الهروب من ألكاتراز.. فيلم مبني على قصة هروب عبقرية حدثت بالفعل
السجن الأشدُّ حراسةً في العالمِ، يتحوَّلُ إلى مزارٍ سياحيٍّ بعد عمليةِ الهروبِ الناجحةِ التي نفَّذها سارقُ البنوكِ العبقريُّ فرانك موريس، شاهدوا معنا أحداثًا حقيقيةً أثارتِ الجدلَ بعد عرضِ الفيلمِ على الشاشةِ الكبيرةِ.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
سجن ألكاتراز الفيدرالي
ألكاتراز Alcatraz هو سجنٌ فيدراليٌّ أمريكيٌّ مشيَّدٌ فوقَ جزيرةِ ألكاتراز أو الصخرةِ بخليجِ سان فرانسيسكو في الولاياتِ المتحدةِ وأُغلِقَ هذا السجنُ عامَ 1963 وتمَّ تحويلُه إلى موقعٍ سياحيٍّ.
وكان السببُ الخفيَّ وراءَ إغلاقِ هذا السجنِ هو عمليةَ الهروبِ الناجحةَ التي تمَّت في عامِ 1962 وهو العامُ السابقُ لعام إغلاقِ السجنِ وقد كان ألكاتراز السجنَ الأكثرَ تأمينًا في وقتِه على مستوى العالمِ وكان الناسُ يتصوَّرون أنَّ من المستحيلِ الهروبَ من هذا السجنِ أبدًا.
فطبيعة تلك الجزيرةِ قاحلةٌ ويندرُ بها الغطاءُ النباتيُّ والحيواناتُ بسببِ قلةِ المياهِ العذبةِ والطبيعةِ الصخريةِ لتربةِ الجزيرةِ بينما تزدحمُ بالصقورِ والغربانِ وتبعدُ عن أقربِ شاطئٍ لها أكثرَ من ميلٍ ونصفٍ من المياهِ المكشوفةِ.
فيلم الهروب من ألكاتراز
في عامِ 1979 أخرجَ لنا المخرجُ الكبيرُ دون سيغل فيلمَ الهروب من ألكاتراز على الشاشةِ الكبيرةِ ليستعرض في 112 دقيقة كيفَ قام ثلاثةُ رجالٍ جريئون بالهروبِ الناجحِ، تلك القضيةُ لا تزالُ حتى الآنِ محلًّا للنزاعِ والنقاشِ.
وجسد الممثلُ المخضرمُ كلينت إستود دورَ السجينِ سارقِ البنوكِ فرانك موريس العقلِ المُدبِّرِ لعمليةِ الهروبِ وهو سجينٌ ذو ذكاءٍ استثنائيٍّ وسبقَ أن هربَ من عدةِ سجونٍ قبل ترحيلِه إلى سجنِ ألكاتراز وقام الممثلُ الكبيرُ باتريك ماكجوهان بتجسيدِ شخصيةِ آمرِ السجنِ وقام الممثلان الشابان فريد وارد وجاك ثيبو بتجسيد شخصيتي الأخوين كلارنس وجون أنجلين اللذين شاركا في عملية الهروب من السجن مع فرانك موريس.
وعلى مدى أشهرٍ قليلةٍ استطاعَ موريس والأخوان أنجلين حفرَ الخرسانةِ التي تحيطُ بفتحاتِ التصريفِ في زنازينِهم باستخدامِ الملاعقِ ولضمانِ عدمِ ملاحظةِ الحراسِ لهم أثناءَ عملِهم، صنعُوا دُمَى الورقِ ليخدعُوا الحراسَ وكانوا يقومونَ بالتخلصِ من مخلفاتِ الحفرِ في فناءِ السجنِ عن طريقِ وضعِ الرمالِ داخلَ البناطيلِ.
وفي ليلةِ الهروبِ وصلَ موريس والأخوانِ أنجلين إلى السقفِ وتجنبًا الكشافاتِ وأضواءِ الحراسةِ متسلقِين سياجَ الأسلاكِ الشائكةِ وشقُّوا طريقَهم إلى شاطئِ الجزيرةِ حيثُ نفخوا الطوفَ المتروكَ لفرقِ الإنقاذِ وغادرَ الرجالُ الثلاثةُ من ألكتراز مغمورين جزئيًّا بالماءِ ومتشبثينَ بالطوف مستخدمينَ أرجلَهم كقوةِ دفعٍ رئيسيةٍ.
وفي صباحِ اليومِ التالي تمَّ اكتشافُ الهروبِ وتبعَ الاكتشافَ إطلاقُ عمليةِ مطاردةٍ ضخمةٍ لم تسفرْ إلا عن العثورِ على بعضِ المتعلقاتِ الشخصيةِ للرجالِ عائمةً في خليجِ سان فرانسيسكو ويُختتمُ الفيلمُ بسردِ نصٍّ مُدرَجٍ يخبرُ أن الهاربين لم يتمَّ العثورُ عليهم مطلقًا وأن ألكاتراز تمَّ إغلاقُه بعدَ أقلِّ من عامٍ من الحادثةِ.
وحقق الفيلمُ إيراداتٍ تجاوزت ثلاثةً وأربعينَ مليونَ دولارٍ بعدَ عرضِه عالميًّا وهو الرقمُ الذي اعتُبِر ضخمًا في وقتِ صدورِ الفيلمِ بسبعينياتِ القرنِ الماضي، بينما كلفَ إنتاجُه ثمانيةَ ملايينَ دولارٍ فقط.