تاريخ الكاتشب المثير للدهشة
معظمنا يحب الكاتشب وقد لا يخلو منزل منه، فقد وجدت إحصائية أن الكاتشب موجودة في 97 في المائة من منازل الولايات المتحدة الأمريكية وربما في 100 في المائة من حفلات الشواء، حيث تضاف هذه الصلصة في الهامبرغر والنقانق والهاينز (تتكون صلصة الشواء هاينز من الأعشاب والتوابل السميكة الغنية التي تتميز بالنكهة التامة، كما أنه يستخدم كصلصة غمس سريعة ولذيذة للعديد من المقبلات). في الواقع، الكاتشب له ماضي حافل يعود إلى الإمبراطورية الصينية، حيث تم صنعه من أحشاء الأسماك ومنتجات اللحوم وفول الصويا. ولم يتم اختراع الكاتشب الحالي القائم على الطماطم حتى عام 1812. إنه الصلصة المفضلة في أمريكا، إذن تاريخ الكاتشب الطويل يعود إلى الإمبراطورية الصينية، وفي وقت ما كان خاليًا تمامًا من الطماطم.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تاريخ الكاتشب القديم
إن سلف الكاتشب الحديث كان خاليًا تمامًا من الطماطم. فعلى الرغم من إحضار نباتات الطماطم إلى إنجلترا من أمريكا الجنوبية في القرن الخامس عشر الميلادي، إلّا أن ثمارها لم تؤكل لعدة قرون لأن البعض اعتبرها سامة (وسبب ذلك أنه عندما أكل الإنجليز الأثرياء من أطباق بيوتر الرصاص، تسبب حمض الطماطم في تسرب الرصاص إلى الطعام، مما تسبب في التسمم بالرصاص) وكان الكاتشب عبارة عن صلصة السمك المخمرة من جنوب الصين. ومنذ 300 عام قبل الميلاد بدأت النصوص في توثيق استخدام المعاجين المخمرة المصنوعة من أحشاء الأسماك ومنتجات اللحوم وفول الصويا. وكان من السهل تخزين صلصة السمك التي يطلق عليها بلهجة سكان الجنوب ge-thcup أو koe-cheup، في الرحلات الطويلة في المحيط. وانتشرت تجارة المعاجين على طول طرق التجارة إلى إندونيسيا والفلبين، وطور التجار البريطانيون طعم البهارات المالحة بحلول أوائل القرن الثامن عشر، وأخذوا عينات إلى المنازل وغيروا الوصفة الأصلية على الفور.
العصر الذهبي للكاتشب
كان القرن الثامن عشر عصرًا ذهبيًا للكتشب. فقد تضمنت كتب الطهي وصفات لصلصة الكاتشب المصنوعة من المحار وبلح البحر والفطر والجوز والليمون والكرفس وحتى الفواكه مثل الخوخ. حيث يتم غلي المكونات في تناسق شبيه بالشراب، أو تركها لتنقع مع الملح لفترات طويلة من الزمن، أدت هاتان العمليتان إلى ظهور منتج نهائي له نكهة شديدة التركيز، نكهة مالحة وحارة ويمكن أن تستمر لفترة طويلة دون أن تفسد. فعلى سبيل المثال، وصفة واحدة من كاتشب المحار في القرن الثامن عشر كانت تحتاج 100 محار، وثلاثة مكاييل من النبيذ الأبيض وقشور الليمون مع الصولجان(هو أحد مكونات خلطات التوابل العديدة، يتم استخدامه في المخبوزات ولا سيما الكعك والحلويات والكاسترد ويستخدم أيضاً في وصفات التخليل) والقرنفل. وفي الوقت نفسه انتشرت وصفة كاتشب أمير ويلز، وهذه الوصفة تعتمد على التوت البري والأنشوجة (نوع من السمك الصغير) في صناعة الكاتشب. وفي الوقت نفسه كان كاتشب الفطر هو المفضل لدى جين أوستن (روائية إنجليزية). وهذا يدل على أن الكاتشب كان له وصفات عديدة ولا تدخل الطماطم في أي منها.
اختراع كاتشب الطماطم
في عام 1812 ظهرت أول وصفة لكاتشب الطماطم. بفضل جيمس ميس (عالم أمريكي بارز، وبستاني، وطبيب من فيلادلفيا قام بنشر أول وصفة كاتشب معروفة بالطماطم في عام 1812) الذي طور الوصفة، فكتب أن اختيار الكاتشب جاء من التفاح (تفاح الحب)، كما كانت تسمى الطماطم في ذلك الوقت (وكان يعتقد البعض أن الطماطم لها قوى مثيرة للشهوة الجنسية).
كان الحفاظ على صلصات الطماطم أمر صعب للغاية، حيث كانت الثمار تتحلل بسرعة، لذلك قدمت شركة جديدة نسبيًا تسمى Heinz وصفتها الشهيرة في عام 1876 والتي كانت تحتوي على الطماطم والخل المقطر والسكر البني والملح والتوابل المختلفة. كما أنهم كانوا رائدين في وضع منتجاتهم داخل زجاجات، حتى يتمكن العملاء من رؤية ما يشترونه. وكانت تشتهر Heinz بـ 57 نوعًا مختلفًا من المنتجات. والآن شركة هاينز الأمريكية لتصنيع الأغذية يقع مقرها في بيتسبرغ، بنسلفانيا. تأسست الشركة من قبل هنري جون هاينز في عام 1869. تقوم هاينز بتصنيع آلاف المنتجات الغذائية في مصانع في ست قارات، وتسوق هذه المنتجات في أكثر من 200 دولة وإقليم حول العالم.
وأصبح الكاتشب الذي يعتمد على الطماطم هو الشكل المنتشر في كل مكان في الولايات المتحدة وأوروبا. واليوم، هاينز هي العلامة التجارية الأكثر مبيعًا للكاتشب في الولايات المتحدة، حيث يتم بيع أكثر من 650 مليون زجاجة كل عام. ومع ظهور الكاتشب التجاري انقرضت جميع وصفات "افعلها بنفسك". وعلى الأقل بالنسبة للأمريكيين، من المستحيل تخيل الكاتشب على أنه أي شيء آخر غير اللون الأحمر الفاتح والطماطم.