بعد زواج استمر 74 عاماً: الأمير فيليب الشريك المثالي لملكة بريطانيا
لقطات حزينة في حياة الأمير فيليب
قصة حب الأمير فيليب وملكة بريطانيا إليزابيث الثانية
حفل زفاف الملكة إليزابيث الثانية والأمير فيليب
أعلن القصر البريطاني أمس، عن وفاة أمير فيليب زوج ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، عن عمُر يناهز 99 عاما، بعد صراع مع المرض ودخوله للمستشفى عدة مرات في الفترة الأخيرة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
كان هناك قصة حب قوية بين ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية ورفيق حياتها الأمير فيليب، الذي جمع بينهما الكثير من المواقف التي لا تنسى، بالإضافة إلى مساندته لها في جميع الظروف العصيبة التي مرت بها طوال فترة الحكم.
سنخبرك في التقرير التالي عن بعض المواقف المؤثرة التي ظهر فيها دعم الأمير فيليب لزوجته ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، ورفقاً لما ورد في الصحف العالمية.
قصة حياة الأمير فيليب
ولد الأمير فيليب عام 1921، حيث أنه ينتمي للعائلة الملكية فوجد نفسه أميراً لليونان والدنمارك، فكان في المرتبة السادسة ضمن الأمراء الذي سيتولون حكم اليونان.
عاش الأمير فيليب حياة قوية منذ الصغر، نتيجة بعض الظروف والأوامر التي كانت تفرض عليه منذ الصغر، بطبيعة أنه سيكون في منصباً كبيراً في الكبر لذلك يجب أن يتحمل المسئولية الكاملة منذ طفولته.
أليس من باتنبرج هو والد الأمير فيليب، يعتبر حاكم اليونان والدنمارك، إذ كان يعتبر الصبي الوحيد للأمير الحاكم، فكانت أساليب التربية التي تم اتباعها معه منذ الصغر قوية وصارمة في كافة جوانب حياته.
على الرغم من ذلك، كان الأمير فيليب يتحمل كافة الظروف التي تم فرضها عليه منذ الصغر، جعلته رجلاً قادراً على مساعدة والده أمير اليونان والدنمارك، كان دائماً يحاول أن يتعلم كافة اللغات ليتحدث الإنجليزية والفرنسية والألمانية بطلاقة، حتى يكون قادراً على التواصل مع جميع الشعوب.
من ضمن الظروف العصيبة التي واجها الأمير فيليب في طفولته، أنه اتهم بالخيانة بعد تنازل عمه قسطنطين على العرش الملكي بسبب الحرب اليونانية التركية، من بعدها فرت العائلة من اليونان حتى لا يتعرضوا للأذى.
انتقل الأمير فيليب ليسكن في فرنسا، رفقة خالته الأميرة جورج، التي كانت صاحبة مؤسسة علم التحليل النفسي، ثم بعد ذلك انتقل الأمير فيليب إلى بريطانيا ليكون مع جدته والدة والدته الأميرة فيكتوريا، ثم عاد بعد ذلك لألمانيا ليكون رفقة أسرته أولاد عمه الذين تولوا حكم البلاد.
لقطات حزينة في حياة الأمير فيليب
من ضمن المشاهد القاسية التي عاشها الأمير فيليب في مرحلة المراهقة، وفاة شقيقته التي كتم أقرب الأشخاص له، بالإضافة إلى أبناء عمه وعمه لميلفورد الرابع، في حادث مأساوي حيث تحطمت الطائرة بينهما أثناء رحلتها لمدرسته الداخلية لتطمئن عليه.
بعد هذه الواقعة القاسية اتهمه والده بأنه المسئول عن وفاة شقيقته الكبرى وأبناء عمه، بسبب إلحاحه الشديد أن تأتي شقيقته لزيارته وهي كانت في هذا التوقيت حامل وغير قادرة على السفر حتى حدثت هذه الوقعة.
هذه المواقف المؤلمة لم تؤثر على أداء الأمير فيليب، فهو بالرغم من ذلك حاول أن يبحث دائماً عن السعادة والشجاعة وقدرته على تقديم الخدمة العسكرية لجيوش بلاده.
شارك الأمير فيليب بقوة، أثناء الحرب العالمية التي كانت ضد ألمانيا بقيادة أدولف هتلر، حيث خدم في القوات البريطانية والألمانية ضد العدو، حصل على وسام صليب البسالة اليوناني لشجاعته في الحرب .
قصة حب الأمير فيليب وملكة بريطانيا إليزابيث الثانية
التقى الثنائي عام 1939، عندما ذهبت الملكة إليزابيث رفقة شقيقتها الصغرى الأميرة مارجريت، ليلقوا التحية والشكر على قوات البحرية البريطانية، من هنا ولد قصة حب استمرت لسنوات عديدة لم يفرقهم إلا الموت.
وقع الأمير فيليب في حب ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية من النظرة الأولى، حيث تقدم لها بطريقة رسمية لتكون شريكة حياته وزوجته المستقبلية، حيث ذهب للملك جورج والد الملكة إليزابيث الثانية، عام 1946 حتى يطلبها للزواج في 20 من عمرها، لكن بحسب القواعد التي يفرضها البروتكول البريطاني، أنه لا يجوز الارتباط الرسمي سواء خطبة أو زواج إلا في عمر 21 عاما.
وافقت إليزابيث الثانية على الزواج من الأمير فيليب، رغم الاعتراضات التي جاءت من موظفين القصر البريطاني بسبب أن الأمير فيليب كان يعتبر أجنبي وليس من العائلة البريطانية أو يحمل الجنسية البريطانية، لكن الملكة إليزابيث كانت تملك شخصية قوية منذ الصغر وقادرة على مواجهة كافة التيارات.
كما أن مشاركة الأمير فيليب في القوات البحرية البريطانية وقت الحرب العالمية، جعلت له رصيداً كبيراً في قلب ملك بريطانيا وابنته إليزابيث الثانية، بالتالي كان قرار الزواج منه أمراً منتهياً فهي وافقت أن يكون زوجها أمام العالم، مع مرور الوقت سيتعود موظفين القصر البريطاني على تواجد أجنبي بالداخل.
حفل زفاف الملكة إليزابيث الثانية والأمير فيليب
احتفل الثنائي بزوجهما عام 1947 وسط أجواء حزينة بسبب بعض الظروف التي كانت تمر بها البلاد في هذا التوقيت، لكنهم وافقوا على إقامة الحفل في ظل هذه الظروف ليسكنوا معاً ويواجهوا كافة التحديات الصعبة سوياً، كما أذيع الحفل من خلال محطات الراديو العالمية، بحسب التقارير التي وثقتيها الصحف البريطانية أن حوالي 200 مليون شخص حول العالم استمعوا لأجواء الحفل.
عاش الثنائي معاً بعيداً عن مسئوليات الحكم البريطاني، كما أنها كان زوجها وصغارها الأمير تشارلز والأميرة آن، من ضمن أولويات الملكة حتى توفى والدها الملك جورج بعد صراع مع المرض، حيث توجت لعرش بريطانيا عام 1953، حيث حاول منذ هذه اللحظة أن يساندها بكل طاقته طوال فترة حكمها على عرش بريطانيا.
مواقف صعبة في حياة ملكة بريطانيا والأمير فيليب
بعد تولي الملكة إليزابيث الثانية العرش، كانت مسئولية البلاد هي أولويتها الأولى حيث استمرت في فهم كافة الأمور والقرارات المتعلقة بالقصر البريطاني، بالإضافة إلى استيعاب الأسلوب الذي كان يتبعه والدها في إدارة البلاد.
هذا الأمر الذي جعل الأمير فيليب أن يشعر بأنه تحول بشكل كبير، لخدمة القصر البريطاني وإطاعة أمور الملكة إليزابيث زوجته، هذه الافتراضات جعلته يتخلى عن حلمه الذي كان غير قادراً عن الاستغناء عنه، كونه محارب في القوات البحرية.
حاولت الملكة إليزابيث أن تجعله لا تستغنى عنه حلمه، حيث كانت تمنع أن يتدخل احداً في حياتهم ومساندته في نجاحته المتعلقة بوظيفته.
ولكن عندما وقعت المسئولية على أكتاف زوجته ملكة بريطانيا، كان دوره كزوج وشريك لها هو الذي يغلب على شخصيته دائماً، فكان يترك البحرية ليكون بجانبها في أصعب الظروف سواء الحروب أو غيرها من الأزمات التي مرت بها إليزابيث طوال فترة الحكم.
إسهامات الأمير فيليب في العائلة الملكية
كانت له بصماته الخاصة في العائلة الملكية، من خلال تقديمه المساعدة ومساندة أفراد الأسرة خاصة في لأزمات والمواقف الصعبة، بالإضافة إلى حرصه على التواجد في كافة المناسبات والاحتفالات المتعلقة ببريطانيا.
يتميز الأمير فيليب بالبساطة حتى يستطيع الاقتراب والتحدث مع جميع موظفين القصر بطلاقة، يقول المقربين من العائلة الملكية، إنه كان دائماً يتدخل لوضع حلول مناسبة لجميع الأشخاص المتواجدين بالقصر، خاصة الأميرة ديانا التي كانت تواجه صعوبة في زواجها من والده الأمير تشارلز، حيث دافع بشكل كبير على استمرار هذا الزواج حتى لا يحدث طلاق وبالتالي تشتت الأسرة.
من ضمن اللقطات التي لمست قلوب الجميع من حول العالم، بكاء الملكة على رحيل زوجها وشريك حياتها الذي استمر زواجهما 74 عاما وفرقهما الموت.