حرب لبنان 2006، أو ما يعرف بحرب تموز
بدأت حرب تموز (حرب لبنان 2006) في الثاني عشر من شهر تموز/ يوليو عام 2006 بعد أسر حزب الله لجنديين إسرائيليين واستمرت حتى الرابع عشر من شهر آب/ أغسطس عام 2006، وهي تعد الحرب الأطول في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، وذلك لاستمرارها أربعة وثلاثين يوماً من دون توقف، ومع ذلك لم تتمكن إسرائيل من الانتصار في هذه الحرب، بل على العكس شكلت هذه الحرب نصراً كبيراً لحزب الله وفقا لمراقبين برغم خسائرها الكبيرة في الجانب اللبناني.
لبنان بين عيد المقاومة والتحرير وحرب تموز
بعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في الخامس والعشرين من شهر أيار/مايو عام 2000، عاد الهدوء إلى لبنان، لكن هذا الهدوء لم يكن طويلاً، إذ سرعان ما تعرض لبنان لهزات سياسية كادت تطيح بالسلم الأهلي، منها:
القرار الدولي 1559 عام 2004
أصدر مجلس الأمن الدولي القرار رقم 1559 في الثاني من شهر أيلول/سبتمبر عام 2004، بأغلبية تسعة أصوات هي (أنغولا، بنين، تشيلي، فرنسا، ألمانيا، رومانيا، إسبانيا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الأمريكية)، وامتنعت ست دول عن التصويت هي (الجزائر، البرازيل، الصين، باكستان، الفلبين، الاتحاد الروسي)، حيث تضمن القرار دعوة:
- جميع القوات الأجنبية المتبقية بالانسحاب من لبنان.
- حل ونزع سلاح جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية.
- يدعم القرار بسط سيطرة حكومة لبنان على جميع الأراضي اللبنانية.
- تأييده لعملية انتخابية حرة ونزيهة في الانتخابات الرئاسية المقبلة في لبنان وفقا للقواعد الدستورية اللبنانية من دون تدخل أو نفوذ أجنبي.
وتعقيباً على القرار الدولي أكد الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية والمغتربين في لبنان محمد عيسى، عدم وجود الميليشيات في لبنان، فليس هناك سوى المقاومة الوطنية اللبنانية، والتي ظهرت بعد الاحتلال الإسرائيلي والتي ستبقى طالما بقيت إسرائيل (في إشارة لمزارع شبعا وتلال كفر شوبا اللبنانية التي بقيت تحت الاحتلال الإسرائيلي).
اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري
اغتال مجهولون بسيارة مفخخة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في الرابع عشر من شهر شباط/ فبراير عام 2005، فنزل اللبنانيون إلى الشوارع تعبيراً عن حزنهم لموت الحريري، مطالبين بانسحاب القوات السورية المتبقية من لبنان، فاعلن الرئيس السوري بشار الأسد في كلمة له أمام مجلس الشعب انسحاب تدريجي للقوات السورية من لبنان، وأضاف: "بعد إعادة الانتشار سوف يكون الوفاء بالتزاماتنا بموجب اتفاق الطائف وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559".
وهذا ما حصل حيث أتمت القوات السورية انسحابها من لبنان في السادس والعشرين من شهر نيسان/ أبريل عام 2005، وفي السابع من شهر أيار/مايو عام 2005 عاد العماد ميشيل عون إلى لبنان من منفاه في باريس، وأسس التيار الوطني الحر.
لبنان بعد اغتيال الحريري فريقين 14 آذار و8 آذار
انقسم اللبنانيون بعد اغتيال الحريري إلى معسكرين 14 آذار (يضم تيار المستقبل، حزب الكتائب اللبنانية، حزب القوات اللبنانية، سمي التكتل بهذا الاسم نسبة للتظاهرة الكبيرة التي حصلت بمناسبة مرور شهر على اغتيال رفيق الحريري في الرابع عشر في من شهر آذار/مارس عام 2004) و8 آذار (حزب الله، حركة أمل، التيار الوطني الحر، تيار المردة، سمي التكتل بهذا الاسم نسبة للتظاهرة التي خرجت في الثامن من شهر آذار/مارس عام 2005 لتشكر سورية على جهودها في وقف الحرب الأهلية).
حرب تموز خطة معدة مسبقاً
لم تكن عملية أسر جنديين إسرائيليين مبرراً مقنعاً لشن حرب واسعة النطاق في لبنان، ففي شهر آب/أغسطس عام 2006 نشرت مجلة نيويوركر (Newyorker) الأمريكية مقالة للكاتب سيمور هرش (Seymour Hersh) أكد فيها أن إسرائيل وضعت خطة لمهاجمة حزب الله وناقشتها مع مسؤولين بإدارة بوش قبل أسر حزب الله للجنديين الإسرائيليين، التي تمت في صباح الثاني عشر من شهر تموز/يوليو عام 2006، وأضاف الكاتب الأمريكي نقلاً عن خبير في شؤون الشرق الأوسط لم يسمه، "كان لدى الإدارة الأمريكية عدة أسباب لدعم حملة القصف الإسرائيلية"، حيث كانت وزارة الخارجية الأمريكية، تنظر لهذه الحملة على أنها وسيلة لتقوية الحكومة اللبنانية حتى تتمكن من بسط سيطرتها على جنوب البلاد، الذي يسيطر عليه حزب الله.
وأضاف قائلا: "وكان البيت الأبيض أكثر تركيزاً على تجريد حزب الله من صواريخه، لأنه إذا قرر بوش الخيار العسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية فيجب التخلص من أسلحة حزب الله كي لا يستخدمها ضد إسرائيل انتقاماً، أراد بوش على حد سواء، أن يلاحق إيران، كجزء من محور الشر، ومواقعها النووية، وكان مهتماً بملاحقة حزب الله كجزء من اهتمامه في الديمقراطية في لبنان، التي هي واحدة من جواهر التاج الديمقراطية في الشرق الأوسط" وفقا لتعبير الكاتب!.
وقال الكاتب في مقالته: " تقاسمت الولايات المتحدة وإسرائيل الاستخبارات وتتمتعان بتعاون عسكري وثيق لعقود من الزمن، ولكن في وقت مبكر من هذا الربيع (ربيع 2006)، وفقا لمسؤول رفيع سابق في الاستخبارات والمخططين على مستوى عالٍ في سلاح الجو الأمريكي أن البيت الأبيض طالبه بوضع خطة حرب لتوجيه ضربة حاسمة ضد منشآت إيران النووية، فبدأت مشاورات مع نظرائهم في سلاح الجو الإسرائيلي، حيث قال المسؤول الاستخباراتي الأمريكي السابق "السؤال الكبير لقواتنا الجوية هو كيف نضرب سلسلة من الأهداف الصعبة في إيران بنجاح" وأضاف قائلاً "من هو أقرب حليف لسلاح الجو الأميركي في التخطيط لها؟ إنها ليست الكونغو، بل إسرائيل. الجميع يعرف أن المهندسين الإيرانيين هم الذين نصحوا حزب الله ببناء الأنفاق والتحصينات تحت الأرض".
وهكذا قال المسؤول الاستخباراتي الأمريكي السابق لنظيره الإسرائيلي: "دعونا نركز على القصف وتبادل ما لدينا على إيران وما لديك على لبنان "، وبلغت مناقشات هيئة الأركان المشتركة ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد.
ونفى مسؤولون في الإدارة الأميركية أنهم يعرفون عن خطة إسرائيل للحرب الجوية، إلا أن البيت الأبيض لم يرد على قائمة مفصلة من الأسئلة، الأمر الذي يجعل الشكوك قائمة وفقا للكاتب.
عملية الوعد الصادق والثواب العادل
مع رفض إسرائيل إعادة الأسرى اللبنانيين، خصوصاً بعد مرور ثلاثين عاماً على أسر بعضهم مثل عميد الأسرى اللبنانيين سمير القنطار، ونتيجة فشل المفاوضات غير المباشرة لإطلاق سراحهم، قرر حزب الله أسر جنود إسرائيليين لتحرير الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل، وفي التاسعة من صباح الثاني عشر من تموز/يوليو عام 2006 نفّذ حزب الله عملية (الوعد الصادق) التي أدت إلى أسر جنديين إسرائيليين، حيث أطلقت عناصر من حزب الله صواريخ على مواقع عسكرية إسرائيلية على ساحل المتوسط في شمال إسرائيل، وفي نفس الوقت تسللت وحدة من عناصر حزب الله إلى داخل الحدود الإسرائيلية وهاجموا دورية إسرائيلية مكونة من سيارتي همفي قرب بلدة زرعيت، وذلك باستخدام متفجرات مسبقة الصنع، وصواريخ مضادة للدبابات، مما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين وأسر جنديين إسرائيليين هما رقيب أول ايهود غولدفاسر والرقيب من الدرجة الأولى الداد ريجيف، فاقتحمت القوات الإسرائيلية الحدود اللبنانية في محاولة لإنقاذهم فقام حزب الله بقصف دبابتين إسرائيليتين، مما أدى إلى مقتل خمسة جنود إسرائيليين.
مطالب حزب الله ورد إسرائيل
عقد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مؤتمراً صحفياً في نفس اليوم أي في الثاني عشر من شهر تموز/يوليو عام 2006 أعلن فيه أن الجنديين الإسرائيليين تم ترحيلهما إلى مكان بعيد وأن العملية عملية فردية يتحمل مسؤوليتها الحزب وحده ولا علاقة للحكومة اللبنانية بها؛ وفي نفس المؤتمر دعا حسن نصر الله الحكومة الإسرائيلية للتفاوض غير المباشر لإتمام تبادل الأسرى وهددها بأن قوات حزب الله جاهزة للتصعيد إذا بادرت هي بالتصعيد.
في المقابل اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أن "أسر الجنديين عملاً من أعمال الحرب من قبل دولة ذات سيادة هي لبنان، الذي سيتحمل عواقب أفعاله"، واعداً برد مؤلم وبعيد المدى، لتحقيق هدفين: الأول ضربة مؤلمة لحزب الله والبنى التحتية اللبنانية. والثاني: إبعاد حزب الله عن الحدود بجهد عسكري ودبلوماسي، وأطلق على هذه الحرب تسمية "الجزاء المناسب" ورداً على ذلك، نفى رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أي علم بالعملية، قائلاً: "الحكومة اللبنانية ليست على علم ولا تتحمل مسؤولية، ولا تؤيد ما حدث على الحدود الدولية".
المواقف العربية من حرب تموز 2006
انقسمت الدول العربية في موقفها من حرب تموز إلى معسكرين، الأول وقف إلى جانب حزب الله، مثل سوريا واليمن، والثاني وقف ضد حزب الله، كالسعودية ومصر والأردن، حيث اعتبرت الجامعة العربية هجمات حزب الله على إسرائيل "أفعال غير متوقعة، غير لائقة، وغير مسؤولة"، على حد تعبير وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، كما حذر الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك والملك الأردني عبد الله الثاني، "في الأسبوع الأخير من أن مغامرة حزب الله (أسر الجنديين) ستجر المنطقة إلى وضع لا يخدم المصالح العربية".
دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي العالم إلى اتخاذ مواقف سريعة لوقف العدوان الإسرائيلي"، كما أدان رئيس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد الأحمد الجابر الصباح العدوان الإسرائيلي على الشعب اللبناني.
يوميات حرب تموز من 12 تموز حتى 14 آب
استمرت حرب تموز لثلاثة وثلاثين يوماً، وهذه أبرز الأحداث في كل يوم من أيام الحرب:
12 تموز/يوليو
بعد عملية الوعد الصادق في الثاني عشر من شهر تموز/يوليو عام 2006 هاجمت إسرائيل لبنان بضربات مدفعية وغارات جوية استهدفت الجسور والطرق ودمرت مدارج مطار بيروت الدولي بهدف منع نقل الجنديين الإسرائيليين الأسيرين إلى شمال لبنان، رد حزب الله على الغارات الجوية الإسرائيلية باستهداف البلدات الإسرائيلية الحدودية، مما أدى إلى لجوء 220 ألف إسرائيلي إلى الملاجئ.
13 تموز/يوليو
فرضت إسرائيل حصاراً جوياً وبحرياً على لبنان. وقصف الطيران الإسرائيلي مجموعة من الأهداف:
- الطريق السريع بين بيروت ودمشق.
- مدرجين من مدرجات مطار بيروت الدولي.
- مدارج قاعدة رياق الجوية في وادي البقاع بالقرب من الحدود السورية، التابعة للجيش اللبناني.
- مطار القليعات شمال لبنان.
- مقر حزب الله ومنزل الأمين العام لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت.
في المقابل قصف حزب الله البلدات الفلسطينية المحتلة من قبل اسرائيل، نهاريا وصفد، مما أدى لمقتل إسرائيليين وإصابة تسعة وعشرين آخرين، وفي اليوم نفسه هدد حزب الله في بيان له بضرب مدينة حيفا إذا قصفت إسرائيل بيروت.
14 تموز/ يوليو
قصف الطيران الإسرائيلي مجموعة من الأهداف:
- الجسور المؤدية إلى الضاحية الجنوبية لبيروت حيث مقر قيادة حزب الله، في محاولة -على ما يبدو- لعزل المنطقة عن بقية أنحاء العاصمة، ما أسفر عن مقتل أربعة لبنانيين وجرح 63 آخرين.
- مبانٍ ضمن الضاحية الجنوبية، والنبطية وبنت جبيل، كذلك بلدة الخيام.
- مواقع الجيش اللبناني في مرجعيون، وسهل البقاع.
- مقر القيادة العامة لحزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية.
أما البوارج الإسرائيلية فقد فرضت حصاراً على ميناء طرابلس بشمال لبنان بعد اعتراضها عدداً من السفن التجارية، كما دمرت جسر الأولي الذي يربط شمال لبنان بجنوبه.
في المقابل قصف حزب الله مواقع عسكرية إسرائيلية في مزارع شبعا والجولان السوري المحتل، كما استمرت بقصف الكاتيوشا على مستوطنات شمال إسرائيل مثل نهاريا ومدينة صفد وسقط حسب التصريحات الإسرائيلية حوالي ثمانية جرحى.
كما دمرت عناصر الحزب بارجة حربية إسرائيلية قبيل شواطئ بيروت مما أدى لاحتراقها ومقتل أربعة جنود إسرائيليين على متنها بالتزامن مع خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الذي قال فيه: "البارجة العسكرية التي اعتدت على بنيتنا التحتية... انظروا إليها تحترق وستغرق ومعها عشرات الجنود الصهاينة".
15 تموز/يوليو
قصف الطيران الإسرائيلي بلدة مروحين، ومرافئ بيروت وطرابلس وجونيه، مدينة بعلبك لثالث مرة، في حين وصلت صواريخ حزب الله إلى مدينة طبريا.
16 تموز/يوليو
قصف الطيران الإسرائيلي ضاحية بيروت الجنوبية، ومدينة صور ومينائها، في حين أطلق حزب الله صواريخ (رعد2) و (رعد3) تصل لأول مرة مدينة حيفا، وأصابت محطة قطارات مما أدى لمقتل ثمانية إسرائيليين وجرح عشرين آخرين، رفعت الحكومة الإسرائيلية من حالة التأهب في كامل إسرائيل وأمرت السكان في حيفا وتل أبيب بالنزول للملاجئ.
17 تموز/يوليو
قصف الطيران الإسرائيلي مواقع ومؤسسات حزب الله وخزانات البنزين ومحطات رادار وقواعد الجيش اللبناني وجسور وطرقات إضافة إلى مرفأ بيروت، مما أدى لاستشهاد ستة وأربعين شخصاً على الأقل بينهم تسعة جنود لبنانيين.
في المقابل قصف حزب الله بالصواريخ مدينة حيفا، وعكا والعفولة والناصرة، مما أدى لمقتل اثني عشر إسرائيلياً، وجدد رئيس الوزراء الإسرائيلي شروطه لوقف إطلاق النار وهي تحرير الجنديين الإسرائيليين الأسيرين ووقف إطلاق الصواريخ وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559.
18 تموز/يوليو
قصف الطيران الإسرائيلي مناطق متفرقة من لبنان، مما أدى لاستشهاد أحد عشر جندياً لبنانياً في معسكرهم شرق بيروت، في المقابل قصف حزب الله بالصواريخ مدينة حيفا مما أدى لجرح عدد من الإسرائيليين.
19 تموز/يوليو
استهدف الطيران الإسرائيلي بلدة صيرفا، ومبنى الكاستيلو بالنبطية جنوب لبنان، كما دارت في بلدة عيترون مواجهات بين حزب الله وقوة إنزال كوماندوس صهيونية أسفرت عن تدمير ثلاث دبابات ميركافا، في المقابل قصف حزب الله بالصواريخ البلدات الحدودية الإسرائيلية إضافةً لمدينة حيفا.
20 تموز/يوليو
ألقت الطائرات الإسرائيلية قنابل انشطارية في القرى، واستخدمت المدفعية قذائف فوسفورية لإحراق الأحراج والبساتين، ودمّرت الطائرات منزلاً في بلدة عيناتا ما أدى إلى استشهاد سبعة أشخاص، كما قصف الطيران الضاحية الجنوبية، ودمر ثلاثة جسور في منطقة زحلة والفرزل وتل عمارة في البقاع، وعكار والطرق العامة بين القبيات وحلبا وعندقت شمال لبنان، كما حاولت قوة عسكرية إسرائيلية دخول بنان براً عند محور مارون الراس بالقرب من مستعمرة أفيفيم فتصدى لها عناصر حزب الله مما أسفر عن تدمير دبابتي ميركافا وقتل العديد من الجنود، كما أدى تصادم طائرتي أباتشي إسرائيليتين لمقتل إسرائيلي وجرح 3 آخرين، في هذه الأثناء هدد وزير الحرب الإسرائيلي عمير بيريتس باجتياح لبنان براً.
21 تموز/يوليو
قصف الطيران الإسرائيلي الضاحية الجنوبية، وبعلبك، والجسور والعبّارات والطرق الرئيسية في النبطية، إضافة لضرب المدارس التي لجأ إليها المواطنون مثل مدرسة "جميل بزي الرسمية" في بنت جبيل، كما حاولت القوات الإسرائيلية التوغل باتجاه بلدة مارون الراس الحدودية، فاشتبكت مع عناصر حزب الله مما أدى لمقتل سبعة إسرائيليين وجرح عشرين من جنوده، فضلاً عن تدمير ثلاث دبابات ميركافا.
22 تموز/يوليو
جددت القوات الإسرائيلية محاولة التوغل في مارون الراس جنوب لبنان، مما أدى لاندلاع اشتباكات مع عناصر حزب الله، كما أطلق حزب الله صواريخ على حيفا، والبلدات الحدودية الإسرائيلية.
23 تموز/يوليو
استمر الطيران الإسرائيلي في قصف البلدات اللبنانية في المقابل واصل حزب الله قصف عكا وطبرية وحيفا وكريات شمونة.
24 تموز/يوليو
قصف الطيران الحربي الإسرائيلي والمدفعية المواقع الحدودية داخل لبنان حيث بدء الغزو البري الإسرائيلي لجنوب لبنان، وكانت الحصيلة قتل جنديين إسرائيليين وجرح سبع عشرة آخرين في معارك برية عنيفة مع مقاتلي حزب الله في مثلث قريتي عيترون ومارون الراس، وبلدة بنت جبيل، كان من ضمن الجرحى قائد كتيبة دبابات، كما تبنى حزب الله إسقاط مروحية آباتشي كانت تقل جنوداً متوجهين إلى جنوب لبنان مما أدى إلى مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة ستة آخرين في حادث تحطمها، وأعلن الحزب تدمير خمسة دبابات إسرائيلية.
كذلك قصف حزب الله مدينة حيفا ومحيطها ومدن عكا ونهاريا وصفد وطبريا في الجليل الغربي وشلومي، ووقوع إصابات في طبريا وشلومي. وطالب الجيش الإسرائيلي سكان بلدة المطلة الإسرائيلية القريبة من الحدود إخلاءها خوفاً على حياتهم.
أعلن الجيش الإسرائيلي أسر مقاتلين اثنين من حزب الله في قرية مارون الراس، وأنه يتحفظ على جثث 13 مقاتل قتلوا خلال عمليات التوغل والاشتباكات، وشن الطيران الإسرائيلي غارات بالقنابل الفوسفورية على قرية كفر شوبا.
25 تموز/يوليو
أعلن مسؤول في الجيش الإسرائيلي أن القوات الإسرائيلية تمكنت من فرض سيطرتها على قرية بنت جبيل في جنوب لبنان، والتي تعد أحد معاقل جماعة حزب الله، التي يستخدمها لإطلاق صواريخ الكاتيوشا على شمال إسرائيل ومقتل اثنين من الإسرائيليين وجرح 20 آخرين في الاشتباكات قرب "بنت جبيل" الواقعة شمال بلدة مارون الراس.
26 تموز/يوليو
هاجم الجيش الإسرائيلي بلدة بنت جبيل، وخسر خمسة عشر جندياً خلال المواجهات مع عناصر حزب الله، في وقت واصل فيه الطيران الإسرائيلي استهداف البلدات اللبنانية في كل المناطق، واستمرت صواريخ حزب الله بالسقوط على المدن الإسرائيلية.
27 تموز/يوليو
استهدف الطيران الإسرائيلي مركزاً تابعاً للأمم المتحدة في بلدة الخيام مما أدى لمقتل أربعة مراقبين تابعين للأمم المتحدة، كما قصف الطيران الإسرائيلي بنت جبيل وثكنات تابعة للجيش اللبناني في كفر شيما ومركز استخبارات عسكرية في العبدة وقواعد بحرية في مرفأ طرابلس ومرفأ بيروت، وقواعد جوية شملت قاعدتي رياق والقليعات، إضافة لكل محطات الرادار ومخازن أسلحة.
28 تموز/يوليو
واصل الطيران الإسرائيلي قصف البلدات اللبنانية، كما تواصلت الاشتباكات بين عناصر حزب الله والقوات الإسرائيلية المتوغلة في مارون الراس وبنت جبيل، كما أطلق حزب الله صاروخاً جديداً اسمه (خيبر1) إضافة لصواريخ أخرى على مدينة العفولة جنوب شرق حيفا في إسرائيل، والبلدات الحدودية ككريات شمونة ونهاريا.
29 تموز/يوليو
انسحب الجيش الإسرائيلي من بلدة بنت جبيل الحدودية بعد مقتل ثمانية من جنوده نتيجة المواجهات مع حزب الله، وواصل الطيران الحربي قصف البلدات اللبنانية، كما تواصل سقوط الصواريخ على المدن الإسرائيلية.
30 تموز/يوليو
قصف الطيران الإسرائيلي بلدة قانا مرتكباً مجزرة أدت لمقتل خمسين شخصاً أغلبهم من الأطفال، في حين قتل حزب الله ثمانية جنود إسرائيليين بمعارك تلال مشروع الطيبة.
31 تموز/يوليو
تواصلت الغارات الجوية الإسرائيلية الداعمة للتوغل البري الإسرائيلي الذي بقي عند حدود مارون الراس، وعيتا الشعب، كما قصف الطيران الإسرائيلي البلدات اللبنانية، فرد حزب الله بقصف المدن الإسرائيلية بالصواريخ.
1 آب/أغسطس
حاول الجيش الإسرائيلي التقدم داخل الأراضي اللبنانية وقصف بلدات وقرى في منطقتين ومواجهات عنيفة حول قرية عيتا الشعب الحدودية حيث قال حزب الله "إن مقاتليه خاضوا مواجهات ضارية مع الجنود الإسرائيليين على الأرض ودمروا دبابة بداخلها جنود" وقال تلفزيون المنار، التابع لحزب الله، "إن ثلاثة جنود إسرائيليين قتلوا في تلك الاشتباكات، وهي الخسارة البشرية الأولى للقوات الإسرائيلية منذ مقتل تسعة جنود في 26 تموز/يوليو".
كما أكد بيان لحزب الله اللبناني أن مجموعة من مقاتليه تمكنوا من إصابة سفينة حربية إسرائيلية، كانت ترابط قبالة ساحل مدينة صور في جنوب لبنان، بعدد من الصواريخ، مساء الاثنين، مما أدى إلى إلحاق أضرار كبيرة بها وبالمقابل نفى الجيش الإسرائيلي إصابة أي من قطعه البحرية الموجودة قبالة السواحل اللبنانية.
2 آب/أغسطس
قصف الطيران الإسرائيلي ثكنة للجيش اللبناني في جنوب لبنان، ما أسفر عن استشهاد ثلاثة جنود، كما استهدف مستشفى الحكمة في بعلبك، بالمقابل أطلق حزب الله ما مجموعه مئتين وخمسة عشر صاروخاً على مدن وبلدات في شمال إسرائيل، أسفرت عن مصرع شخص واحد.
9 آب/أغسطس
استمرار المعارك بين حزب الله وإسرائيل داخل البلدات اللبنانية الحدودية (مرجعيون، القلاع، الخيام، بنت جبيل) ما أدى لمقتل خمسة عشر جندياً إسرائيلياً وإصابة أربعين آخرين.
10 آب/أغسطس
إسرائيل تقر بخسارتها لخمسة عشر جندي في اليوم السابق (9 آب/ أغسطس) وجرح أربعين آخرين في أكثر الأيام دموية بالنسبة لإسرائيل منذ بدء الحرب، كما جرح عدة جنود في قرى مرجعيون، القلاع والخيام وقرب بنت جبيل.
11 آب/أغسطس
استمرت الغارات الإسرائيلية على لبنان حيث استهدفت جسر الحيصة على طريق العبدة - العبودية الدولية في منطقة الشمال، ما أدى إلى استشهاد 11 مواطناً من بلدة بلانة الحيصة، في المقابل استهدف حزب الله زورقاً حربياً من طراز "سوبر ديفورا" مقابل شاطئ المنصوري جنوب مدينة صور، وأصيب بشكل مباشر ما أدى إلى تدميره واشتعال النيران فيه ومقتل وجرح طاقمه المؤلف من اثني عشر ضابطاً وجندياً، وفي اليوم نفسه أصدر مجلس الأمن الدولي قراراً بوقف إطلاق النار.
القرار الدولي 1701 يضع حداً لحرب تموز
أصدر مجلس الأمن الدولي القرار رقم 1701 في الحادي عشر من شهر آب/أغسطس عام 2006، وأبرز ما تضمنه نص القرار الدعوة لـ:
- وقف كامل للأعمال الحربية يرتكز خصوصاً على وقف فوري من حزب الله لكل الهجمات ووقف إسرائيل الفوري لجميع العمليات العسكرية الهجومية.
- ودعوة حكومة لبنان واليونيفيل إلى نشر قواتهما معا في الجنوب، كما يدعو حكومة إسرائيل إلى سحب جميع قواتها من جنوب لبنان في موازى.
12 آب/أغسطس
قصف الطيران الإسرائيلي بغارات كثيفة منطقة حلبا شمال لبنان، ومخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، ومخيم برج الشمالي شرقي مدينة صور، والنبطية وبعليك، في المقابل أسقط حزب الله مروحيةً إسرائيلية قرب بلدة ياطر وإسرائيل تعترف بسقوط أربعة وعشرين من جنودها في مناطق متفرقة من لبنان من ضمنهم طاقم الطائرة.
13 آب/أغسطس
استمرت الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت بلدات البرج الشمالي، جبشيت، قليا، قعقعية الجسر، الحوش، البازورية، شعث، علي النهري وبعلبك.
14 آب/أغسطس
الغارات الأخيرة لإسرائيل كانت في الثامنة إلا ربع من صباح ذلك اليوم استهدفت بساتين الأطراف الشرقية لمدينة صور، وفي الثامنة صباحاً انتهت الحرب الإسرائيلية على لبنان بعد أن استمرت لمدة ثلاثة وثلاثين يوماً من دون أن تنجح إسرائيل في تحقيق أي من أهدافها بما فيها استعادة جندييها الأسيرين لدى حزب الله، في المقابل سارع النازحون اللبنانيون الذين نزحوا عن مناطقهم إلى شمال لبنان وسوريا بسبب الحرب للعودة إلى بلداتهم وقراهم في جنوب لبنان.
تقرير لجنة فينوغراد حول حرب تموز من وجهة نظر الخاسر
شكلت الحكومة الإسرائيلية بعد انتهاء حرب تموز/يوليو عام 2006 لجنة لمناقشة مدى الاستعدادات العسكرية والسياسية لحرب تموز/يوليو وكشف مكامن الخلل في الحرب وذلك في السابع عشر من شهر أيلول/سبتمبر عام 2006، وسميت فينوغراد نسبة لرئيس اللجنة، والتي قالت في تقريرها المنشور في الثلاثين من شهر كانون الثاني/يناير عام 2008:
"بدأت إسرائيل التي تمتلك أقوى جيش في الشرق الأوسط، والتي تمتعت بالتفوق الجوي التام حرباً طويلة على منظمة شبه عسكرية مكونة من بضعة آلاف من الرجال، انتهت دون انتصار عسكري واضح، حيث استمر وابل من الصواريخ التي تستهدف السكان الإسرائيليين طوال فترة الحرب، ولم يقدم الجيش الإسرائيلي استجابة فعالة لذلك، ثم بدأت إسرائيل هجوماً برياً على نطاق واسع، لم يؤدي إلى مكاسب عسكرية، وكان لهذه الحقائق آثار بعيدة المدى بالنسبة لنا، كذلك لأعدائنا، جيراننا، وأصدقائنا في المنطقة وحول العالم".
وأكد التقرير مجموعة من النقاط تتعلق بالحرب منها:
- وجود إخفاقات وعيوب خطيرة في عمليات صنع القرار والموظفين العاملين في المجالات السياسية والمناصب العسكرية وتفاعلها، وكذلك في نوعية الاستعداد واتخاذ القرارات والأداء في القيادة العليا لجيش الدفاع الإسرائيلي، إضافةً إلى غياب التفكير الاستراتيجي والتخطيط، في المستويين السياسي والمناصب العسكرية.
- كان أمام الحكومة الإسرائيلية للرد على عملية أسر الجنديين خيارين: الأول: توجيه ضربة قصيرة، مؤلمة وقوية وغير متوقعة على حزب الله، والثاني: إحداث تغير ملموس في الواقع في جنوب لبنان مع عملية برية واسعة، بما في ذلك احتلال مؤقت لجنوب لبنان من أجل القضاء على البنية التحتية العسكرية لحزب الله، ومع ذلك ذهبت الحكومة الإسرائيلية للحرب دون أن تحسم أي من الخيارين تريد (حرب محدودة أم حرب شاملة)، وبالنتيجة لم تكسب إنجازاً سياسياً بسبب النجاحات العسكرية؛ بل بسبب الاتفاق السياسي (القرار 1701)، الذي تضمن عناصر إيجابية بالنسبة لإسرائيل، التي سمح لها لوقف الحرب التي كانت قد فشل في تحقيق الفوز بها.
تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل
قام حزب الله وإسرائيل بعملية تبادل أسرى في السادس عشر من شهر تموز/يوليو عام 2008، بعد حوالي عامين من المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين بوساطة ألمانية، وبموجب الصفقة أفرجت إسرائيل عن الأسرى اللبنانيين الأربعة لديها، وهم:
- سمير القنطار (مواطن لبناني اعتقل في الثاني والعشرين من شهر نيسان/أبريل عام 1979 أثناء حاولته أسر إسرائيليين لمبادلتهم بأسرى لبنانيين، فيما عرف باسم (عملية نهاريا) وهي كانت أول اختراق للحدود الإسرائيلية من جهة البحر، حيث أدين بقتل مدنيين وضابط الشرطة، حمل لقب عميد الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل لأنه أكثر أسير بقي في سجون الاحتلال وهي ثلاثين عاماً، وتوفي في سورية عام 2015).
- نسيم نسر (مواطن لبناني اعتقلته إسرائيل في شهر حزيران/يونيو عام 2002، بتهمة التجسس لصالح حزب الله).
- يحيى سكاف (مواطن لبناني اعتقلته إسرائيل في الحادي عشر من شهر آذار/مارس عام 1978 أثناء مشاركته في عملية فدائية ضد حافلة إسرائيلية على طريف السفر السريع حيفا- تل أبيب والتي قتل فيها سبعة وثلاثين إسرائيلياً).
- محمد فران (صياد لبناني اعتقلته إسرائيل بعد أن لاحقته زوارقها الحربية بعد أن وصل إلى الناقورة إثر انقطاع الوقود في مركبه وذلك في شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 2005). إضافةً لرفات مئتي مقاتل لبناني وفلسطيني من بينهم رفات المجاهدة دلال المغربي، وذلك مقابل إعادة رفات الجنديين الإسرائيليين الأسيرين منذ الثاني عشر من شهر تموز/يوليو عام 2006.
في الختام.. شكلت عملية الوعد الصادق التي نفذها حزب الله بهدف استعادة أسراه من سجون الاحتلال، دليلاً على مصداقية الحزب، الذي تحمّل عبئ حرب شنتها ضده إسرائيل لثلاثة وثلاثين يوماً، ليبقى مصراً على أن الأسيرين لن يعودا إلى بالمفاوضات غير المباشرة وعودة الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل وهذا ما حصل في عام 2008، ما اعتبر نصراً لحزب الله ولبنان، يحييه في الرابع عشر من شهر آب/أغسطس كل عام مستذكراً أحداث الحرب يوماً بيوم ابتداء من الثاني عشر من شهر تموز/يوليو عام 2006 وحتى وقف إطلاق النار في الرابع عشر من شهر آب/أغسطس عام 2006، ويقيمون الاحتفالات حيث يلقي الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كلمة بهذه المناسبة مجدداً تحذير إسرائيل من مغبة الإقدام على شن حرب جديدة ضد لبنان.