التأثير المدهش لإرسالك الأمنيات الطيبة إلى الآخر
دائماً لدينا أمنيات طيبة لأنفسنا وللأشخاص الذين نحبهم وعادة ما نعبر عن أمنياتنا للآخر في مناسبات مختلفة، سواءاً في أعياد الميلاد أو الزواج أو حينما يرزق بمولود جديد وهناك أيضاً أمنيات نرسلها لصديق أو حبيب يمر بوقت ضيق لنتمنى له أن يصبح كل شيء جيد في أقرب وقت ممكن.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
التأثير الإيجابي لهذه الأمنيات الطيبة عليك وعلى الآخر وعلى المجتمع ككل أكبر مما تتخيل.
الأمنيات الطيبة
منذ فترة أعلن الصحفي والمعلق الرياضي ومقدم البرامج أليكس تريبيك، أنه قد تم تشخيص إصابته بسرطان البنكرياس في المرحلة الرابعة وفي غضون أيام، قدم الشكر لمئات الآلاف من الأشخاص الذين أرسلوا له رسائل بريد إلكتروني ورسائل نصية وتغريدات وبطاقات تمنوا له فيها الصحة، ثم بعد فترة أفاد تريبيك أنه على وشك التعافي من السرطان، قائلاً إن أطبائه لم يروا هذا النوع من النتائج الإيجابية السريعة من قبل. [1]
ما هي فوائد الأمنيات الطيبة؟
فوائد لمتلقي الأمنيات
تعود الفوائد الأكثر وضوحاً للتمنيات الطيبة إلى المتلقين، حيث أنه عندما نتعرض للإصابة أو المرض أو المعاناة، فإن معرفة أن شخصاً آخر يفكر فينا يمكن أن يكون مصدراً للراحة، إنه يتصدى لواحد من أسوأ جوانب المعاناة وهو العزلة أو الوحدة.
خلال فترات النقاهة، غالباً ما نتغيب عن المدرسة أو نأخذ إجازة من العمل والأنشطة الاجتماعية الأخرى، مما يجعلنا نشعر بالوحدة ومعرفة أننا في أفكار شخص آخر يساعدنا في مواجهة ما نمر به.
عندما تكون هذه الأمنيات الطيبة مصحوبة بعروض المساعدة، يمكن أن تساعد في حل التحديات اليومية التي يواجهها الشخص المتألم، حيث قد يعرض زملاء العمل تحمل مسؤوليات العمل بحيث يمكن للزميل أن يأخذ الوقت اللازم للتحسن وقد يعرض الجيران إطعام حيواناته الأليفة في فترة النقاهة أو توصيل البقالة أو المساعدة في الأعمال المنزلية أو الرعاية وقد يعرض الأقارب البقاء مع أحبائهم أو حتى إحضارهم إلى منازلهم لتقديم الرعاية لهم.
فوائد لمرسل الأمنيات
التمني للآخرين شيء جيد أيضاً للشخص الذي يرسل التمنيات الطيبة، حيث أنه لا يمكننا فعل ذلك بصدق دون تحويل انتباهنا بعيداً عن أنفسنا ويمكن إرجاع الكثير من التعاسة إلى الانشغال المفرط بالذات والتفكير في الآخرين يبطل هذا وهناك أدلة على أن التفكير في الآخر وكيفية مساعدته يجعلنا نشعر بقلق أقل وسعادة أكثر.
يعاني الأشخاص الذين يشعرون بالانفصال عن الآخرين من عواقب صحية أسوأ من السمنة والتدخين وارتفاع ضغط الدم، على النقيض من ذلك، فإن التمني للآخرين والتفكير فيهم يساعدنا على تعزيز شعور أكبر بالترابط مع الآخر.
بالطبع هناك فخ هنا يجب التعرف عليه وتجنبه، حيث لا يمكننا بصدق أن نتمنى للآخرين الخير إذا كنا نفعل ذلك من أجل مصلحتنا أو لنظهر بمظهر جيد أمام الآخر، لتحقيق فوائد حقيقية من الاهتمام بالآخرين، يجب أن نهتم بهم بصدق.
الفوائد للجميع
من المهم جداً الاهتمام بالآخرين لدرجة أن في بعض الحالات، سنفعل هذا حتى عندما يضر ذلك بنا أو بمصالحنا، على سبيل المثال، الزواج والأبوة والأمومة والصداقة تنطوي على تضحيات.
في بعض الأحيان نضع مصلحتنا جانباً تماماً لنلبي احتياجات الآخرين، في حين أننا قد لا نستفيد بشكل مباشر من مثل هذه التضحيات، لكننا بفعل ذلك نساعد في بناء علاقات ومجتمعات أفضل والتي نحن جميعاً جزء منها وبذلك نجعل العالم مكاناً أفضل.
عندما طُلب من الأمريكيين في عام 1985 تحديد عدد الأشخاص القريبين منهم، كانت الإجابة النموذجية ثلاثة أشخاص، لكن بحلول عام 2004، انخفض هذا الرقم إلى الصفر، حيث صرح أغلب الأشخاص عن أن ليس لديهم أي شخص يعتبرونه صديقاً مقرباً.
يقدم كل هذا نظرة ثاقبة مهمة حول ما يجعل العائلات والصداقات والمجتمعات تزدهر، حيث أن الترابط وفوائده ليس شيئاً يجب أن نأخذه كأمر مسلم به، سواء كان ذلك في شكل رسالة نصية بسيطة أو بطاقة تهنئة أو الأفضل من ذلك، مكالمة هاتفية أو زيارة، يجب التأكد أن الشخص المتألم يعرف أننا نهتم به لأن هذا يُحدث فرقاً كبيراً بالنسبة له ولنا وللمجتمع ككل. [1]