ثقب الأوزون.. كل ما تريد معرفته عن مكانه وأضراره ومصيره
يجب نشر التوعية بأهمية حماية طبقة الأوزون، وتشجيع الأفراد على اتخاذ إجراءات صديقة للبيئة
في كل عام، يحذرنا العلماء والباحثون، من أن الثقب الموجود في طبقة الأوزون، التي تعد درعا واقيا للأرض من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، يزداد اتساعه كل عام فوق القارة القطبية الجنوبية. يأتي ذلك على الرغم من الجهود الدولية المبذولة للحد من استخدام الغازات المستنفدة للأوزون. ومع ذلك، وفقا للباحثين، فإن هذا الثقب سيستمر في التوسع لعقود قادمة؛ بسبب التأثيرات طويلة الأمد لهذه الغازات.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تؤثر الحرائق البرية الكبيرة، التي تزداد تكرارًا بسبب تغير المناخ، على طبقة الأوزون أيضًا. كما أن الانبعاثات من الصواريخ وحطام الأقمار الصناعية المحترقة في الغلاف الجوي العلوي تساهم في استنفادها.
وتظهر كل هذه العوامل أن مشكلة استنفاد الأوزون لم يتم حلها بعد، وأننا بحاجة إلى استمرار الجهود الدولية لحماية طبقة الأوزون والحفاظ على صحة كوكبنا.
وفي التقرير التالي، نستعرض معكم كل ما تريد معرفته عن طبقة الأوزون. بالإضافة إلى أهم المعلومات والحقائق عن ثقب الأوزون وخطورته.
أهمية طبقة الأوزون
توجد معظم طبقة الأوزون في الغلاف الجوي في طبقة الستراتوسفير، على ارتفاع يتراوح بين 10 و50 كيلومترًا فوق سطح الأرض. تقوم هذه الطبقة بامتصاص الأشعة فوق البنفسجية من الشمس، وبالتالي تحمينا من أضرارها الخطيرة.
على سبيل المثال، للتعرف على جزء بسيط من أضرار الأشعة فوق البنفسجية التي تحجبها طبقة الأوزون. تعتبر مستويات الأشعة فوق البنفسجية في أستراليا ونيوزيلندا أعلى بكثير من أي مكان آخر في ذروة الصيف. تصل هذه المستويات إلى 30 في المائة، مقارنة بالمناطق ذات خطوط العرض المماثلة في نصف الكرة الشمالي.
يعود هذا التباين بين أستراليا ونيوزيلندا مع المناطق الأخرى إلى عدة أسباب، أبرزها انخفاض مستويات الأوزون تاريخيًا، وقرب المنطقة من الشمس خلال الصيف من نصف الكرة الجنوبي.
يؤدي ذلك إلى أن أستراليا ونيوزيلندا تشهد أعلى معدلات الإصابة بالورم الميلانيني في العالم. وتعود الأسباب إلى ارتفاع مستويات الأشعة فوق البنفسجية. مع العلم إنه لولا تنفيذ بروتوكول مونتريال، لكانت معدلات الإصابة بالورم الميلانيني أعلى بكثير في الوقت الحالي.
أين يقع ثقب الأوزون؟
يسمع كثيرون عن ثقب الأوزون والأضرار الناجمة عنه، الأمر الذي يدفعهم للتساؤل: أين يوجد ثقب الأوزون حالياً؟ في محاولة لمعرفة مصدر هذه المخاطر التي تهدد بيئتنا وصحتنا.
في الواقع، من المهم توضيح أن ثقب الأوزون ليس ثقبا بالمعنى الحرفي للكلمة، بل هو انخفاض في كثافة الغاز الذي تحتويه طبقة الأوزون، والذي يساعد بدوره في امتصاص الأشعة فوق البنفسجية لتقليل أضرارها على الأرض. ويقع هذا الثقب فوق القارة القطبية الجنوبية على وجه التحديد.
هل يمكن أن يظهر ثقب الأوزون في مناطق أخرى؟ يشير الباحثون إلى أن احتمالات حدوث ذلك واردة، إذا استمرت البشرية في عدم الاهتمام بتقليل الانبعاثات التي تؤدي إلى تآكل طبقة الأوزون. ولذلك، من المهم المحافظة عليها وحمايتها.
أضرار ثقب الأوزون
رغم حظر العديد من الغازات المستنفدة للأوزون، فإن آثارها ستستمر لعقود في طبقة الستراتوسفير. وبطبيعة الحال، سيستمر ثقب الأوزون في الاتساع وتهديد كوكبنا بمزيد من الأضرار. أحد هذه الأضرار كما سبق وأشرنا، هي الأمراض الناجمة عن الأشعة فوق البنفسجية. ولكن هل هناك أضرار أخرى لثقب الأوزون؟
للأسف، يغير ثقب الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية أنماط الطقس في نصف الكرة الجنوبي، بما في ذلك درجات الحرارة والرياح والأمطار. وتؤدي هذه التغيرات إلى زيادة ذوبان الجليد في القارة القطبية الجنوبية وتأثير على أنماط الطقس في دول مثل نيوزيلندا وأستراليا.
وبشكل عام، يساهم ثقب الأوزون بشكل كبير في تغير المناخ على مستوى العالم. كما أن تأثير استنفاد الأوزون على نصف الكرة الجنوبي مرتبط أيضًا بانبعاثات الغازات الدفيئة الأخرى مثل ثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروز والميثان.
على الرغم من ذلك، يمكن أن تساعدنا حماية الأوزون ومحاولات استعادته في تحقيق فوائد إضافية. هذا ما يحاول بروتوكول مونتريال المساعدة في تحقيقه، لتجنب مخاطر الاحتباس الحراري العالمي، عن طريق الحد من الغازات المستنفدة للأوزون، والتي تعرف بالغازات الدفيئة القوية.
معلومات عن ثقب الأوزون
. إذا كنت تتساءل في البداية: ما هو ثقب الأوزون؟ هو عبارة عن منطقة في طبقة الأوزون تكون فيها كثافة غاز الأوزون الذي يحمينا من الأشعة فوق البنفسجية للشمس أقل من المعدل الطبيعي.
. يقع ثقب الأوزون في طبقة الستراتوسفير، وهي الطبقة الثانية من الغلاف الجوي للأرض.
. في عام 1985، نشر علماء المسح البريطاني للقطب الجنوبي نتائج أظهرت انخفاضًا حادًا في مستويات الأوزون منذ سبعينيات القرن العشرين. ومن هنا بدأ الحديث عن ثقب الأوزون.
. يغطي الثقب معظم القارة القطبية الجنوبية، وتمتد مناطق الأوزون المستنفد إلى ما وراء القارة.
. أما عن أسباب ثقب الأوزون فهناك مجموعة من العوامل أهمها المركبات الكلوروفلوروكربونية التي كانت تستخدم على نطاق واسع في الثلاجات ومكيفات الهواء والبخاخات. عند وصول هذه المركبات إلى طبقة الستراتوسفير، تتفكك هذه المركبات، وتطلق ذرات الكلور التي تعمل على تدمير جزيئات الأوزون.
. ما هي أضرار ثقب الأوزون؟ تعتبر أبرز الأضرار الناجمة عن هذا الثقب هي زيادة الإصابة بسرطان الجلد. بالإضافة إلى مشاكل في العين وتدمير المحاصيل وتغيرات في النظام البيئي.
. منذ سنوات، يتم بذل المزيد من الجهود لمكافحة ثقب الأوزون، أبرزها بروتوكول مونتريال الذي وقعته معظم دول العالم بهدف حظر إنتاج واستخدام المواد المستنفدة للأوزون.
. يجب نشر التوعية بأهمية حماية طبقة الأوزون، وتشجيع الأفراد على اتخاذ إجراءات صديقة للبيئة.
. بدأت طبقة الأوزون في التعافي ببطء بفضل الجهود الدولية.
في النهاية، عليما التأكيد مرارًا وتكرارًا على إن ثقب الأوزون يمثل أكبر التحديات التي تواجهها الكرة الأرضية. ليس فقط للمخاطر البيئية التي يمكن أن يسببها، لكن أيضا المخاطر الصحية التي بدأ العالم يعاني منها بالفعل. لذلك، من المهم التعاون الدولي وبذل الجهود المستمرة لحماية طبقة الأوزون وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.