حضارة الفينيقيين، تجارتهم مدنهم وأصلهم وتاريخهم
This browser does not support the video element.
قال القدماء: "من ليس له قديم، ليس له جديد" بمعنى أنه من ليس له ماضي ليس له مستقبل، فمن المهم جداً دراسة الحضارات القديمة التي سبقتنا في الحياة على سطح المعمورة؛ وذلك من أجل معرفة أصولنا القديمة والتوسع في فهم الحياة على سطح الأرض.
فمن استطاع الصمود أمام ظروف الحياة الصعبة بدون الوسائل التي تسهل علينا حياتنا اليوم لا بد من امتلاكه أسراراً يمكننا الاستفادة منها، لذلك سنتعرف في هذا المقال على واحدة من أشهر حضارات العالم القديم، حضارة الفينيقيين.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
جو من الغموض يحيط بأصل الفينيقيين حتى يومنا هذا
على الرغم من وجود الكثير من البعثات الاستكشافية وعلماء الآثار الذين عملوا في معظم المناطق الفينيقية إلا أن عمليات البحث لم تتجاوز طبقات الأرض السطحية.
ومن المتفق عليه أن حضارة الفينيقيين تعود إلى 4000 عام قبل الميلاد؛ لذلك كل الدراسات التي أجريت على مناطق وجود الفينيقيين ليست كافية، وهذا هو السبب الرئيسي لاختلاف المؤرخين في أصول نشأتهم.
بالإضافة إلى الاعتقادين الرئيسيين في أصلهم (إما أن سلالتهم تعود إلى كنعان بن نوح أو أنهم نزحوا من شبه جزيرة سيناء) هناك اعتقادات أخرى سائدة عن أصل الفينيقيين، فحسب الجغرافي الروماني سترابون (64 قبل الميلاد - 19 ميلادي) فإن المقابر الموجودة في جزر البحرين تشبه مقابر الفينيقيين.
في حين يعتقد المستشرق الفرنسي "جان جاك بيربي" أن الفينيقيين بدؤوا بإنشاء حضارتهم على سواحل البحر الأبيض المتوسط.
المناطق الجغرافية التي وصل إليها الفينيقيون
في النهاية استوطن الفينيقيون سواحل البحر الأبيض المتوسط التي تضم كلاً من سوريا ولبنان وفلسطين، وقاموا بإنشاء الكثير من المدن التي لا تزال مأهولة حتى يومنا هذا بالسكان الحاليين مثل أوغاريت وصيدا وأرواد وجبيل.
وفي نهاية الألفية الثانية قبل الميلاد استطاعت سفن الفينيقيين الانتشار في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط.
الفينيقيون في الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط
انتشرت المدن الفينيقية القديمة في المناطق الساحلية لما يعرف اليوم باسم "سوريا" مثل مدينة "أوغاريت" ومدينة "عكا" في شمال فلسطين.
ثم استوطنوا في السواحل الشرقية لجزيرة قبرص؛ وذلك من أجل النحاس والأحجار الكريمة التي تشتهر بهم، فالفينيقيون كانوا من كبار التجار في العالم القديم، لكن طموحاتهم تعدت ذلك حتى وصلوا إلى شواطئ البحر الأسود وأرمينيا.
للحوض الغربي نصيب أيضاً من مغامرات الفينيقيين
عند احتدام المنافسة بين الفينيقيين واليونانيين نقل الفينيقيون مناطق نفوذهم إلى الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط واستقروا في صقلية وتونس ومالطا مراعين في مستعمراتهم أن تكون ذات موقع تجاري مهم، ووصل الفينيقيون أيضاً إلى سردينيا وإسبانيا.
إمبراطورية الفينيقيين في قرطاجة
احتاج الفينيقيون صلة وصل بين مدينة صور وباقي المستعمرات الفينيقية وذلك لأمور تخص تجارتهم، فاختاروا موقعاً استراتيجياً بين الحوض الشرقي والحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط لتكون مدينة قرطاجة في تونس هي الحل الأمثل حيث تتصل بالقارة الإفريقية عن طريق البر وتتصل بالمستعمرات الفينيقية عن طريق البحر.
فكان سكان قرطاجة مزيجاً من الفينيقيين وسكان شمال إفريقيا الأصليين، واليوم مدينة قرطاجة تعد ذات أصل فينيقي حيث أنشأها الفينيقيون عام 814 قبل الميلاد.
المدن الفينيقية على امتداد حوض المتوسط
تتوضع المدن الفينيقية الرئيسية على الشواطئ الشرقية للبحر الأبيض المتوسط:
- جبيل أو (بيبلوس) في لبنان.
- صور في لبنان.
- بيروت أو (بيريت) في لبنان.
- أوغاريت أو (رأس شمرا) في سوريا.
- أرواد في سوريا.
- طرابلس أو (تريبولي) في لبنان.
- طرطوس في سوريا.
- صيدا أو (صيدون في لبنان.
- جبلة أو (سيانو) في سوريا.
الفينيقيون بحارة عظماء استكشفوا العالم قبل الجميع
بسبب صعوبة التنقل البري في البداية، وبسبب وفرة الأخشاب عند الفينيقيين، ولأن حضارة الفينيقيين نشأت بالقرب من البحار؛ قاموا بصناعة السفن وتحسين الموانئ والمراكز البحرية.
كما عزز الفينيقيون معرفتهم وخبرتهم في الملاحة باعتمادهم على "النجم القطبي" لمعرفة اتجاه الشمال من أجل استكشاف المناطق البحرية التي تحيط بهم.
الإبحار حول إفريقيا بمساعدة الفراعنة!
يروى أن الفرعون المصري "نكاو الثاني" (فرعون مصري من الأسرة الحاكمة السادسة والعشرين في تاريخ مصر القديم) عندما أراد أن يمد نشاطه التجاري البحري أكثر طلب من البحارة الفينيقيين قبل 2600 عام أن يبحروا بسفنه حول إفريقيا.
وذلك لأن الفينيقيين أفضل من عرف البحر في تلك الفترة، استغرقت الرحلة ثلاث سنوات لتأخذ الطريق من البحر الأحمر إلى رأس الرجاء الصالح في إفريقيا.
ليبحروا قبالة السواحل الإفريقية بشكل مساير لها ويعبروا لاحقاً مضيق جبل طارق، كان الفينيقيون كلما قلت مؤونتهم توقفوا على السواحل لزراعة بعض المحاصيل ثم يبحرون بعد مواسم الحصاد.
عذراً كولومبوس، الفينيقيون وصلوا قبلك إلى الأمريكيتين!
نشر "هاينكه زودهوف" عام 2001 كتاب: "عذراً كولومبوس، لست أول من اكتشف أمريكا"، ذكر فيه أن عبور الأطلسي واكتشاف أمريكا حدث لأول مرة قبل رحلة كولومبوس بوقت طويل، ومن بين الحجج التي تثبت ذلك الشواهد والآثار والقطع الأثرية التي تم اكتشافها في مقابر "جواتيمالا".
ومن بين هذه القطع وجدت تميمة للإله "بيس" ذي الملامح القبيحة واللحية الكثة، فوجود هذه التميمة للإله الفينيقي في المقابر تدل على ممارسة طقوس خاصة بالفينيقيين في هذه المقابر، حيث تم إثبات أن هذه التميمة فينيقية الأصل بالتأكيد.
كما وجدت بعض النقوش التي تصور ممارسات وطقوس وبعض النقوش غير المفهومة في البرازيل كذلك في ولاية "يوتاه" في الولايات المتحدة الأمريكية.
ماذا عن تجارة الفينيقيين؟
لم يستطع الفينيقيون أن يتجاهلوا التجارة كونها مصدر أساسي لنشر الحضارة ولنموها، كما عرفوا بأن الرحلات التجارية سوف تساعدهم على اكتشاف مناطق وحضارات جديدة.
لذلك اعتمدوا على التجارة بشكل كبير جداً أثناء تدعيم أساسات حضارتهم، وكانوا يستخدمون الطرق البحرية - كما ذكرنا سابقاً - لأهداف كثيرة غير التجارة مثل الاستكشاف، لكن اعتمادهم الرئيسي في التجارة كان على الطرق البرية الساحلية والداخلية.
الطرق الساحلية
هناك طريقان رئيسيان ساحليان اعتمد عليهما الفينيقيون، أحدهما نحو الشمال باتجاه "كيليكيا" (اللاذقية في سوريا حالياً) و "أوغاريت" و"طرطوس" (في سوريا أيضاً) تذهب نحو البحر الأسود وأرمينيا أو نحو آسيا الغربية.
أما الطريق الثاني فيتجه نحو الجنوب ويمر بكل المدن الفينيقية حتى سواحل فلسطين وسيناء، لكنه يتفرع هناك إلى فرعين أولهما نحو شبه الجزيرة العربية وسواحل الخليج العربي، والثاني يكمل نحو الجنوب باتجاه مصر والسودان والحبشة.
الطرق الداخلية
أيضاً يقصد بها طريقين رئيسيين، يتفرع الأول منهما من الطريق الساحلي الشمالي، فينطلق من أوغاريت باتجاه حلب وحماه ومدن الداخل السوري الحالي ويصل إلى وادي الفرات وبلاد ما بين النهرين، أما الطريق الثاني فيقطع جبال لبنان نحو الزبداني ودمشق وتدمر ثم بلاد ما بين النهرين وشرق سوريا.
بماذا تاجر الفينيقيين؟
إن الفينيقيين رغم كل اكتشافاتهم وانتشارهم الكبير كانوا شعباً بسيطاً واشتهرو بالتجارة بالمواد الأولية لصناعة السفن خاصة، كما تاجروا أيضاً بالخمور والعطور، حيث أن بساطة هذا الشعب لم تشكل عائقاً لتجارتهم بل أعطتهم دافعاً أكبر ليتوسعوا بها.
حيث قاموا بشراء المواد من بعض المناطق وبيعها للمناطق الأخرى مستخدمين مفهوم "الاستيراد والتصدير" الحالي، فاستوردوا اللحوم والصوف والجلود من وسط سوريا الحالية، واستوردوا أيضاً الحبوب والعسل من مختلف مناطق فلسطين.
وقاموا بشراء النحاس من قبرص والذهب من إسبانيا الأحجار الكريمة من مصر والعاج من السودان، كما استورد الفينيقيون الخيول من أرمينيا، وقاموا ببيع هذه المنتجات لمناطق أخرى مشكلين شبكة معقدة من الخطوط التجارية، كما تاجر الفينيقيون بالمنسوجات والأواني الزجاجية.
لماذا سمحت الشعوب الأخرى للفينيقيين ببناء المحطات التجارية؟
لأن الفينيقيين كانوا شعباً طيباً ومسالماً ومحباً للحضارات الأخرى، حيث قام الفينيقيون بمصادقة الحضارات والشعوب التي يمرون بها أثناء قيامهم بالرحلات التجارية، وكانوا يقيمون علاقات متفاهمة مبنية على المحبة والمودة بين الشعوب.
كما اتخذ الفينيقيون بسبب حنكتهم الشديدة من بين سكان المناطق التي يمرون بها سماسرة ومرشدين، مما سمح لهم بإقامة المحطات التجارية أينما حلوا متجنبين خطر اللصوص الذين يهاجمون الغرباء.
كانت الصناعة إحدى المجالات المهمة عند الفينيقيين
اشتهر الفينيقيون بالكثير من المجالات الصناعية، وكانوا من أكثر الشعوب التي تعمل على تحسين اقتصادها عن طريق الصناعة، فبرعوا في مجالات كثيرة ومتنوعة.
احتكروا صناعة الصباغ الأرجواني
بسبب اهتمام الفينيقيين بلباسهم عملوا على التفنن بالكثير من الأقمشة والأصبغة التي تُلوَّن بها الملابس، فاحتكروا صناعة الصباغ الأرجواني الذي استخرجوه من أصداف تدعى أصداف "الموريكس" كانت تنتشر بكثرة على الشواطئ حتى غدت اليوم نادرة جداً.
ويتم الحصول على هذا الصباغ عن طريق سائل أصفر يستخرج من الأصداف بعد انتزاعها من الشاطئ وتلون الأقمشة بهذا السائل، وبعد أن تجف يتحول اللون إلى أرجواني قاتم ويفتح هذا اللون كلما تعرض القماش المصبوغ إلى الشمس.
الصناعات المعدنية
كما ذكرنا سابقاً فإن الفينيقيين قاموا باستيراد الكثير من المعادن مثل النحاس والحديد والقصدير والذهب من أكثر من منطقة مثل قبرص وإسبانيا، ووصلوا أيضاً إلى إيطاليا وجنوب إنكلترا، لكنهم استعملوا هذه المعادن بشكل رئيسي في التجارة.
أما في مجال الصناعة فاقتصر الأمر على تأمين حاجتهم من الأسلحة والتماثيل والكؤوس والنقود والقليل من الحلي.
التفنن في صناعة الزجاجيات
تختلف الروايات حول أصل صناعة الزجاج فبعض الروايات يرجح كون السوريين هم أول من اكتشف وصنع الزجاج والبعض الآخر يرجح كون الفراعنة هم من اكتشف هذه الصناعة، لكن بغض النظر عن من بدأ بهذه الصناعة فبالتأكيد تميز الفينيقيون قبل 3500 عام قبل الميلاد في صناعة الزجاجيات.
حيث قاموا بجعل الزجاج شفافاً حيث كان غير شفاف قبل ذلك، بالإضافة لقدرتهم على صناعة الزجاج الملون بالأزرق والأحمر والأصفر، كما صنعوا من الزجاج الحلي وزيَّنوا الخواتم والأساور بقطع زجاجية تشبه الأحجار الكريمة.
تماثيل خزفية خاصة بالفينيقيين
لم يعمل الفينيقيون على تطوير صناعة الخزف بشكل كبير؛ بسبب اهتمامهم بالتجارة في المرتبة الأولى، إذ قاموا بصناعة الكثير من الأواني والمنحوتات والتماثيل الخزفية المرغوبة بشدة في السوق، ومعظم هذه الخزفيات وجدت في المقابر، حيث كانت تتضمن بعض اللوازم والعطور التي تدفن مع الميت.
ما سبب ازدهار صناعة السفن عند الفينيقيين؟
كما يقال "الفينيقيون أولاد البحر"، فكان جل اهتمامهم هو السفن المتينة التي تستطيع أن تجوب البحر مهما كانت ظروف الملاحة، ويعود السبب الرئيسي لازدهار هذه الصناعة إلى توافر المواد الأولية اللازمة وهي الخشب.
وانقسمت هذه الصناعة إلى فئتين رئيسيتين هما السفن التجارية والسفن الحربية، فكانت السفن التجارية طويلة تحمل في كل جانب صف أو صفين من المجذفين، وفي وسطها سارية تحمل الشراع وتنتهي بمنحوتة على شكل رأس حيوان ومعظم الأحيان يكون هذا الحيوان هو "الحصان" الذي كان يرمز عند الفينيقيين إلى السرعة والدقة.
أما السفن الحربية فكانت ذات مقدمة حادة معدة للصدام مع السفن الأخرى تحمل في مؤخرتها عارضتين خشبيتين تعمل عمل الدفة.
للزراعة نصيب أيضاً من اهتمام الفينيقيين
لم يهمل الفينيقيون أي جانب من جوانب الاقتصاد فعملوا بالزراعة أيضاً جنباً إلى جنب مع التجارة والصناعة، لكنهم لم يعتمدوا عليها بشكل رئيسي في اقتصادهم. اعتمدوا بالحراثة على سكة خشبية تجرها الثيران أو الحمير أو الإنسان.
كما استعملوا في الحصاد مناجل مربوطة إلى الحجارة، وأنتجوا القمح والحنطة والزيتون والكثير من الثمار التي استعملت لتصنيع الخمور، لكنهم اشتهروا بشكل رئيسي بزراعة الرمان.
تعرف على ديانة الفينيقيين
اعتمدت ديانة الفينيقيين على عدة طقوس تقام في المدن الفينيقية وتختلف من مدينة إلى أخرى، لكنها تشترك جميعها بالنظرة الواحدة للآلهة، وكان معروفاً أنه في كل مدينة فينيقية يوجد ثلاثة آلهة، إله ذكر مسن يملك الحكمة وإلهة تمثل الذكاء والحياة وإله شاب يمثل النبات والولادة.
أشهر الآلهة في المدن الفينيقية
- في مدينة "جبيل": "إيل" الإله المسن، "بعلة جبيل"، بالإضافة للإله الشاب "أدونيس".
- في مدينة "صيدون": "بعل صيدون" العجوز، "عشترت" الإلهة، و"أشمون" الإله الفتى.
- في مدينة "صور": "بعل شميم" إله السماء، "عشترت" أم البشر، و"ملقارت" سيد المدينة الشاب.
كما ذكرت أسماء آلهة أخرى غير معروف إلى أي مدينة كانت تتبع مثل "بعل حامون"، "بعل لبنان"، "موت"، "بعل كاسيوس"، "بعل صافون"، "الإلهة شمس"، وكان الفينيقيون يقدمون الأضاحي في مناسبات كثيرة لكن لا وجود لمعلومات عن هذه المناسبات.
ومن المعروف أن الكهنة كانوا يرتدون اللون الأرجواني، وكانت بعض الآلهة تموت وتحيا في كل عام، وعندما تموت آلهة معينة فإنهم يحدون ويحزنون ويحلقون رؤوسهم للتعبير عن الحزن.
الفينيقيون أصحاب أول لغة في العالم!
يعتبر معظم المؤرخين وعلماء الآثار وعلماء اللغة أن الأبجدية الفينيقية هي أم اللغات في العالم اشتُقت وولدت منها باقي اللغات مثل العربية والعبرية واللاتينية واليونانية، ووُجد في مدينة "أوغاريت" - شمال مدينة اللاذقية حالياً في سوريا - لوح فخاري مكتوب عليه الأبجدية الفينيقية.
كما عُثر لاحقاً على ألواح فخارية أخرى تعود إلى الفينيقيين مكتوب عليها باللغة الفينيقية في الكثير من دول العالم الحالي مثل مصر وتونس وإسبانيا وإيطاليا، وتكتب الأبجدية الفينيقية من اليمين إلى اليسار.
ختاماً، تعد الحضارة الفينيقية الحضارة الأم لكل الشعوب الحالية التي تعيش في حوض البحر الأبيض المتوسط، وبالتأكيد تركت آثاراً مهمة في المنطقة تجعلنا فخورين بما فيه الكفاية خاصةً أننا أصحاب الفضل في اختراع الأبجدية قبل أي حضارة أخرى، فاشعر بالفخر إن كنت من أصل فينيقي.