أجمل قصائد كامل الشناوي مكتوبة كاملة
كامل الشناوي هو صحفي وشاعر مصري ومعروف بشعره الغنائي، حيث غنى له كبار المطربين، مثل عبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش ونجاة الصغيرة وهو كاتب القصيدة الشهيرة "لا تكذبي". في هذا المقال، نستعرض أجمل قصائد كامل الشناوي مكتوبة كاملة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
قصيدة لا تكذبي
قصيدة لا تكذبي التي غنتها المطربة نجاة الصغيرة من أشهر قصائد كامل الشناوي، وتقول:
لا تكذبي، إني رأيتكما معا ودعي البكاء، فقد كرهت الأدمعَ
ما أهون الدمع الجسور إذا جرى من عين كاذبة فأنكر وادعى
إني رأيتكما، إني سمعتكما، عيناك في عينيه، في شفتيه
في كفيه، في قدميه ويداك ضارعتان ترتعشان من لهف عليه
تتحديان الشوق بالقبلات، تلذعنى بسوطٍ من لهيب
بالهمس، بالآهات، بالنظرات، باللفتات، بالصمت الرهيب
ويشب في قلبي حريق، ويضيع من قدمي الطريق
وتطل من رأسي الظنون، تلومني وتشد أذني!!
فلطالما باركت كذبك كله ولعنت ظني، لعنت ظني
ماذا أقول لأدمع سفحتها أشواقي إليك؟
ماذا أقول لأضلع مزقتها خوفاً عليك؟
أأقول هانت؟ أأقول خانت؟ أأقولها؟
لو قلتها أشفي غليلي!! يا ويلتي، لا، لن أقول أنا، فقولي
لا تخجلي، لا تفزعي مني فلست بثائر!!
أنقذتني من زَيف أحلامي وغدر مشاعري!
فرأيت أنك كنت لي قيدًا، حرصت العمر ألا أكسره، فكسرته!
ورأيت أنك كنت لي ذنباً، سألت الله ألا يغفره، فغفرته!
كوني كما تبغين، لكن لن تكوني!! فأنا صنعتك من هواي
ومن جنوني، ولقد برئت من الهوى ومن الجنون
قصيدة أحب الجمال
لامني في غرامك اللائمون، ليس قلبي يصغي لما يرجفونا
ليس قلبي معي، فيستمع اللوم ولكنه تلاشى أنينا!!
أيها اللائمون قلبي على الحب رويدا، فما عسى تبتغونا؟!
أسلو عن الجمال، وقلبي عاش للحسن، عاشقًا مفتونا؟!
أنا أهوى الجمال في حيثما كان حيثيا، أو ثائرا أو رزينا
أنا أهوى الجمال في ظلمة الليل، يثير الحنين والشجو فينا
في حديث كالوحي، أو لغة الحب، تسامى عذوبةً ورنينا
في ابتسام، ترقرق الحزن فيه، أيكم من رأى ابتساماً حزينا؟!
أوقظ الفجر بالشكاة، وأرعى أنجم الليل، حيرة وظنونا
المعادي، أو نفحة من هواها، يودع القلب في شذاها الأنينا
المعادي، فقد تركت فؤادي في رباه، مشرداً مجنونا
يا حبيبي، حسبي من الوصل أني، بالأماني ألقاك حينا فحينا!
قصيدة يوم مولدي
قصيدة يوم مولدي، هي من أشهر قصائد كامل الشناوي وغناها المطرب فريد الأطرش، وتقول:
عدت يا يوم مولدي، عدت يا أيها الشقي الصبا ضاع من يدي
وغزا الشيب مفرقي، ليت يا يوم مولدي كنت يومًا بلا غد
ليت أني من الأزل لم أعش هذه الحياة عشت فيها ولم أزل
جاهلاً أنها حياة، ليت أني من الأزل كنت روحاً ولم أزل
أنا عمر بلا شباب! وحياة بلا ربيع! اشتري الحب بالعذاب! أشتريه فمن يبيع؟
قصيدة لا وعينيك
لا وعينيك، يا حبيبة روحي، لم أعد فيك هائمًا، فاستريحي!
سكنت ثورتي، فصار سواء، أن تليني أو تجنحي للجموح!
واهتدت حيرتي، فسيان عندي: أن تبوحي بالحب أو لا تبوحي!
وخيالي الذي سما بك يومًا، يا له اليوم من خيالٍ كسيح!
والفؤاد الذي سكنت الحنايا منه، أودعته مهب الريح!
لا وعينيك، ما سلوتك عمري، فاستريحي! وحاذري أن تريحي!
قصيدة حبيبها
قصيدة حبيبها، أيضاً من أشهر قصائد كامل الشناوي والتي استمتعنا بها بصوت عبد الحليم حافظ، وتقول:
حبيبها، لست وحدك، حبيبها.. أنا قبلك! وربما جئت بعدك وربما كنت مثلك!
فلم أزل ألقاها، وتستبيح خداعي بلهفة في اللقاء، برجفة في الوداع، بدمعة ليس فيها
كالدمع، إلا البريق! برعشة هي نبض، نبض بغير عروق! حبيبها، وروت لي
ما كان منك ومنهم! فهم كثير ولكن لا شيء نعرف عنهم! وعانقتني، وألقت
برأسها فوق كتفي، تباعدت وتدانت، كإصبعين بكفي! ويحفر الحب قلبي
بالنار، بالسكين، وهاتف يهتف بي: عار يا مسكين! وسرت وحدي شريدًا
محطم الخطوات، تهزني أنفاسي، تخيفني لفتاتي! كهارب ليس يدري
من أين، أو أين يمضي؟ شك! ضباب! حطام! بعضي يمزق بعضي!
سألت عقلي فأصغى، وقال: لا، لن تراها، وقال قلبي: أراها! ولن أحب سواها!
ما أنت يا قلب؟ قل لي: أأنت لعنة حبي؟! أأنت نقمة ربي؟! إلى متى أنت قلبي؟
قصيدة نشيد الحرية
كنت في صمتك مرغماً، كنت في حبك مكرهاً، فتكلم، وتألم وتعلم كيف تكره
عرضك الغالي، على الظالم هان، ومضى العار إليه وإليك، أرضك الحرة غطاها الهوان
وطغى الظلم عليها وعليك، قد الآجال قرباناً لعرضك، اجعل العمر سياجاً حول أرضك
غضبة للعرض، لأرض، لنا، غضبةً تبعث فينا مجدنا وإذا ما هتف الهول بنا
فليقل كل فتى: إني هنا، أنا يا مصر فتاك، بدمى أحمي حماك، ودمى ملء ثراك
أنا ومض وبريق، أنا صخر، أنا جمر، لفح أنفاسي حريق ودمى نار وثار
بلدي، لا عشت إن لم أفتد، يومك الحر بيومي وغدي، نازفاً من دم أعدائك، ما نزفوه
من أبي أو ولدي، آخذاً حريتي من غاصبيها، سالبيها وبروحي أفتديها
هات أذنيك معي، واسمع معي، صيحة اليقظة، تجتاح الجموع
صيحة شدت ظهور الركع، ومحت أصداؤها عار الخضوع: أنا يا مصر فتاك
بدمي أحمي حماك، ودمى ملء ثراك
أنت إن لم تتحرر، بيدي، يا بلدي! فسأمضي أتحرر، من قيود الجسد
لا أبالي الهول بل أعشقه، لا أباليه وإن مت صريعا، إنه لو لم يكن، أخلقه
لأرى فيه ضحايانا جميعا، في دماهم أمل دم عيسى ومحمد
أنا يا مصر فتاك، بدمي أحمي حماك، ودمي ملء ثرا
فاحترم بالثأر، ذكرى شهدائك، بذلوا أرواحهم بذل السخي وانتقم!
إن هنا أزكى دمائك، وهنا أمي وأختي وأخي!
أنا يا مصر فتاك، بدمي أحمي حماك، ودمي ملء ثراك
قصيدة لست أشكو
لست أشكو منك، فالشكوى عذاب الأبرياء!! وهي قيد ترسف العزة فيه والإباء!!
أنا لا أشكو، ففي الشكوى انحناء!! وأنا نبض عروقي كبرياء!!
لست أشكو فاستمع لي وأجبني، ربما أسمع ما يدنيك مني، ربما أسمع ما يقصيك عني!!
كل ما عندي سؤال يتردد، وظنون يا حبيبي تتجدد
كنت ألقاك على البعد، فألقى أحلامي وروحي!! صرت في قربي ولا ألقاك
لا ألقاك إلا في جروحي!! أنت عيني وأنا عينك قل لي: ما الذي أغمض عيني؟
ما الذي أغمض عينك؟ فغدا القرب ستارا، يا حبيبي بل جدارا، حائلا بيني وبينك؟!
يا حبيبي، كان حبي لك حرا جريئا، يتحدى الويل أن يأتي، فيخشى أن يجئ
مسرع الخطوة كالظلم وكالعدل بطيئا!! نابضا في القلب كالذنب وإن كان بريئا!!
جرأتي راحت ولا أعرف أين؟ بسمتي ضاعت ودمعي بين، بين!
الهوى خجلان دامي الوجنين! وحنيني لك مكتوف اليدين!
أنا لا أشكو، ففي الشكوى انحناء وأنا نبض عروقي كبرياء!
قصيدة بعد الرحيل
قبلة من فم الحبيب الجميل، لم تزل في الشفاه بعد الرحيل
بات يحلو بها البكاء فأبكي، رب دمع أحلى من التقبيل
ما بكائي على ليالٍ تولت، تحت ظل من الحنان ظليل
إنما أسكب الدموع ليوم، سوف أمضي فيه لبعدٍ طويل
حيث لا يدفع القضاء بكائي، لا ولا يمنع الفراق عويلي
قصيدة وردتي
وردة لم يزل في جونا أثر من نفحها، آه لو عادت لياليك
ذكرت بعدك أيامي التي سلفت، فاشتقتها
غير يوم خانني فيك: يوم افترقنا، على أني أراك غدا
فلم أجد في غدي إلا تنائيك! لولا إبائي، لولا أنني رجل
لحدثتك الليالي كيف أبكيك!
قصيدة هذه الدنيا
يا رب أين ترى النعيم فما أرى، إلا جحيماً لاذعاً وسعيراً
ودموع فنانٍ ونفثة شاعر غنيت به الدنيا وعاش فقيراً
كم قائلاً لا تبك للورد النضيرٍ، إذا رأت الشوك فيه كثيرا
وأفرح لهذا الشوك أن تلقى له، وردا يحبب لمسه المحظورا
قصيدة لست عبداً
علام يا قلب نشكو نقض الحبيب عهوده؟ دع الهوان وحطم أغلاله وقيوده
يا فاتنتي، لست عبداً ولا أطيق العبودة، ملكتني غير نفسٍ، على الخطوب جليدة
نفسٍ من الكبر نشوى وفي الهوى عربيدة!!
يا فاتنتي، أنت شعر، الله صاغ قصيدة!! وأنت في الأذن لحن وفي فمي تغريدة
وأنت في النوم، طيفي الذي أخاف شروده!!
وأنت دنياي، دنيا، من النعيم جديدة، لكنني لي روح، كما عرفت، عنيدة
إباؤها لا يبالي العذاب، أن يستزيده!! كوني الجحيم سعيراً، فلن أكون وقوده!
قصيدة أنا الشعب
على باب مصر، تدق الأكف، ويعلو الضجيج، جبال تدور، رياح تثور، بحار تهيج
وتصغي! وتصغي!! فتسمع بين الضجيج سؤالا وأي سؤال!! وتسمع
همهمة كالجواب، وتسمع هممة كالسؤال!! أين؟ ومن؟ وكيف إذن؟
نعم.. كيف أصبح هذا الجلال، بأقصى مداه!؟ حقيقة شعبٍ، غزاة الطغاة، وأي طغاة؟!
أمعجزة ما لها أنبياء؟! أدورة أرض بغير فضاء؟!
وتمضي المواكب بالقادمين، من كل لونٍ وكل مجال، فمن عصر مينا إلى عصر عمرو
ومن عصر عمرو لعصر جمال وكل تساءل في لهفة: أين؟ ومن!؟ وكيف إذن!؟
أمعجزة ما لها أنبياء؟! أدورة أرض بغير فضاء؟!
وجاء الغزاة، جميع الغزاة، فأبدوا خشوعًا وأحنوا الجباه
وكل تساءل في دهشة وكل تساءل في لهفة: أمعجزة ما لها أنبياء؟!
أدورة أرضٍ بغير فضاء؟!
تلمح بين الجموع وجوهًا، يرف عليها حنان الإله، ففيها المفكر والعبقري
وفيها التقاة؛ وفيها الهداة، ف(موسى) تشق عصاه الزحام
وذلك (عيسى) عليه السلام، وهذا (محمد) خير الأنام
أمعجزة ما لها أنبياء؟! أدورة أرضٍ بغير فضاء؟!
فأين تحقق ما كان وهمًا، ومن ذا الذي يا ترى حققه؟!
وكيف تحرر من أسره، سجين الزمان؟! ومن أطلقه؟!
لقد شاد بالأمس أهرامه، بأيدٍ مسخرة موثقة
على ظهره بصمات السياط وأحشاؤه بالطوى مرهقة!!
وها هو يبني بحرية، دعائم آماله المشرقة
بسد منيع، عجيب البناء، يبث الرخاء ويوحي الثقة
فأرزاق أبنائه حرة وآراؤهم حرة مطلقة
وليس بهم سيد أو مسود، فكل سواء بلا تفرقة
أمعجزة ما لها أنبياء؟! أدورة أرض بغير فضاء؟!
وصاح من الشعب صوت طليق، قوي، أبي، عريق، عميق
يقول: أنا الشعب والعجزة، أنا الشعب لا شيء قد أعجزه
وكل الذي قاله أنجزه!! فمن أرضى الحرة الصامدة
بنيت حضاراتنا الخالدة، بقوميتي واشتراكيتي
ينبض العروبة في أمتي
أنا الشعب، شعب ذرى والقمم، زرعت النخيل، صنعت الهرم
رفعت المآذن فوق القباب، بنيت المداخن تعل السحاب
أنا الشعب لا أعرف المستحيلا، ولا أرتضي بالخلود بديلا
بلادي مفتوحة كالسماء، تضم الصديق؛ وتمحو الدخيلا
انا الشعب، شعب العلا والنضال، أحب السلام، أخوض القتال
ومني الحقيقة.. مني الخيال!! وعندي الجمال، وعندي جمال
قصيدة الحسن الثرثار
داري غرامي، ما بدا لك، داري، أنا بالصبابة هاتك أستاري!
هيهات لا أقوى على كتمان، ما باحت به عيناك من أسرار!
عيناك حدثتا، بما سكرت به روحي وعربد خمره بوقاري!!
وإذا سكت عن الهوى وحديثه، كيف السكوت لحسنك الثرثار؟!
يا فتنة هدت الفؤاد إلى هوى، حلو العذاب مطر الأوزار!!
أفديك راضية، فقلبي فرحة نشوى وأحلام الصبا سماري!!
أفديك غاضبةً ولو لم تغفري، أنكرت ليلي واتهمت نهاري!!
أفديك صامتةً، يضج بحبها قلبي وتهمس حولها أفكاري!!
أفديك شادية، .. فصوتك فتنةً قهارة، كجمالك القهار!!
تترنح الألفاظ في شفتيك، سكرى منهما! وتفوح كالأزهار!!
ولها بسمعي مثل أصداء آلمني، ولها بقلبي مثل لذع النار!!
قصيدة في وداع شوقي
ملأ الحياة ترنما وهديلا وقضى فروعها بكا وعويلا
من أسكر بالنعي معللاً نفسي، بشكي في الذي قد قيلا
حتى رأيت بكل روضٍ وحشة، تركته مهصور الغصون محيلا
ولمحت أسراب الطيور حزينة، خرساء لا شدوا ولا ترتيلا
فشعرت بالجلي يدب دبيبها، لا خاليًا أبقت ولا ما هو لا
وأذن فقد أقوت مغاني الشعر، في الدنيا وبات لواؤه محلولا
وإذن فقد ذهب الزمان بخير ما جاد الزمان، أجب فصبري عيلا
شوقي، دعوتك أن تجيب فلبني، إني عهدتك للدعاء قبولا
قد روع الدنيا رداك فعزها، في خطبها الدامي وعز النيل
يا يوم شوقي لم نجد لك في الزمان ولا لشوقي في الزمان مثيلا
روعت دنيا لا يزال يروعها، أن لن ترى عنك الغداة بيلا
كم معشراً كفروا بمجدك ضلة، فأتيتهم بالمعجزات دليلا
فأتم معجزة النهي وابعث لنا، من شعرك المعي الفناء رسولا
يا طالما ساءلت قبلك من مضوا، كنه الحمام وسره المجهولا
فلتخبر الأحياء عن سر الذي لاقيت وارفع ستره المسدولا
كم مرة أصبت لي فرثيت للفنان، يقضي في الحياة خمولا
يجتاحني الألم الدفين فأرتمي، سكران مشبوب الجوى مذهولا
فإذا صحوت صحا الأسى بجوانحي، وبكيت من حزن عليك طويلا
نم في ظلال بديع شعرك واطرح عبء الحياة فكم أراه ثقيلا
تحنو عليك من النعيم سحابة، تسقي رفاتك بكرةً وأصيلا
يا ليت شعري كيف حال الشعر، الأخرى وهل حاله في الأولى
أم أن في كنف الخلود وفيئه، ظلا لأرباب البيان ظليلا
يلقون فيه العبء عن أكتافهم، وكفكفون المدمع المبذولا؟!