أليس في بلاد العجائب (رواية ومسرحية وكارتون وفيلم)
تعد رواية أليس في بلاد العجائب من أجمل الروايات العالمية التي تحولت إلى رسوم متحركة، مسرحية، فيلم سينمائي ورقصة للباليه، تأسر خيالنا في عالمٍ مليء بالغرائب وتدهشنا في كل مرة بما هو جديد في عالم الفن، نقدم في مقالنا كل ما يتعلق بالقصة المحببة عند الصغار والكبار.
كاتب أليس في بلاد العجائب
ولد تشارلز دودجسون (Charles Dodgson) المعروف باسم (لويس كارول) في 27 كانون الثاني/يناير عام 1832 في قرية دارسبري ششاير (Daresbury Cheshire) في انجلترا، كان الصبي الأكبر في أسرة مكونة من أحد عشر طفلاً، والده كان رجل دين وقام بتربية أولاده على الطريق المستقيم.
تفوق لويس كارول في الرياضيات وحصد العديد من الجوائز الأكاديمية، كما حصل على منحة دراسية في كلية المسيح وعمل كمحاضر لمادة الرياضيات فيها، ولكنه كان متعطشاً للأدب والقصص الخيالية وكتابة المقالات، كان يعاني من تلعثم في النطق لكنه كان طليقاً في الحديث مع الأطفال، حيث يعود الفضل في براعته بمجال الكتابة إلى طريقة تعامله مع الأطفال. توفي كارول في 14 كانون الثاني/يناير عام 1898 بسبب إصابته بالأنفلونزا التي تحولت إلى مرض رئوي.
رواية لويس كارول (أليس في بلاد العجائب) الأصلية
كان كارول في رحلة على نهر إيزيس (أحد فروع نهر التايمز في لندن) على متن قارب مع بنات هنري جورج ليديل (عميد الكلية التي يعمل بها لويس كارول) الثلاثة؛ أليس، لورينا وإيديث، عندما بدأ بكتابة الرواية عام 1862، كانت أليس فتاة تحب الخيال ودائماً ما تطلب منه أن يروي لها قصصاً خيالية فيها أشياء غير منطقية، وكان يقضي معها أوقاتاً طويلة يسرد لها ما يراوده ولكنه يؤجل إكمال القصة إلى وقت لاحق.
طلبت أليس من كارول أن يكتب لها القصص التي يسردها كقصة متكاملة يمكنها قرأتها، في البداية تردد ولكن في إحدى رحلاته على متن القطار، شرع بكتابة المخطط الأولي للقصة وعندما انتهى منها قام بكتابة نسخة جديدة مع بعض التعديلات وترك فيها بعض الصفحات الفارغة حتى يرسم فيها ما يناسب القصة. أنهى كارول الرواية التي أطلق عليها عنوان (مغامرات أليس تحت الأرض) وأهداها إلى أليس كهدية عيد ميلادها عام 1864.
مغامرات أليس في بلاد العجائب قبل نشرها
لاحقاً، قام كارول بإعطاء المخطوطة الأولى إلى صديقه الروائي هنري كينغسلي (Henry Kingsley) الذي شجعه على نشرها، فلجأ كارول إلى صديق آخر له، مؤلف قصص الأطفال جورج ماكدونالد (George MacDonald) والذي رواها لأطفاله وأخبر كارول أنه يتمنى لو أن هناك ستون ألف نسخة منها.
عمل كارول على تعديل القصة وتنقيحها فأضاف إليها فصولاً وأحداثاً وشخصيات جديدة، ولكنه احتار في ماهية العنوان المناسب لها، فراسل صديقاً له وأخبره أنه يخشى أن يكون عنوان (مغامرات أليس تحت الأرض) تُظهر الكتاب وكأنه يتحدث عن (تعليمات حول التنقيب)، اقترح صديقه أن يسميها إما (أليس بين الجان أو العفاريت) أو (ساعة أليس، الأعمال، مغامرات في أرض الجن أو العجائب).
ارتأى كارول أن يسميها (مغامرات أليس في بلاد العجائب) وأصبح ذلك عنوانها الأخير، وأراد أن يخط الرسومات في الرواية بنفسه ولكنه وجد أن موهبته غير كافية فتواصل مع رسام الكاريكاتير جون تينيل (John Tenniel)، وقدم له كارول التفاصيل التي يحتاجها ليجعل الرسوم مناسبة للقصة.
قامت دار ماكميلان (Macmillan) للنشر بطبع الكتاب في 4 تموز/يوليو عام 1865، بلغت الطبعة الأولى للرواية 2000 نسخة بيعت كلها، وبحلول نهاية عام 1866 تم بيع ما يقارب 5000 نسخة.
بيع المخطوطة الأولى وإعادتها لاحقاً إلى بريطانيا
حاول المتحف البريطاني عام 1928 شراء المخطوطة الأولى التي عرضت في مزاد ساوثبيز العلني، ولكن ثمنها كان باهظاً وتم بيعها إلى الأمريكي إلدريدج جونسون الذي أبقاها عنده مدة عشرين عاماً، وعرضها مرة واحدة في معرض كارول سنترناري في جامعة كولومبيا.
ثم أعاد ورثة جونسون عرضها في مزاد علني عام 1946 وأطلقت حملة تبرع لجمع الأموال لشرائها وإعادتها إلى المتحف الوطني البريطاني، نجحت الحملة بجمع التبرعات اللازمة وقام لوثر إيفانز (Luther Evans) أمين مكتبة الكونغرس بإعادة المخطوطة مجدداً إلى بريطانيا، حيث توجد حالياً في المتحف البريطاني.
قصة رواية أليس في بلاد العجائب
اعتادت أليس الفتاة ذات الثلاثة عشر عاماً أن تجلس مع أختها فترة بعد العصر في حديقة المنزل، حيث كانت تقص عليها القصص وتتحادث معها، ففي أحد الأيام كانت أختها مشغولة في قراءة كتاب وكانت أليس تشعر بالملل، فنهضت وبدأت تجمع أزهار الفل لتصنع منها عقداً عندها رأت أرنباً أبيض اللون بعيون وردية يركض مسرعاً ولكن كان مختلفاً إذ كان يرتدي ملابساً ويحمل في جيبه ساعة.
وبدأ ينظر فيها ويقول: "يا للهول! يا للهول! لقد تأخرت"، نهضت أليس مسرعة وقد أذهلها ذاك الأرنب إذ هو يتكلم، قامت بملاحقته حتى وصل إلى جحره فدخلت ورائه لكنها سقطت في حفرة كبيرة، كانت تبدو كبئر طويل وشعرت أليس خلال سقوطها أنها إما عميقة جداً أو أنها سقطت ببطء شديد.
نظرت حولها فرأت خُزناً ورفوفاً مليئةً بالكتب والعديد من الصور، وبدأت تفكر أنها ربما وقعت أميالاً طويلة وستجد نفسها في أستراليا أو نيوزيلندا، وربما لن يكون هناك نهاية لهذا البئر.
المشروب السحري والكعكة اللذيذة
وصلت أليس أخيراً إلى نهاية البئر وسقطت على كومة من العصي والأوراق دون أن تصاب بأذى، نظرت إلى الأعلى ولكن كان كل شيء مظلماً، نهضت أليس وتابعت ملاحقة الأرنب الذي كان يقول: " أذناي.. شارباي.. كم تأخرت؟".
لحقت أليس به حتى وصلت إلى قاعة كبيرة مليئة بالأبواب وكان الأرنب قد اختفى، كانت جميع الأبواب مقفلة، نظرت أليس حولها فرأت طاولة في منتصف القاعة عليها مفتاح ذهبي، حاولت فتح الأبواب، ولكن كان المفتاح إما صغيراً جداً وإما الأبواب كبيرة، وجدت أخيراً باباً صغيراً جداً يتطابق مع المفتاح، فتحت أليس الباب ورأت حديقة جميلة وأرادت الخروج إليها ولكن الباب كان صغيراً للغاية.
أغلقت أليس الباب وأعادت إقفاله مجدداً ثم التفتت حولها فوجدت زجاجةً كتب عليها (اشربني) فقامت بشرب القليل منها وفجأة بدأ حجمها يتقلص حتى أصبح طولها عشرة إنشات (2.52سم)، فرحت أليس أنها تستطيع المرور من الباب الصغير ولكنها نسيت المفتاح على الطاولة ولم تستطع الوصول إليه فبدأت بالبكاء.
ثم وجدت علبة زجاجية في داخلها قطعة من الحلوى وكتب عليها (تناولني)، تناولتها وسرعان ما بدأ حجم أليس يزداد حتى أصبحت عملاقة جداً وضربت رأسها بالسقف وبدأت أيضاً بالبكاء.
ثم عاد الارنب الأبيض للظهور مجدداً وكان يركض مسرعاً ويقول: "يجب علي أن أسرع، إذا تأخرت ستغضب الملكة"، حاولت أليس التحدث معه ولكنه عندما رآها شعر بالخوف وهرب ولكنه أوقع من يده قفازاً أبيض ومروحة، أخذتهما أليس وبدأت بالتلويح بالمروحة فبدأ حجمها بالتقلص، توجهت إلى باب الحديقة وحاولت فتحه ولكنها نسيت المفتاح مجدداً.
بدأت بالتجول لكنها وقعت فيما يشبه البحر الكبير وأدركت أنها تسبح في دموعها تمنت لو أنها لم تبكي كثيراً، رأت أمامها فأراً وسألته كيف يمكنها الخروج من هذه البركة ولكنه لم يجبها فظنت أنه لا يفهم لغتها وربما كان فرنسياً.
ثم بدأت بالتحدث معه وسألته عن مكان قطتها فخاف الفأر وقال لها أنه لا يحب القطط فسألته إن كان محباً للكلاب، قال لها لا تحدثيني عن الكلاب أو القطط، يبدو أن لديك عادةً سيئة في قول وفعل الشيء غير المناسب، وحين كانا يتجهان إلى الضفة ظهرت مجموعة من الحيوانات وسبحوا جميعاً إلى الضفة.
عودة أليس إلى منزل الأرنب الأبيض ومقابلتها اليرقة
بدأت أليس بالتحدث مع الحيوانات عن قطتها دينا وقدرتها في الصيد فهربوا جميعاً خوفاً من القطة، بقيت أليس وحدها ثم ظهر الأرنب الأبيض مجدداً وكان يبحث عن قفازه ومروحته فبدأت أليس بالبحث عنهما وتذكرت أنها تركتهما عند باب الحديقة، رآها الأرنب فاتجه نحوها وظن أنها خادمته ماري آن، وأرسلها إلى منزله لتحضر له قفازه ومروحته.
حاولت أليس أن تشرح له أنها ليست خادمته ولكنه رفض الاستماع لها، فذهبت إلى منزله لتحضر له ما طلب وبحثت في جميع أرجاء المنزل ووجدت قفازاً ومروحة، نظرت حولها فرأت زجاجة غريبة الشكل فشربت منها وبدأ حجمها بالنمو بشكل كبير وبدأت الحيوانات برميها بالحجارة على وجهها، ثم وجدت قطعة من الحلوى وتناولت القليل منها فعاد حجمها للتقلص من جديد.
اختبأت أليس من الحيوانات التي لحقت بها وعادت للتجول بحثاً عن الحديقة فوجدت يرقة جالسة على حبة فطر كبيرة تدخن النارجيلة، سألت اليرقة أليس عن هويتها فأخبرتها أنها لم تعد تعرف من هي فقد مرت بالكثير من الأشياء الغريبة منذ الصباح ودخلت الاثنتان في جدال.
وقالت أليس لليرقة انها تريد أن تعود لحجمها الطبيعي فأخبرتها اليرقة أن أجزاءً مختلفة من الفطر ستجعلها تكبر أو تتقلص، تذوقت أليس قطعة من الفطر فامتد عنقها كالزرافة فوق الأشجار فبدأت حمامة بمهاجمتها ظناً منها أنها ثعبان يريد أكل بيضها، أكلت قطعة أخرى من الفطر وعادت إلى حجمها الطبيعي.
دخول أليس إلى قصر الدوقة
تعود أليس إلى التجول مجدداً وتجد منزلاً كبيراً تصدر منه أصوات صاخبة وهو منزل الدوقة، تقرع الباب ولكن لا أحد يفتح لها فتقوم بفتح الباب والدخول إلى المنزل تجد أليس الدوقة التي تحاول تهدئة طفل يبكي وكان بجانبها قط الشيشاير المبتسم وطباخ يضيف كميات كبيرة من الفلفل إلى وعاء من الحساء.
تعاملت الدوقة بفظاظة مع أليس ثم غادرت لتلعب الكروكيت مع الملكة، وقبل مغادرتها أعطت الطفل لأليس التي اكتشفت أنه خنزير صغير فقامت بتركه يذهب إلى الغابة، أخبر القط أليس أن جميع من في بلاد العجائب مجانين بما في ذلك هي نفسها وأعطاها توجيهات لتصل إلى منزل الأرنب (مارش هير) ثم اختفى القط وبقيت ابتسامته عائمة.
ذهبت أليس إلى المنزل ظناً منها أنها ستجد الأرنب الأبيض فوجدت صانع القبعات، الأرنب الرمادي (مارش هير) والسنجاب يتناولون الشاي فتجادلت معهم ومضت في طريقها فوجدت باباً صغيراً فأكلت قطعة من الفطر وتقلص حجمها مجدداً ودخلت من الباب وخرجت إلى الحديقة، فوجدت مجموعة من الحراس يقومون بطلاء أزهار بيضاء باللون الاحمر وعندما سألتهم عن ذلك أخبروها انهم زرعوا الأزهار البيضاء بدلاً من الحمراء وإذا رأتها الملكة ستغضب من ذلك ثم وصلت الملكة إلى القصر ورأت الأزهار البيضاء وأمرت بقطع رؤوس الحراس الذين زرعوها.
توجهت الملكة إلى أليس وسألتها إذا كانت تعرف لعب الكروكيت فأجابتها بنعم بدأت الملكة اللعب وكانت الكرات عبارة عن قنافذ حية، تقدم قط الشيشاير من أليس وسألها عن حالها، قام الملك بقطع حديثهما لكن القط عامله بفظاظة ورفض إلقاء التحية عليه، فأمر الملك بقطع رأسه وسرعان ما يختفي القط مجدداً وتبقى ابتسامته عائمة وبذلك لا يستطيع أحد من الحراس الإمساك به وتعترض أليس قائلة أنه ملك الدوقة الموجودة في السجن بسبب تأخرها عن موعد لعب الكروكيت مع الملكة ويجب إعلامها بأمر القط فتأمر الملكة بإخراجها من السجن.
المحاكمة التي انتهت باستيقاظ أليس من حلمها
خرجت الدوقة واقتربت من أليس وتكلمت معها، فتبعتهما الملكة وأخبرت أليس أن عليها زيارة السلحفاة الحزينة كي تخبرها بقصتها وأرسلتها مع طائر العنقاء لتقابلها، أخبرت السلحفاة أليس عن سبب حزنها فتعاطفت معها ثم جاء الأرنب الأبيض يصرخ بأن المحاكمة سوف تبدأ فسألته أليس عن سبب المحاكمة وأخبرها أن شاب القلوب قام بسرقة حلوى الملكة وذهبوا جميعاً إلى قصر الملكة لحضور المحاكمة.
اقترب العديد من الشهود من بينهم الأرنب الرمادي، كذلك صانع القبعات والطباخ، وقدموا شهاداتهم وكان الملك سينطق بالحكم لكن أليس وجدت أن الأدلة غير كافية فاعترضت على ذلك وسألها الملك إن كانت تعرف شيئاً عن الموضوع فأجابت بالنفي وطلب منها مغادرة القاعة ولكنها رفضت.
قدم الأرنب الأبيض رسالة خطية كتبها شاب القلوب على أنها دليل ضده واتضح أنها قصيدة قام الملك بتفسيرها على أنها اعتراف بالذنب فتحتج أليس على ذلك، وتغضب الملكة منها وتأمر بقطع رأسها، ولكن يبدأ حجم أليس بالازدياد بشكل كبير وتبدأ بضرب جيش الملكة المكون من أوراق اللعب.
وفجأة، تستيقظ أليس في حضن أختها وتجد نفسها في الحديقة وتروي حلمها إلى أختها التي تفكر بمغامرات أليس بدهشة واستغراب.
إعادة كتابة القصة بما يناسب الأطفال
قام بعض مؤلفي قصص الأطفال كالكاتب فريدريك إريزاري (Frederick Irizarry)، ألدوس هكسلي (Aldous Huxley) والمترجم العربي عبد الله الكبير بإعادة كتابة قصة أليس في بلاد العجائب كي تناسب الأطفال بكافة الأعمار، لم يشأ الكتاب تغيير الفكرة الأساسية للقصة الأصلية التي تروي حكاية فتاة تغرق في النوم لتنتقل بأحلامها إلى بلاد العجائب لكنهم ادخلوا إليها بعض التعديلات مع الحرص على نقل المواقف الطريفة والفكاهية في الرواية بشكل يجذب الطفل، منها؛ مثلاً كانت جدة أليس تحكي لها القصص عن أماكن غريبة وبعيدة جداً تدعى بلاد العجائب، كل ما فيها مختلف، سكانها غريبو الأطوار.
تم التشديد على توجيه الرسائل الأدبية للطفل وتحسين سلوكه وعرض سلوك طفلة مثالية، مجتهدة في دروسها، تصغي بشكل جيد إلى والدتها ومعلميها، خاصة النسخة العربية حيث قامت المترجمة مايا سلمان بتغيير بعض الأشياء في النص كمشهد التقاء أليس بالدوقة التي تحمل طفلاً باكياً وعندما تعطيه لأليس يتحول إلى خنزير صغير تعمدت المترجمة أن يكون تحويل الطفل الباكي إلى نعجة صغيرة كي تتلاءم مع الثقافة المجتمعية والدينية للطفل العربي.
مسلسل الرسوم المتحركة عن قصة أليس في بلاد العجائب
عرض أول مسلسل رسوم متحركة يروي قصة أليس في بلاد العجائب أو كما سمي (ماذا تفعل طفلة لطيفة مثلك في مكان كهذا؟)، ومدته ساعة واحدة على التلفاز، أنتجته هانا باربرا (Hanna Barbera) وتم بثه على شبكة ABC في 30 آذار/مارس عام 1966، تختلف قصة المسلسل الكرتوني عن الرواية ببعض النقاط حيث تقع أليس في التلفاز بدلاً من جحر الأرنب، ويظهر فلينستون (شخصية كرتونية عاشت في العصر الحجري) في المسلسل أيضاً.
- ثم عرضت نسخة أخرى من مسلسل الرسوم المتحركة الياباني والألماني المقتبس عن قصة أليس في 26 آذار/مارس عام 1983 بعنوان (Alice in Wonderland)، وقد أنتجته شركة نيبون (Nippon) للرسوم المتحركة، اختلف المسلسل الكرتوني عن القصة الحقيقية حيث أن أليس تنام وتستيقظ من حلم ذهابها إلى بلاد العجائب في بداية ونهاية كل حلقة.
- أعيد إنتاج المسلسل بنسخة يابانية وأخرى أمريكية عام 1995 بعنوان (Alice in Wonderland) من شركة جيتلاغ (Jetlag) إخراج توشيوكي هيروما (Toshiyuki Hiruma).
- تمت دبلجة المسلسل الكرتوني إلى العربية وتقسيمه إلى جزئيين من إنتاج شركة الريان وشركة بيسان بعنوان (أليس في بلاد العجائب) في السبعينات والثمانينات وعرض المسلسل خلال برنامج سينما الأطفال؛ تقديم نسرين جورج.
فيلم الرسوم المتحركة عن قصة أليس في بلاد العجائب
- كان والت ديزني (رائد في صناعة الرسوم المتحركة الأمريكية) مولعاً بقصة أليس في بلاد العجائب منذ قرأها أول مرة حين كان في المدرسة، وبعد أن بدأ بصناعة الرسوم المتحركة عمل على صنع فيلم يروي القصة، أحب والت كتاب أليس وقد صرح: "الكثير من الناس يكبرون وهذه المشكلة الحقيقية في العالم، إنهم يكبرون وينسون، لا يتذكرون معنى أن تكون في الثانية عشرة من عمرك، ويتعاملون مع الأطفال كأنهم أدنى شأناً، ولكنني لن أفعل ذلك".
- كان فيلم أليس في بلاد العجائب العاشر في قائمة أفلام الرسوم المتحركة التي تنتجها شركة ديزني، وكان العرض الأول في 28 تموز/يوليو عام 1951 في انكلترا، قامت الممثلة البريطانية كاثرين بومونت (Kathryn Beaumont) بأداء صوت أليس، لم يكن ديزني راضياً عن الفيلم بالرغم من ترشحه لجائزة الأوسكار.
- تم إعادة إنتاج الفيلم عام 1988 في أستراليا، وقام المخرج بول ليدون (Paul Leadon) بتعديل القصة حتى تصبح مناسبة كفيلم كرتوني.
الفيلم السينمائي عن رواية أليس في بلاد العجائب
- عرضت الرواية كفيلم سينمائي عام 1903 بعنوان (Alice in Wonderland)، كان فيلماً صامتاً بالأبيض والأسود، إخراج سيسيل هيبورت (Cecil Hepworth) وبيرسي ستو (Percy Stow)، أدت الممثلة البريطانية ماي كلارك (May Clark) دور أليس، وقامت الممثلة مارغريت هيبورت (Margaret Hepworth) بأداء دور الأرنب الأبيض وملكة القلوب، وأدى الممثل نورمان ويتن (Norman Whitten) دور صانع القبعات والسمكة، قام المعهد البريطاني لصناعة الأفلام بإعادة صناعة الفيلم بمعدات حديثة وأُخرج من جديد عام 2010 كفيلمٍ ملون، واستُخدمت العديد من المؤثرات البصرية لتحسين أدائه.
- أصدرت نسخة غنائية ملونة عن الفيلم عام 1972 بعنوان (Alice"s Adventures in Wonderland)، التزمت هذه النسخة من الفيلم بالنص كما ورد في الرواية، وقامت الممثلة فيونا فولرتون (Fiona Fullerton) بأداء دور أليس.
- أعيد تمثيل الفيلم عام 1999 بعنوان (Alice in Wonderland)، وأنتج في المملكة البريطانية كفيلم تلفزيوني، من إخراج نيك ويلينغ (Nick Willing)، قامت الممثلة تينا ماجورينو (Tina Majorino) بأداء دور أليس، وأدت الممثلة ميراندا ريتشردسون (Miranda Richardson) دور ملكة القلوب، فيما أدى الممثل مارتن شورت (Martin Short) دور صانع القبعات، وأدت الممثلة ووبي غولدبيرغ (Whoopi Goldberg) دور قطة الشيشاير، وقام العديد من الفنانين بأداء باقي الشخصيات.
- أصدرت نسخة أخرى من الفيلم السينمائي عام 2010 بعنوان (Alice in Wonderland)، إخراج تيم بورتن (Tim Burton)، اختلف هذا الفيلم عن البقية كونه يسرد قصة أليس بعد ثلاث عشرة سنة من زيارتها الأولى لبلاد العجائب التي تعود إليها مجدداً ولكنها تعتقد أنها في حلم ولا تذكر زيارتها الأولى، ويقال لها أن عليها ذبح الجابروكي (Jabberwocky) وهو تنين تسيطر عليه الملكة الحمراء.
صرح بورتن أن القصة الأصلية كانت عن فتاة تتجول من شخصية إلى أخرى وتجري حديثاً معها وأراد جعل القصة كسلسلة متتابعة من الأحداث المشوقة ولا يرى أن هذا الفيلم تكملة لسلسلة الأفلام السابقة، عرض أول مرة في 25 شباط/فبراير عام في لندن، كما عرض في 4 آذار/مارس في أستراليا، وعرض أخيراً في 5 آذار/مارس في الولايات المتحدة الأمريكية. قامت الممثلة الشابة ميا واسيكوسكا (Mia Wasikowska) بأداء دور أليس.
وأدى الممثل جوني ديب (Johnny Depp) دور صانع القبعات تارانت هايتوب (Tarrant Hightopp)، وقامت الممثلة هيلينا بونهام كارتر (Helena Bonham Carter) بأداء دور الملكة الحمراء، بينما أدت الممثلة آن هاثواي (Anne Hathaway) دور الملكة البيضاء، كما شارك العديد من الممثلين في أداء باقي الشخصيات.
تم إنتاج فيلم جديد عام 2016 ويعد الجزء الثاني من قصة أليس في بلاد العجائب، تتحدث قصة هذا الجزء عن عودة أليس مجدداً إلى بلاد العجائب لمساعدة صانع القبعات المريض، وتخبرها الملكة البيضاء أن عليها السفر عبر الزمن لإنقاذه، تسافر أليس في مغامرة مثيرة ومشوقة وتتعلم الكثير أثناء رحلتها وتكتشف أنه لا ينبغي تغيير الماضي وإنما التعلم منه، الفيلم بعنوان (Alice Through the Looking Glass)، إخراج جايمس بوبن (James Bobin).
قامت الممثلة ميا واسيكوسكا (Mia Wasikowska) بأداء دور أليس، وأدى الممثل جوني ديب (Johnny Depp) دور صانع القبعات تارانت هايتوب (Tarrant Hightopp)، وقامت الممثلة هيلينا بونهام كارتر (Helena Bonham Carter) بأداء دور الملكة الحمراء، بينما أدت الممثلة آن هاثواي (Anne Hathaway) دور الملكة البيضاء.
الأداء المسرحي لقصة أليس في بلاد العجائب
- عرضت مسرحية عام 1981 تروي قصة أليس في بلاد العجائب بعنوان (أليس في القصر)، وقامت الممثلة ميريل ستريب (Meryl Streep) بأداء دور أليس.
- تم أداء مسرحية أخرى عن قصة أليس في بلاد العجائب من 26 تشرين الثاني/نوفمبر إلى 31 كانون الأول/ديسمبر عام 2016 على خشبة مسرح الحفلات الملكية (Royal Lyceum Theatre) في بريطانيا.
- قام الكاتب المسرحي مايك كيني (Mike Kenny) بتهيئة قصة أليس لتلائم مسرح ديربي (Derby) في انكلترا خلال عيد الميلاد السنة الفائتة 2016-2017، إخراج ساره برايهام (Sarah Brigham).
- كما قدمت المسرحية كعرض باليه محترف مناسب للأطفال على مسرح الباليه البريطاني في 19-20 كانون الثاني/يناير عام 2017، تروي الرقصات قصة أليس ورحلتها في بلاد العجائب.
- ما زالت مسرحية أليس في بلاد العجائب تعرض في وقتنا الحالي، وقد حدد مسرح إميرجين (immersion theater) البريطاني مواعيد عرض المسرحية على موقعه الخاص.
النقد حول رواية أليس في بلاد العجائب
على الرغم من شعبية القصة ومحبة الأطفال والبالغين لها إلا ان العديد من النقاد وجدوا أنها تحمل بعض الرسائل المخفية، منها:
- الترويج للمخدرات
تعرضت الرواية إلى النقد الشديد حيث اعتبرت أنها تعلم الأطفال التدخين وتروج للمخدرات وذلك عندما التقت أليس باليرقة الجالسة على حبة الفطر الكبيرة التي تدخن النارجيلة وحين استنشقت أليس الدخان بدأت ترى العالم من حولها يتحول إلى أشكال وألوان غريبة كما أن اليرقة تخبر أليس أن تناول أجزاء مختلفة من الفطر يغير من حجمها وذلك ما أغضب بعض المؤسسات الدينية والآباء وأدى هذا الغضب إلى حظر الكتاب في الولايات المتحدة خلال الستينيات.
- مساواة الحيوانات مع البشر
نُشرت نظرية تشارلز داروين عن أصل الأنواع قبل ست سنوات فقط من نشر رواية أليس، ويجد الكثير من الكتّاب ارتباطاً بين نظرية التطور وشخصيات الرواية ومدى تأثر كارول بها، وقد اعترضت بعض المؤسسات الدينية على استخدام الحيوانات لغة البشر واعتبر ذلك مخالفاً للطبيعة وفي عام 1931 حظر حاكم مقاطعة هونان في الصين تداول الكتاب لنفس الأسباب بحجة أن "الحيوانات لا ينبغي أن تستخدم اللغة البشرية وأن وضع الحيوانات والبشر في نفس المستوى كان كارثياً".
- السياسة في القصة
اعتبرت رواية أليس في بلاد العجائب رمزاً للسياسية وأن بلاد العجائب كانت رمزاً لإنكلترا وترمز ملكة القلوب إلى الحكم الاستبدادي واعتبر النقاد أنها صورة عن الملكة فيكتوريا، كما اعتبرت شخصية أليس رمزاً للاستعمار عندما كانت الإمبراطورية البريطانية تسيطر على أجزاء واسعة من الأراضي في أفريقيا والهند، وفي نهاية القصة كان إصرار أليس على فرض المعايير والقيم الخاصة بها إثباتاً على ذلك.
موقف النساء من رواية أليس في بلاد العجائب
وجدت الكاتبات جوديث ليتل (Judith Little) وميغان لويد (Megan S. Lloyd)؛ أن رواية أليس (خلاصة مصورة عن القضايا النسوية) وأن شخصية أليس تعكس صورة المرأة المقاومة لنظام الحكم في العصر الفيكتوري وأنها مثال عن النساء اللواتي يقمن بحل مشاكلهن الخاصة، ويواجهن سوء المعاملة، كذلك يتوقعن حدوث أمور غير عادية ويعبرن عن أفكارهن.
التوضيح الذي قدمه لويس كارول عن الرواية
ذكر الكاتب ستيوارت دودجدسون كولينجوود (Stuart Dodgson Collingwood) في كتابة حياة وخطابات لويس كارول (The Life and Letters of Lewis Carroll)؛ أن كارول أرسل رسالة إلى أحد أصدقائه في أمريكا كرد عن الاتهامات التي طالت الرواية يقول فيها: "أخشى أنني لم أعني شيئاً غير الهراء، ولكنك تعلم أن الكلمات تحمل العديد من المعاني أكثر مما نقصد التعبير عنه، لذا يجب أن يكون الكتاب أهم مما قد يعنيه الكاتب وسأكون سعيداً لقبول المعاني الجيدة الموجودة فيه".
ختاماً.. توجد العديد من القصص التي يطول الحديث عنها، نجد فيها ما يمتع عقولنا ويشحذ خيالنا وقصة أليس تأخذنا إلى عالمٍ مليء بالغرابة والجمال، قدم لنا لويس كارول رائعته الأدبية التي تحولت إلى قطعة فنية جميلة، وما زالت إحدى أكثر الروايات المفضلة لدى الجميع.