شعر عن مكة المكرمة مكتوب
يبحث الكثير عبر محركات البحث عن شعر وقصائد تم كتابتها عن مكة المكرمة، هذا المكان المقدس، وعبر الزمان قدم الكثير من الشعراء العرب قصائد عن مكة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
شعر عن مكة
دِيارُ مَكّةَ هذا خالدٌ دَلَفا
فما احتيالُكِ في الطَّوْدِ الذي رَجَفَا
طَوْدٌ مِنَ الشِّركِ خَانَتْهُ جَوانِبُهُ
لَمّا مَشَى نحوهُ الطودُ الذي زَحَفا
إن الجبالَ التي في الأرضِ لو كفرتْ
لَدَكَّها جَبلُ الإسلامِ أو نَسَفَا
لَمّا دَعاهُ بسيفِ اللهِ سَيِّدُهُ
زَادَ السُّيوفَ بِهِ في عِزِّهَا شَرَفا
ديارَ مَكّةَ أمَّا من يُسالِمُهُ
فَلا أذىً يَتَّقِي منهُ ولا جَنَفَا
تلك الوصيَّةُ ما يَرْضَى بها بَدَلاً
ولا يرى دُونَها مَعْدىً ومُنْصَرَفَا
لا تجزعي إنّهُ العهدُ الذي انبعثت
أنوارُهُ تَصدَعُ العهدَ الذي سَلَفا
ليلُ الأباطيلِ ما التفَّتْ غياهِبُهُ
على الحقائِقِ إلا انجابَ وانْكَشَفَا
هُنَّ المنايا فيا للقومِ من بطلٍ
رُمُوا بِهِ حَيَّةً من حَيَّةٍ خَلَفَا
ضاقوا بِسعْدٍ فقالوا قائدٌ حَنِقٌ
لو جاوز الحدَّ بعد الحدِّ ما وَقَفا
واستصرخوا من رسولِ اللهِ ذا حَدَبٍ
إذا استغاثَ به مُستصرخٌ عَطَفَا
هَبَّتْ إلى الشَّرِّ من جُهّالِهِم فِئَةٌ
لم تَأْلُ من جَهلِها بَغياً ولا صَلَفا
واستنفرت من قريشٍ كلَّ ذي نَزَقٍ
إذا يُشارُ إليهِ بالبنانِ هَفَا
فخاضها خالدٌ شعواءَ كالحةً
إذا جَرَى الهولُ في أرجائِها عَصَفَا
رَمَى بها مُهَجَ الكُفّارِ فاسْتَبَقَتْ
تَلْقَى البوارَ وتشكو الحَيْنَ والتَّلَفَا
وقال قائلُهُم أسرفتَ من بطلٍ
ما كان أحسنه لو جَانَبَ السَّرَفا
وهَاجَ همَّ أبي سُفيانَ ما وَجَدوا
فَرَاحَ يَشفعُ فيهم جَازعاً أَسِفا
فَلانَ قلبُ رسولِ اللهِ مرحمةً
وَرَقَّ من شِدَّةِ البطشِ الذي وَصَفَا
وقال سِرْ يا رسولي فَانْهَ صَاحِبَنَا
عَنِ القِتالِ فَحَسبي ما جَنَى وكَفَى
مَضَى الرسولُ يقولُ اقْتُلْ فَهَيَّجَها
مَشْبُوبَةً هَتَفَتْ بالوَيْلِ إذ هَتَفَا
وَعَادَ والدَّمُ في آثَارِهِ سَرِبٌ
والقومُ من خَلْفِهِ يدعون وَا لَهَفَا
قال النَّبيُّ ألم تَذْكُرْ مَقالتَنا
لِخَالِدٍ أعَصِيْتَ الأمرَ أم صَدَفا
فقال بُورِكْتَ إنّ الله حَرَّفَها
وما تَغَيَّرَ لي رأيٌ ولا انْحَرَفَا
سُبحانَهُ إنّ أمرَ النّاسِ في يدِهِ
لا يَعْرِفُ المرءُ من خَافيهِ ما عَرَفَا
لا يَجْزَعِ القوْمُ إنّ السَّيفَ مُرتَدِعٌ
عمّا قليلٍ وإنّ النّصرَ قد أزِفا
لم يرفعوا الصَّوتَ حتّى لاحَ بارِقُهُ
تحت العَجَاجَةِ يجلو ضَوْؤُهُ السُّدُفا
هذا الزُّبَيْرُ تَرَامَى في كتائِبِهِ
كالسَّيْلِ لا تُمسِكُ الأسدادُ ما جَرَفَا
يَلْقَى كدَاءَ بِهِ والخيلُ راكضَةٌ
ما قَالَ حَسّانُ من قبلِي وما ازْدَهَفا
اللهُ أكبرُ جاء الفتحُ وابتهجتْ
للمؤمنين نُفوسٌ سَرَّها وشَفَى
مَشَى النَّبيُّ يحفُّ النَّصرُ مَوكِبَهُ
مُشَيَّعاً بجلالِ اللهِ مُكتَنَفَا
أضحى أُسامةُ من بينِ الصّحابِ له
رِدْفاً فكان أعزَّ النَّاسِ مُرْتَدَفَا
لم يبقَ إذ سَطعتْ أنوارُ غُرَّتِهِ
مَغْنَىً بِمَكَّةَ إلا اهْتَزَّ أو وَجَفا
تحرَّكَ البيتُ حَتَّى لو تُطاوعُهُ
أركانُهُ حَفَّ يَلْقَى رَكبَهُ شَغَفَا
وَافَاهُ في صَحبِهِ من كلِّ مُزْدَلِفٍ
فلم يَدَعْ فيه للكُفَّارِ مُزْدَلَفا
العاكفون على الأصنامِ أضحكهم
أنّ الهوانَ على أصنامِهِمْ عَكَفا
كانوا يَظنُّونَ أنْ لا يُسْتَبَاحَ لها
حِمىً فلا شمماً أبدتْ ولا أنَفَا
نامت شَياطِينُها عنها مُذَمَّمةً
كأنّها لم تكن إذ أصبحَتْ كِسَفا
رِيعَتْ شيوخُ قريشٍ من قذائِفِها
وَرِيعَ منها الخُزاعِيُّ الذي قُذِفَا
رأته يَنحَطُّ من عَليائِهِ فزعاً
من بعد ما أفزعَ الأجيالَ مُشتَرِفَا
وما ذَرَى هُبَلٌ والطعْنُ يأخُذُهُ
هل غَوَّرَ الدمعُ في عَيْنَيْهِ أم ذَرَفا
لو كان للدمِ يجري حَولهُ دُفَعاً
طُولُ المَدى مَثْعَبٌ في جوفِهِ نَزَفا
رَمَى به اللهُ يحمِي البيتَ من عَبَثٍ
يَعافُ باطِلَهُ مَن عافَ أو عَزَفَا
لم يَبْقَ بالبيتِ أصنامٌ ولا صُوَرٌ
زَالَ العَمَى واسْتَحَالَ الأمرُ فَاخْتَلَفَا
للجاهِلِيَّةِ رَسمٌ كان يُعجبها
في دهرِها فَعَفَتْ أيامُها وَعَفَا
لا كُنتَ يا زمنَ الأوهامِ مِن زَمَنٍ
أرخَى على النّاسِ من ظَلْمَائِهِ سُجُفا
إنّ الشريدَ الذي قد كان يظلمه
ذَوُو قَرَابتِهِ قد عادَ فانْتَصَفا
ردَّ الظلامَةَ في رفقٍ وإن عَنَفوا
ولو يَشاءُ إذَنْ لاشْتَدَّ أو عَنَفَا
إنّ الرسولَ لَسَمْحٌ ذو مُيَاسَرَةٍ
إذا تملَّكَ أعناقَ الجُناةِ عَفَا
شكراً مُحَمَّدُ إنّ اللَّهَ أسبغَهَا
عليكَ نُعْمَى تَرَامَى ظِلُّها وَضَفا
وَعْدٌ وَفَى لإمامِ المرسلينَ به
واللَّهُ إن وَعَدَ الرُّسْلَ الكِرامَ وَفَى
خُذِ المحصَّبَ إن وَافَيْتَهُ نُزُلاً
وَاذْكُرْ بِهِ ذلكَ الميثاقَ والحَلفا
قد عادَ يكلفُ بالإسلامِ مِن رَشَدٍ
مَن كان بالكفرِ من غَيِّ الهَوَى كَلِفا
ثم استقامَ على البيضَاءِ يَسْلكُها
مَن كان يضربُ في العمياءِ مُعْتَسِفا
مَشَى طَليقاً إلى غاياتِهِ مرحاً
وكان في القيد إن رام الخطى رسفا
يغشى موارد للأيمان صافِيةً
ما امتاحَ من مثلِها يوماً ولا اغْترَفا
عادوا طَهَارى فلم يَعْلَقْ بهم وَضَرٌ
ممّا جَنَى الكفرُ قبل الفتحِ واقترفا
تَتابعَ القومُ أفواجاً فآمَنَهم
دِينُ السَّلامِ وأمسَى الأمرُ مُؤْتَلِفَا
كذلك الحقُّ يعلو في مَصَاعِدِهِ
حتى يَنالَ الذَّرَى أو يَبلغَ الشَعفا
مَرْمَى العُقُولِ إذا ما غَرَّهَا هَدَفٌ
فلن تُريدَ سِواهُ إن رَمَتْ هَدَفَا
وما على الحقِّ من بأسٍ ولا حَرَجٍ
إن هَوَّمَ العقلُ عنه مَرَّةً فَغَفَا
إنّ الذي جَعَلَ الإسلامَ مَعقلَهُ
أعلى لأُمَّتِهِ الأركانَ والسُّقُفا
لم يَرْضَ ما نَالَ من مجدٍ فأَورثَهُ
مَجداً طريفاً وَعِزّاً منه مُؤْتَنَفا
شَتّانَ ما بين صَرْحٍ ثابتٍ رُفِعَتْ
منه القِبابُ وصَرْحٍ واهنٍ خُسِفا
لِتُنصتِ الأرضُ وَلْتَسْمَعْ ممالُكُها
ماذا يقولُ لها الرَّعدُ الذي قَصَفَا
شرائعُ الخيرِ يُلقيها مُحبّبةً
شيخُ النَّبيِّينَ يَبغي البِرَّ واللَّطَفَا
الناسُ من آدَمٍ والبَغْيُ مَهْلَكَةٌ
فَلْيَّتَقِ اللهَ منهم مَن قَسَا وجَفَا
قَلْ للأُلَى خطبوا الأقوامَ أو كتبوا
دعوا المنابِرَ والأقلامَ والصُّحُفَا
2
فارقتُ مكّةَ والأقدارُ تُقحِمُني
وَلي فؤادٌ بها ثاوٍ مَدى الزَمنِ
فارقتُها لا رضىً منّي وقد شهدَت
بذاكَ أَملاكُ ذاك الحِجر والرُكُنِ
فارقتُها وبودّي إذ فَرَقتُ بها
لَو كانَ قد فارَقت روحي بها بَدَني
3
مِنّا بِمَكَّةَ يَومَ فَتحِ مَحَمَّدٍ
أَلفٌ تَسيلُ بِهِ البِطاحُ مُسَوَّمُ
نَصَروا الرَسولَ وَشاهَدوا أَيّامَهُ
وَشِعارُهُم يَومَ اللِقاءِ مُقَدَّمُ
في مَنزِلٍ ثَبَتَت بِهِ أَقدامُهُم
ضَنكٍ كَأَنَّ الهامَ فيهِ الحَنتَمُ
جَرَّت سَنابِكَها بِنَجدٍ قَبلَها
حَتّى اِستَقادَ لَها الحِجازُ الأَدهَمُ
اللَهُ مَكَّنَهُ لَهُ وَأَذَلَّهُ
حُكمُ السُيوفِ لَنا وَجَدٌّ مِزحَمُ
عَودُ الرياسَةِ شامِخٌ عِرنينُهُ
مُتَطَلِّعٌ ثُغَرَ المَكارِمِ خِضرِمُ
أجمل ما قيل عن مكة
4
سميت مكيا وحافظ مكة
لفؤادك القاسي علينا ينسب
وجعلت وصلك داخلا في صيدها
وإنا لوصلك يا غزالي أرغب
فاسمح بثغرك إنه من زمزم
يا من يعذبنا الذ واعذب
5
قل لأحبابنا بسوح المقام
وبحجر الندى ونادي الكرام
وبربع الصفا وأجياد جود اللَ
هِ بالمرتجى على الأقوام
هل لأيامنا وهل لليال
قل تقضت من دعوة بسلام
بحماكم حماه من كل سوء
ربنا ذو الجلال والإكرام
وسقاه هواصل السحب سحا
بالغدو وبالعشى والظلام
وأقام به شعائر الدين
المرتضى عنده لكل الأنام
أي حين واي عيش تقضى
بين تلك الربوع والأعلام
بمواطنٍ بارك اللَه فيها
لأهل القران والإسلام
حرم اللَه بيت اللَه العتيق
الحرام طول الدوام
قبلة المؤمنين في كل وجه
أمه للصلاة كل إمام
كطواف به طواف الأملا
كِ حول العرش العظيم للإعظام
وكبيت اللَه المعمور فوق الطبا
ق في التشريف والإلمام
أي عيش يطيب في البعد عنه
لمحب متيم مستهام
شيق القلب والفؤاد حليف ال
حزن والسهاد والضنا والسقام
بين جنبيه لاعج ليس يهدي
من شجون ولوعة وغرام
وبأحشائه من الوجد كالنا
ر في توقد ولهيب اضطرام
وله مدمع علي الخد جار
للتنائي وطول حين انصرام
نشط السائرون في كل عام
وتأخرت عنهم كل عام
وإذا هممت يمنعني الح
ظ وشؤم الذنوب والاحترام
كدت أن أحسد المجدد عهداً
كل وقت لبيت ربي الحرام
ما حسبت ولا توهمت أني
بعد ذاك الإلمام والإلتئام
والتداني وقد غفت كل عين
من عذول مولع بالملام
والتعليق بالأذيال والتقبي
ل والإقبال والالتزام
والتملي بغاية القصد والسؤا
ل وأقضى مطالبي ومرامي
يضحى الصد والتباعد حظي
طول هذا الزمان والأعوام
إن هذا من العجيب ولكن
كم عجيب تراه في الأيام
وأرى العجز والتكاسل والتسوي
ف من أداء القلوب والأجسام
ذهبت غرر الأحايين فيها
ضائعات في غفلة ومنام
فدع العجز والتكاسل واسلل
صارم العزم يا له من حسام
واقطع القاطعات من كل وهم
واعياد يشير للأحجام
وتقدم في البر والخير أحرى
ما يعاني بالجد والإقدام
وانتهز فرصة الزمان وبادر
بغتات الحمام والأسقام
واغتنم من بقية العمر ما أم
كن والاختيار طوع الزمان
يا حويدي المطي كم ذا التراخي
هيا بنا هيا لقصد الخيام
سر نا غير الندى مهاجراً لل
أجداد والآباء والأعمام
واقطع الوادي المبارك طولاً
مستعيناً باللَه رب الأنام
ثم عرج على اليمن الفي
حاء ذات السهول والآكام
فإذا ما بلغت الليث فالهض
م فسعدته الميقات للإحرام
فإلى القرية البيضاء فأم ال
قرى أقصى الأماني أقصى المرام
مهبط الوحي والقرآن قديما
وظهور التوحيد والأحكام
مكة اليمن والهدى بلد اللَ
هِ ذات الركن ذات المقام
فنطوف القدوم أول شيء
ابتداء بالبيت كالأختتام
ونقيم فيها كالذي كتب اللَه
مهما تراخى الحجيج في الإلمام
فإذا ما الحجيج وافوا يؤمو
ن البيت بالتعظيم والاحترام
يبتغون فضلاً من ربهم ورضوا
نا كما في القران خير الكلام
كان منها المسير قصد مني ال
خيف في ثامن من الأيام
فنبيت فيها ونفدو جيمعا
للوقوف بالوقوف المتسامي
مجمع الخير والإجابات والغف
ران والعفو عن الذنوب العظام
حيثما تحضر الملائكة الأكرمو
ن والصالحون من الرجال الكرام
فإذا غربت أفضنا لجمع
وإلى المشعر المنيف الحرام
وأتينا منى لرمى وحلق
ولا هدا بهيمة الأنعام
وأفضنا نطوف بالبيت للرك
ن وللسعي إن لم يكن مضى بالأمام
ورجعنا إلى منى لمبيت
ولرمى وحان حين التمام
ونفرنا بآخر نحمد اللَه على
ما هدانا وخصنا بالدوام
فله المن وله الطول لا نحصي
ثناء على المليك السلام
ثم جئنا نودع البيت من غي
ر ما طيبة منا بفرقة الأجسام
ورحلنا نحثحث العيس حباً
واشتياقاً لقبر خير الأنام
فإذا ما بلغنا العقيق الوا
دي المبارك وفاح عرف الخيام
ووصلنا المدينة الشريفة دا
ر الدين والإيمان والإسلام
ودخلنا المسجد الذي أسس على
التقوى بتأسيس خير إمام
وقصدنا لروضة من جنا
ن دار الخلد المقام
ودنونا من حجرة وضريح
لنبي الهدى ومسك الختام
ووقفنا تجاهه بخشوع
وخضوع وهيبة واحترام
وقلوب طوافح بسرور
وابتهاج ولوعة وغرام
ووجوه مبتلة بدموع
من جفون تفيض فيض الغمام
وقرأنا السلام أكر الخلق اللَ
هُ عليه بعد الصلاة أزكى السلام
وحظينا بالرد منه ونلنا
كل خير ورغبة ومرام
وجونا أن يغفر اللَه فضلاً
كل ذنب وحوبة وأثام
ويشفع رسوله الطهر فينا
فهو الشافع الحميد المقام
ذو الشفاعة يوم المعاد خصوصاً
وعموماً والسجدات النوامي
بعد ما أحجم النبيون عنها
وأقاموا عذراً عن الإقدام
ينقذ الخلق من كروب عظام
وشدائد قد شيبت بالغلام
وله الحوض واللوا والمزايا
والخصائص جيمعها بالتمام
ثم زرنا بأثره صاحبيه
الجديرين بعده بالقيام
وأتينا البقيع خير مزار
لاِزديار الصدور والأعلام
والمشاهد والمآثر زرنا
كقباها وقبر خير همام
وأقمنا بطيبة الخير حينا
نتملى بنور بدر التمام
الرسول الأمين أفضل هاد
لسبيل الهدى ودار السلام
سيد المرسلين والخلق طرا
ما له عند ربه من مسامي
فإذا ما أتى الرحيل أتينا
لوداع الحبيب والدمع هامي
ووداد القلوب فيها مقيم
في مزيد والوجد والشوق نام
ووددنا طول الإقامة فيها
بين تلك الربيوع والآكام
ومغان تشرفت واستنارت
وأضاءت من نور ماحي الظلام
غير أن من وارنا شجوناً
وشؤوناً جذابةً بزمام
ربما ربما بها قام عذر
ومن العذر مسقط للملام
فارتحلنا عن طيبة ومررنا
لاعمار بمكة الاعتصام
ولتجديف آنف العهد وتأكي
د محكم العقد والوفا بالذمام
وجعلنا نرحل العيش حتى
وافت الحي حي قوم كرام
من بلاد به نشانا ويا
ه ألفنا إلف الأرواح للأجسام
هو مرعى وليس كالسعدان
وماء ولا كصدا والأمر للعلام
وهو بعد المساجد الثلاث لمن
خير بلاد اللَه جنوب وشام
ثم هذا المسير والعود منه
نحو ما قد سمعت أقصى المرام
تتمنى النفوس والرب يقضي
ما يشاء مدبر الأحكام
الإله العظيم رب البرايا
ذو الجلال الرفيع والإكرام
الجواد الكريم ذو المن والطو
ل والفضل والأيادي الجسام
فله الحمد وله الشكر دأباً
دائماً سرمداً بغير اِنصرام
وصلاةً من ربنا وسلام
كل حين على شفيع الأنام
أحمد المصطفى وآل وصبحب
وعلى التابعين طول الدوام
ما تغنت حمائم الأيك وهناً
وسرت نسمة بعرف الخزام
وختمنا بما بدأنا أدكارا
قل لأحبابنا بسوح المقام