سر دوائر الجن… لغز صحراء نامبيا
لقد فتنت دوائر الجن أو ما تُسمى بالدوائر الخيالية في صحراء ناميبيا الناس لقرون، كان هناك العديد من التفسيرات المختلفة لكيفية ظهور هذه الدوائر الغامضة من الرمال. تدور العديد من النظريات الحديثة حول أن النباتات أو النمل الأبيض أو كليهما مفتاح حل اللغز، لمزيد من المعلومات المثيرة للاهتمام حول هذه الظاهرة الغريبة التي احتار العلماء في تفسيرها وحل اللغز، تابع القراءة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هي دوائر الجن
دوائر الجن أو الدوائر الخيالية هي دوائر من الرمال عارية من العشب في أماكن يكثر العشب فيها من حولها، تتشكل هذه الدوائر ثم تختفي بعد سنوات بدون سبب قاطع.
في الأساطير المحلية، الدوائر الحمراء العارية المليئة بالعشب هي آثار أقدام للآلهة أو بقع من الأرض تسممها أنفاس تنين تحت الأرض. ولكن حتى بين العلماء، الذين يسعون جاهدين للحصول على نظريات أكثر إقناعًا، ثبت أن الأنماط الغريبة والمتكررة يصعب تفسيرها.
أين تقع دوائر الجن
تم العثور على دوائر الجن والمعروفة باسم "Fairy Circles" في صحراء ناميبيا في ناميبيا وأنغولا وشمال غرب جنوب إفريقيا.
لغز دوائر الجن
- كشفت دراسة جديدة أن دوائر الجن في إفريقيا في الأراضي العشبية تتكون من نبات يطلق عصارة سامة في التربة عندما تموت، يأتي هذا النسغ السام، الذي يستخدمه الأدغال المحليون لغمس أطراف سهام الصيد، من أنواع نباتات الفربيون، يقول الباحثون إن نبات الفربيون مسؤول عن البقع الدائرية العارية في الأرض المنتشرة في جميع أنحاء صحراء ناميبيا المعشبة والتي حيرت المجتمع العلمي لعقود.
- بين جنوب أنغولا وشمال جنوب إفريقيا، توجد مئات الآلاف من دوائر الجن أو الدوائر الخيالية، يتراوح قطرها من 2 إلى 15 مترًا وكشف الخبراء أن موت الفربيون هو السبب وبالتالي خلق دوائر الجن، يتفاقم بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
- أجرى باحثون من جامعة بريتوريا، جنوب إفريقيا وجامعة ITMO في سانت بطرسبرغ، روسيا، الدراسة المتقدمة للدوائر الخيالية، حيث قال البروفيسور ماريون ماير من قسم علوم النبات والتربة بجامعة بريتوريا لـ MailOnline: "هناك العديد من النظريات حول سبب الدوائر الخيالية، إنها متنوعة جدًا في الآلية لأنها ظاهرة يصعب إثباتها".
- تُعرف نباتات الفربيون محليًا باسم شجيرة الحليب نظرًا لنسغتها البيضاء الصمغية السامة التي تتسرب من فروعها، الفربيون هي نباتات عصارية، بمعنى أن لها أوراقاً سميكة وعادة ما تحتفظ بالمياه في المناخات القاحلة أو ظروف التربة ويمكن أن تسبب العمى الدائم لدى البشر إذا لامست النسغ العينين. قال البروفيسور ماير "لقد عملت مع أربعة طلاب دراسات عليا على مدار عدة سنوات، حيث تعاملت مع ذلك من كيمياء التربة والسمية البيولوجية والزوايا الجغرافية، نحن مقتنعون تمامًا حقًا بأن شجيرات الفربيون تسببت في حدوثها وما زالت تسببها حتى اليوم".
- تنحصر الدوائر الخيالية في الغالب في شريط ضيق، على بعد حوالي 50 إلى 100 كيلومتر، من المحيط الأطلسي والذي يمتد من جنوب غرب أنغولا، عبر ناميبيا إلى شمال غرب جنوب إفريقيا، تم الإبلاغ في عام 2017 أن الدوائر الخيالية ناتجة جزئيًا عن أشياء مثل النمل الأبيض أو النمل أو القوارض.
- هناك تفسير آخر محتمل، يُعرف باسم "نظرية التنظيم الذاتي" وهو أن التنافس على الماء يتسبب في وضع النباتات بطريقة تسمح للجذور بالوصول إلى تدفق الأمطار بشكل أفضل، يقول الفريق "على الرغم من عدد كبير من الأبحاث التي تبحث في نشاط النمل الأبيض وكيمياء التربة وهيدروليكا التربة وغيرها من خصائص الدوائر الخيالية المتأصلة، لا يزال هناك عدد من النظريات المختلفة التي تحاول شرح أصلها وصيانتها"".
- نظرًا لعدم وجود أدلة علمية على النظريات السابقة، بدأ البروفيسور ماير دراسة متعددة التخصصات في عام 2015 حول تأثير أنواع الفربيون على كيمياء التربة والمياه في دائرة الجنيات، حيث يثبط نبات الفربيون الإنبات ويمتلك أيضًا خصائص مضادة للميكروبات ضد البكتيريا في منطقة الجذور وهو جزء من التربة الموجود بجوار الجذور، اقترح الباحثون أن النبات استعمر السهول الرملية عندما كانت الظروف المناخية أكثر ملاءمة في الماضي.
- نظرًا لأن التربة الرملية لديها قدرة منخفضة على الاحتفاظ بالمياه، فإن الفربيون سيكونون تحت ضغط لتوفير المياه والمغذيات، تدريجيًا بمرور الوقت، مع ارتفاع درجات الحرارة، أدى نقص المياه والتنافس على العناصر الغذائية إلى زيادة المنافسة بين هذه النباتات وكان الكثير منها قد مات.
- زيادة درجة الحرارة في ناميبيا خلال العقدين أو الثلاثة عقود الماضية تزيد بنحو ثلاثة أضعاف عن متوسط الزيادة العالمية في درجة الحرارة المُبلغ عنها في القرن العشرين وتحلل نباتات الفربيون الميتة واللاتكس اللزج الناتج الذي ينضح ويشتت يجعل التربة الرملية المحيطة بها مقاومة للماء، كما قد تكون المركبات الأخرى المختلفة قد دخلت التربة أيضًا من نباتات الفرشاة المتحللة والتي كان من الممكن أن يكون لها خصائص سامة ومضادة للميكروبات.
- من المحتمل أن تتحلل معظم هذه المركبات في وقت قصير نسبيًا، لكن اللاتكس اللبني يمكن أن يلتصق بالرمل ويصبح صلبًا ويمكن أن يستمر في التربة لفترة طويلة، تسبب هذه التغييرات في التربة في تكوين العديد من الدوائر الخيالية، مما تسبب في الانتقال من موقع به نباتات فقط، إلى موقع مختلط به نباتات ودوائر الجن، ثم موقع به دوائر الجن فقط.
- وقد لوحظ أن البذور تنبت داخل الدوائر الخيالية وأن الشتلات تظهر بعد هطول أمطار جيدة ولكنها تعيش فقط لفترات قصيرة بعد المطر، تموت شتلات الفربيون في الدوائر الخيالية أيضًا لأن مياه التربة تتسرب إلى أعماق تتجاوز جذورها ومع ذلك، فإن الدوائر الخيالية ليست دائمة، كما يقترح الفريق - في غضون عقود أو حتى قرون، مع هطول الأمطار في بعض الأحيان، سوف تتآكل السمية داخل الدوائر ببطء.
- هذا يعني أن الشتلات ستبقى على قيد الحياة لفترات أطول في الدوائر الخيالية القديمة حتى يتم تأسيسها بالكامل في النهاية وتصل إلى مرحلة النضج، ولن تكون الدائرة الخيالية مرئية بعد ذلك لأنها مغطاة بنمو جديد. [1]