أجمل قصائد أحمد مطر مكتوبة كاملة
أحمد مطر هو شاعر عراقي شهير، بدأ كتابة الشعر في سن الرابعة عشرة ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الرومانسية والغزل ثم تطرقت لمواضيع أخرى وكتب قصائد سياسية ووطنية وصُنف بعضها بالمثير للجدل. وفي هذا المقال، ننقل لك أجمل قصائد أحمد مطر مكتوبة كاملة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
قصيدة أحاديث الأبواب
قصيدة أحاديث الأبواب من أجمل قصائد أحمد مطر وتقول:
كُنّا أسياداً في الغابة. قطعونا من جذورنا. قيّدونا بالحديد. ثمّ أوقفونا خَدَماً على عتباتهم
هذا هو حظّنا من التمدّن. ليس في الدُّنيا مَن يفهم حُرقةَ العبيد مِثلُ الأبواب!
ليس ثرثاراً. أبجديتهُ المؤلّفة من حرفين فقط تكفيه تماماً للتعبير عن وجعه: (طَقْ)!
وَحْدَهُ يعرفُ جميعَ الأبواب هذا الشحّاذ. ربّما لأنـه مِثلُها مقطوعٌ من شجرة!
يَكشِطُ النجّار جِلدَه .. فيتألم بصبر. يمسح وجهَهُ بالرَّمل .. فلا يشكو. يضغط مفاصِلَه.. فلا يُطلق حتى آهة
يطعنُهُ بالمسامير، فلا يصرُخ. مؤمنٌ جدّاً لا يملكُ إلاّ التّسليمَ بما يَصنعهُ الخلاّق!
العبوا أمامَ الباب، يشعرُ بالزَّهو. السيّدةُ تأتمنُهُ على صغارها!
قبضَتُهُ الباردة تُصافِحُ الزائرين بحرارة! صدرُهُ المقرور بالشّتاء يحسُدُ ظهرَهُ الدافئ
صدرُهُ المُشتعِل بالصّيف يحسدُ ظهرَهُ المُبترد. ظهرُهُ، الغافِلُ عن مسرّات الدّاخل
يحسُدُ صدرَهُ فقط لأنّهُ مقيمٌ في الخارِج! يُزعجهم صريرُه. لا يحترمونَ مُطلقاً. أنينَ الشّيخوخة!
ترقُصُ وتُصفّق. عِندَها حفلةُ هواء! مُشكلةُ باب الحديد إنّهُ لا يملِكُ شجرةَ عائلة!
حَلقوا وجهَه. ضمَّخوا صدرَه بالدُّهن. زرّروا أكمامَهُ بالمسامير الفضّية.
لم يتخيَّلْ، بعدَ كُلِّ هذهِ الزّينة، أنّهُ سيكون سِروالاً لعورةِ منـزل!
طيلَةَ يوم الجُمعة يشتاق إلى ضوضاء الأطفال بابُ المدرسة. طيلةَ يوم الجُمعة يشتاقُ إلى هدوء السّبت بابُ البيت!
كأنَّ الظلام لا يكفي، ها هُم يُغطُّونَ وجهَهُ بِستارة (لستُ نافِذةً يا ناس، ثُمّ إنني أُحبُّ أن أتفرّج) لا أحد يسمعُ احتجاجَه
الكُلُّ مشغول بِمتابعة المسرحيّة! أَهوَ في الدّاخل أم في الخارج ؟ لا يعرف. كثرةُ الضّرب أصابتهُ بالدُّوار!
بابُ الكوخ يتفرّجُ بكُلِّ راحة. مسكينٌ بابُ القصر تحجُبُ المناظرَ عن عينيهِ، دائماً، زحمةُ الحُرّاس!
(يعملُ عملَنا ويحمِلُ اسمَنا لكِنّهُ يبدو مُخنّثاً مثلَ نافِذة) هكذا تتحدّثُ الأبوابُ الخشَبيّة عن البابِ الزُّجاجي!
لم تُنْسِهِ المدينةُ أصلَهُ. ظلَّ، مثلما كان في الغابة، ينامُ واقفاً!
المفتاحُ النائمُ على قارعةِ الطّريق، عرفَ الآن، الآن فقط، نعمةَ أن يكونَ لهُ وطن، حتّى لو كان ثُقباً في باب!
(مَن الطّارق؟ أنا محمود) دائماً يعترفون، أولئكَ المُتّهمون بضربه!
ليسَ لها بيوت ولا أهل. كُلَّ يومٍ تُقيم بين أشخاصٍ جُدد.. أبوابُ الفنادق! لم يأتِ النّجارُ لتركيبه. كلاهُما، اليومَ، عاطِلٌ عن العمل!
أحياناً يخرجونَ ضاحكين، وأحياناً، مُبلّلين بالدُّموع، وأحياناً مُتذمِّرين. ماذا يفعلونَ بِهِم هناك؟! تتساءلُ أبوابُ السينما
(طَقْ .. طَقْ .. طَقْ) سدّدوا إلى وجهِهِ ثلاثَ لكمات.. لكنّهم لم يخلعوا كَتِفه. شُرطةٌ طيّبون!
على الرّغمَ من كونهِ صغيراً ونحيلاً، اختارهُ الرّجلُ من دونِ جميعِ أصحابِه. حَمَلهُ على ظهرِهِ بكُلِّ حنانٍ وحذر
أركَبهُ سيّارة (مُنتهى العِزّ)..قالَ لنفسِه وأمامَ البيت صاحَ الرّجُل: افتحوا .. جِئنا ببابٍ جديد لدورةِ المياه!
نحنُ لا نأتي بسهولة. فلكي نُولدَ، تخضعُ أُمّهاتُنا، دائماً، للعمليّات القيصريّة. يقولُ البابُ الخشبي
وفي عروقه تتصاعدُ رائِحةُ المنشار. رُفاتُ المئات من أسلافي، المئات، صُهِرتْ في الجحيم، في الجحيم
لكي أُولدَ أنا فقط. يقولُ البابُ الفولاذي! حسناً، هوَ غاضِبٌ مِن زوجته. لماذا يصفِقُني أنـا؟!
لولا ساعي البريد لماتَ من الجوع. كُلَّ صباح يَمُدُّ يَدَهُ إلى فَمِـه ويُطعِمُهُ رسائل!
إنّها الجنَّـة، طعامٌ وافر، وشراب، وضياء، ومناخٌ أوروبـّي، يشعُرُ بِمُنتهى الغِبطة بابُ الثّلاجة!
لا أمنعُ الهواء ولا النّور ولا أحجبُ الأنظار. أنا مؤمنٌ بالديمقراطية. لكنّك تقمعُ الهَوام. تلكَ هي الديمقراطية! يقولُ بابُ الشّبك.
ها هم ينتقلون. كُلُّ متاعِهم في الشّاحِنة. ليسَ في المنـزل إلاّ الفراغ. لماذا أغلقوني إذن؟! وسيطٌ دائمٌ للصُلح بين جِدارين مُتباعِدَين!
في ضوء المصباح المُعلَّقِ فوقَ رأسهِ يتسلّى طولَ الليل بِقراءةِ كتابِ الشّارع!
ماذا يحسبُ نفسَه؟ في النّهاية هوَ مثلُنا لا يعملُ إلاّ فوقَ الأرض، هكذا تُفكِّرُ أبواب المنازل كُلّما لاحَ لها بابُ طائرة
من حقِّهِ أن يقفَ مزهوّاً بقيمته. قبضَ أصحابُهُ من شركة التأمين مائة ألفِ دينار، فقط، لأنَّ اللصوصَ خلعوا مفاصِلَه!
مركزُ حُدود بين دولة السِّر ودولة العلَن. ثُقب المفتاح! محظوظٌ ذلكَ الواقفُ في المرآب. أربعُ قفزاتٍ في اليوم، ذلكَ كُلُّ شُغلِه
بائسٌ ذلك الواقفُ في المرآب. ليسَ لهُ أيُّ نصيب من دفءِ العائلة!
ركّبوا جَرَساً على ذراعِه. فَرِحَ كثيراً. مُنذُ الآن، سيُعلنون عن حُضورِهم دونَ الاضطرار إلى صفعِه!
أكثرُ ما يُضايقهُ أنّهُ محروم من وضعِ قبضتهِ العالية في يدِ طفل!
هُم عيّنوهُ حارِساً. لماذا، إذن، يمنعونَهُ من تأديةِ واجِبه؟ ينظرُ بِحقد إلى لافتة المحَل: (نفتَحُ ليلاً ونهاراً)!
أمّا أنا.. فلا أسمحُ لأحدٍ باغتصابي. هكذا يُجمِّلُ غَيْرتَه الحائطُ الواقف بينَ الباب والنافذة. لكنَّ الجُرذان تضحك!
فَمُهُ الكسلان ينفتحُ وينغَلِق. يعبُّ الهواء وينفُثهُ لا شُغلَ جديّاً لديه، ماذا يملِكُ غيرَ التثاؤب؟! مُعاقٌ يتحرّكُ بكرسيٍّ كهربائي، بابُ المصعد!
هذا الرجُلُ لا يأتي، قَطُّ، عندما يكونُ صاحِبُ البيتِ موجوداً! هذهِ المرأةُ لا تأتي، أبداً ، عندما تكونُ رَبَّةُ البيتِ موجودة! يتعجّبُ بابُ الشّارع
بابُ غرفةِ النّوم وَحدَهُ يعرِفُ السّبب! (مُنتهى الإذلال. لم يبقَ إلاّ أن تركبَ النّوافِذُ فوقَ رؤوسنا) تتذمّرُ أبوابُ السّيارات!
أنتَ رأيتَ اللصوصَ، أيُّها الباب، لماذا لم تُعطِ أوصافَـهُم؟ لم يسألني أحد!
تجهلُ تماماً لذّةَ طعمِ الطّباشير الذي في أيدي الأطفال، تلكَ الأبوابُ المهووسةُ بالنّظافة!
أأنتَ متأكدٌ أنهُ هوَ البيت؟ أظُن، يتحسّرُ الباب: تظُنّ يا ناكِرَ الودّ؟ أحقّاً لم تتعرّف على وجهي؟!
وضعوا سعفتينِ على كتفيه. لم أقُم بأي عملٍ بطولي. كُلُّ ما في الأمر أنَّ صاحبَ البيتِ عادَ من الحجّ
هل أستحِقُّ لهذا أن يمنحَني هؤلاءِ الحمقى رُتبةَ (لواء)؟! ليتسلّلْ الرّضيع، لتتوغّلْ العاصفة، لا مانعَ لديهِ إطلاقاً. مُنفتِح!
الجَرسُ الذي ذادَ عنهُ اللّطمات، غزاهُ بالأرق. لا شيءَ بلا ثمن! يقفُ في استقبالِهم. يضعُ يدَهُ في أيديهم. يفتحُ صدرَهُ لهم
يتنحّى جانباً ليدخلوا. ومعَ ذلك، فإنَّ أحداً منهُم لم يقُلْ لهُ مرّةً: تعالَ اجلسْ معنا!
في انتظار النُزلاء الجُدد، يقفُ مُرتعِداً. علّمتهُ التّجرُبة أنهم لن يدخلوا قبل أن يغسِلوا قدميهِ بدماءِ ضحيّة!
هذا بيتُنـا، في خاصِرتي، في ذراعي، في بطني، في رِجلي. دائماً ينخزُني هذا الولدُ بخطِّهِ الرّكيك. يظُنّني لا أعرف!
(الولدُ المؤدَّب لا يضرِبُ الآخرين) هكذا يُعلِّمونهُ دائماً. أنا لا أفهم لماذا يَصِفونهُ بقلَّةِ الأدب إذا هوَ دخلَ عليهم دون أن يضربَني؟!
عبرَكِ يدخلُ اللّصوص. أنتِ خائنةٌ أيتها النّافذة. لستُ خائنةً، أيها الباب، بل ضعيفة!
هذا الّذي مهنتُهُ صَدُّ الرّيح.. بسهولةٍ يجتاحهُ دبيبُ النّملة! (اعبروا فوقَ جُثّتي. إرزقوني الشّهادة) بصمتٍ تُنادي المُتظاهرين بواّبةُ القصر!
في الأفراح أو في المآتم دائماً يُصابُ بالغَثيان. ما يبلَعهُ، أوّلَ المساء، يستفرغُهُ، آخرَ السّهرة!
اخترقَتهُ الرّصاصة. ظلَّ واقفاً بكبرياء لم ينـزف قطرةَ دَمٍ واحدة. كُلُّ ما في الأمر أنّهُ مالَ قليلاً لتخرُجَ جنازةُ صاحب البيت!
قليلٌ من الزّيت بعدَ الشّتاء، وشيءٌ من الدُّهن بعد الصّيف. حارسٌ بأرخصِ أجر! نحنُ ضِمادات لهذه الجروح العميقة في أجساد المنازل!
لولاه.. لفَقدتْ لذّتَها مُداهماتُ الشُّرطة! هُم يعلمون أنهُ يُعاني من التسوّس، لكنّ أحداً منهم لم يُفكّر باصطحابِهِ إلى طبيب الأسنان!
هوَ الذي انهزَم. حاولَ، جاهِداً، أن يفُضَّني.. لكنّني تمنَّعْتُ. ليست لطخَةَ عارٍ، بل وِسامُ شرَف على صدري بصمَةُ حذائه!
اسمع يا عزيزي .. إلى أن يسكُنَ أحدٌ هذا البيت المهجور أشغل أوقات فراغِكَ بحراسة بيتي. هكذا تُواسيهِ العنكبوت!
ما أن تلتقي بحرارة الأجساد حتّى تنفتحَ تلقائيّاً. كم هي خليعةٌ بوّاباتُ المطارات! أنا فخورٌ أيّتُها النافذة. صاحبُ الدّار علّقَ اسمَهُ على صدري
يا لكَ من مسكين! أيُّ فخرٍ للأسير في أن يحمِل اسمَ آسِرهِ؟! فكّوا قيدَهُ للتّو.. لذلكَ يبدو مُنشرِحَ الصَّدر!
تتذمّرُ الأبواب الخشبيّة: سَواءٌ أعمِلنا في حانةٍ أم في مسجد، فإنَّ مصيرَنا جميعاً إلى النّار!
في السّلسلةِ مفتاحٌ صغيرٌ يلمع. مغرورٌ لاختصاصهِ بحُجرةِ الزّينة. قليلاً من التواضُعِ يا وَلَد.. لولايَ لما ذُقتَ حتّى طعمَ الرّدهة
ينهرُهُ مفتاحُ البابِ الكبير! يُشبه الضميرَ العالمي. دائماً يتفرّج، ساكتاً، على ما يجري بابُ المسلَخ!
في دُكّان النجّار تُفكّرُ بمصائرها: روضةُ أطفال؟ ربّما. مطبخ؟ مُمكن. مكتبة ؟ حبّذا
المهمّ أنها لن تذهبَ إلى السّجن. الخشَبُ أكثرُ رقّة من أن يقوم بمثلِ هذه المهمّة!
الأبوابُ تعرِفُ الحكايةَ كُلَّها من (طَقْ، طَقْ) إلى (السَّلامُ عليكم)
قصيدة أصنام البشر
قصيدة أصنام البشر من أجمل قصائد أحمد مطر وتقول:
يا قدس معذرة ومثلي ليس يعتذر، ما لي يد في ما جرى فالأمر ما أمروا وأنا ضعيف ليس لي أثر
عار علي السمع والبصر وأنا بسيف الحرف أنتحر وأنا اللهيب وقادتي المطر، فمتى سأستعر؟
لو أن أرباب الحمى حجر، لحملت فأسا فوقها القدر، هوجاء لا تبقي ولا تذر، لكنما أصنامنا بشر
الغدر منهم خائف حذر والمكر يشكو الضعف إن مكروا، فالحرب أغنية يجن بلحنها الوتر والسلم مختصر
ساق على ساق وأقداح يعرش فوقها الخدر وموائد من حولها بقر ويكون مؤتمر، هزي إليك بجذع مؤتمر
يساقط حولك الهذر، عاش اللهيب ويسقط المطر
قصيدة يوقد غيري شمعة
قصيدة يوقد غيري شمعة من أجمل قصائد أحمد مطر وتقول:
يوقِـدُ غيري شمعَـةً ليُنطِـقَ إلا شعارا نيرانـا، لكنّني، أُشعِـلُ بُركانـا! ويستَـدرُّ دمعـةً ليُغـرقَ الأشعـارَ أحزانـا
لكنّـني . أذرِفُ طوفانـا! شـتّانَ، غيري شاعِـرٌ ينظـمُ أبياتاً ولكنّـي أنا، أنظِـمُ أوطانـا!
وعِنـدهُ قصيدَةٌ يحْمِلُهـا لكنّني قصيـدةٌ تحمِـلُ إنسـانا! كلٌّ معانيـهِ على مقـدارِ ما عانـى
للشُّعـراءِ كُلّهم شيطانُ شعـرٍ واحـدٌ ولي بمفـردي أنا، عشـرونَ شيطانـا!
قصيدة وطن لله يا محسنين
ربّ طالت غربتي واستنزف اليأس عنادي وفؤادي طمّ فيه الشوق حتى بقيّ الشوق ولم تبق فؤادي!
أنا حيّ ميتٌّ دون حياة أو معاد وأنا خيط من المطاط مشدودٌ, إلى فرع ثنائيّ أحادي كلما ازددت اقتراباً زاد في القرب ابتعادي!
أنا في عاصفة الغربة نارٌ يستوي فيها انحيازي وحيادي فإذا سلمت أمري أطفأتني وإذا واجهتها زاد اتقادي
ليس لي في المنتهى إلاّ رمادي! وطناً لله يا محسنين، حتى لو بحلم أكثير هو أن يطمع ميت !في الرقاد؟
ضاع عمري وأنا أعدو فلا يطلع لي إلا الأعادي وأنا أدعو فلا تنزل بي إلا العوادي كلّ عين حدّقت بي خلتها تنوي اصطيادي
كلّ كف لوّحت لي خلتها تنوي اقتيادي ! غربة كاسرة تقتاتني والجوع زادي لم تعد بي طاقة يا ربّ خلصني سريعاً من بلادي
قصيدة صناديق
وَضعُنـا وَضْـعٌ عَجيبْ! هكـذا، نَصحـو فَيصْحـو فَوقَنـا شـيءٌ مُريبْ وَعلى الفـورِ يُسمّينا "الأحبّـاءَ" وفـي الحـالِ نُسمّيه "الحبيبْ"!
نَحـنُ لا نسألُهُ كيفَ أتانا وَهْـوَ لا شـأنَ لَـهُ فـي أن يُجـيـبْ، ثُـمَّ نغفـو سـائلينَ اللّهَ أن يجعَـلَهُ خيـراً وفـي أحلامِنـا نَسألُهُ أن يَسـتجيبْ!
نَحـنُ والحَـظُّ وحيناً يُخفِـقُ الحـظُّ وأحيانـاً يَخيـبْ! يَمخَـضُ "الشـيءُ" فإمّـا هُـوَ ذئـبٌ يَرتـدي جِـلدَ غَـزالٍ أو غَـزالٌ يقتَنـي أنيابَ ذيـبْ!
وَهْـوَ إمّـا صِحَّـةٌ تَنضَـحُ داءً أو مَمـاتٌ يَرتَـدي ثَـوبَ طبيبْ! ثُـمَّ نَصـحو، فإذا الشـيءُ الّذي نَعـرفُهُ ولّي وقـد خَلَّفَـهُ مِن فَـوقِنـا شـيءٌ غَـريـبْ
وإذا الشـيءُ العَقيدُ الرّكـنُ هـذا يَمتطـي دبّـابَـةً أفضَـلَ مِـن دبّـابـةِ الشـيءِ النّقيـبْ! وعـلى الفَـورِ يُسمّينـا "الأحبّـاءَ" وفي الحـالِ نُسـمّيهِ "الحبيبْ"
ثُـمَّ نغفـو سـائلينَ اللّهَ أن يلحقَ بالسّـابقِ فـي وقـتٍ قريـبْ، فـي بـلادِ النّاسِ يأتـي "الشَّخْـصُ" مَحمولاً إلى النّاسِ بِصُنـدوقِ اقتـراعٍ
وبِبُلـدانِ الصّنـاديقِ يَجـيءُ "الشّـيءُ" مَحمـولاً بِكيسِ (اليانَصـيبْ)!
قصيدة ثورة الطين
وضعوني في إنـاءْ ثُمّ قالوا لي: تأقلَـمْ وأنا لَستُ بماءْ أنا من طينِ السّمـاءْ وإذا ضـاقَ إنائـي بنمـوّي، يتحطّمْ!
خَيَّروني بَيْنَ مَوتٍ وَبَقاءْ بينَ أن أرقُـصَ فوقَ الحَبْلِ أو أرقُصَ تحتَ الحبلِ فاخترتُ البقـاءْ قُلتُ: أُعـدَمْ
فاخنقـوا بالحبلِ صوتَ الَببَّغـاءْ وأمِـدّوني بصمـتٍ أَبَـديٍّ يتكلّمْ