بحث يكشف كيفية دخول فيروس كورونا إلى الدماغ
بعد مرور أكثر من عام على انتشار جائحة كورونا، لا يزال الباحثون يدرسون المرض وتأثيره على الجسم، على الرغم من أنه يصنف في المقام الأول على أنه من فيروسات الجهاز التنفسي، إلا أن العلماء يعرفون الآن أن كوفيد 19 يمكن أن يؤثر على أنظمة الجسم الأخرى لإحداث مجموعة متنوعة من الآثار بما في ذلك الأعراض العصبية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تم تقديم بحث جديد من جامعة ولاية لويزيانا في علم الأحياء التجريبي وهو المؤتمر السنوي لجمعية علم وظائف الأعضاء الأمريكية وتظهر النتائج أن بعض هذه الأعراض بما في ذلك التغيرات في الإدراك والحركة والتجارب الحسية يمكن أن تُعزى إلى وجود فيروس كورونا في الدماغ والحبل الشوكي والمعروفين معاً باسم الجهاز العصبي المركزي وهو جهاز الجسم المسؤول عن عمليات المعالجة والاستجابة للمدخلات الحسية.
يمكن لهذه النتائج الجديدة أن تفيد في وقت لاحق في الرعاية الوقائية وأساليب التعافي والعلاج، لكن أولئك الذين تعافوا من المرض لا يزال لديهم طريق طويل، يتعلم الكثير ممن يعانون من أعراض عصبية "طويلة المدى" العيش مع المزيد من التغييرات المستمرة في الحركة أو الحواس والإدراك.
كيف يهاجم فيروس كورونا الجهاز العصبي المركزي؟
يقوم الدكتور ريكاردو كوستا والدكتورة ديانا كروز توبيت من جامعة ولاية لويزيانا بالتحقيق في كيفية دخول فيروس كورونا إلى الجهاز العصبي المركزي، حيث أن هناك العديد من المسارات التي يسلكها الفيروس للوصول إلى المخ والحبل الشوكي ويوضح بحثهم أن أحد المسارات يمر عبر الحاجز الدموي الدماغي وهو حدود شبه نفاذة تسمح بشكل انتقائي للمواد الغذائية بالتدفق من وإلى الدماغ.
يوجد الحاجز الدموي الدماغي لمنع أي مسببات الأمراض والسموم الموجودة في مجرى الدم من الوصول إلى الدماغ من أجل وقف انتشار المرض وفي الحاجز الدموي الدماغي تدعم الخلايا الدبقية التوازن وتضطلع بدور حماية الدماغ والخلايا العصبية والدفاع عنها.
تشير النتائج إلى أن كلاً من الخلايا النجمية والخلايا العصبية وهيالخلايا التي تشكل معظم دماغنا عرضة للإصابة بفيروس SARS-CoV-2، وهو الفيروس المسبب لفيروس كورونا.
الخلايا النجمية، التي تدافع عن الحاجز الدموي الدماغي والخلايا العصبية من العدوى، أكثر مقاومة للفيروس من الخلايا العصبية وهي الخلايا التي تتلقى مدخلات حسية وترسل رسائل من الدماغ إلى أجزاء أخرى من الجسم، لكن الأمر لا يتطلب سوى عدد قليل من الخلايا النجمية المصابة لنشر الفيروس إلى الخلايا العصبية المجاورة.
يقول كوستا إن الخلايا النجمية تُصاب بالعدوى في غضون أيام قليلة من الإصابة ولا يزال يتعين على الفريق تحديد المدة التي تستغرقها العدوى لتنتشر إلى الخلايا العصبية ولكن نظراً لأن الخلايا العصبية أكثر عرضة للعدوى، فمن المرجح أن ينتشر الفيروس بسرعة أكبر بمجرد حدوث الإصابة.
تعتمد الفيروسات على دعم الخلايا التي تصيبها لتتكاثر، بمجرد إصابة الخلايا العصبية والخلايا النجمية، ينسخ الفيروس المادة الجينية للخلايا ويحاكي مكوناتها الفيزيائية والكيميائية لخداع الخلايا المجاورة من أجل إصابتها، بنفس الطريقة التي يتكاثر بها الفيروس في الجهاز التنفسي. [1]
التأثير المحتمل لفيروس كورونا على الوظيفة العصبية والصحة العقلية
ما الأعراض العصبية التي يمكن أن يسببها الفيروس؟
تلعب الخلايا العصبية دوراً حيوياً في نظام الاتصال الداخلي للجسم، كجزء من دورها في الدفاع عن الحاجز الدموي الدماغي، تدعم الخلايا النجمية الخلايا العصبية من خلال المساعدة في توجيه الرسائل إلى أهدافها المقصودة ودعم التواصل بين الخلايا العصبية وتساعد كل من هذه العمليات في الحفاظ على البيئة المثلى للخلايا العصبية لإرسال الإشارات والعمل بشكل مناسب.
إذا كانت الخلايا العصبية لا تعمل بشكل مناسب، فمن المحتمل أن تظهر تحديات عصبية، بالنسبة لمرضى كورونا، تكون الأعراض العصبية متمثلة في آلام العضلات والصداع والدوخة والتغيرات في التجارب الحسية مثل التذوق أو الرائحة.
تم الإبلاغ أيضاً عن السكتات الدماغية والتغيرات في الحركة والوظيفة الحركية وكذلك الإدراك، لكن هذه التجارب أقل شيوعاً.
كيف يعرف المرضى ما إذا كان الفيروس قد وصل إلى الجهاز العصبي المركزي؟
يجب على المرضى مراقبة تطور المرض للبحث عن الأعراض العصبية التي لم تكن لديهم قبل تشخيص إصابتهم بكورونا، من المحتمل أن ترتبط الأعراض الجديدة بالعدوى.
يقول كوستا إن بعض الأشخاص قد يكونون أكثر عرضة للخطر، موضحاً أن هناك حالات معينة مثل التصلب المتعدد حيث يكون الحاجز الدموي الدماغي معرضاً للخطر عادة وهذا يمكن أن يجعل الجهاز العصبي المركزي أكثر عرضة للعدوى الفيروسية.
لكن من غير الواضح كم من الوقت يظل الفيروس نشطاً داخل الجهاز العصبي المركزي، لكن الفيروس قد يغير الطريقة التي تتصرف بها الخلايا لفترة زمنية طويلة، مما يتسبب في عوامل التهابية تتعارض مع الصحة وتضر بالخلايا، قد يؤدي ذلك إلى فترات تعافي أطول أو تجارب طويلة المدى.
يمكن أن يؤدي الالتهاب المتزايد إلى تلف محور عصبي وخلل في الشبكات العصبية وموت الخلايا، يمكن أن تؤدي هذه الأحداث إلى فقدان الذاكرة والارتباك والصداع وفقدان الشم والذوق.
في حين أن الجهاز العصبي المركزي في خطر، لن يصاب دائماً بالعدوى إذا أصيب شخص ما بالفيروس، قد لا تكون بعض الأعراض العصبية ناجمة عن العدوى التي تصل إلى الدماغ والحبل الشوكي، بدلا من ذلك يمكن أن يكون مجرد التهاب.
إذا فقد شخص مصاب بفيروس كورونا حاسة التذوق أو الشم على سبيل المثال، فقد يكون ذلك بسبب إصابة الخلايا العصبية بالعدوى، مما يؤثر على طريقة إرسال الرسائل الحسية واستقبالها أو قد يكون بسبب الالتهاب الجهازي، الذي يؤثر على الدماغ دون أن يصيبه أبداً.
في الوقت الحالي، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لمعرفة أي من هذين السببين المحتملين يؤدي إلى أعراض عصبية لدى المرضى. [1]
كيف تؤثر النتائج الجديدة على الوقاية والتعافي؟
نظراً لأن الخلايا النجمية أكثر مقاومة للعدوى، فهذه الخلايا يمكن أن تلعب دوراً رئيسياً في تطوير تدابير وقائية للجهاز العصبي المركزي ويشرح الباحثون أن الخلايا النجمية معروفة بتأثرها بفيروسات أخرى، بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية ويشرحون بحذر أن هذه البيانات الجديدة هي مجرد جزء تمهيدي.
لا يزال من السابق لأوانه معرفة كيف ستؤثر هذه الدراسة على الطريقة التي يمكن بها علاج الأعراض العصبية لدى مرضى كورونا، لكن في الوقت الحالي، يحققون في مسارات العدوى في الجهاز العصبي المركزي على أمل أن تكشف النتائج عن العلاجات لمنع حدوث ذلك.
في الوقت الحالي ، يوضح كوستا أن بعض المرضى يستجيبون جيدًا للعلاج بالستيرويد. تحاكي هذه المجموعة من الأدوية هرمون الكورتيزول لتقليل الالتهاب بسرعة أثناء الإفراط في الإنتاج.
ليس من الواضح ما إذا كانت اللقاحات الحالية ستساعد في حماية أولئك الذين يواجهون الفيروس من الأعراض العصبية أو منع العدوى من الانتشار إلى الجهاز العصبي المركزي، لكن يأمل العلماء في أن توفر البيانات السريرية من التجارب الجارية مزيداً من الوضوح. [1]