النفايات الإلكترونية.. تعرف على مخاطرها وكيف يتم التخلص منها
في 14 أكتوبر، يتم الاحتفال باليوم العالمي للنفايات الإلكترونية، لزيادة الوعي بضرورة البحث عن سبل لتقليل وإعادة تدوير هذه النفايات
يواجه العالم في العصر الحديث أزمات كبيرة بسبب النفايات، لا تتوقف فقط عند حدود تلوث البيئة التي نعيش فيها نحن البشر، لكن تمتد لتضر بالعديد من الكائنات التي تعيش معنا على الكوكب. حتى في أعماق البحار والمحيطات، تصل النفايات وتهدد المخلوقات البحرية. كما تساهم بشكل ما في التغير المناخي الذي نواجهه في السنوات الأخيرة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تعتبر النفايات الإلكترونية أيضا جانبا آخر من جوانب النفايات التي تهدد عالمنا. تتمثل في المنتجات الإلكترونية القديمة أو المكسورة التي نتخلص منها بعد أن وصلت إلى نهاية صلاحيتها. يتركها البعض في قبو المنزل، أو مرآبه لسنوات. والأسوأ من ذلك، يتم إلقاء بعضها في مكب النفايات.
تعتبر هذه المشكلة هي الأسرع نموًا في العالم فيما يتعلق بأزمة النفايات، حيث تمثل النفايات الإلكترونية حوالي 50 مليون طن أو أكثر من معدل النفايات التي يتم التخلص منها كل عام. وللأسف، يتم إعادة تدوير أو التخلص من 20% فقط من هذه النفايات الإلكترونية بطريقة مناسبة.
لذلك، يحاول اليوم العالمي للنفايات الإلكترونية، تشجيع الجميع في مختلف الدول حول العالم، على معالجة هذه المشكلة العالمية، سواء من خلال إعادة التدوير أو التعرف على تكتيكات مناسبة للتخلص منها. وفي التقرير التالي، نستعرض معكم أهمية وأهداف هذا اليوم، بالإضافة إلى معلومات عن النفايات الإلكترونية وأضرارها.
اليوم العالمي للنفايات الإلكترونية
في عام 2018، أعلن منتدى النفايات من المعدات الكهربائية والإلكترونية، المعروف باسم (WEEE)، تأسيس باليوم العالمي للنفايات الإلكترونية، ليتم الاحتفال به لأول مرة. كان الهدف من هذا اليوم هو زيادة الوعي العام والفهم حول حاجة العالم إلى البحث عن سبل لتقليل وإعادة تدوير النفايات الإلكترونية. بالإضافة إلى تشجيع الأفراد والشركات والمجتمعات على بذل المزيد من الجهود لحماية البيئة.
يتكون منتدى WEEE الدولي من عشرات المنظمات والجمعيات المهتمة بجمع النفايات الإلكترونية المختلفة. تعمل كلها معا في 20 دولة مختلفة على الأقل حول العالم، بهدف الحد من انتشار النفايات الإلكترونية، وتقليل الأضرار الناجمة عنها.
حقائق عن النفايات الإلكترونية
يمثل يوم النفايات الإلكترونية العالمي، فرصة جيدة لفهم ومشاركة المزيد من المعلومات والحقائق عن النفايات الإلكترونية، أضرارها وأهمية البحث عن سبل آمنة للتعامل معها. لذلك، أعدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في عام 2024، تقريرا لفهم الإحصائيات المحيطة بالنفايات الإلكترونية بشكل أفضل.
وفي السطور التالية، نستعرض معكم معلومات عن النفايات الإلكترونية، احتفالاً باليوم العالمي للنفايات الإلكترونية. من بينها:
. يعتبر التدخين الإلكتروني، المعروف أيضًا باسم السجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة، مسؤولا بشكل كبير عن أزمة النفايات الإلكترونية حول العالم. ويمثل أحد الأسباب الرئيسية للنفايات الإلكترونية، حيث يزداد الأمر سوءًا مع نمو السوق في جميع أنحاء العالم.
. ثلث النفايات الإلكترونية العالمية يأتي أيضا من الأجهزة الإلكترونية الصغيرة، مثل أفران الميكروويف، المكانس الكهربائية وفرشاة الأسنان "الذكية" وغيرها من الأدوات التي يتم التخلص منها بمعدلات كبيرة حول العالم.
. يتخلص المواطن الأمريكي العادي وحده، أكثر من 45 رطلاً من النفايات الإلكترونية سنويًا. يفوق هذا المعدل ما يقوم أي شخص بالتخلص منه في أي دولة أخرى في جميع أنحاء العالم.
. تمثل النفايات الإلكترونية حوالي 50 مليون طن أو أكثر من معدل النفايات التي يتم التخلص منها كل عام.
. يتم إعادة تدوير أو التخلص من 20% فقط من هذه النفايات الإلكترونية بطريقة مناسبة.
كيف يتم التخلص من النفايات الإلكترونية؟
يبقى التساؤل الذي يجب البحث عن إجابة له للحد من أضرار النفايات الإلكترونية، هو: أين تذهب النفايات الإلكترونية؟ في محاولة للتعرف على الطرق الآمنة للتعامل معها. هذا ما يهدف إليه اليوم العالمي للنفايات الإلكترونية. ونستعرض معكم في السطور التالية، أفضل الخيارات للتعامل مع النفايات الإلكترونية.
التخلص منها بطريقة أكثر استدامة
يلعب المستهلكون دورًا مهمًا في هذا الجانب. عليهم أن يتخلصوا من المعدات الإلكترونية القديمة لديهم بطريقة أكثر استدامة. ومن بين الطرق، يمكن للأفراد والعائلات القيام التأكد من نقل نفاياتهم الإلكترونية إلى مواقع إعادة تدوير النفايات الإلكترونية المعتمدة في منطقتهم.
هناك خيار آخر، يمكن أيضا للمستهلك أن يتخذ خطوة للأمام بشراء المنتجات المصنوعة من النفايات الإلكترونية المعاد تدويرها. يؤدي ذلك إلى تشجيع عمليات إعادة التدوير، للحد من مخاطر النفايات.
جمع وإعادة تدوير النفايات الإلكترونية
يمكن للمدارس والمراكز والشركات وغيرها من المجموعات الأخرى من المواطنين المهتمين بالمشاركة في الحد من مخاطر النفايات الإلكترونية، استضافة حملة لجمع المعدات الإلكترونية. من خلال هذه الحملة، يمكن مطالبة الأشخاص بإحضار معداتهم القديمة إلى موقع يتم تخصيصه لاستقبالها.
كما يمكن تقديم خدمات الوصول إلى المنزل، لمساعدة أولئك الذين هم أقل قدرة على نقل نفاياتهم الإلكترونية، مثل كبار السن. بعدها، يتم التوجه بها إلى أماكن مخصصة لإعادة تدوير النفايات الإلكترونية.
مخاطر النفايات الإلكترونية
تتزايد كميات النفايات الإلكترونية التي يتم التخلص منها كل عام. وبالتالي، يزداد معدل المخاطر الجسيمة التي تهدد صحتنا وبيئتنا. وفي السطور التالية، نستعرض معكم أبرز هذه المخاطر، خاصة تأثير النفايات الإلكترونية على البيئة.
التلوث البيئي
تحتوي النفايات الإلكترونية على العديد من المواد الكيميائية السامة التي تهدد البيئة وصحتنا بشكل عام. أخطر هذه المواد هي الرصاص والزئبق والكادميوم. تتسرب المواد الكيميائية السامة إلى التربة والمياه الجوفية عند التخلص منها بطريقة غير سليمة. ويؤثر هذا التلوث على الحياة البرية والنباتية كلها، ويمكن أن يدخل في النهاية إلى السلسلة الغذائية للإنسان.
التلوث الهوائي
عند اتباع أسلوب حرق النفايات الإلكترونية، تنتشر العديد من الغازات السامة في الهواء، بسبب المواد الكيميائية التي تحتوي عليها. وبالتالي يؤدي ذلك إلى تلوث الهواء وتدهور جودة الحياة.
التأثير على الصحة العامة
يزيد التعرض للمواد الكيميائية السامة الموجودة في النفايات الإلكترونية، من خطر الإصابة بأمراض خطيرة. أخطر هذه الأمراض على سبيل المثال: السرطان، أمراض الجهاز التنفسي والتأثيرات العصبية.
استنزاف الموارد الطبيعية
يتطلب تصنيع الأجهزة الإلكترونية كميات كبيرة من المواد الخام والمعادن النادرة. لذلك، يؤدي التخلص منها بطريقة غير مسؤولة إلى استنزاف هذه الموارد.