في وفاة الطالبة المقيدة بكلية الطب البيطري بجامعة العريش واستبان من التحقيقات والتي شملت سؤال شهود الواقعة وتحريات الجهات الأمنية أن المتوفاة تعرضت إلى ضغوط نفسية ناجمة عن قيام إحدى زميلاتها (المتهمة الأولى) بتهديدها بنشر مراسلات نقلتها خلسة من هاتف المتوفاة إلى هاتفها.

• اقرأ أيضاً

لظهور أدلة جديدة.. تشريح جثمان طالبة العريش لبيان سبب الوفاة

وأضاف البيان "أن المتهمة أرسلت المراسلات إلى زميلها (المتهم الثاني) الذي قام بدوره بالتدوين على المجموعة التي تتضمن جميع طلاب الدفعة بالجامعة على تطبيق (الواتساب) بأن إحدى الطالبات (دون الإشارة إليها تحديدًا) لها مراسلات وصور خاصة بها مهدداً إياها بنشرها في الوقت الذي يختاره الطلاب على "الجروب" وصحب ذلك طلبه منها الاعتذار عما بدر منها من إساءة في حق المتهمة الأولى".

الاتهامات الموجهة للمتسببين في وفاة طالبة العريش

وتابع البيان: "وجهت النيابة العامة للمتهمين الاثنين تهمتي التهديد كتابة بإفشاء أمور تتعلق بالحياة الخاصة المصحوب بطلب "جناية" والاعتداء على حرمة الحياة الخاصة للمجني عليها "جنحة" وأمرت بحبسهما احتياطياً على ذمة التحقيقات والتحفظ على الهواتف الخلوية الخاصة بهما وبالمجني عليها لاستيفاء الإجراءات نحوها".

نيرة صلاح تنهي حياتها بتناول حبوب الغلة

وكشفت التحقيقات أن المتوفاة قامت بشراء حبوب غلة من أحد محلات بيع المبيدات الزراعية بالعريش، بعد أن توجهت إليه بسيارة أجرة، وأنها تناولتها في محاولة للانتحار، وتوفيت بعد نقلها إلى المستشفى.

وأشار البيان إلى أن فريق تحقيق النيابة العامة بالعريش، تتبع خط السير المتوقع للمتوفاة حال مغادرتها حرم المدينة الجامعية حتى توصلوا إلى أحد محلات بيع المبيدات الزراعية الذي أقر مالكه لأعضاء النيابة وبالتحقيقات بأن المجني عليها قد حضرت بسيارة أجرة لطلب شراء حبوب غلة وعقب إبلاغه لها بعدم توافرها؛ غادرت.

تسجيلات كاميرا المراقبة تؤكد إقدام طالبة العريش على الانتحار 

وتحققت النيابة العامة من صحة تلك الرواية عن طريق مشاهدة تسجيلات كاميرات المراقبة الخاصة بالمحل – كما تمكنت عن طريق تلك التسجيلات من تحديد رقم السيارة الأجرة التي كانت تستقلها المتوفاة، وبسؤال سائقها بالتحقيقات أقر بمرافقته للمتوفاة والتي قررت له بأنها طالبة بكلية الطب البيطري وأنها ترغب في شراء حبوب غلة لحاجتها لتلك الحبوب لأغراًض دراسية.

• اقرأ أيضاً

وقف ضابط والتحقيق مع "خلية الشياطين" في وفاة طالبة العريش

وأضاف السائق في تحقيقات النيابة، أنه قام بمرافقتها إلى "حانوت" أخر، والذي تبين غلقه إلا أنهما تقابلا مع مالكه والذي أبلغهما بوجود الحبوب المذكورة بمسكنه الخاص، فتوجها رفقته إلى هناك.

وكشف بيان النيابة، أنه باستدعاء الشخص سالف الذكر أقر بالتحقيقات بأنه قام ببيع عدد ثلاثة حبوب غلة للمتوفاة بمبلغ خمسة وخمسين جنيه.

النيابة تحذر من انتهاك حرمة الحياة الخاصة

وأكدت النيابة العامة في بيانها أنه جاري استكمال التحقيقات واستعجال ورود تقرير مصلحة الطب الشرعي للوقوف على سبب الوفاة تحديداً.

ونوهت النيابة العامة في ختام بيانها على صون حرمة الحياة الخاصة بمقتضى نصوص الدستور والقانون، مشيرة إلى أنها ستتصدى بحزم لأي وقائع تتضمن انتهاكاً لهذا الحق، كما ستتصدى لظاهرة النشر والتداول على مواقع التواصل الاجتماعي لأخبار من شأنها إثارة الرأي العام وإشاعة الفتن ونشر الكذب دون التريث والتحقق من المعلومات قبل النشر، وذلك للحفاظ على قيم المجتمع وتماسكه أمام أي سلوكيات دخيلة تعمل على تفكيكه وإبعاده عن ثوابته الأصيلة.

• اقرأ أيضاً

انتحار طالبة بعد تعرضها للابتزاز يفجر غضبا بمصر.. ما القصة؟