حيوانات مهددة بالانقراض
منذ طفولتنا نسمع عن الديناصورات، تلك الحيوانات التي كانت وحيدة على الأرض يوماً ما، وانقرضت فيما بعد، في ظروف غير متفقٍ عليها، كما قامت جهود علمية جادة، تهدف إلى إعادة تشكيل مجسمات للديناصورات، معتمدين في ذلك على ما تم اكتشافه من بقاياها، لكن هل تعرف أن هناك عشرات الأنواع من الحيوانات مهددة بالانقراض في العصر الحديث؟
يمتلك وحيد القرن الأسود (Black RHINO) قرنين أو ثلاثة
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ينتمي وحيد القرن الأسود (يسمى أيضاً ثنائي القرن Diceros Bicornis) إلى فصيلة الثدييات، من أسرة الفقاريات، وتعتبر القارة الأفريقية موطنه الأصلي، علماً أن لونه يميل إلى الرمادي أكثر من السواد، كما يعيش الذكور منفردين، فيما تعيش الإناث في مجموعات مع الصغار، وتلد أنثى وحيد القرن الأسود مرة كل ثلاثة أعوام، بفترة حملٍ تمتد 18 شهراً.
يبلغ وزن وحيد القرن الأسود بين 800كغ و 1800كغ، وهو من الحيوانات العاشبة، يعيش في مراعي السافانا، والأدغال الاستوائية، كما يبلغ طوله حوالي 3,5 متر، يركض بسرعة 42كم/سا، حيث تعتبر هذه سرعته القصوى، كما أنَّه يواجه تهديداً من الحيوانات المفترسة خاصة القطط البرية والنمور، لكن الإنسان يشكل التهديد الأكبر لوجود ثنائي القرن الأسود، وذلك لأسباب تجارية بحتة، حيث يمتلك هذا الحيوان قرنين في أعلى رأسه، وأحياناً قرن ثالث صغير، ويكون القرن الأول أطول من القرن الثاني، ما يجعله هدفاً تجارياً مربحاً، كما يمتلك وحيد القرن الأسود جلداً سميكاً وصلباً.
وحيد القرن الأسود مهدد بالانقراض
كان تواجد وحيد القرن الأسود كثيفاً في دول غرب أفريقيا وجنوبها، مثل كينيا، تنزانيا، إضافة إلى الكاميرون، زامبيا، إلَّا أن الاصطياد الكثيف للحصول على القرون، أصبح يشكل تهديداً حقيقياً منذ منتصف القرن الماضي، حيث تم قتل أكثر من 96% من هذه الحيوانات، بين عامي 1970 و 1992، وهناك العديد من المنظمات التي تحاول الحفاظ على وجود هذه الحيوان في بيئته، أبرزها منظمة (WWF)، فقد تم تسجيل زيادة في عدد حيوانات وحيد القرن الأسود في براري أفريقيا، إلا أنَّ هذه الزيادة ما زالت مهددة بخطر الصيد لأهداف تجارية.
فيلة بورنيو القزمه (The Pygmy Elephants Of Borneo)
فيَل بورنيو أيضاً من الثديات الفقاريات، اسمه العلمي (Elephas Maximus Borneensis)، وتسمى نسبة إلى جزيرة بورنيو الماليزية، وطنها الأصلي والوحيد تقريباً، كما يتراوح وزنه بين ثلاثة وخمسة أطنان. تحيا الفيلة القزمة ضمن قطعان، تضم الذكور والإناث، وتتغذى على الأعشاب والجذور، كما أنَّ الفيلة القزمة تختلف بالشكل عن الفيلة الآسيوية العملاقة، فهي أقصر قامة (2-3 متر)، ولها أذنين كبيرتين، وذيل طويل، إضافة إلى أنياب العاج المستقيمة، كما أنَّ ملامحها بسيطة وطفولية، وتعيش هذه الفيلة بين 55 و70 سنة.
فيلة بورنيو القزمة مهددة بالانقراض
عموماً لا تعاني الفيلة الماليزية القزمة من الافتراس في بيئتها الطبيعية، حيث يعتبر النمر هو المفترس الأساسي لهذا النوع من الفيلة، إلا أنَّ النمور غالباً ما تفضل البحث عن فرائس أسهل وأصغر حجماً، لكن فيلة بورنيو مهددة بالانقراض نتيجة إزالة الغابات الطبيعية التي كانت تسكن فيها، وإجبارها على الهجرة، فضلاً عن الاصطياد للتجارة بالأنياب العاجية، حيث يقدر عدد هذه الفيلة حالياً بحوالي 1200 فيل، كما أن مدة الحمل لدى أنثى الفيل تبلغ 22 شهراً، ما يجعل من تزايد أعدادها، أمراً يحتاج للعناية والوقت.
غوريلا السهول الغربية (The Western Lowland Gorilla)
تنتمي الغوريلا الغربية (غوريلا السهول الغربية) إلى أسرة القرود العليا، وهي من الثديات الفقاريات، يكسوها شعر أسود أو بني، يبلغ طول الغوريلا الغربية بين 140سم و 170سم، وزنها من 100 إلى 200 كغ، حيث تعتبر مناطق غرب القارة الأفريقية موطنها الأصلي، وتتميز عن باقي أنواع الغوريلا برأسها الكبير، وحجمها الصغير نسبياً، إضافة إلى ذراعين طويلين، كما تعيش غوريلا السهول الغربية من 35سنة وحتى 50 سنة.
غوريلا السهول الغربية مهددة بالانقراض
تعاني غوريلا السهول الغربية من عدة مخاطر في حياتها البرية، على رأسها الافتراس الطبيعي، خاصة من قبل التماسيح، ثم الأمراض التي فتكت بالكثير منها، إضافة إلى الصيد الجائر، حيث تبين منظمة (WWF) أن غوريلا السهول الغربية قد خسرت أكثر من 60% من عددها خلال العشرين سنة الماضية، كما بينت المنظمة أن هذه الفصيلة من الغوريلا ستحتاج إلى أكثر من خمسة وسبعين عاماً لتخرج من منطقة خطر الانقراض، إذا تلقت العناية المناسبة، و هناك أنواع أخرى من الغوريلا مهددة بالانقراض مثل الغوريلا النهرية (Cross River Gorilla).
سلاحف منقار الصقر (Hawksbill Turtle)
تعيش هذه السلاحف في أغلب السواحل الاستوائية، في أعماق المحيطات، تجتمع حول الشعاب المرجانية، حيث تتغذى على الإسفنج البحري، وعدة حيوانات بحرية أخرى، مثل قنديل البحر، الرخويات، القنافذ البحرية، كذلك الطحالب البحرية، وتستمد سلاحف منقار الصقر اسمها من منقارها المدبب والمعقوف.
كما تعتبر هذه السلاحف صغيرة مقارنة بالسلاحف البحرية الأخرى، حيث لا يتجاوز وزنها 70 كغ، كما يبلغ طولها حوالي 115سم، وتقوم هذه السلاحف بالهجرة من الأعماق إلى المياه الضحلة للتزاوج (مثل كل السلاحف البحرية)، حيث تتم هذه العملية كل سنتين أو ثلاثة، فتضع البيض في حفر على الشاطئ، وتعود أدراجها إلى الأعماق، لتفقس البيوض بعد ستين يوماً.
السلاحف الاستوائية مهددة بالانقراض
تعاني السلاحف البحرية الاستوائية من عدة عوامل تهدد وجودها، فهي ضحية سهلة للأسماك المفترسة في المحيطات، كما أنَّها صيد مفضل لدى الإنسان، فهي تعلق بشباك الصيادين بسهولة، فضلاً عن الخطورة التي تواجهها الفراخ على الشاطئ، بعد تفقيس البيض، حيث يتم افتراس نسبة كبيرة من الفراخ والبيض، من قبل السرطانات البحرية وطيور النورس.
اكتشف ظبي ساولا حديثاً ولا يوجد منه إلا العشرات
اكتشف ظبي ساولا حديثاً عام 1992 في الغابات الجبلية بين فيتنام ولاوس، وهو يشبه الظباء العربية، إلا أنَّ ساولا تعتبر من أكثر أنواع الظباء في العالم تميزاً وندرةً، حيث تمتلك ساولا قرنين طويلين، متوازيين وحادين، يصل طولهما حتى نصف متر، كما يكون لونها كستنائياً وأسوداً، مع بقع بيضاء على الوجه، وتمتلك طبقة رقيقة وناعمة من الفراء.
من جهة ثانية، لا تتوفر دراسات دقيقة عن حياة الساولا بسبب حداثة اكتشافها، لكن على العموم، فيها تنشط في ساعات النهار وتختبئ ليلاً، كما تعيش في المرتفعات (بين 600-1000كم عن سطح البحر)، وتختار الغابات دائمة الخضرة، كما يبلغ القطيع حوالي ستة أفراد، وقد تعيش بشكل منفرد، وتتزاوج مرة واحدة في السنة، في موسم الأمطار بين شهر شباط/فبراير وشهر نيسان/أبريل، كما تستمر فترة الحمل حوالي ثمانية أشهر، وتضع مولوداً واحداً، يعتقد أن فترة حياتها بين 8 إلى 11سنة.
الساولا حيوانٌ عاشب، يبلغ وزنها حوالي 100كغ، وطولها حوالي 180سم، ولا يوجد إحصاء دقيق لعددها، لكن يعتقد أنَّها بضع عشرات فقط، أو مائتين بالحد الأقصى، وتأتي المخاوف من انقراض ساولا لتعرضها للافتراس من الحيوانات البرية، وحداثة اكتشافها، كما تتعرض للصيد الجائر.
دب الباندا العملاق (Giant Panda Bear)
اكتشف دب الباندا العملاق عام 1869، حيث يعتبر رمزاً مهماً في الصين، كما اتخذته منظمة (WWF) شعاراً لها منذ تأسيسها عام1961، حيث تعتبر دببة الباندا من أندر أنواع الدببة حول العالم، كما تعتبر من الحيوانات المسالمة والجميلة، حيث يكسو جسدها فور أبيض سميك فيه بقع سوداء، إضافة إلى دائرتين سوداوين حول العينين، وذيل قصير، كما يبلغ طول الباندا بين من 150 إلى 180سم، ويتراوح وزنها بين 100 و 250كغ.
تتغذى بشكل أساسي على الخيزران، وتمتلك فكاً قوياً يساعدها على مضغ الخيزران، حيث تعش في وسط وغرب الصين، في غابات الخيزران على المرتفعات، وتعيش الباندا العملاقة بشكل منفرد، وتحمل أنثى الباندا جنينها لمدة خمسة أشهر، كما تعيش دببة الباندا حوالي 30 عاماً.
دب الباندا المحظوظ
هناك العديد من الأخطار التي واجهت الباندا منذ اكتشافه، أبرزها تقلص سلَّته الغذائية من غابات الخيزران، حيث يعتمد الباندا على الخيزران بنسبة 99% من طعامه، أما الخطر الثاني يكمن في حجم مواليد الباندا الصغير، حيث احتاجت هذه المواليد إلى رعاية خاصة لتتمكن من النجاة، ويعتبر دب الباندا من الحيوانات المحظوظة، فقد تمكن خلال السنوات الماضية من الخروج من دائرة الحيوانات المهددة بالانقراض، وهو مصنف الآن ضمن الحيوانات المعرضة لخطر ضعيف، وذلك نتيجة وعي الحكومة الصينية بضرورة الحفاظ عليه، وإدراك السكان المحليين لأهميته، فدب الباندا يساعد بنقل بذور الخيزران بين الأرضي، كما يعتبر من بين مصادر الدخل السياحي، ويبلغ عدد دببة الباندا حالياً حوالي 1860 دباً.
ختاماً.... ما تزال هناك عشرات الأنواع الأخرى المهددة بالانقراض، حيث تعاني أغلبها من ظروف بيئية صعبة، ناتجة عن الزحف العمراني باتجاه الغابات، والصيد التجاري، فضلاً عن التلوث في الهواء والماء، الناتج عن مداخن الصانع وعوادم السيارات، لكن هناك العديد من المنظمات الحكومية وغير الحكومية حول العالم، التي تحاول التصدي لهذه الأخطار، والحفاظ على هذه الحيوانات من خطر الانقراض.