تاج الأزهار.. من أسرار تألق السيدة المعاصرة
تاج الأزهار؛ إكليلٌ يوضع على الرأس، تستخدمه السيدات كإكسسوار خاص للزينة والتألق، ويحظى هذا التاج في يومنا المعاصر بشعبية كبيرة في حفلات الزفاف، لكنه في الحقيقة ليس عادةً أو ابتكاراً جديداً، فقد كان لهالة الأزهار على الرأس انتشاراً واسعاً لعدة قرون في جميع أنحاء العالم، حيث تعتبر غارقة بالمعاني والاستخدامات الجميلة والتقاليد المختلفة، وللحصول على معلومات أخرى عن هذا النوع من أغطية الرأس لا بد أن نعود بالزمن إلى الحضارات القديمة، ونقوم برفقتك سيدتي بالتجول في أرجاء هذه المعاني والاستخدامات، تابعينا في المقال التالي..
طرق صنع تيجان الأزهار
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
لا يقتصر استخدام وارتداء تاج الأزهار على فصلي الربيع والصيف كما تعتقد الكثير من السيدات؛ فبإمكانك سيدتي أن تقومي بارتدائه في الأوقات والفصول التي ترغبين بها، وسنذكر لك عدة تصاميم لتاج الأزهار لتختاري منها ما يناسب الحفل أو المناسبة التي ستذهبين إليها وبما يلائم فصول السنة الأربع.
تاج الأزهار الكلاسيكي البسيط وكيفية صنعه
المواد التي ستحتاجين إليها:
- أسلاك خاصة بالأزهار.
- شريط بلون أخضر.
- مجموعة من الأزهار وأغصان التوت بطول 3 إلى 6 سنتيمترات (طبيعية كانت أو اصطناعية).
- أوراق نباتات خضراء (بشكل اختياري).
- قاطع للأسلاك.
بدايةً يجب أن تقومي بتشكيل هالة التاج باستخدام السلك الموجود بما يتناسب مع حجم رأسك؛ لتقومي بعدها بلف حافتي السلك على بعضهما لتشكيل جدلة صغيرة والحصول على الهالة أو التاج المطلوب، ثم انتقلي إلى مجموعة الأزهار وأغصان التوت المجهزة ورتبيها على الهالة باستخدام شريط الأزهار، ضعي الأزهار واحدة تلو الأخرى على سلك التاج واستخدمي الشريط الأخضر لتثبيتها من خلال لفه حول جذع الزهرة، ثم انتقلي إلى الزهرة الثانية وثبتيها بالطريقة ذاتها؛ ومن ثم غصن التوت يليه زهرة أخرى وهكذا إلى أن تنتهي من ترتيب الأزهار وأغصان التوت مع الأوراق الخضراء (في حال وجدت) وتصلي إلى نهاية التاج عندئذ قومي بتغطية الجدلة الموجودة وبذلك تحصلي على تاجك جاهزاً.
كيفية صنع تاج الأزهار الملتف
لهذا النمط من التيجان تحتاجين سلكاً بطول مضاعف لتتمكني من لفه مرتين حول رأسك؛ ويعد مناسباً جداً لتسريحة ال Updo المعروفة، لن تحتاجي إلى وصل طرفي السلك مع بعضهما، كل ما ستقومين بفعله هو قص السلك بالطول المناسب ليلتف حول رأسك مرتين والقيام بتزيينه بالأزهار والأوراق وأغصان التوت الموجودة وفق الخطوات السابقة التي قمنا بذكرها ضمن فقرة تاج الأزهار الكلاسيكي، وترتيب المواد وتثبيتها باستخدام الشريط الموجود، وبعد الانتهاء من ترتيب الأزهار قومي بثني طرفي السلك لتشكيل حلقتين صغيرتين لسهولة تثبيت التاج بالشعر المسرح بتسريحة ال Updo، بتعليق الطرف الأول من التاج خلف الأذن ولفه على طول الشعر لينتهي الطرف الثاني منه الملتف على الكعكة والقيام بتثبيت طرفه عليها.
تاج الأزهار لتسريحة الكعكة
تاج الكعكة يشبه التاج الكلاسيكي البسيط الذي قمنا بذكره أولاً؛ ولكن بحجم أصغر منه، وللحصول على هذا التاج عليكِ القيام بتشكيل هالة التاج من خلال قياسها على كعكة شعرك لتقومي بعد ذلك بلف حافتي السلك على بعضهما والحصول على التاج الصغير، ومن ثم تزيينه باستخدام الأزهار والمواد الموجودة لديك بتثبيتها بالشريط الأخضر.
كيفية صنع تاج نصف القمر
يتم وضع هذا التاج من الجهة الخلفية للرأس، والأداة الوحيدة الإضافية التي ستحتاجين إليها في هذا التاج هي المشط الجانبي المصنوع من البلاستيك، كخطوة أولى ستقومين بقياس الجزء الخلفي من رأسك باستخدام السلك للحصول على السلك بشكل حرف U، ومن ثم ستقومين بوضع المشط في منتصف السلك من الجهة السفلية؛ وستتمكنين من تثبيته باستخدام الشريط الأخضر من خلال إدخاله بين أسنان المشط ولفه بعد ذلك حول السلك؛ لتنتقلي بعدها لترتيب ما تبقى من الأزهار والأوراق وأغصان التوت الموجودة، لتحصلي بذلك الشكل على تاج نصف القمر الخاص بك.
كيفية صنع بندة تاج الأزهار
المواد التي ستحتاجين إليها لصناعة بندة تاج الأزهار:
- الأزهار الاصطناعية.
- بندة مصنوعة من البلاستيك.
- شريط خاص بالأزهار، اللون (اختياري).
- مسدس غراء ساخن مع عصي الغراء.
ستحتاجين إلى بندة مصنوعة من البلاستيك أو المعدن لصنع هذا النوع من التيجان للصق الأزهار عليها، وباستخدام الشريط الموجود تستطيعين إخفاء لون البندة الأصلية، ويمكنك اختيار أي لون للشريط ولكن اللون الأخضر يبقى مناسباً أكثر مع الأزهار مع مراعاة أن يكون الشريط أطول من البندة المستخدمة، ثبتي الشريط على البندة البلاستيكية باستخدام الغراء إما على طرفي البندة فقط أو على طول البندة من أولها وحتى آخرها، بعدها رتبي الأزهار والتي يفضل أن تكون اصطناعية أو زائفة لأنك ستستخدمين الغراء أيضاً لتقومي بتثبيتها على البندة الموجودة، اذاً رتبي الأزهار واحدة تلو الأخرى على البندة مع مراعاة الانتظار إلى أن يجف الغراء تماماً، وملء الفراغات الموجودة بين الأزهار باستخدام الأوراق الاصطناعية الخضراء وأغصان التوت الزائفة لتحصلي على تاجك الجميل.
نصائح حول تاج الأزهار
لابد أن تجذبك سيدتي إحدى تيجان الأزهار المختلفة والمتنوعة والرائعة، لذا من واجبنا لفت انتباهك لبعض النقاط الهامة المتعلقة بتيجان الأزهار ومنها:
- تعتبر تيجان الأزهار من أجمل الهدايا التي تستطيعين تقديمها في مختلف المناسبات نظراً لجمالها، وكلفتها المادية غير المرتفعة، حتى أنك قد تصنعيها بنفسك.
- استخدمي بعض النباتات الخضراء كالسرخس والأوراق والعشب التي ستضيف إلى تاجك لمسة جمالية فريدة.
- يمكنك استخدام الأزهار الطبيعية أو الاصطناعية كما يمكنك استخدام الأزهار المجففة.
- إن كنت تستخدمين الأزهار الطبيعية وقمت بتجهيز تاجك في وقت مبكر عن الحفل، احتفظي به في الثلاجة مع استخدام رذاذ الأزهار للحفاظ على رونق الأزهار ونضارتها لأطول فترة ممكنة.
- التأكد من خلو الأزهار من البق والحشرات الصغيرة التي يمكن أن تنتقل إلى شعرك.
- إن كنت من الأشخاص الذين يعانون الحساسية من الأزهار احذري استخدام الأزهار الطبيعية واستبدليها بالأزهار الزائفة والاصطناعية.
ختاماً.. نأمل أن نكون قد قدمنا لكِ شيئاً مبتكراً ومفيداً سيدتي؛ لتقومي بإضافة تيجان الأزهار إلى رف إكسسواراتك الخاصة وتضفي التميز والتألق والاختلاف على شخصيتك كما فعل الهيبيون سابقاً.
معنى "تاج الأزهار" وفق الحضارات القديمة
يعود تاريخ استخدام "تيجان الأزهار" إلى حضاراتٍ قديمة مختلفة، مما جعل لها أهمية تاريخية في حفلات الزفاف، ويوماً بعد يوم ازداد استخدام "تيجان الأزهار" لاسيما في عرائس الغجر ولدى الهيبين الجدد (مجموعة من الشباب الذين اعلنوا انتمائهم إلى ظاهرة الهيبز الاجتماعية التي نشأت في الولايات المتحدة وكانت مناهضة للقيم الرأسمالية وتقوم بممارسات تعبر عن تقربها من الطبيعة)، وعلى مر التاريخ رمز تاج الأزهار إلى الحب والاحتفال والخصوبة، إضافة إلى أنه قطعة جميلة تضيف شيئاً من الرومانسية والأنوثة، وفي نظرة سريعة على تاريخ استخدام هذه التيجان سنجدها في عدة حضارات منها:
- تاج الأزهار في الحضارة اليونانية القديمة: كان استخدام هذه التيجان شائعاً في الحضارة اليونانية القديمة؛ بحيث يتم ارتداؤها من قبل الشعب في حفل تكريم الآلهة للدلالة على احترامهم لهم، كما أنها كانت تُمنح لجنود الجيش المنتصر تكريماً وتقديراً لإنجازاتهم العظيمة، علماً أنهم كانوا يستخدمون أوراق الغار بدلاً من أكاليل الأزهار، وكان أشهر من زينّ بها رأسه في تلك الحقبة يوليوس قيصر العظيم.
- تاج الأزهار في العصور الوسطى: اسُتخدمت التيجان في العصور الوسطى لدى مختلف الأديان الوثنية لتجميل تماثيل آلهتهم، إلا أنهم أدُينوا واتُهموا بالكفر بسبب ذلك من قِبَلِ جمعياتهم.
- تاج الأزهار في أوكرانيا: اُعتبرت التيجان المعروفة باسم (Vinok) جزءاً من الملابس الشعبية التقليدية في أوكرانيا، فقد كانت الفتيات الصغيرات عند بلوغهن سن الزواج يقمن بارتدائها، كما كانت تُزين بها رؤوس المتزوجين حديثاً سرعان تبادلهم لعقود الزواج، وحتى يومنا هذا لا تزال الفتيات الصغيرات يخترن هذه العصابات الزخرفية كجزء من ملابسهن في الأعياد والحفلات المختلفة ولاسيما حفلات الزفاف.
- لدى الصينين القدماء: تقليدياً، استخدمت نساء الصين تاج زهور البرتقال في حفل الزفاف؛ لاعتباره رمزاً للخصوبة وللاعتقاد السائد بأنه يساعد في إنجاب الكثير من الأطفال بعد الزواج.
- تاج الأزهار في العصر الفيكتوري: يعود الفضل في إدخال تاج الأزهار في هذا العصر إلى الملكة فيكتوريا التي قالت أنها اكتسبته إلهاماً من تقاليد الصين (كما ذكرنا أعلاه)، وقامت بارتداء تاج زهر البرتقال في حفل زفافها على الأمير ألبرت عام 1840، وبعد ذلك أصبحت أزهار البرتقال مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بحفلات الزفاف وأصبحت عبارة "جمع أزهار البرتقال" تأخذ معنى "البحث عن زوجة".
- تاج الأزهار في أمريكا: في أواخر عام 1960 تزعزعت هذه الفترة من قبل الغجر، ليس فقط في الولايات المتحدة الأمريكية وحسب بل في المملكة المتحدة أيضاً، وأصبحت الفتيات البوهيميات والهديبيات تستخدمن التيجان الغجرية للحصول على نظرة فريدة، وأثّر هذا الشيء السائد على عالم الموضة بشكل كبير، وهكذا حصلت تيجان الزهور على شعبية كبيرة بين الجماهير.
- في أيامنا الحديثة: سجل عالم الموضة اليوم انتشاراً واسعاً لتيجان الأزهار خاصة على رأس العروس في ليلة زفافها أو كعصابة لتزيين رؤوس الأطفال حديثي الولادة لالتقاط صوراً تذكارية لهم كما أنها اِستُخدمَت لتكليل جبين ورؤوس الفتيات في الحفلات للحصول على مظهر مبتكر خلاب وكامل الأنوثة، لاسيما أنه بات اليوم من الإكسسوارات الضرورية لتألق السيدة المعاصرة في عالم الموضة، كما أضيف فلتر "تاج الأزهار" في هذا العام إلى تطبيق سناب شات Snapchat احتراماً لمهرجان كاشيلا الذي اعتُبر الانطلاقة الأولى لتيجان الأزهار.