أشجار أروكاريا: تميل جانبًا عندما تنمو بعيدة عن موطنها الأصلي
الكثير منَّا يعتقد أن النباتات لا تفعل شيء سوى النمو ومنحنا مناظر تسر النظر، لكنها تحمل عالماً خفياً طي أوراقها، النباتات لديها قدرات مدهشة وغريبة قد لا نتوقعها إطلاقاً، هناك نباتات تبكي وتطلب المساعدة وهناك أيضًا نباتات تنحرف جانبًا حين تنمو بعيدًا عن موطنها الأصلي مثل أشجار أروكاريا.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أشجار أروكاريا
أشجار أروكاريا، المعروفة أيضًا باسم الشعاب المرجانية أروكاريا أو صنوبر كوك أو صنوبر كاليدونيا وهي نوع من الصنوبر موطنه كاليدونيا الجديدة ويميل إلى الانحراف إلى الجانب عند زراعته خارج موطنه الطبيعي.
صنف لأول مرة من قبل يوهان رينهولد فورستر، عالم نبات رافق الكابتن جيمس كوك في رحلته الثانية للإبحار حول الكرة الأرضية إلى أقصى الجنوب، سرعان ما أصبحت أروكاريا أشجار عمودية شائعة في جميع أنحاء العالم وذلك بفضل شكلها المخروطي المميز والارتفاع حتى 60 مترًا.
في الوقت الحاضر، تُزرع هذه النباتات العملاقة دائمة الخضرة كأشجار للزينة في مناطق مختلفة ذات مناخ دافئ ومعتدل في خمس قارات ولا تجذب عمومًا الكثير من الاهتمام ولكن في بعض الحالات لديها خاصية واحدة ملحوظة، حيث تميل بشدة إلى جانب واحد وعندما يزرع المزيد منهم في نفس المنطقة، فإن جميع الأشجار تميل في نفس الاتجاه.
في معظم الظروف، تميل الأشجار إلى النمو عموديًا، مع استثناء واحد معروف وهو البيئات الصعبة، حيث يمكن أن تتسبب المنافسة على الضوء أو العناصر الغذائية في جعل الأشجار تنمو بشكل منحرف.
كان العلماء في حيرة من أمرهم من نمو أشجار الأراوكاريا العمودية لسنوات، لكن لم يكن لدى أحد تفسير معقول، حتى شرع عالم النبات الأمريكي مات ريتر في اكتشاف سبب هذه الظاهرة غير العادية وبدأ في توثيق نمو أشجار الصنوبر في أمريكا الشمالية، لقد لاحظ أن جميع العينات التي تمت ملاحظتها تميل إلى قممها نحو الجنوب وتبادل النتائج التي توصل إليها مع صديق وزميل من أستراليا، الذي أخبره أنه حيث كان، يبدو أن جميع أشجار الصنوبر في كاليدونيا الجديدة تميل شمالًا.
مفتونًا بالنتائج التي توصلوا إليها، سافر ريتر وعدد من زملائه حول العالم بحثًا عن أشجار أروكاريا ووثقوا درجة ميل الأشجار، بعد فحص 265 عينة مائلة، خلص العلماء إلى أن نبات الصنوبر في نصف الكرة الشمالي يميل إلى الجنوب وتلك الموجودة في نصف الكرة الجنوبي تميل إلى الشمال.
بالإضافة إلى ذلك، يكون حجم الميل أكثر وضوحًا في خطوط العرض العليا في نصفي الكرة الأرضية، توضح البيانات والنمط أن النباتات تستجيب لبيئتها الأصلية بطريقة لم يتم فهمها بالكامل بعد، كما أشار العلماء في ورقة بحثية نُشرت في عام 2017.
حيث أن في نصف الكرة الجنوبي، تنحني الأشجار إلى الشمال، بينما في الشمال تنحني إلى الجنوب وفقط حول خط الاستواء تنمو عموديًا تقريبًا، علاوة على ذلك، كانت زاوية ميل عمود أراوكاريا مرتبطة مباشرة بالمسافة من خط الاستواء، كلما ابتعدت عن خط الاستواء، كلما كان انحناءها أقوى.
سبب الميل في هذا النوع غير واضح، لكن ريتر وزملائه يفترضون أنه "قد يكون مرتبطًا باستجابة مدار تكيفية لزوايا وقوع ضوء الشمس السنوي أو الجاذبية أو المغناطيسية أو أي مزيج من هذه العوامل. [1]