الوسواس القهري.. كل ما تريد معرفته عن أعراضه وأسبابه وعلاجه
أفكار مزعجة ومكررة تدور في ذهن المصاب بشكل لا إرادي، مثل الخوف من التلوث، الشك في إغلاق الأبواب أو إطفاء الأضواء وغيرها
هل تنتابك أحيانا بعض الأفكار السلبية، ولا تستطيع التحكم فيها؟ أو تسيطر عليك فكرة، ولا تستطيع تغييرها؟ يعتبر الوسواس القهري من أكثر المتاعب النفسية التي يعاني منها كثيرون. ولا يرتبط بنوعية أفكار محددة، أو ممارسات معينة، لكنه يختلف من شخص إلى آخر. مع ذلك، في كل الحالات قد يتطور الأمر إلى هواجس مرضية تحتاج إلى علاج.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
لذلك، من المهم أن نتعرف على الوسواس القهري، أعراضه وأسبابه وكيف يمكن تشخيصه واكتشافه، حتى لا يتحول الوضع من مجرد فكرة عادية إلى أزمة مرضية. وحتى يتمكن الشخص من فهم نفسه وأفكاره، وكيف يمكن أن تؤثر على سلوكياته، ويضع حدودًا لوساوسه الشخصية، قبل أن ينتهي به الحال إلى اضطراب معقد.
وفي التقرير التالي، نستعرض معكم ما هو الوسواس القهري؟ وكيف يمكن التعامل معه وعلاجه، من خلال رصد أسبابه وأعراضه وطرق علاجه.
ما هو الوسواس القهري؟
يعتبر اضطراب الوسواس القهري كما يلقب علميا أو OCD، اضطراب نفسي يتشكل نتيجة أفكار متكررة تراود الشخص، غير مرغوب فيها، فيما يشبه وساوس تطارده، ودوافع قوية لأداء سلوكيات معينة، كما لو كانت أفعالا قهرية مغصوبًا عليها بشكل متكرر. ورغم أنها قد تكون أفكارًا أو أفعالاً تهدف إلى تخفيف القلق أو منع حدوث حدث سيئ، إلا إنها في الواقع تزيد من الشعور بالضيق والمعاناة لديه.
تحتاج هذه الحالة إلى علاج وتدخل طبي في بعض المراحل، لكن بشكل عام يمكن للأشخاص المصابين باضطراب الوسواس القهري أن يعيشوا حياة طبيعية ومنتجة، إلى جانب العلاج المناسب والدعم الذي يحصلون عليه. ولكن بشكل عام، من المهم أن الوعي بالحالة مهم، مع التأكيد على إن هناك العديد من الخيارات العلاجية المتاحة.
أعراض الوسواس القهري
يعاني كثيرون من أفكار وسواسية أو سلوكيات قهرية، سواء في مرحلة ما من حياتهم أو أثناء مواقف معينة يمرون بها. لكن هذا لا يعني أننا جميعًا نحتاج إلى القلق أو طلب العلاج، أو أننا مرضى باضطراب الوسواس القهري.
علينا طلب العلاج أو اللجوء إلى متخصص إذا كانت هناك مجموعة من الأعراض الرئيسية التي نعاني منها بشكل متكرر، أو طوال الوقت، أكثر من ساعة كل يوم على سبيل المثال. بمعنى أن يكون الوسواس القهري، سواء من الهواجس أو السلوكيات القهرية، شديد للغاية.
وفي السطور التالية، نستعرض معكم ما هي أعراض الوسواس القهري؟ حتى نتمكن من فهم الحالة بشكل أفضل.
الوساوس
تدور في ذهن الشخص المصاب مجموعة من الأفكار المزعجة والمكررة بشكل لا إرادي، ومتكرر بشكل مبالغ فيه، مثل الشك في إغلاق الأبواب أو إطفاء الأضواء، أو الخوف من التلوث، أو الأفكار المتعلقة بالأذى، وغيرها.
الأفعال القهرية
يعاني الشخص المصاب عادة من سلوكيات قهرية يقوم بها بشكل لا إرادي أو استجابة للوساوس التي تراوده طوال الوقت، كوسيلة دفاعية تطمئنه من عدم حدوث ما يخشى منه. على سبيل المثال: غسل اليدين بشكل متكرر، ترتيب الأشياء بطريقة معينة، أو التحقق المتكرر من شيء مثل الغاز أو الصنابير.
الشعور بالضيق والقلق
يعاني عادة المصابين باضطراب الوسواس القهري من مستويات عالية من القلق والضيق، والتي تزداد سوءًا إذا حاولوا مقاومة الوساوس التي تراودهم أو الأفعال القهرية التي يقومون بها استجابة لهذه الوساوس.
الإدراك
في لحظة ما، يدرك المصابون أو الأشخاص المقربين منهم أن وساوسهم وأفعالهم القهرية غير منطقية، ولكنهم يشعرون بأنهم عاجزون عن السيطرة عليها. ومن هنا، يجب عليهم أن يتوجهوا إلى متخصص للبحث معهم عن علاج، ودراسة الحالة.
أسباب الوسواس القهري
يتساءل كثيرون: ما هي أسباب الوسواس القهري؟ أو لماذا يعاني شخص من الوسواس القهري؟ وفي الواقع، أسباب اضطراب الوسواس القهري ليست محددة بشكل كامل أو مفهومة تمامًا. ولكن يعتقد أن هناك مجموعة من العوامل التي تساعد في الوصول إلى هذه الحالة بشكل ما، بما في ذلك:
العوامل البيولوجية
يمكن أن تلعب الجينات دورًا في تطوير شعور الشخص بالوسواس القهري، أو معاناته من هذا الاضطراب النفسي. لذلك، من المهم أن يتم دراسة تاريخ العائلة المرضي والسلوكي أيضا، باعتباره أحد العوامل الرئيسية.
كذلك يمكن أن يعاني الشخص المصاب بالأساس من اختلالات في بعض المواد الكيميائية في الدماغ. تدفع هذه الاختلالات الشخص إلى اضطرابات نفسية مختلفة، من بينها الوسواس القهري. ومع المتابعة الطبية، يمكن الحصول على علاج يناسب كل حالة.
العوامل النفسية
بكل تأكيد، يمكن أن تلعب الأحداث والأزمات والمواقف أو الصدمات النفسية التي يتعرض لها الشخص، دورًا رئيسيًا في زيادة خطر الإصابة بـاضطراب الوسواس القهري. لذلك، لا تتردد في طلب المساعدة في مثل هذه المواقف التي تحتاج فيها إلى دعم نفسي، مثل الاكتئاب أو القلق وغيرها.
العوامل البيئية
في بعض الحالات، تؤثر العوامل البيئية، وتلعب دورًا في الاضطرابات التي يعانون منها، مثل العدوى البكتيرية.
علاج الوسواس القهري
بطبيعة الحال، يتساءل كثيرون هل هناك علاج للوسواس القهري؟ وإذا كان هناك فرصة لتلقي مساعدة طبية، ما هو علاج الوسواس القهري؟
وللإجابة على هذا السؤال، يجب في البداية تشخيص اضطراب الوسواس القهري، من خلال تقييم الأعراض التي يصفها المريض، واستبعاد الأسباب الطبية الأخرى التي يمكن أن تكون السبب العرضي الذي أدى لحدوث هذه الوساوس مؤقتا. مثل تناول بعض الأدوية أو المعاناة من بكتيريا أو فيروس معين.
بعد ذلك، يستخدم الأطباء المقابلات النفسية وأدوات التقييم النفسية للمساعدة في التشخيص، وفهم الحالة وأسبابها. ومن هنا يتم اتباع العديد من العلاجات الفعالة للتعامل مع اضطراب الوسواس القهري، بما في ذلك:
العلاج السلوكي المعرفي
هو العلاج الأكثر شيوعًا وفعالية لاضطراب الوسواس القهري. يركز هذا العلاج على مساعدة المريض على تغيير أنماط تفكيره وسلوكه المتعلقة بالوساوس والأفعال القهرية.
الأدوية
يمكن أن يلجأ الطبيب إلى وصف بعض الأدوية المضادة للاكتئاب لتقليل شدة الأعراض. بالإضافة إلى بعض الأدوية التي تساعد في علاج اختلالات بعض المواد الكيميائية في الدماغ.
علاج التعرض والاستجابة الوقائية
يتضمن هذا العلاج مواجهة المخاوف تدريجيًا والامتناع عن أداء الأفعال القهرية، حتى لا يعيش الشخص المصاب طوال حياته مع اضطراب الوسواس القهري.