شعر ندم وعتاب
من جمال الشعر أنه يُعبر ببراعة ورقة وبصور جميلة عن المشاعر الإنسانية المختلفة، من هذه المشاعر الندم والعتاب، إليك شعر ندم وعتاب لمختلف الشعراء:
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
شعر ندم وعتاب لإبن معصوم
دَع النَّدامةَ لا يذهب بك النَّدَمُ
فَلستَ أول من زَلَّت به قَدم
هي المَقاديرُ والأَحكامُ جاريةٌ
وَللمهيمن في أَحكامه حِكمُ
خفِّض عليك فما حالٌ بباقيةٍ
هَيهات لا نعمٌ تَبقى ولا نِقمُ
قد كنتَ بالأمس في عزٍّ وفي دعةٍ
حيث السرورُ وصفو العيش والنِعمُ
وَاليوم أَنتَ بدار الذلِّ مُمتهنٌ
صفرُ اليدين فلا بأسٌ ولا كَرَمُ
كأَنَّ سَيفكَ لم تلمع بوارقُه
وَغيث سَيبك لمتهمَع له ديمُ
ما كانَ أَغناكَ عن حِلٍّ ومرتحلٍ
لَولا القَضاءُ وما قد خطَّه القَلَمُ
يا سفرةً أَسفرت عن كُلِّ بائقةٍ
لا أَنتجت بعدكَ المهريَّةُ الرُسُمُ
حللتُ في سوح قومٍ لا خلاقَ لهم
سيان عندهم الأَنوارُ والظُلَمُ
تَسطو بأسدِ الشَرى فيها ثعالبُها
وَالصقرُ تصطادُه الغربانُ والرخَمُ
وَيفضل الغمدُ يوَ الفخر صارمه
وَتَستَطيلُ على ساداتها الخدمُ
إِن لَم يبن لهم فضلي فلا عَجبٌ
فَلَيسَ يُطربُ شادٍ من به صمَمُ
أَو أَنكروا في العُلى قدري فقد شهدت
حتماً بما أَنكَروه العُربُ والعجمُ
ما شانَ شأني مقامي بين أَظهرهم
فالتبرُ في التُرب لم تنقص له قيمُ
لا تعجبوا لهمومي إِن برت جسدي
وأَصبحت نارُها في القلب تَضطَرِمُ
فهمُّ كلِّ امرئٍ مقدار همَّته
وَلَيسَ يفترقان الهَمُّ والهِمَمُ
لا كانَ لي في رقاب المعتفين يدٌ
ولا سعت بي إلى نحو العُلى قَدمُ
إِن لم أَشقَّ عُباب البحر ممتطياً
هوجاءَ لَيسَ لها عقلٌ ولا خطمُ
أَمّا الركابُ فقد أَوليتُهنَّ قِلىً
وَالخَيلُ لا قرعت أَشداقَها اللُجمُ
ما زِلتُ أَطوي عليها كلَّ مقفرة
يهماء لا نُصُبٌ فيها ولا عَلَمُ
فَلَم أَنَل عندها مِمّا أُؤمِّلُه
إِلّا أَمانيَّ نفس كلُّها حُلمُ
يا للرِجال لخطب جلَّ فادحُه
حتّى المعارفُ ضاعَت عندها الذممُ
ما إِن وثقت بخلّ أَو أَخي ثقةٍ
إِلّا دَهاني بخطب شرُّه عَممُ
وكُلُّ ذي رَحمٍ أَوليتُه صلةً
شكت إِلى رَبِّها من قطعِه الرَحِمُ
هَذا اِبنُ أُمّي الَّذي راعيت قربتَه
ما كانَ عِندي بسوء الظنِّ يُتَّهمُ
أَدنيتُه نظراً مني لحرمته
وَذو الديانة للأَرحام يحترمُ
أَضحى لِعرضي مَع الأَعداءِ منتهكاً
وَراحَ للمال قبلَ الناسِ يلتهمُ
ما صانَ لي نسباً يوماً ولا نشباً
ولا رَعى لي عهوداً نقضُها يَصِمُ
قَد كنتُ أَحسبه بالغيب يحفظني
وَلَو زوانيَ عنه المَوتُ والعدمُ
حتّى إِذا غبتُ عنه قامَ منتهباً
داري وراح لما خلَّفتُ يغتنمُ
تاللَه ما فعلَ الأَعداءُ فعلتَه
كلّا ولا اِهتَضَموا ما ظلَّ يهتضمُ
هلّا نَهاهُ نُهاه أَو حفيظتُه
عن سلب ما حُلّي النسوانُ والحُرَمُ
وافى بهنَّ وما أَوفى بذمَّته
سُلباً عواطلَ لا سورٌ ولا خَدمُ
أَين الفتوةُ إِن لم يَنهَهُ ورَعٌ
وَلَم يَخَف غبَّ ما قد راح يجترمُ
هبه أَضاعَ إِخائي غير محتشمٍ
أَلَيسَ عن دون هَذا المَرءُ يحتَشِمُ
كأَنَّه كان مطويّاً على إِحنٍ
فَعِندما غبتُ عنه راح ينتقمُ
ما كانَ هَذا جَزائي إذ رَعيتُ له
حقَّ الإخاءِ ولكن للورَى شيمُ
فَقُل سَلامٌ على الأَرحام ضائعةً
فَقَد لعمري أَضاعَت حقَّها الأُمم
قصيدة عن الندم للمتنبي
عُقبى اليَمينِ عَلى عُقبى الوَغى نَدَمُ
ماذا يَزيدُكَ في إِقدامِكَ القَسَمُ
وَفي اليَمينِ عَلى ما أَنتَ واعِدُهُ
ما دَلَّ أَنَّكَ في الميعادِ مُتَّهَمُ
آلى الفَتى اِبنُ شُمُشقيقٍ فَأَحنَثَهُ
فَتىً مِنَ الضَربِ تُنسى عِندَهُ الكَلِمُ
وَفاعِلٌ ما اِشتَهى يُغنِهِ عَن حَلِفٍ
عَلى الفِعالِ حُضورُ الفِعلِ وَالكَرَمُ
كُلُّ السُيوفِ إِذا طالَ الضِرابُ بِها
يَمَسُها غَيرَ سَيفِ الدَولَةِ السَأَمُ
لَو كَلَّتِ الخَيلُ حَتّى لا تَحَمَّلَهُ
تَحَمَّلَتهُ إِلى أَعدائِهِ الهِمَمُ
أَينَ البَطاريقُ وَالحَلفُ الَّذي حَلَفوا
بِمَفرَقِ المَلكِ وَالزَعمُ الَّذي زَعَموا
وَلّى صَوارِمَهُ إِكذابَ قَولِهِمِ
فَهُنَّ أَلسِنَةٌ أَفواهُها القِمَمُ
نَواطِقٌ مُخيِراتٌ في جَماجِمِهِم
عَنهُ بِما جَهِلوا مِنهُ وَما عَلِموا
الراجِعُ الخَيلَ مُحفاةً مُقَوَّدَةً
مِن كُلِّ مِثلِ وَباري أَهلُها إِرَمُ
كَتَلِّ بِطريقٍ المَغرورِ ساكِنُها
بِأَنَّ دارَكَ قِنَّسرينُ وَالأَجَمُ
وَظَنِّهِم أَنَّكَ المِصباحُ في حَلَبٍ
إِذا قَصَدتَ سِواها عادَها الظُلَمُ
وَالشَمسُ يَعنونَ إِلّا أَنَّهُم جَهِلوا
وَالمَوتَ يَدعونَ إِلّا أَنَّهُم وَهَموا
فَلَم تُتِمَّ سَروجٌ فَتحَ ناظِرِها
إِلّا وَجَيشُكَ في جَفنَيهِ مُزدَحِمُ
وَالنَقعُ يَأخُذُ حَرّاناً وَبَقعَتَها
وَالشَمسُ تَسفِرُ أَحياناً وَتَلتَثِمُ
سُحبٌ تَمُرُّ بِحِصنِ الرانِ مُمسِكَةً
وَما بِها البُخلُ لَولا أَنَّها نِقَمُ
جَيشٌ كَأَنَّكَ في أَرضٍ تُطاوِلُهُ
فَالأَرضُ لا أُمَمٌ وَالجَيشُ لا أَمَمُ
إِذا مَضى عَلَمُ مِنها بَدا عَلَمٌ
وَإِن مَضى عَلَمٌ مِنهُ بَدا عَلَمُ
وَشُزَّبٌ أَحمَتِ الشِعرى شَكائِمَها
وَوَسَّمَتها عَلى آنافِها الحَكَمُ
حَتّى وَرَدنَ بِسِمنينٍ بُحَيرَتِها
تَنِشُّ بِالماءِ في أَشداقِها اللُجُمُ
وَأَصبَحَت بِقَرى هِنزيطَ جائِلَةً
تَرعى الظُبى في خَصيبٍ نَبتُهُ اللِمَمُ
فَما تَرَكنَ بِها خُلداً لَهُ بَصَرٌ
تَحتَ التُرابِ وَلا بازاً لَهُ قَدَمُ
وَلا هِزَبراً لَهُ مِن دِرعِهِ لِبَدٌ
وَلا مَهاةً لَها مِن شِبهِها حَشَمُ
تَرمي عَلى شَفَراتِ الباتِراتِ بِهِم
مَكامِنُ الأَرضِ وَالغيطانُ وَالأَكَمُ
وَجاوَزوا أَرسَناساً مُعصِمينَ بِهِ
وَكَيفَ يَعصِمُهُم ما لَيسَ يَنعَصِمُ
وَما يَصُدُّكَ عَن بَحرٍ لَهُم سَعَةٌ
وَما يَرُدُّكَ عَن طَودٍ لَهُم شَمَمُ
ضَرَبتَهُ بِصُدورِ الخَيلِ حامِلَةً
قَوماً إِذا تَلِفوا قُدماً فَقَد سَلِموا
تَجَفَّلُ المَوجُ عَن لَبّاتِ خَيلِهِمِ
كَما تَجَفَّلُ تَحتَ الغارَةِ النَعَمُ
عَبَرتَ تَقدُمُهُم فيهِ وَفي بَلَدٍ
سُكّانُهُ رِمَمٌ مَسكونُها حُمَمُ
وَفي أَكُفِّهِمِ النارُ الَّتي عُبِدَت
قَبلَ المَجوسِ إِلى ذا اليَومِ تَضطَرِمُ
هِندِيَّةٌ إِن تُصَغِّر مَعشَراً صَغُروا
بِحَدِّها أَو تُعَظِّم مَعشَراً عَظَموا
قاسَمتَها تَلَّ بِطريقٍ فَكانَ لَها
أَبطالُها وَلَكَ الأَطفالُ وَالحُرَمُ
تَلقى بِهِم زَبَدَ التَيّارِ مُقرَبَةٌ
عَلى جَحافِلِها مِن نَضحِهِ رَثَمُ
دُهمٌ فَوارِسُها رُكّابُ أَبطُنِها
مَكدودَةٌ بِقَومٍ لا بِها الأَلَمُ
مِنَ الجِيادِ الَّتي كِدتَ العَدُوَّ بِها
وَما لَها خِلَقٌ مِنها وَلا شِيَمُ
نِتاجُ رَأيِكَ في وَقتٍ عَلى عَجَلٍ
كَلَفظِ حَرفٍ وَعاهُ سامِعٌ فَهِمُ
وَقَد تَمَنَّوا غَداةَ الدَربِ في لَجَبٍ
أَن يُبصِروكَ فَلَمّا أَبصَروكَ عَموا
صَدَمتَهُم بِخَميسٍ أَنتَ غُرَّتُهُ
وَسَمهَرِيَّتُهُ في وَجهِهِ غَمَمُ
فَكانَ أَثبَتَ ما فيهِم جُسومُهُمُ
يَسقُطنَ حَولَكَ وَالأَرواحُ تَنهَزِمُ
وَالأَعوَجِيَّةُ مِلءَ الطُرقِ خَلفَهُمُ
وَالمَشرَفِيَّةُ مِلءَ اليَومِ فَوقَهُمُ
إِذا تَوافَقَتِ الضَرباتُ صاعِدَةً
تَوافَقَت قُلَلٌ في الجَوِّ تَصطَدِمُ
وَأَسلَمَ اِبنُ شُمُشقيقٍ أَلِيَّتَهُ
أَلّا اِنثَنى فَهوَ يَنأى وَهيَ تَبتَسِمُ
لا يَأمُلُ النَفَسَ الأَقصى لِمُهجَتِهِ
فَيَسرِقُ النَفَسَ الأَدنى وَيَغتَنِمُ
تَرُدُّ عَنهُ قَنا الفُرسانِ سابِغَةٌ
صَوبُ الأَسِنَّةِ في أَثنائِها دِيَمُ
تَخُطُّ فيها العَوالي لَيسَ تَنفُذُها
كَأَنَّ كُلَّ سِنانٍ فَوقَها قَلَمُ
فَلا سَقى الغَيثُ ما واراهُ مِن شَجَرٍ
لَو زَلَّ عَنهُ لَوارَت شَخصَهُ الرَخَمُ
أَلهى المَمالِكَ عَن فَخرٍ قَفَلتَ بِهِ
شُربُ المُدامَةِ وَالأَوتارُ وَالنَغَمُ
مُقَلَّداً فَوقَ شُكرِ اللَهِ ذا شُطَبٍ
لا تُستَدامُ بِأَمضى مِنهُما النِعَمُ
أَلقَت إِلَيكَ دِماءُ الرومِ طاعَتَها
فَلَو دَعَوتَ بِلا ضَربٍ أَجابَ دَمُ
يُسابِقُ القَتلُ فيهِم كُلَّ حادِثَةٍ
فَما يُصيبُهُمُ مَوتٌ وَلا هَرَمُ
نَفَت رُقادَ عَلِيٍّ عَن مَحاجِرِهِ
نَفسٌ يُفَرِّجُ نَفساً غَيرَها الحُلُمُ
القائِمُ المَلِكُ الهادي الَّذي شَهِدَت
قِيامَهُ وَهُداهُ العُربُ وَالعَجَمُ
اِبنُ المُعَفِّرِ في نَجدٍ فَوارِسَها
بِسَيفِهِ وَلَهُ كوفانُ وَالحَرَمُ
لا تَطلُبَنَّ كَريماً بَعدَ رُؤيَتِهِ
إِنَّ الكِرامَ بِأَسخاهُم يَداً خُتِموا
وَلا تُبالِ بِشِعرٍ بَعدَ شاعِرِهِ
قَد أُفسِدَ القَولُ حَتّى أُحمِدَ الصَمَمُ
قصيدة عن العتاب لأحمد شوقي
عَلى قَدرِ الهَوى يَأتي العِتابُ
وَمَن عاتَبتُ يَفديهِ الصِحابُ
أَلومُ مُعَذِبي فَأَلومُ نَفسي
فَأُغضِبُها وَيُرضيها العَذابُ
وَلَو أَنّي اِستَطَعتُ لَتُبتُ عَنهُ
وَلَكِن كَيفَ عَن روحي المَتابُ
وَلي قَلبٌ بِأَن يَهوى يُجازى
وَمالِكُهُ بِأَن يَجني يُثابُ
وَلَو وُجِدَ العِقابُ فَعَلتُ لَكِن
نِفارُ الظَبيِ لَيسَ لَهُ عِقابُ
يَلومُ اللائِمونَ وَما رَأَوهُ
وَقِدماً ضاعَ في الناسِ الصَوابُ
صَحَوتُ فَأَنكَرَ السُلوانَ قَلبي
عَلَيَّ وَراجَعَ الطَرَبَ الشَبابُ
كَأَنَّ يَدَ الغَرامِ زِمامُ قَلبي
فَلَيسَ عَلَيهِ دونَ هَوىً حِجابُ
كَأَنَّ رِوايَةَ الأَشواقِ عَودٌ
عَلى بَدءٍ وَما كَمُلَ الكِتابُ
كَأَنِّيَ وَالهَوى أَخَوا مُدامٍ
لَنا عَهدٌ بِها وَلَنا اِصطِحابُ
إِذا ما اِعتَضتُ عَن عِشقٍ بِعِشقِ
أُعيدَ العَهدُ وَاِمتَدَّ الشَرابُ
شعر عتاب للبحتري
لَرَدَّدتُ العِتابَ عَلَيكَ حَتّى
سَئِمتُ وَآخِرُ الوُدِّ العِتابُ
فَلَم أُبعِدكَ مِن أَدَبٍ وَلَكِن
شِهابٌ في التَخَلُّفِ ما شِهابُ
وَحانَ عَلَيكَ سُخطي حينَ تَغدو
بِعِرضٍ لَيسَ تَقتُلُهُ الكِلابُ
وَهَل يَشفي السِبابُ مِنِ اِبنِ لُؤمٍ
دَنيءٍ لَيسَ يُؤلِمُهُ السِبابُ
شعر عتاب للشريف الرضي
إِلى كَم لا تَلينُ عَلى العِتابِ
وَأَنتَ أَصَمُّ عَن رَدِّ الجَوابِ
حِذارَكَ أَن تُغالِبَني غِلاباً
فَإِنّي لا أَدُرُّ عَلى الغِضابِ
وَإِنَّكَ إِن أَقَمتَ عَلى أَذاتي
فَتَحتَ إِلى اِنتِصاري كُلَّ بابِ
وَأَحلُمُ ثُمَّ يُدرِكُني إِبائي
وَكَم يَبقى القَرينُ عَلى الجِذابِ
إِذا وَلَّيتَني ظِفراً وَناباً
فَدونَكَ فَاِخِشَ مِن شَفَري وَنابي
فَإِنَّ حَمِيَّةَ القُرَناءِ تَطغى
فَتَثلِمُ جانِبَ النَسَبِ القُرابِ
نَفِرُّ إِلى الشَرابِ إِذا غَصَصنا
فَكيفَ إِذاغَصَصنا بِالشَرابِ
فَلا تَنظُر إِلَيَّ بِعَينِ عَجزٍ
فَرُبَّ مُهَنَّدٍ لَكَ في ثِيابي
وَمَن لَكَ بي يَرُدُّ عَلَيكَ شَخصِيَ
إِذا أَثبَتُّ رِجلي في الرِكابِ
وَما صَبري وَقَد جاشَت هُمومي
إِلى أَمرٍ وَعَبِّ لَهُ عُبابي
سَيَرمي عَنكَ بي مَرمىً بَعيدٌ
وَتَغدو غَيرَ مُنتَظِرٍ إِيابي
إِذا الإِشفاقُ هَزَّكَ عُدتَ مِنهُ
بِعَضِّ أَنامِلٍ أَو قَرعِ نابِ
وَتَسمَعُ بي وَقَد أَعلَنتُ أَمري
فَتَعلَمُ أَنَّ دَأبَكَ غَيرُ دابي
وَرُبَّ رَكائِبٍ مِن نَحوِ أَرضي
تَخُبُّ إِلَيكَ بِالعَجَبِ العُجابِ
وَتُظهِرُ أُسرَةً مِن سِرِّ قَومي
تَمُدُّ إِلى اِنتِظاري بِالرَقابِ
وَتُصبِحُ لا تَني عَجَباً وَقولاً
أَهَذا الحَدُّ أَطلَقَ مِن ذُبابي
فَكَيفَ إِذا رَأَيتَ الخَيلَ شُعثاً
طَلَعنَ مِنَ المَخارِمِ وَالعِقابِ
تُعاظِلُ كَالجَرادِ زَفَتهُ ريحٌ
فَمَرَّ يُطيعُها يَومَ الضَبابِ
أَمَضَّتها الشَكائِمُ فَهيَ خُرسٌ
تَسيلُ لَها دَماً بَدَلَ اللُعابِ
تُذَكِّرُهُم بِذي قارٍ طِعاناً
وَما جَرَّ القَنا يَومَ الكُلابِ
عَليها كُلُّ أَبلَجَ مِن قُرَيشٍ
لَبيقٍ بِالطِعانِ وَبِالضِرابِ
يَسيرُ وَأَرضُهُ جُردُ المَذاكي
وَجَوُّ سَمائِهِ ظِلُّ العُقابِ
وَعِندي لِلعِدى لا بُدَّ يَومٌ
يُذيقُهُمُ المَسَمَّمَ مِن عِقابي
فَأَنصُبُ فَوقَ هامِهِمُ قُدوري
وَأَمزُجُ مِن دِمائِهِم شَرابي
وَأُركِزُ في قُلوبِهِمُ رِماحي
وَأَضرِبُ في دِيارِهِمُ قِبابي
فَإِن أَهلِك فَعَن قَدرٍ جَرِيٍّ
وَإِن أَملِك فَقَد أَغنى طِلابي
شعر ندم للفرزدق
نَدِمتُ نَدامَةَ الكُسَعِيِّ لَمّا
غَدَت مِنّي مُطَلَّقَةٌ نَوارُ
وَكانَت جَنَّتي فَخَرَجتُ مِنها
كَآدَمَ حينَ لَجَّ بِها الضِرارُ
وَكُنتُ كَفاقِئٍ عَينَيهِ عَمداً
فَأَصبَحَ ما يُضيءُ لَهُ النَهارُ
وَلا يوفي بِحُبِّ نَوارَ عِندي
وَلا كَلَفي بِها إِلّا اِنتِحارُ
وَلَو رَضِيَت يَدايَ بِها وَقَرَّت
لَكانَ لَها عَلى القَدَرِ الخِيارُ
وَما فارَقتُها شِبَعاً وَلَكِن
رَأَيتُ الدَهرَ يَأخُذُ ما يُعارُ