أشعار وقصائد عائشة التيمورية
عائشة التيمورية هي عائشة عصمت بنت إسماعيل باشا بن محمد كاشف تيمور، شاعرة مصرية ولدت في أحد قصور "درب سعادة" وهو أحد أحياء الدرب الأحمر حين كانت تلك المنطقة مقرًا للطبقة الأرستقراطية ولعائلاتها العريقة، خلال السطور القادمة مجموعة من أبرز قصائدها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
قصيدة عائشة التيمورية
بيد العفاف أَصون عز حجابي
وِبِعِصمَتي أَسمو عَلى أَترابي
وَبِفِكرَة وَقادَة وَقَريحة
نَقادَة قَد كَمَلَت آدابي
وَلَقَد نَظَمت الشِعرَ شيمَة مَعشَر
قَبلى ذَوات الخُدور وَالاِحساب
ما قُلتُه الافكاهة ناطِق
يَهوى بَلاغَة مَنطِق وَكِتاب
فَبِنِيَّة المهدى وَلَيلى قُدوَتي
وَبِفِطنَتي أَعطي فَصل خطابي
لِلَّهِ در كَواعِب منوالها
نَسج العُلا لِعَوانِس وَكِعاب
وَخَصَّصَت بِالدُر الثَمين وَحامَت ال
خَنساء في صَخر وجوب صِعاب
فَجَعَلَت مِرآنى جَبين دَفاتِري
وَجَعَلَت من نقش المداد خضابي
كم زَخرَفَت وَجنات طرسى أَنملى
بعذار خط أَواهاب شَباب
وَلَكُم زها شَمع الذكا وَتَضوعَت
بِعَبيرِ قَولى رَوضَة الاِحباب
منطقت ربات اِلَيها بِمَناطِق
يَغبطها في حضرتي وَغِيابي
وَحَلَّلَت في نادى الشُعور ذَوائِبا
عَرَفت شَعائِر ما ذو الاِنساب
عوذت مِن فِكري فُنون بَلاغَتي
بِتَميمَة غَرا وَحرز حِجاب
ما ضَرَّني أَدبي وَحُسنُ تَعَلُّمي
الا يَكونى زَهرَة الاِلباب
ما ساءَني خدري وَعَقد عِصابَتي
وَطَرازُ ثَوبي وَاِعتِزاز رَحابي
ما عاقَني حَجلي عَن العليا وَلا
سَدل الخِمار بِلِمَّتي وَنِقابي
عَن طي مِضمار الرَهان اِذا اِشتَكَت
صَعب السِياق مطامح الرِكاب
بَل صَولَتي في راحَتي وَنفرسى
في حُسنِ ما أَسعى لِخَير مَآب
ناهيكَ من سر مَصون كنهَه
شاعَت غَرابَتِه لَدى الاِغراب
كَالمِسكِ مَختوم بِدُرج خَزائِن
وَيَضوع طيبُ طيبِهِ بِمَلاب
أَو كَالبِحار حوت جَواهِر لُؤلُؤ
عَن مَسِّها شَلت يَد الطلاب
در لِشَوق نَوالِها وَمَنالُها
كَم كابِد الغَواس فَصل عَذاب
وَالعَنبَر المَشهود وافَق صونَها
وَشُؤنَه تَتلى بِكُل كِتاب
فَأَنَرتَ مِصباح البَراعَةِ وَهيَ لي
مَنح الا لَهُ مَواهِب الوَهاب
شعر عائشة التيمورية مكتوب
عَز العَزاءُ عَلى بَني الغَبراء
لِما تَوارى البَدرُ في الظُلماء
حَق عَلى الاِيّامِ تَندب فَقد مَن
هُوَ نَسير الاِفصاح لِلبَلغاء
فَاِجاه ربب الدَهر أَضمر نُطقَه
لِما سَقاهُ مِن كُؤس فَناء
فَاِنقَض ليثا وَالعُيونُ هَوامِع
تَبكى عَلَيهِ بِأَدمُع حَمراء
رَجع الطَبيب بِيَأسِهِ مُتَسَربِلا
وَأَراقَ جُرعَتِه عَلى الحَصباء
ناداهُ لا تَيأس وَعالَج عِلَّتي
فَعَسى يَكونُ عَلى يَدَيكَ شِفائي
وَاِكشِف عَلى قَلبي فان بشرتني
بِالبرء خُذ ملكي وَذاكَ فِدائي
وَاِذا اِنقَضى نَحبي وَما أَجد الدَوا
نَفعاً فَوار الجِسم عَن أَعدائي
وَاِرجِع لِقَومي الغافِلينَ وَقُل لَهُم
ذَبح القضا اسمعيل في البَيداء
يا شُؤمُها أَخبار مَفقود القَضا
يا حر رَجعَتِه بِغَير رَجاء
يا لَهف عامِرة القُصور عَلَيه اِذ
باتَ الاِميرُ عَلى فِراشِ عَزاء
أَمسى لَفيف النائِحاتِ تُحيطُه
بَدَلا عَنِ النَدماء وَالجَلساء
يا حَسرَة اِبنَتِه اِذا نَظَرتَ لَها
بِمَماتِه عَين مَن البَأساء
قالَت وَحق سَنا أَبوتك الَّتي
كانَت ضِياء الاِمن لِلابناء
مُذ ما فَقَدتك وَالحَشا مُتَسعر
وَالجسم مُنتَحِل مِن الضَرّاء
يا كَنز آمالي وَذُخر مَطالبي
وَسعود اِقبالي وَعَين سَنائي
يا طب آلامى وَمرهم قُرحَتي
وَغِذاء روحي بَل وَنَهر غَنائي
أَبَتاه قَد جَرعتني كاس النَوى
يا حر جُرعَته عَلى اِحشائي
يا مَن بِحُسن رِضاء فوز بَنوتي
وَعَزيز عيشَتِه تَمام رَخائي
اِن ضاقَ بي ذَرعى اِلى مَن أَشتَكي
مِن بَعدِ فَقدِكَ كافِلا بِرِضائي
يا لَيتَ شِعري حينَ ما حَل القَضا
هَل كُنتِ عَنّي راضِياً أَن نائى
لِما قضى المَولى بِبُعدِكَ وَاِنقَضى
أَملى مِنَ الدُنيا وَقل عَزائي
وَجهت مُبتَهلا لِرَبّي وَجهتي
لِيَعُم روحك مِنهُ بِالنُعماء
فَلَك الهَنا بِالخُلدِ فُزت بِعذبِهِ
اِذ أَنتَ مَعدودِ مِن الشُهَداء
وَلي القَلبُ في سَعيرِ تحرقى
ما دُمتِ عائِشَة لِيَوم فَنائي
أبيات شعر عائشة التيمورية
حَل الرِحاب نَزيل ساقَه شَغف
لِلثم راحات مَولى خَص بِالهِمم
وَجِئتَ وَالشَوقُ وافى نَحوَ سدته
وَفي يَقيني أَن أَلقى أَخا شيم
فَتهت كَالنونِ في بَحر لَهُ ثَبج
مُذهزنى لاعج مِن صَدرى الضَرم
وَاِن حَظى عَقيل بِالكول وَلى
نَجم اِذا قُلتُ دم يا نَجم لَم يَدُم
وَاللَهُ لَو اِن لي بِالشَملِ طائِلَة
لَما فَعُدت عَصيب الكَف وَالقِدَم
ثبت يَدا سائِق الاِظعان ما رَسَمَت
يَداهُ لِلعيس سير الاِينق الرَسم
باحَت لَيالي النَوى بِالوَجد وَهُوَ عَلى
ضَعفي كَتَمت لَظاه أَي مُكتتم
مَولاى لي مِن بَسيط العَفو وافِره
وَأَفضَل العَتب ما يُبنى عَلى العشم
رَبَطت بِالتيهِ أَمراسى بِلا سَبب
وَكانَ عَهدي مَديد الفَضل وَالكَرَم
عَجِبتُ اِذ يُزدَرى المَولى بِتابِعِه
وَيُعلِن الصَد لِلمَحسوب في القَدم
تَؤم مزن الوَفا أَم الرِضا فَتَسقى
عَطشى وَوَردِكَ صافى الماء لِلامم
يَسعى لِساحِلِكَ الصادى فَتَحرِمُه
وَوَردك العَذب يَشفى الجِسم مِن سَقم
هَب اِن عَبدِكَ قَد فاقَت جَريرَتِه
رَضوى وَأَربَت مَساويه عَلى العِلم
أَلَيسَ قَد قيلَ خَيرُ الناسِ عاذَرَهُم
وَأَحسَن الخَلقِ مِن يَعفو عَن اللَمم
لا زالَ قَولُكَ قَسطاسا وَمَعدَلة
وَلا بَرِحَت تَقودُ الرُشد بِالحُكم
وَهذِه مَدح تَمشى عَلى وَجَل
وَفي الاِشارَة ما يَغنى عَنِ الكَلم
وَلَها وَقَد أَصابَها رَمد سَرى أَلمه في الجفون
اِذا شَكَت الوَرى سَقم العُيون
فَأَبى أَشتَكي أَلَم الجُفون
أَبيت كَواله أَضناه وَجد
أَنادى مِن جُفوني مِن جُفوني
فَلا جِفن يُطاوِعُني فَاِبكَى
وَلا صَبر أُزيلَ بِهِ شُجوني
قصيدة عائشة التيمورية طويلة
بِأَلفيْ مَرحبا حَيا لِساني
وَأَهلا قالَ في صَدري جَناني
فَعودى يا أَويقاني وَهنى
لَقَد عادَ الهَنا بَعد التَواني
وَيا حلو السَلام لعهد سلمى
صفت لِلعَينِ مِرآة العَيان
فَمن هنى يَهنيني بِعَيني
فَنور العَينِ عاد مَعَ الاِماني
وَها اِنسانُها يا آلُ ودى
لطلعتكم بِنور الشَوق رَآني
يَحييكم بِشَهد الاِنس عَنّي
فَهَنّوا بِالسَلامَةِ وَالاِمانِ
لَوامع نيرات كان قَلبي
لِشَوق ضِيائِها وَلَها يُعاني
حياتي في تحياتي لنور
بِماء حَياته صبحا سَقاني
نَعيمي نِعمَتي عَزى عَزيزي
دَليلي مُرشِدي سُبل التَهاني
ببعدك وَالَّذي كابدت فيهِ
وَما لاقيت من ضيم دَهاني
وَغييتك الَّتي أَفنت وُجودي
وَأَلقَت في غِيابَتِها عَياني
سُروري بِاللُقا وَنَعيم قُربي
اِعاد بِعودِكَ الميلاد ثاني
لَقَد اِرغُمت كل طبيب سوء
أَضاع بهزَلِهِ طول الزَمانِ
وَقالوا مات قُل موتوا بِغيظ
فَجل القَصد حَيا قَد أَتاني
وَجدد بِالوِصالِ حَياة روحي
أَعوذُهُ بِآيات لِثاني
فَدَعني يا خَلى وَالخل تخلو
وَنكحل بِالثَنا جِفن الاِماني
لِمِرآة الجَمالِ وَوَجه بَدر
دَعاني يوسُف الثاني دَعاني
وَقَد اِعددت ما في الكُف طرا
لِمَن بِقَميص برئي قَد حَباني
حَبيبي بِالَّذي اِعطاكَ نورا
تَقودُ بِهِ كَما تَرضى عَنائي
وَذاكَ النورُ مِن مشكاة فَضل
بِهِ لِسَبيل مَقصودي هَداني
لِقَلبي اِن سَلاكَ صَلى بِنار
بِها تَكوى حَشاشاتي بِناني
وَلَولا الصَبر جِدت بِبَذل روحي
لِمَن حَيا بِقُربِكَ وَالتَداني
وَلَم أَبخَل بِها حبا لِعَيش
وَعَيش المَرءِ مَهما طالَ فاني
وَقَد مَرَّت عَلى المَضنى شُهور
يُعاني مِن فُراقِكَ ما يُعاني
وَلكِنّي وددت العَيش كيما
أَراكَ كَما تَرى غيري تَراني
فَيا مَن قَد بلوت بعار خل
وَيا مَن قَد شَقى شَوقا سَلاني
أَبعذ الحب تَرى أَم يُواري
فَقول الصِدق يَهديكُم بَياني
أَموتُ وَمُقلَتي تَرآى عَزيزي
وَيَغفِرُ زِلَّتي مَن قَد يَراني
بَسطت بِالاِبتِهال أَكف حَمدي
لِمَن بِاللُطفِ عَن كَف وِقائي
اِذا يَئِسَ الطَبيبُ وَكل عَنّي
بِقُدرَتِهِ بِما أَرجو حَباني
وَلَستُ بِبالِغ مِقدار شُكري
لَوان جَوارِحي سَبَقتُ لِساني
سَأَضرَعُ بِالشَقاءِ لكل خل
لِمَن ما دُمتُ عائِشَة شَفاني