أجمل ما قيل عن الأب: أنت الحياة
للأب مكانته الكبيرة التي يتمتع بها بين أطفاله وأولاده، فهو السند والضهر لهم في كافة مشاكل الحياة وأمورها، عبر التاريخ، قدم عدد من الشعراء العرب أبيات شعرية عن الأب.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
شعر عن الأب مكتوب
1
ما الذي جاء بي
يا أبي
والقطارات مشحونة بالشجر
القطارات ذات الحديد الحزين
ستخطفني بغتة
في غموض المطر
ما الذي، يا أبي،
حطّني في الطريق إلى النهر
للناي يقتلني
كلما مَـرّ بي
يا أبي
ما الذي جعلَ العانسات البعيدات يشغفنَ روحي
ويغزلنَ، مثل الأغاني النحيلة،
قمصان قلبي
ويمسحن، مثل الهدايا،
جروحي
ويصقلن بي غربة المتعب
يا أبي
ما الذي جاء بي
نحو هذا النبيذ الغريب
كأنّ الجُسُور،
وغيم البحيرات والشجر الحرّ
أرجوحة الغائب
ها أنا، بعد بحرين، تنتابني،
يا أبي
مثلَ برقٍ، بحارُكَ
فارأفْ بطفلكَ
واكتبْ له نجمةً في السديم،
كأنكَ خلقٌ له
خارجَ الكوكبِ.
2
ما أجهل الأب لو ربَّى ابنه ترفاً
ولم يكله لأستاذ وأظلَمَهُ
يعطيه ما يشتهي إذ قام ينذره
بالانتحار وكان الخوف أرغمه
أراه أشبه من يعطي المشعوذ إذ
يجري دماء ابنه وهما ليرحمه
3
يا مَن هُوَ الأُمُّ لَنا وَ الأَبُ
وَمَن إِلى مَذهَبِهِ نَذهَبُ
وَمَن هُوَ المَرءُ لَم يَزَل
يَصدُقُ في القَوبلِ وَلا يَكذِبُ
وَمَن خَبَأتُ العَفوَ مِنهُ لِما
يَغشاهُ مِن زَلّاتِنا مُحصِبُ
نَحنُ خَليعانِ فَما بِالُنا
قُل لِيَ مَرعى قَصفِنا مُجدِبُ
لا سِيَّما وَاليَومُ يَومٌ لَهُ
جَنائِبٌ مِن سُحبِهِ تَجنُبُ
وَالطَيرُ قَد غَنَّت غِناءً لَنا
في كُلِّ لَحنٍ لَفظُهُ مُغرِبُ
فَما الَّذي تَرسُمُ قُل لي فَما
رَسَمتَ لي عِندِيَ ما يَصعُبُ
عِندي مِنَ الحوفِيَّةِ الشُقرُ ما
طَبيخُهُ مِن شَيِّهِ أَصوَبُ
إِهابُهُ أَبيَضُ مِن شَحمِهِ
وَعَظمُهُ مِن لَحمِهِ أَرطَبُ
وَأَفرُخٌ تُعمِلُ تِبّالَةً
أَقرَبُ شَيءٍ أَمرُهُ يَقرُبُ
وَبَطَّةٌ إِن دُلِّيَت تَحتَها
جوذابَةٌ فَهيَ الَّتي نَطلُبُ
ووَثَمَّ طَرذينٌ وَسَنبوسَقٌ
إِلَيهِما في السَغبِ المَهرَبُ
وَلَيسَ تَخلو الدارُ مِن فَضلَةٍ
مَتى أَعانَتني لا أُغلَبُ
تُسفِرُ عَنها جَونَةٌ وَجهُها
لِنافِرِ الشَهوَةِ مُستَجذِبُ
تُشاهِدُ البَقلَ بِساحاتِها
لِكُلِّ ذَيلٍ أَخضَرٍ يُسحَبُ
بَينَ الفَراريجِ السَمانِ الَّتي
يَربَحُ فيها كُلُّ مَن يَحلِبُ
وَبَينَ جُبنٍ مُقَدَّسِيٍّ إِلى
خَلٍّ وَمِلحٍ فيهِما يُرغَبُ
وَقَد عَمَرنا قَطرَ ميزاتِنا
بِبِنتِ كَرَمٍ ثَغرُها أَشنَبُ
يَزِقُّها في قُمصِ كاساتِها
مِن زِقَّةِ مَن ريقُهُ أَطيَبُ
مُقَرطَقٌ تَبدو عَلى كَفِّهِ
كَواكِبٌ يَحمِلُها كَوكَبُ
وَالرَأيُ أَن نَلتَذَّ في يَومِنا
بِصَبحَةٍ مِن عُمرِنا تُحسَبُ
مَع مُسمِعٍ في خَدِّهِ وَردَةٌ
تَحرُسُها مِن صُدغِهِ عَقرَبُ
لِثامُهُ يَنحَظُّ مِن وَجهِهِ
عَن سَحَرٍ مِن فَوقِهِ غَيهَبُ
يَضرِبُ أَعناقَ صَباباتِنا
حينَ يَجُسُّ العودَ أَو يَضرِبُ
يَظفَرُ مَن يَهواهُ مِنهُ بِما
فيهِ لَهُ المَضرَبُ وَالمَطرَبُ
فَرِد بِنا اللَهوَ الَّذي ماؤُهُ
في لَهَواتِ العيشِ مُستَعذَبُ
بَينَ شَقيقٍ صُدغُهُ حالَكَ
وَأُقحُوانٍ ثَغرُهُ أَشنَبُ
وَالرَعدُ يَشدو الثَرى مُنتَشٍ
وَالسُحبُ تَبكي وَالرُبى تَشرَبُ
وَعِندَنا طارِمَةٌ رَسمُها
في كُلِّ يَومٍ مِثلَ ذا تُنصَبُ
بَينَ يَدَيها بِركَةٌ ماؤُها
جارٍ مَعَ الأَيّامِ لا يَنضَبُ
ما حَطَّ مُذ أَنشَأَتها سالِفاً
قَطُّ عَلى سالِفِها طُحلُبُ
يَرقُصُ في حافاتِها بِطُّها
إِذا غَدا بُلبُلُها يَلعَبُ
وَرُبَّما تُطلِعُ أَمواجُها
كَواكِباً مِن وَقتِها تَغرُبُ
فَاِركَب عَلى عَزمِكَ ذاكَ الَّذي
أَعرِفُهُ يَجري وَلا يَتعَبُ
وَصِر إِلى دارِ أَخيكَ الَّذي
ما بَرقُهُ في وَعدِهِ خُلَّبُ
ما دامَ لَيثُ الدَهرِ في غَفلَةٍ
لا نابُهُ يُخشى وَلا المَخلَبُ
وَاِربِط عَلى كَفِّكَ إِن أَنتَ لَم
تُجِب سُؤالي أَنَّني أَغضَبُ
أجمل ما قيل عن الأب
4
يا كريم الأب والصه
ر نسا في حرمين
حجّ في المملوكِ يا من
عاشَ بين العلمين
5
غَضَّ طرفاً عن القمرْ
وانحنى يحضن التراب
وصلّى...
لسماء بلا مطر ,
ونهاني عن السفر !
أشعل البرقُ أوديهْ
كان فيها أبي
يربي الحجارا
من قديم.. ويخلق الأشجارا
جلدُهُ يندفُ الندى
يدهُ تورقِ الشجرْ
فبكى الأفق أغنيهْ :
كان أوديس فارساً...
كان في البيت أرغفهْ
ونبيذ, وأغطيه
وخيول , وأحذيهْ
وأبي قال مرة
حين صلّى على حجرْ:
غُضَّ طرفاً عن القمر
واحذر البحر .. والسفر !
يوم كان الإله يجلد عبدَهْ
قلت : يا ناس ! نكفُر؟
فروى لي أبي..وطأطأ زنده :
في حوار مع العذاب
كان أيوب يشكرُ
خالق الجرحُ لي أنا
لا لميْت .. ولا صنمْ
فدع الجرح والألم
وأعِنّي على الندم !
مرَّ في الأفق كوكبُ
نازلاً... نازلاً
وكان قميصي
بين نار’ وبين ريحْ
وعيوني تفكِّرُ
برسوم على التراب
وأبي قال مرة :
الذي ما له وطن
ماله في الثرى ضريح
.. ونهاني عن السفر !
6
سَأَلوني لِمَ لَم أَرثِ أَبي
وَرِثاءُ الأَبِ دَينٌ أَيُّ دَين
أَيُّها اللُوّامُ ما أَظلَمَكُم
أَينَ لي العَقلُ الَّذي يُسعِدُ أَين
يا أَبي ما أَنتَ في ذا أَوَّلٌ
كُلُّ نَفسٍ لِلمَنايا فَرضُ عَين
هَلَكَت قَبلَكَ ناسٌ وَقُرى
وَنَعى الناعونَ خَيرَ الثِقَلَين
غايَةُ المَرءِ وَإِن طالَ المَدى
آخِذٌ يَأخُذُهُ بِالأَصغَرَين
وَطَبيبٌ يَتَوَلّى عاجِزاً
نافِضاً مِن طِبَّهُ خُفَّي حُنَين
إِنَّ لِلمَوتِ يَداً إِن ضَرَبَت
أَوشَكَت تَصدَعُ شَملَ الفَرقَدَين
تَنفُذُ الجَوَّ عَلى عِقبانِهِ
وَتُلاقي اللَيثَ بَينَ الجَبَلَين
وَتَحُطُّ الفَرخَ مِن أَيكَتِهِ
وَتَنالُ البَبَّغا في المِئَتَين
أَنا مَن ماتَ وَمَن ماتَ أَنا
لَقِيَ المَوتَ كِلانا مَرَّتَين
نَحنُ كُنّا مُهجَةً في بَدَنٍ
ثُمَّ صِرنا مُهجَةً في بَدَنَين
ثُمَّ عُدنا مُهجَةً في بَدَنٍ
ثُمَّ نُلقى جُثَّةً في كَفَنَين
ثُمَّ نَحيا في عَلِيٍّ بَعدَنا
وَبِهِ نُبعَثُ أولى البِعثَتَين
اِنظُرِ الكَونَ وَقُل في وَصفِهِ
كُلُّ هَذا أَصلُهُ مِن أَبَوَين
فَإِذا ما قيلَ ما أَصلُهُما
قُل هُما الرَحمَةُ في مَرحَمَتَين
فَقَدا الجَنَّةَ في إيجادِنا
وَنَعِمنا مِنهُما في جَنَّتَين
وَهُما العُذرُ إِذا ما أُغضِبا
وَهُما الصَفحُ لَنا مُستَرضِيَين
لَيتَ شِعري أَيُّ حَيٍّ لَم يَدِن
بِالَّذي دانا بِهِ مُبتَدِأَين
وَقَفَ اللَهُ بِنا حَيثُ هُما
وَأَماتَ الرُسلَ إِلّا الوالِدَين
ما أَبي إِلّا أَخٌ فارَقتُهُ
وُدُّهُ الصِدقُ وَوُدُّ الناسِ مَين
طالَما قُمنا إِلى مائِدَةٍ
كانَتِ الكِسرَةُ فيها كِسرَتَين
وَشَرِبنا مِن إِناءٍ واحِدٍ
وَغَسَلنا بَعدَ ذا فيهِ اليَدَين
وَتَمَشَّينا يَدي في يَدِهِ
مَن رَآنا قالَ عَنّا أَخَوَين
نَظَرَ الدَهرُ إِلَينا نَظرَةً
سَوَّتِ الشَرَّ فَكانَت نَظرَتَين
يا أَبي وَالمَوتُ كَأسٌ مُرَّةٌ
لا تَذوقُ النَفسُ مِنها مَرَّتَين
كَيفَ كانَت ساعَةٌ قَضَّيتَها
كُلُّ شَيءٍ قَبلَها أَو بَعدُ هَين
أَشَرِبتَ المَوتَ فيها جُرعَةً
أَم شَرِبتَ المَوتَ فيها جُرعَتَين
لا تَخَف بَعدَكَ حُزناً أَو بُكاً
جَمَدَت مِنّي وَمِنكَ اليَومَ عَين
أَنتَ قَد عَلَّمتَني تَركَ الأَسى
كُلُّ زَينٍ مُنتَهاهُ المَوتُ شَين
لَيتَ شِعري هَل لَنا أَن نَلتَقي
مَرَّةً أَم ذا اِفتِراقُ المَلَوَين
وَإِذا مُتُّ وَأودِعتُ الثَرى
أَنَلقَّى حُفرَةً أَو حُفرَتَين