أجمل قصائد ميسون السويدان مكتوبة كاملة
ميسون السويدان، هي شاعرة كويتية، وابنه الداعية الكويتي الدكتور طارق السويدان، ودرست ميسون الفلسفة والعلوم السياسية، ولها العديد من القصائد التي نالت شهرة واسعة في كافة أنحاء الوطن العربي. وفي هذا المقال، ننقل لك أجمل قصائد ميسون السويدان مكتوبة كاملة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
قصيدة لا ناس حولي
لا ناسَ حولي إذا ما كنتَ في الناسِ … لا صوتَ إلّاكَ محبوسٌ بأنفاسي
ولستُ أدري أياسي جاء مِن أمَلِي … أم جاءَني أمَلِي مِن شدَّةِ اليأس
خلعتُ تاجي.. وعقلي.. كلَّ أحذيتي … وجئتُ حافيةً من دون حرّاسي
أشعلتُ آخرَ كبريتٍ لتبصرَني … لِتُمسِكَ الخيطَ من دخّانِ إحساسي
وقلتُ لا ليلَ في صدري سأحبسه … خوفًا على القلب من وسواسِ خنّاسِ
كشفتُ ما كنتُ خوفَ العارِ أكتمُهُ … في ظُلمة الدُّرج مَطوِيّاً بقرطاسي
ما إن تهاوَتْ على رجليك أقنعتي … حتى حكمتَ بأنّي أقبحُ الناسِ
أبعد ما بُحتُ: "كاد الليلُ يهلكُني" … تأتي لِتَطعنَ إيماني بوسواسي؟
تشرِّحُ الذنبَ بعد الذنبِ تفحصُهُ … فينزف الجرحُ جرحًا في يَدِ الأسى
مغامراتي مع الشيطان.. قَهقَهتِي… تَراقُصي حول نيراني وأجراسي
تَقَلُّباتُ ضميري.. سِرُّ تَمتَمَتي … رُعْبِي من الحبرِ.. تمزيقي لكُرّاسي
هذي ذنوبي التي ما كنتَ تعرفُها … لولا بيَاضي لما أبصرتَ أدناسي
لولا اعترافي وتسليمي لأسلحتي … لما رأيتَ احتمالَ القتلِ في فاسي
فما ظننتُ سهامي منكَ ترجعُ لي … ولا ظننتُكَ ترميني بأقواسي
ما كان ذنبي سوى أنّي ابتدأتُ أرى … نفسي فحَوَّلتُ ظلمائي لنبراسي
وأنّني رغمَ ما يجري بأوردتي … من سُمِّكم، لم يكنْ عرقي بِدسَّاسِ
أما وقد بات جُرْمي أن أظلَّ أنا … بالرغم منكم، فما في الجُرْمِ من باسِ
مددتُ نحوَكَ كأسي .. كيف ترفضُها … وأنت صِفْرٌ وكلُّ الكونِ في كأسي؟؟
من أنتَ!؟ عيناكَ لو أنّي شَقَقتُ لها … صدري لَأعماكَ من أنوارِهِ ماسي!
إن أنكرَ الحبُّ مالاًً واصطفى عَدَمًا… فقد تهيمُ أميراتٌ بكنّاسِ
لا شيءَ أنتَ.. ولا شيءٌ يحاصرني… من رجفةِ الكأسِ حتى غَصَّةِ الحاسي
يا ساكبَ الخمرِ قد أفسدتَ صومعتي! … أغرقتَ رابعةً في كأسِ نوَّاسي
حتى الذي بيَدي ما عاد مُلْكَ يدي … لا الضحك ضحكي ولا الجلاّس جلّاسي
لا موطنٌ دونَكم .. لا غربةٌ معكم … للأُنسِ سرٌّ.. وأنتم سرٌّ إيناسي
أحاول البحثَ عن نفسي بغيرِكمُ … ولا أرى غيرَكمْ في أعيُنِ الناسِ
إن كنتُ ألقى بكم أنسًا فلا عجبٌ … من لذَّةِ الهمْسِ في آذانِ جسّاسِ
من شهوة الشوك.. من سكْبِ الشموعِ على … جلدٍ تأجّجَ تحت الشمسِ حسّاسِ
يا لسعةً من جمالٍ شجَّ ذاكرتي! … يا ملحَ وجهكَ فوق الجرح.. يا ناسي
تبًاً لوجهك ما أحلاه! واأسفي … تبّاً! ففي الشتْم تنفيسٌ عن اليأس
يا جنةً دونَ بابٍ منه أدخلُها … يا سورةَ النار.. يا ميعادَ إتعاسي
يا غدرَ غمضةِ عينٍ لا أقاوِمُها … يا غفوةً بين تنبيهاتِ أجراسِ
يا سكرةَ المسكِ يا آهاتِ مِبخَرَةٍ… تأتي وتذهبُ مثل الغيمِ في راسي
لو كنتُ أدري بأنَّ الطِّيبَ يقتلُني … لما تَنَفَّستُ.. ما سَمَّمتُ أنفاسي
يا مَن رَبِحتُ به خُسرانَ قلبيَ يا… أغبى مغامرةٍ أفضَتْ لِإفلاسي
لا تُرجِعِ القلبَ لي.. ماذا أريدُ بِهِ؟… عِشْ بالذي قد تَبَقَّى منه يا قاسي
قصيدة قل لماذا اخترتني
مَاذا أفادتني هدايا أُهدِيت بعدَ الهلاكْ؟ كيف التجمُّلُ في مَرايا، لا أرى فيها سِواكْ؟
أخلقتَها حتى ترى من قد خلقتَ لكي تراكْ؟ فتشدّ مِن أحبالِ صوتي كلّما صوتٌ دعاكْ؟
صِدْني ومزّقني فإن النّاس ترمِيني، بِبحرٍ ليس يبغيني، فلا تُربٌ ولا ماءٌ بِطِيني، لا هَلاكْ!
صِدْني فإنّي لا أصِيدُ ولا أُصادُ، أنا الشِّباكْ، ما بينَ أيدي الطالبينَ وبين مَا طلبوا سِواكْ
أيني أنا ؟ مَا لي مكانٌ، كيف أطلبُ مَا "هُناك" بلا "هُنا"؟ هبني ثلاثةَ أحرفٍ، لا غيرَها
هبني "هُنا"، حتى أشير إليّك منها، كي أفرّقَ بيننا، حتى يُلمحَ إصبعٌ بالميلِ
مَن، مِن"أنا"، أنا ..قُل لي لماذا اخترتني ؟ وأخذتني بيديكَ من بين الأنامْ
ومشيتَ بي ومشيتَ، ثمّ تَركتني، كالطفلِ يبكي في الزِّحامْ
إن كنت - يَا مِلحَ المدامعِ - بِعتَني، فأقلّ ما يَرِثُ السكوتُ من الكلامْ
هُو أن تؤشّرَ من بعيدٍ بالسلامْ، أن تُغلقَ الأبوابَ إن قررتَ ترحلُ في الظلامْ
ما ضرَّ لو ودَّعتنِي؟ ومنحتني فصلَ الخِتامْ؟ حتى أريحَ يديَّ
من تقليبِ آخر صفحةٍ من قصّتي، تلك التي يشتدُّ أبيضُها
فيُعميني إذا اشتدَّ الظلامْ، حتى أنامْ! حتى أنامْ، حتى أنامْ
أنا ربّما، أبكي قليلا في سريري دونما، يدري بدمعي إخوتي
لكنّما، تبقى أمامَ النَّاسِ تكبرُ بَسمتِي، تزداد لمعتُها إذا ما خَضَّبَتْها دمعتي
أنا عندما أطلقتُ آهاتي ولم، تسرحْ ملامحُ بسمتي شوقا إليكْ
أصبحتُ أفهمُ ما لديَّ وما لديك، ها قد ملكتُ سعادتي، لكنَّ حزنيَ في يديكْ
فَمتى سترجع أدمُعِي؟ وإلى متى أبكي عليكْ؟ هذي شموعُكَ لم أزلْ
بالليل أرجوها فلمْ تَتَعَطَّفِ، ما بالُها لم تَنطَفِ؟؟! مُتْ! أو لِتَتركْني أَمُتْ!
اخترْ مماتاً أو حياةً واختَفِ، لا تحيَ كالأشباحِ فِيّ
قصيدة كيف أنسى؟
كيف أنسى ؟ كيف أنسى؟
بعدما لامست قلبي، لم أطق بعدك لمساً
ما فهمت الحب حتى ذقت من فقدك درساً
أضرب الجلد وأبكي: هل أنا ما زلت حياً؟؟
لم أعد أشعر بالآلام إن تأت إليا
كل جرح جاء من بعدك لا يفعل شيئاً
فجراحي منك أقسى، كيف أنسى؟ كيف أنسى؟
إن ذكر الحب قاسٍ، إنما النسيان أقسى
قصيدة لا تلمني
لا تلمني، إن أنا صحت بملء الفم أينك ألف شيخ يا إلهي واقف بيني وبينك
إنهم يخشون أن تبصر من يبصرون زينك فقئوا عيني وراحوا، يقصدون الآن عينك
عقلي لهذا وقلبي عند صاحبه فكيف أختار بين الماء والطين ظلم
حرام أن أختار بينهما ليت التعدد في الأزواج من ديني
شهوتي فاقت عفافي، توبتي بعض احترافي وحجابي بات يخفي قبح روحي وانحرافي
كذب حالي كهدايا ليست ترقى للغلاف بت أجري حول نفسي ترتجي رجلاي
رفسي وألف الأرض بحثا عن دواء لالتفافي
قصيدة لا تقل لي
ولا تقُـلْ لي كلامًا قد أشُكُّ به، بل قلْ لِجُلّاسِنا إنْ طَوَّلوا: روحوا!
وانظرْ إليَّ طويلاً دونما كَلِمٍ، فالحبُّ بالصمتِ، لا بالصوتِ، مفضوحُ
يُسائِلُني: ما أنتِ؟ مِن أيِّ مذهبٍ؟ معي أم مع الأعداءِ؟ أرجوكِ حدِّدِي!
فقلتُ: لِأهلِ الحبِّ كالفقهِ مذهبٌ ويجمعُنا في الليلِ نورُ مُحمَّدِ
لا تحسبوني بهذا العَفْوِ ساذجةً أو أنّني هُنْتُ، مهما كان سَفّاحا
إن كنتُ رغمَ الأذى بالخيرِ أذكرُهُ فالوردُ إن داسَه مَن داسَهُ فاحَا
أنا التي آثرتْ فقرًا على تَرَفٍ وما ملكتُ من الدنيا هنا بِيَدي
هي الحياة ثوانٍ لن أضيِّعَها حرصًا على المالِ أو خوفًا من الحَسَدِ
قصيدة ألا تشعر
أَتَشْعُرُ بالذي يهتزُّ كالزِّلزَالِ من تحتي، إذا لاقتْ بلا قَصدٍ عيونُك نورَ عينيَّ؟
إذا ما صوتُك الصَّافي تَنفَّسَ قُرْبَ أذنيَّ؟ وَوَسْوَسَ لِي وَبَسْبَسَ بي وَدَغْدَغَ حُلْمَ جَفنَيَّ!
أتشعرُ بالرياحِ تُفَجِّرُ الألحانَ بالصمتِ؟ لتُسمِعَني ضَيَاعَ العشقِ بين الحُبِّ والمقتِ
وتجعلَ صمتَنا في ثُقلِ أحجارٍ على صدري، وإنَّ الصخرَ لا يَحْيَا بغير زخارفِ النَّحْتِ
أَتَدري ما فعلتُ به أنا أم أنت لا تدري؟