أبيات شعر وقصائد فهد العسكر أشهر شعراء الكويت
يعتبر فهد العسكر، أحد أهم شعراء الكويت، الذي درس فيها ومن ثم عاش لفترة في الرياض وعاد ليستقر في الكويت مرة أخرى.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
شعر فهد العسكر
حيّ الأساتِذةَ الكرامَ تحيّةً
تُزري بعرفِ المسك والريحانِ
عذراءَ مصدَرُها سُوَيداءُ الحشا
أحلى وأشهى من عروسِ الحانِ
وأرقُّ من نَغَم البلابلِ عندما
تستَقبِلُ الأصباحَ بالألحانِ
وأخَف من نسَماتِ نيسانٍ وَقد
خَطَرت مُداعبَةً غُصونَ البانِ
وأحرّ من قلبِ المشوقِ إذا دعا
داعي الفراقِ ومُهجةِ الغيرانِ
فأزفّها لكمُ يشارِكُني بها
الشَعبُ الكريمُ وصفوةُ الشبّانِ
والقَلبُ من فَرط السرور مُصَفّقٌ
والروحُ ترقُصُ رقصةَ النشوانِ
والكلُّ مغتَبطٌ بيومِ إيابكُم
فَرِحٌ وهذي حالةُ الوَلهانِ
فلو أنّنا نَستقبلُ العيدَين في
أَفراحهِ لاستَبشَرَ العيدانِ
زَهَتِ المدارسُ وانثَنى طلّابُها
لقُدومِكُم يتَبادلونَ تهاني
لا غروَ فالطلابُ قد عَشِقوا بكُم
صِدقَ الوفا وطهارةَ الوجدانِ
والعطفَ والميلَ البريءَ ولا
غرابةَ فالمُعلّمُ والدٌ متفانِ
شكَتِ الأوامَ نُفوسُهُم فتذَوَّقَت
تلكَ النفوسُ حلاوةَ الإيمانِ
وأمامَ مصباحِ الثقافةِ قد تلاش
تِ ظلمَةُ الأفكارِ والأذهان
وغَرَستمو بحدائِقِ الأرواحِ كل
حميدةٍ والروحُ كالبُستان
فالمرءُ بالعَقل المنيرِ وإن دجا
ما الفرقُ بين المرءِ والحيوانِ
إنّ الشباب إذا زكَت أخلاقهُ
والنفسَ طهّرَها من الأدرانِ
هُوَ في البلادِ ولا إخالكَ جاهلاً
بمثابةِ الأرواحِ بالأبدانِ
هوَ قلبُها الخفّاقُ والركنُ القوي
مُ وَسورُها الحامي من العدوان
باللَهِ يا رُسلِ الثقافةِ خبّرو
نا كيف حالُ الأختِ يا إخواني
أعني فلسطيناً وكيف أمين
نُها وجنودُه وبقيّةُ السكّانِ
بعدَ الكفاحِ وبعدما بثّ اليهو
دُ شُرورَهم فيها بكُلّ مكان
إنّي سمِعتُ نداءَها وسمِعتُ تَل
بيةَ الضياغمِ من بني عدنان
وزئيرَ أشبالِ العروبةِ من بَني
غسّانَ لا نُكِبوا بنو غسّان
وتقولُ يا أشبالَ آسادِ الشرى
جاءَ اليهودُ ودنّسوا أحضاني
لا درّ درّ الغادرين فإنّهُم
وعدوا اليهودَ بقسمةِ البُلدانِ
وبنيَّ كالغرباءِ في أوطانِهِم
أو ليسَ هذا مُنتهى الطغيان
فهناكَ فاضَت بالدموع محا جرى
وَأَجبتُها بتوَجِّعٍ وحنانِ
يا مَهبطَ الوَحي القديم ومَرقدَ
الرُسلِ الكرامِ ومَنبعَ الأديان
لا تحزني ليسَت بصفقةِ رابحٍ
يا أُختُ بل هيَ صفقةُ الخسرانِ
ما وَعدُ بلفورٍ سوى أُمنيةٍ
ونداؤُهُ ضربٌ منَ الهذَيانِ
أبناءُ عدنانٍ وغسّانٍ وما
نادَيتُ غيرَ الصيدِ والشجعان
الصامدونَ إذا الصفوفُ تلاحَمَت
وتصادمَ الفُرسانُ بالفُرسان
والضاحكونَ إذا الأسنّةُ والظبا
هتَكَت ظلامَ النَقع باللمعان
والهاتِفونَ إذا الدماءُ تدفّقَت
أعني دما الأبطالِ بالميدانِ
وإذا الصوارمُ والقَنا يومَ الوغى
ذَرَفَت على الشهداءِ دمعاً قاني
آنَ الأوانُ وقيتُمو كيدَ العِدا
والخَصمُ بالمرصادِ كالثُعبانِ
ثوروا وَرُدوا كَيدَهُ في نَحرهِ
وذيولهِ لا عاشَ كلُّ جَبانِ
ما كانَ بالحسبانِ أن يهبوا
اليهودَ بلادَنا ما كانَ بالحسبانِ
لتُبَرهنوا أنّ النفوسَ أبيّةٌ
وليرجِعوا بالذلِّ والخذلانِ
يانشءُ هل من نهضةٍ نُحيي بها
المجدَ الأثيلَ كنَهضةِ الجابانِ
يا نشءُ هل من وثبةٍ نشفي بها
هذا الغليلَ كوثبةِ الطليان
يا نشءُ هل من صرخةٍ تدع العِدا
صرعى الذهولِ كصرخَةِ الألمان
يا نشءُ عَرقَلَتِ العمائمُ سيرنا
والدينُ أضحى سُلّماً للجاني
يا نشءُ وا أسفا على دينٍ غدا
أحبولةً للأصفر الرنانِ
فجرائمُ العلماءِ وهيَ كثيرةٌ
تنمو بظلّ الصفحِ والغُفران
كيفَ النهوضُ بأمَّةٍ بلهاءَ لا
تنفَك عاكِفَةً على الأوثان
هيهات نبني ما بناه جدودنا
وننال في هذي الحياة أماني
وشريعةُ الهادي غدت واحسرَتا
في عالمِ الإهمالِ والنسيانِ
نرجو السعادةَ في الحياة ولم نُنَفِّ
ذ في الحياة أوامر القرآن
بالدينِ قد نالَ الجودُ مناهمُ
وغدوا وربي بهجةَ الأزمان
فتحوا الفتوحَ ومهّدوا طُرق العلا
واستسلَمَ القاصي لهم والداني
طرَدوا هِرقل فراح يندبُ ملكهُ
وقَضوا على كسرى أنوشروانِ
وعَنَت إلى الخطابِ تخطبُ ودَّهُ
رُسلُ الملوكِ لهيبَةِ السلطانِ
والسعدُ رافقَ سعدَ في غرواتهِ
فقَضى صلاةَ الفتحِ بالإيوانِ
وتقَهقرت ذعراً لصولةِ خالدٍ
يومَ النزالِ كتائبُ الرومانِ
قادَ الجيوشَ بهمّةٍ وثّابَةٍ
وبهِ تحُفُّ ملائِكُ الرحمنِ
والمجدُ تَوَّجهُ بتاجٍ زاهِرٍ
ما مثلهُ تاجٌ من التيجانِ
وغزا صميمَ الشرقِ جيشُ قُتَيبَةٍ
وتوَغّلَ ابنُ زيادِ في الأسبانِ
وبنى معاويةٌ بجلَّقَ عرشَهُ
فأضا سماءَ الشرقِ تاجُ الباني
وحنَت لهَيبَتِهِ الملوكُ رؤوسَها
ولمن تلاهُ من بني مروانِ
وأقامَ هرونُ الرشيدُ وإبنُهُ
المأمونُ صرحَ العلم في بغدان
ومجالسُ العلماءِ والعظماءِ والأد
باءِ والشعراء والندمان
واليومَ أينَ حضارةُ العربِ التي
أنوارُها سطَعَت على الأكوانِ
وبنايةُ المجد التي قد ناطحَت
هامَ السماكِ ومشعلَ العِرفانِ
عصفَت بها ريحُ الفساد فهدّتِ
الأركانَ رغمَ مناعةِ الأركان
وطني وصيّرنا الزمان أذلّةً
لنعيشَ في الأوطان كالعبدانِ
نعصي أوامرَ كلّ فردٍ مُصلحٍ
والدينُ ينهانا عن العِصيان
والختلُ والتدجيلُ قد فتكا بنا
وتَقودُنا الأطماعُ كالعميانِ
كلٌّ بميدانِ للذائذِ والهوى
تَلقى عواطِفَه بغيرِ عنانِ
ذو المالِ نغفرُ ذنبَهُ ونُجِلّهُ
أبداً فتلقاهُ عظيمَ الشانِ
أمّا الفقيرُ فلا تسَل عن حالهِ
حالٌ تُثيرُ لواعجَ الأشجانِ
والحُرُّ نُشبعهُ أذىً ونُذيقهُ
سوءَ العذابِ ولا يزالُ يُعاني
ونُحيطُ بالتعظيمِ كلّ منافقٍ
باعَ الضميرَ بأبخسِ الأثمانِ
ما نحنُ في وطنٍ إذا صرخَ الغيورُ به
يرى نفراً من الأعوانِ
ما نحنُ في وطنٍ إذا نادى الأب
يُّ به يُجابُ نداهُ يا أقراني
وطنٌ بهِ يتجرَّعُ الأحرارُ وا
أسفاهُ صابَ البُؤسِ والحرمانِ
ويلاهُ أجنِحَةُ الصقورِ تكسَّرَت
والنسرُ لا يقوى على الطيران
وأرى الفضاء الرحبَ أصبحَ مسرَحاً
واحسرَتا للبوم والغربانِ
والليثُ أمسى بالعرينِ مُكَبَّلا
والكَلبُ يرتَعُ في لحومِ الضانِ
ما أن يُطَبِّلُ في البلادِ مُطبِّلٌ
حتى تُصَفّقُ عصبَةُ الشيطانِ
أو كلّما نعبَ الغُرابُ وغصَّ في
تنعابهِ نعبَ الغُرابُ الثاني
فلمَ التخاذلُ والعروبةُ أُمُّنا
ولمَ الشقاقُ ونحنُ من عدنانِ
ولم التفاخرُ بالموائدِ والملاب
سِ والأثاثِ وشاهقِ الجُدرانِ
ولمَ التعصّبُ بالمذاهبِ يا بَني الأ
وطانِ وهوَ أساسُ كلِّ هوانِ
فقلوبُنا للَهِ والأجسامُ
للغَبراِْ والأرواحُ للأوطانِ
فتعاضدوا وتكاتَفوا وتآلفوا
وتساندوا كتسَاندِ البُنيانِ
وتآمروا بالبرِّ والتقوى ولا
تتآمروا بالإثمِ والعدوانِ
تجري السفينةُ في مُحيطٍ هائلٍ
وعُيونُنا ترنو إلى الربانِ
كيفَ السبيلُ إلى النجاةِ ولم تَزل
عُرضَ الخضمّ سفائنُ القُرصانِ
ربّاهُ جارَ الأقويا فانظُر إلى
ما يفعَلُ الإنسانُ بالإنسانِ
قصيدة فهد العسكر
يا بَني العُربِ إنّما الضعفُ عارٌ
إي ورَبّي سَلوا الشعوبَ القَويّه
كم ضَعيفٍ بكى ونادى فَراحَت
لِبُكاهُ تُقَهقِهُ المدفعيّه
لغةُ النارِ والحديدِ هيَ الفُص
حى وحظّ الضعيفِ مِنها المنيّه
ها هيَ الحربُ أشعلوها فرُحما
كَ إلهي بالأمّةِ العربيّه
يا بَني الفاتحينَ حتّامَ نَبقى
في رُكودٍ أينَ النفوسَ الأبيّه
غيرُنا حقّقَ الأماني وَبتنا
لَم نُحقّق لنا ولا أمنيّه
فمِنَ الغَبنِ أن نعيشَ عبيداً
أينَ ذاك الإباءُ أينَ الحَمِيّه
طلَع الفجرُ غَنِّ يا قمريّه
واطربي الروحَ بالأغاني الشَجيّه
واشدُ يا طيرُ بالغُصونِ وأيقِظ
بأناشيدِكَ الزهورَ النديّه
ملا الفجرُ أكؤسَ الوردِ راحاً
لك تُزري بالصرفَةِ البابليّه
فإذا ما اصطبَحتَ يا طيرُ عبّر
ما رأى الوردُ من رؤىً سِحريّه
وتقبّل وأنتَ نشوانُ شادٍ
قُبُلاتِ النسائم العطريّه
ها هو الصبحُ قد تبدّى تُحَلّي
ثَغرهُ الحلوَ بسمةٌ ورديّه
وانظُرِ الكونَ كَيفَ يَرفُل يا طي
رُ بتلكَ الغلائِلِ العَسجديّه
يا صَباحاً لِخَيرِ يومٍ تجلّى
جئتَ أهلاً وألف ألفِ تحيّه
بَزَغَت فوقَ فرقِكَ الشمسُ تاجاً
تَتلالا أنوارهُ الذهبيّه
غابَ بدرُ السماءِ لمّا تبَدّى
وتوارت منهُ النجومُ السنيه
كيف لا يُمنَحُ الجمالَ وفيهِ
أشرقَت طلعةُ النبي البهيّه
طلعةُ المنقذِ العظيمِ الذي
أنقذَهُم من مخالبِ الجاهليّه
طلعةُ المصلحِ الذي اسعد النا
سَ بظلّ الشريعةِ الأحمديّه
خصّهُ اللَهُ بالهدى فتجلّت
حِكمةُ اللَهِ خصّ نبيّه
قُرشِيٌّ صلّى عليهِ وأثنى
بالكتابِ المجيد ربُّ البريّه
يا بني العُربِ والكوارثُ تَترى
أوقِفوا سيرَها وصونوا البقيّه
يا بني الفاتحينَ إنّا بعَصرٍ
لا مُساواةَ فيه لا مدنيّه
لا إخاءٌ كما ادّعوا لا حقوقٌ
لضَعيفٍ عانٍ ولا حُريّه
بل بعصرٍ فيهِ الضعيفُ مُهانٌ
فالنجاةَ النجاةَ المشرفيّه
يا بني العربِ إنّما الضعفُ عارٌ
إي وربّي سلوا الشعوبَ القويّه
كم ضعيفٍ بكى ونادى فراح
ت لِبُكاهُ تُقَهقِهُ المدفعيّه
لُغَةُ النارِ والحديدِ هيَ الفُصح
ى وحظّ الضعيفِ منها المنيّه
ها هيَ الحربُ أشعَلوها فَرُ
حماكَ إلهي بالأمّةِ العربيّه
يا بني الفاتحين حتّامَ نبقى
في رُكودٍ أينَ النفوسَ الأبيّه
غَيرُنا حقّقَ الأماني وبتنا
لَم نُحقّق لنا ولا أمنيّه
فمِنَ الغَبنِ أن نعيشَ عبيداً
أينَ ذاك الإباءُ أينَ الحَمِيّه
قُم معي نَبكِ مجدَنا ونسحُّ
الدمعَ حُزناً ونندبُ القَوميّه
قُم معي نسألِ الطلولَ عساها
تَشفِ بالردّ غلّةً روحيّه
وعن ابنِ الخطّابِ من حكمهُ الع
دل وسعدٌ بوقعةِ القادسيّه
ابيات شعر فهد العسكر
كَفكِف بربّك دمعكَ الهتّانا
وافرَح وهنّىء قلبكَ الولهانا
واهتِف وصفّق واحسُ من راح الل
قا كأساً لكيما تطرد الأحزانا
واسكُب أناشيدَ اللقاء بمَسمَع ال
دهر المصيخ وردّدِ الألحانا
بُشراكَ ذا يومُ الولادةِ قد أتى
فعساهُ يوقظُ روحَك الوسنانا
أو ما رأيتَ صفاءهُ وبهاءَهُ
وجلالهُ وجمالَهُ الفَتّانا
قُم يا أخا الشوق الملح وحيّه
وانثُر عليه الوردَ والريحانا
الورقُ تشدو والبلابلُ سُجّع
والروضُ يرقُص ضاحكا نَشوانا
وعلى الأزاهرِ وهي تبسِمُ للضحى
نثَر الصباح زُمُرّدا وجمانا
هبّت نسائِمُه لتَنثُر طيبها
وتُداعِب الأوراد والأغصانا
والكونُ يبدو مشرقاً مُتَهلّلا
متَبسّما للقائِه مزدانا
وعرائس الإلهامِ قد طلَعَت فقُم
وابن القوافي وارسُم الأوزانا
انظُم لآلِئَها لهُ وعقيقَها
ثمّ انثُر الياقوت والمرجانا
يا أسعدَ الأيام يا عنوانَها
أنعِم وأكرِم إن تكُن عنوانا
لَم تَشفِ راحُ الذكرياتِ أوامَنا
فعَسى نبُلُّ من اللقاءِ صدانا
يا أبرَك الأعياد ألفُ تحيّةٍ
منّا تفيضُ عواطِفاً وحنانا
أرواحنا رَشَفَت بفجركَ حلمَها
وقلوبُنا قد صفَّقَت مُذ بانا
عَشِق الملائِكُ بالسماءِ جمالَهُ
وسبى سناهُ الحور والوِلدانا
يا فجرَ يومِ ولادةِ الهادي أطِ
لَّ على النفوسِ وبدّدِ الأشجانا
وابعَث بها ميتَ العواطفِ واطرد
اليأسَ المُضّ وأيقظِ الإيمانا
بك أشرقَ المختارُ في رادِ الضُحى
شمساً أنارَ سناؤُها الأكوانا
إنّي لألمحُ في جمالِكَ مسحةً
من حُسنهِ أغرَت بكَ الوجدانا
وعلى جبينِكَ من سناهُ غُرَّةٌ
لم تعدَمِ اللالاءَ واللمَعانا
يا مَن بهذا اليومِ أشرقَ نورهُ
وأضاءَ في قبسِ الهدى الأذهانا
وأنارَ بالإيمانِ أفئِدةَ الورى
وأزالَ عنها الغشّ والأدرانا
وبنى منارَ العدلِ بعدَ سقوطهِ
فمحا ضياهُ الظلمَ والطغيانا
قُم يا رسولَ اللَهِ كي نشكو إليك
فمن سواكَ نبثّهُ شَكوانا
قُم يا رسولَ اللَهِ وانظُر هل ترى
إلا شُعوباً تعبُدُ الأوثانا
قُم وانظر الدينَ الحنيفَ وأهلَهُ
أعزِز وأكبِر أن تراهُ مُهانا
قُم واهدِنا واعمر خرابَ قُلوبنا
إنّا نَبَذنا الدينَ والقرآنا
إنّا نسينا اللَهَ حتى سلّطَ
الباري علينا يا نبيُّ عِدانا
ويلاهُ أهمَلنا التعاليمِ التي
جاءَ الكتابُ بها فما أشقانا
ما أن ترَكنا البرَّ والتقوى معاً
حتّى ألِفنا الإثمَ والعُدوانا
نعصى أوامِرَ كلّ فردٍ مُصلحٍ
والدينُ عن عِصيانهِ ينهانا
والختلُ والتدجيلُ قد فتكا بنا
وتقودُنا أطماعُنا عميانا
كلّ بميدان اللذائذِ والهوى
يجري وما تلقى لديهِ عنانا
أما الفقيرُ فلا تسل عن حالهِ
حال تُثيرُ الهم والأحزانا
مسكينُ لا يشكو ويندبُ حظه
ونصم دون شكاتهِ الآذانا
أما الغنِيُّ فقلبهُ ويمينهُ
لا يعرفانِ العطفَ والإحسانا
يختالُ في حُلَلِ الهنا بينا ترى
ألفَ التعاسَة ذاك والحرمانا
المالُ سيدُنا ونحنُ عبيدهُ
أو لَم ترَ التسليمَ والإذعانا
أو ما ترانا بالمبادىء والضمائِرِ
كيف نفدي الأصفرَ الرنّانا
والكلّ منا بالموائدِ والملابس والأث
اثِ يُفاخِر الأقرانا
أطفالُنا اتّخَذوا الشوارع مسكناً
أفَينبَغي أن نُهمِلُ الصبيانا
آباؤُهُم لا يرحمونَهُمُ ولَم
يجدوا بصَدرِ الأمّهاتِ حنانا
فيشِبّ والفحشاءُ ضرعُ لبانهِ
والذِنبُ ذنبُ رجالنا ونِسانا
هذي جرائِمنا وهل أربابُها
يرجونَ بعدُ الصفحَ والغُفرانا
يا عيدُ إن نَشكو إليكَ فإنّما
نَشكو إلى من جاءَنا فهَدانا
ألعالمُ العربيُّ يرنو حائِراً
قَلِقاً إلى مَن أَوقَدوا النيرانا
وَيلاهُ قد جَهِلَ المصيرَ فواسِه
يا عيدُ وامسَح دمَعُ الهَتّانا
حدّثهُ قد طابَ الحديثُ عن الألى
فعسى تُثيرُ بنَفسهِ البُركانا
عن مجدِنا وملوكِ أهلِ الأرض
هلا نَكّسوا الأعلامَ والتيجانا
حدّث عن الفاروقِ عنوانِ العدا
لةِ كيفَ شاد الملكَ والسلطانا
وعن الغضنفَرِ سعدِ هلّا زَلزَلَت
بزَئيرِها أشباله الإيوانا
وعن الفتى المقدام أعني خالداً
أيّامَ مَزَّقَ جيشُه الرومانا
وعن الشام وعن معاويَةَ الذي
أعلى البناءَ وشَيّدَ الأركانا
وأدِر على أسماعِنا ذكرَ الذي
للصينِ قادَ الصيدَ والشجعانا
والضيغمِ ابن زياد طارقَ كيف
قادَ السُفن لمّا أن غزا الإسبانا
رجَع بربك قوله إن العدو
أمامنا أمّا الخِضَمُّ وَرانا
وعن الرشيد وكيفَ أشرقَ تاجُه
شمساً أنارَ سناؤُها البلدانا
في عصرِهِ الذهبي صفّقَ راقصاً
طرِباً على هامِ السماكِ لِوانا
والمجدُ مزدَهِرٌ مطلٌّ من عل
عشقَ الوجودُ شبابَهُ الرّيّانا
كانوا على وَجه البَسيطة سادة
أبداً وكنّا بعدَهُم عبدانا
عبثَ الفسادُ بنا فبَعثرَ ملكَنا
والجهل شَتَّتَ شملَنا فكَفانا
أبناءَ يَعربَ والكواربُ جمَّةٌ
هيّا انبذوا الأحقادَ والأضغانا
وتآلفوا وتكاتفوا وتساندوا
مُتَراصفينَ وحرّروا الأوطانا
إنّا بعصر لا يعيشُ به سوى
من كان يملِكُ صارماً وسِنانا
هُم أعلَنوا الحربَ العوانَ على سِ
واكَ وأعلنوا حربا عليكَ عوانا
الأرضُ ترجفُ والسما مغبَرّةٌ
وبكل ناحيةٍ ترى شَيطانا
والبحرُ يبدو عابساً مُتَجَهّماً
أينَ الأمانُ لِنَسألَ الرحمانا
غازٌ وألغام بها كمنَ الردى
والطائرات تُطاردُ الإنسانا
ومدافعٌ والموتُ من أفواهها
أجرى الدماءَ وفرّقَ الأبدانا
وقنابلٌ صرعَ القلوبَ صراخُها
ويلاهُ تمحو الدورَ والسكانا
لم يسلَمِ الطفل الرضيع وأمّه
منها وتُردي الشيبَ والشبانا
أنّى التفتّ فلا ترى إلا حديداً
أو شواظاً محرِقاً ودُخانا
نارٌ ولكنّ الضعيفَ وقودُها
واحَسرتا إن أعلنَ العصيانا
هذي ميادينُ القتالِ تعدّدت
وبكلّ ناحيةِ ترى ميدانا
فقد انبرى العُقبانُ ينفثُ سمّهُ
في كلّ جو فاحذروا العُقبانا
رحماكَ ربّي فالدما مستنقعاتٌ
خضّبَت وجه الثرى العُريانا
طفَتِ الجماجمُ فوقَها وتناثرَت
من حولها الأشلاءُ يا مولانا
يا عيدُ أينَ السلمُ طالَ غيابُه
فمَتى يعودُ وهل يخيبُ رجانا
أفرادَ يعرُبَ والعروبةُ تَشتكي
هلّا شفَيتُم قلبَها الحرانا
هيَ تستجيرُ بكم فقوموا وأقسِموا
يا قومُ ألّا تُغمِضوا الأجفانا
واستَمسِكوا بالعروَةِ الوُثقى وكونوا
صادقينَ عقيدةٌ ولِسانا
كلّ الشعوبِ تقدّمَت وتحَرّرت
أيروقكُم سجنُ الحياةِ مكانا
يا نشءُ أمّة يعرُبٍ عقدت عليك
رجاءَها قم قدّم القربانا
يا نشءُ يا أملَ البلاد وسؤلَها
أقسِم على أن لا تطيقَ هوانا
أقسم لها أن لا تنامَ وأن تظلّ
على الولاءِ لها وأن تتفانى
أقسم على أن لا يعيشَ بأرضِها
من باعَ مبداهُ وشَذّ وخانا
أقسِم إذا ما الخصمُ حاولَ أن
يهاجِمَها على أن لا تكون َجيانا
أقسِم لها يا نشءُ إن نادى المنادي
للوَغى أن تلبِسَ الأكفانا
وأعِد سعادَتها إليها أيّها الن
شءُ الجديدُ وأعِطها البُرهانا
فاللَهُ نِعَم العون جلّ جلالُه
إن تعدَمِ الأنصارَ والأعوانا