الاستدامة في الوطن العربي.. تحديات وتطلعات ومشروعات طموحة

  • تاريخ النشر: الجمعة، 15 نوفمبر 2024

السعودية والإمارات ومصر تتصدر قائمة الدول العربية التي تتبنى رؤية مستدامة للمستقبل نحو بيئة نظيفة ووطن عربي أكثر اخضراراً

مقالات ذات صلة
قائمة حلويات رمضان في الوطن العربي.. أنواع ووصفات سهلة
أقوال عن الطموح
الطموح والاعاقه

تواجه الدول العربية، شأنها شأن بقية دول العالم، تحديات بيئية متزايدة. تتطلب هذه التحديات تبني نهجا شاملا ومتكاملاً يركز على تحقيق التنمية المستدامة. وفي هذا السياق، تبرز أهمية تطبيق مبادئ الاستدامة في مختلف القطاعات الحيوية في الدول العربية، وذلك بهدف الحفاظ على الموارد الطبيعية وتحسين جودة الحياة للأجيال الحالية والقادمة.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

في هذا التقرير، نخوض معكم جولة في التحديات التي تواجه الدول العربية، والتي تدفعها للاهتمام بالاستدامة في الفترة المقبلة. وكيف بدأت بالفعل العديد من هذه الدول في مواجهة هذه التحديدات، والمشاركة بشكل فعال في تحقيق الاستدامة بخطوات فعالة تستحق التقدير والإشادة.

أهمية الاستدامة في الدول العربية

تعتبر الاستدامة ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة في الدول العربية. من خلال تبني مبادئ الاستدامة في مختلف القطاعات، يمكن للدول العربية أن تحافظ على مواردها الطبيعية، وتحسين جودة حياة مواطنيها، وتساهم في بناء مستقبل أكثر استدامة للجميع. بالإضافة إلى مواجهة العديد من التحديات المستقبلية، منها:

التغير المناخي

يؤثر تغير المناخ بشكل كبير على الدول العربية، حيث يزيد من حدة الجفاف والتصحر وارتفاع مستوى سطح البحر، مما يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة للتكيف والتخفيف من آثاره.

النمو السكاني

يشهد العالم العربي نمواً سكانياً سريعاً، مما يزيد الضغط على الموارد والبنية التحتية، ويستدعي توفير الخدمات الأساسية بطريقة مستدامة.

الأمن الغذائي

يعتبر الأمن الغذائي تحدياً كبيراً في العديد من الدول العربية، حيث تعتمد العديد منها على استيراد الغذاء، مما يجعلها عرضة لتقلبات الأسواق العالمية.

جودة الحياة

تساهم الاستدامة في تحسين جودة الحياة للمواطنين في جميع أنحاء الوطن العربي. يشمل ذلك توفير بيئة نظيفة وصحية لهم، وبالتالي تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، وحماية الأجيال القادمة منها، وتأمين مستقبلهم.

أبعاد الاستدامة في الدول العربية

تشمل الاستدامة في الدول العربية بعض الأبعاد الرئيسية المترابطة، تتمثل أهمها في تحقيق الاستدامة البيئية، من خلال حماية البيئة والتنوع البيولوجي، وإدارة الموارد المائية والطاقة بكفاءة. بالإضافة إلى الحد من التلوث والانبعاثات الكربونية، وإدارة النفايات بشكل مستدام والتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة.

تسعى الدول العربية أيضا إلى تحقيق الاستدامة الاقتصادية، عن طريق دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتشجيع الاستثمار في البنية التحتية المستدامة.

كيف تتحقق الاستدامة في الدول العربية؟

هناك العديد من الجهود المبذولة لتحقيق الاستدامة في الوطن العربي، والتي بدأت بالفعل تؤتي ثمارها، وتحقق الأهداف المطلوبة منها، مع مؤشرات بمستقبل أفضل إذا استمرت المساعي والجهود المبذولة على نفس هذا النهج عن طريق:

المبادرات الحكومية

تطلق العديد من الدول العربية مجموعة من المبادرات الطموحة التي تسعى إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة. من الأمثلة البارزة على هذه المبادرات هي مبادرة الإمارات للطاقة المتجددة ورؤية السعودية 2030.

القطاع الخاص

يلعب أيضا القطاع الخاص دورا مهما في دفع عجلة التنمية المستدامة من خلال الاستثمار في التقنيات النظيفة وتطوير المنتجات المستدامة.

المجتمع المدني

يساهم المجتمع المدني في رفع الوعي بأهمية الاستدامة على نطاق أوسع، وتقديم الدعم للمبادرات البيئية المختلفة.

أمثلة على تطبيق الاستدامة في الدول العربية

تتخذ العديد من الدول العربية خطوات جادة نحو تحقيق التنمية المستدامة، وذلك من خلال تبني مبادرات ومشاريع مبتكرة في مختلف القطاعات. إليك بعض الأمثلة البارزة:

الاستدامة في المملكة العربية السعودية

تعتبر إحدى ركائز رؤية المملكة العربية السعودية 2030، في الاستدامة، حيث تسعى إلى تحقيق صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2060. وتتمثل أهم المشروعات والمبادرات لتحقيق هذا الهدف في مبادرة السعودية الخضراء. تهدف هذه المبادرة الطموحة إلى زراعة 50 مليار شجرة، وخفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 279 مليون طن سنوياً، وتحويل المملكة إلى مركز عالمي للاقتصاد الأخضر.

كذلك، تشهد المملكة العربية السعودية استثمارات ضخمة في مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. يساهم ذلك في تنويع مصادر الطاقة والحد من الاعتماد على النفط.

الاستدامة في الإمارات العربية المتحدة

بدأت الإمارات العربية المتحدة بالفعل في تطبيق استراتيجية الإمارات للطاقة 2050، والتي تهدف إلى زيادة مساهمة الطاقة النظيفة في مزيج الطاقة الإجمالي إلى 50% بحلول عام 2050.

كذلك، تعتبر مدينة مصدر في الإمارات واحدة من أهم المشروعات الرائدة في الوطن العربي التي ترفع شعار الاستدامة. كما تعتبر نموذجاً عالمياً للمدن المستدامة، حيث تعتمد على الطاقة المتجددة والتصميم المستدام في جميع مرافقها.

الاستدامة في مصر

تتجه جمهورية مصر العربية نحو الاستدامة بخطى ثابتة، من خلال مشروعات أبرزها مشروع المليون فدان. يهدف هذا المشروع إلى استصلاح مليون فدان من الأراضي الصحراوية وتحويلها إلى أراض زراعية باستخدام أحدث التقنيات الزراعية المستدامة.

وفي نفس الوقت، تسعى مصر إلى زيادة إنتاج المياه المحلاة لتلبية الطلب المتزايد على المياه العذبة، مع التركيز على تقنيات تحلية صديقة للبيئة، تعتمد بشكل أساسي على مصادر الطاقة الجديدة لتقليل الانبعاثات الكربونية.

الاستدامة في المغرب

تعتبر المغرب الآن من أهم رواد الاعتماد على الطاقة الشمسية في إفريقيا. تضم المغرب أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم. كما تشجع الحكومة المغربية على تبني ممارسات زراعية مستدامة، مثل الزراعة العضوية والري بالتنقيط.

الاستدامة في الأردن

تتجه أيضاً الأردن إلى زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة، خاصة طاقة الرياح والطاقة الشمسية. كما تعمل على تحسين إدارة النفايات من خلال زيادة معدلات إعادة التدوير وتقليل كمية النفايات المدفونة.

العوامل المشتركة في هذه المبادرات

تسعى العديد من الدول العربية من خلال هذه المبادرات والمشروعات التي تقوم بها لتحقيق التنمية المستدامة، إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، والتحول إلى مصادر طاقة نظيفة ومتجددة، عن طريق استخدام تقنيات حديثة وممارسات صديقة للبيئة.

كما تسعى الدول العربية إلى تشجيع العديد من الدول الأخرى على تبني أهداف التنمية المستدامة، حيث لا تزال هناك تحديات كبيرة يجب التغلب عليها لتحقيق مستقبل مستدام ليس فقط للمنطقة بأكلمها، وإنما أيضا للعالم كله باعتبار أننا شركاء في نفس الكوكب، وبالتالي كلنا مسؤولون عن حمايته.