تعرف على أضرار استخدام الأكواب الورقية والبلاستيكية.. كارثة

  • تاريخ النشر: الجمعة، 04 أكتوبر 2024

رغم الاعتقاد السائد بأنها أكثر أمانا على الصحة العامة، إلا إن هناك آثارا سلبية خطيرة وراء استخدام هذه الأكواب

مقالات ذات صلة
يوم بلا أكياس بلاستيكية.. حقائق صادمة تكشف أضرارها على صحتنا
اضرار القرفة ومحاذير استخدامها
للمناديل الورقية عند هذا المعلم استخدامات أخرى شاهد الصور

يفضل البعض الأكواب ذات الاستخدام الواحد، خاصة في الأماكن العامة أو المطاعم والكافيهات، باعتبارها أكثر ضمانا بالنسبة له في النظافة، بدلا من الأكواب متعددة الاستخدام. يحاول الشخص بذلك أن يطمئن نفسه من عدم احتمالية انتقال عدوى إليه من شخص آخر، أو عدم تأكده من تنظيفها بشكل جيد. لكن للأسف، لتلك الأكواب وجها آخر سيئ يستحق أن تعرفه.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

تشكل هذه الأكواب خطرا على البيئة بشكل كبير، خاصة عندما تعرف أن الإحصائيات الحديثة تشير إلى إن ما لا يقل عن 500 مليار كوب يتم التخلص منه سنويا بعد استخدامه في جميع أنحاء العالم، 16 مليارًا منها في الولايات المتحدة وحدها و7 ملايين أخرى في المملكة المتحدة.

لا تتوقف الكارثة عند هذا الحد، حيث أظهرت إحدى الدراسات أن ما يقرب من نصف مليون من هذه الأكواب التي يتم التخلص منها، لا يتم وضعها في سلة المهملات أو حتى سلة إعادة التدوير، بل يتم رميها ببساطة على الأرض. مع الوقت، تتحول هذه الأكواب إلى كومة من النفايات التي تتسبب بشكل أو بآخر في مشاكل بيئية.

من هذا المنطلق، تم تخصيص يوم 4 أكتوبر كل عام، ليكون يوم عدم استخدام الأكواب ذات الاستخدام الواحد. بالإضافة إلى أضرار صحية أخرى يمكن أن تنتج عنها، نتعرف عليها في التقرير التالي.

يوم الأكواب ذات الاستخدام الواحد

البداية كانت في المملكة المتحدة، حيث تم تأسيس يوم عدم استخدام الأكواب التي تستخدم لمرة واحدة، بدعوة من مبادرة تحمل نفس الاسم. من هنا، بدأت القصة التي أصبح بعد ذلك لها تأثير على البلدان الأخرى في جميع أنحاء العالم. يسعى هذا اليوم إلى زيادة الوعي وتوحيد المجتمعات في محاولة لتحمل المسؤولية الكاملة عن الخسائر التي تتسبب فيها تلك الأكواب.

يدعو هذا اليوم الأفراد في جميع أنحاء العالم إلى التفكير بشكل أفضل في الطرق التي يقدمون بها المشروبات، بوسيلة أكثر استدامة طوال العام. كما يطالب الجميع بضرورة التعرف على أضرار هذه الأكواب أيضا على الصحة العامة.

هل استخدام الأكواب الورقية مضرة؟

رغم الاعتقاد السائد بأنها أكثر أمانا على الصحة العامة، إلا إن هناك آثاراً أخرى سلبية محتملة من استخدام الأكواب الورقية. تتمثل تلك الآثار السلبية في جانبين مهمين، الأول هو الصحة، والثاني البيئة. وفي السطور التالية، نستعرض معكم هل أكواب الورق ضارة؟ وما هي أضرار الأكواب الورقية المحتملة.

الأضرار الصحية

في الغالب، يتم تغطية الأكواب الورقية بطبقة من البلاستيك أو الشمع للوقاية ومنع تسرب السوائل. هذه الطبقات للأسف تحتوي على مواد كيميائية قد تتسرب أو تتفاعل مع أي مشروب ساخن، خاصة عند ترك الكوب لفترة طويلة. تؤثر هذه المواد الكيميائية على صحة الإنسان على المدى الطويل. وترتبط بمشاكل صحية مثل اضطرابات الغدد الصماء وبعض أنواع السرطان.

كذلك، يمكن أن تترك عملية التصنيع جزيئات ورقية دقيقة داخل الكوب. تدخل هذه الجزيئات عند تناول المشروب إلى الجسم، وبالتالي يمكن أن تتسبب في مشكلات بالجهاز الهضمي.

الأضرار البيئية

تتعدد المشكلات البيئية التي تتسبب فيها هذه الأكواب الورقية، بداية من تصنيعها حتى استهلاكها. يتطلب إنتاج الأكواب الورقية كميات كبيرة من الأخشاب التي يتم الحصول عليها من خلال إزالة الغابات وتدمير الموائل الطبيعية. وبعد استهلاكها، يمكن أن تكون فكرة إعادة تدويرها معقدة، لأنها في الغالب مغلفة بالبلاستيك الذي يصعب تدويره.

كذلك، يمكن أن تتسبب تلك الأكواب في تلوث التربة والمياه، حيث يتم التخلص منها في الطبيعة، المناطق الزراعية أو البحار، ولا تتحلل بسهولة. يساهم ذلك في زيادة معدلات التلوث؛ بسبب المواد الكيميائية الموجودة بها.

أضرار الأكواب البلاستيكية

تعتبر الأكواب البلاستيكية أكثر شيوعا من الورقية حول العالم. وتمثل نوعا آخر من الأكواب ذات الاستخدام الواحد، لكنها للأسف تشكل خطرا أكبر من غيرها، للعديد من الأسباب التي نستعرضها في السطور التالية، لنستكشف معها ما هي أضرار الأكواب البلاستيكية؟

الأضرار الصحية

العديد من أنواع البلاستيك الموجودة في الأسواق، تحتوي على مواد كيميائية مثل البيسفينول والفثالات. يمكن أن تتسرب هذه المواد إلى المشروبات الساخنة أو الحمضية، خاصة مع تعرض الكوب لدرجات حرارة عالية. وترتبط هذه المواد الكيميائية بمشاكل صحية عديدة، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.

كذلك، عند استخدام الأكواب البلاستيكية، يمكن أن تتسرب جسيمات دقيقة إلى المشروبات. تدخل تلك الجسم وتتراكم في الأعضاء والأنسجة، وتؤدي إلى مشاكل طويلة الأمد. كما تعتبر هذه الأكواب بيئة مناسبة لتتراكم البكتيريا على سطحها، خاصة إذا لم يتم تنظيفها جيدًا. يضاعف ذلك من خطر الإصابة بالأمراض المعدية.

الأضرار البيئية

تعتبر الأكواب البلاستيكية من أخطر الأسباب التي تتسبب في تلوث البحار والمحيطات. تستغرق هذه الأكواب سنوات طويلة لتحلل، قد تصل إلى مئات السنين. خلال هذه الفترة، تتفتت الأكواب إلى قطع تسمى الميكروبلاستيك. تتراكم هذه القطع الصغيرة جدا في البيئة البحرية وتؤثر على الحياة البحرية.

تساهم أيضا عملية التخلص من الأكواب البلاستيكية بطريقة غير صحيحة، في تلوث التربة وتدهورها. وبطبيعة الحال، يؤثر ذلك على الزراعة والحياة البرية.

بدائل صحية للأكواب البلاستيكية

توجد العديد من البدائل الصحية التي تقترحها دراسات وأبحاث للحد من الأضرار التي تسببها، سواء الأكواب الورقية أو البلاستيكية. ومن بين هذه البدائل الأكثر أمنا:

الأكواب الزجاجية أو الفولاذ المقاوم للصدأ

تتميز تلك الأكواب بأنها قابلة لإعادة الاستخدام لفترات طويلة، وبالتالي تقلل من النفايات، وتحافظ على البيئة.

الأكواب الخزفية

تعتبر أيضا خيارا جيدا للاستخدام المنزلي، أو في أي مكان. وتتميز بمتانتها وقدرتها على الحفاظ على درجة حرارة المشروب لفترة أطول.

الأكواب المصنوعة من مواد طبيعية قابلة للتحلل بالكامل

يمكن أيضا الاعتماد على أكواب ذات استخدام واحد، لكن مصنوعة من مواد صديقة للبيئة، مثل الأكواب المصنوعة من قصب السكر أو الأوراق النباتية. تعتبر كلها أكواب صديقة للبيئة، وتتحلل بشكل طبيعي.

في النهاية، على الرغم من أن الأكواب الورقية تبدو خيارًا آمنا وسريعًا وسهلًا، إلا أنها تحمل العديد من الأضرار الصحية والبيئية الكبيرة. لذلك، من الأفضل اللجوء إلى بدائل أخرى صحية وأكثر أمانًا واستدامة، مثل الأكواب القابلة لإعادة الاستخدام أو الأكواب المصنوعة من مواد طبيعية قابلة للتحلل.