شعر وقصائد عن مصر
قدم الكثير من الشعراء قصائد شعرية جميلة ورائعة عن مصر، وتغزل الكثير بها وبجمالها وبالأماكن بها، وخلال السطور القادمة سنتعرف على بعض منها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
شعر عن مصر طويل
لِمِصرَ أَم لِرُبوعِ الشامِ تَنتَسِبُ
هُنا العُلا وَهُناكَ المَجدُ وَالحَسَبُ
رُكنانِ لِلشَرقِ لا زالَت رُبوعُهُما
قَلبُ الهِلالِ عَلَيها خافِقٌ يَجِبُ
خِدرانِ لِلضادِ لَم تُهتَك سُتورُهُما
وَلا تَحَوَّلَ عَن مَغناهُما الأَدَبُ
أُمُّ اللُغاتِ غَداةَ الفَخرِ أُمُّهُما
وَإِن سَأَلتَ عَنِ الآباءِ فَالعَرَبُ
أَيَرغَبانِ عَنِ الحُسنى وَبَينَهُما
في رائِعاتِ المَعالي ذَلِكَ النَسَبُ
وَلا يَمُتّانِ بِالقُربى وَبَينَهُما
تِلكَ القَرابَةُ لَم يُقطَع لَها سَبَبُ
إِذا أَلَمَّت بِوادي النيلِ نازِلَةٌ
باتَت لَها راسِياتُ الشامِ تَضطَرِبُ
وَإِن دَعا في ثَرى الأَهرامِ ذو أَلَمٍ
أَجابَهُ في ذُرا لُبنانَ مُنتَحِبُ
لَو أَخلَصَ النيلُ وَالأُردُنُّ وُدَّهُما
تَصافَحَت مِنهُما الأَمواهُ وَالعُشُبُ
بِالوادِيَينِ تَمَشّى الفَخرُ مِشيَتَهُ
يَحُفُّ ناحِيَتَيهِ الجودُ وَالدَأَبُ
فَسالَ هَذا سَخاءً دونَهُ دِيَمٌ
وَسالَ هَذا مَضاءً دونَهُ القُضُبُ
نَسيمَ لُبنانَ كَم جادَتكَ عاطِرَةٌ
مِنَ الرِياضِ وَكَم حَيّاكَ مُنسَكِبُ
في الشَرقِ وَالغَربِ أَنفاسٌ مُسَعَّرَةٌ
تَهفو إِلَيكَ وَأَكبادٌ بِها لَهَبُ
لَولا طِلابُ العُلا لَم يَبتَغوا بَدَلاً
مِن طيبِ رَيّاكَ لَكِنَّ العُلا تَعَبُ
كَم غادَةٍ بِرُبوعِ الشَأمِ باكِيَةٍ
عَلى أَليفٍ لَها يَرمي بِهِ الطَلَبُ
يَمضي وَلا حيلَةٌ إِلّا عَزيمَتُهُ
وَيَنثَني وَحُلاهُ المَجدُ وَالذَهَبُ
يَكُرُّ صَرفُ اللَيالي عَنهُ مُنقَلِباً
وَعَزمُهُ لَيسَ يَدري كَيفَ يَنقَلِبُ
بِأَرضِ كولُمبَ أَبطالٌ غَطارِفَةٌ
أُسدٌ جِياعٌ إِذا ما ووثِبوا وَثَبوا
لَم يَحمِهِم عَلَمٌ فيها وَلا عَدَدٌ
سِوى مَضاءٍ تَحامى وِردَهُ النُوَبُ
أُسطولُهُم أَمَلٌ في البَحرِ مُرتَحِلٌ
وَجَيشُهُم عَمَلٌ في البَرِّ مُغتَرِبُ
لَهُم بِكُلِّ خِضَمٍّ مَسرَبٌ نَهَجٌ
وَفي ذُرا كُلِّ طَودٍ مَسلَكٌ عَجَبُ
لَم تَبدُ بارِقَةٌ في أُفقِ مُنتَجَعٍ
إِلّا وَكانَ لَها بِالشامِ مُرتَقِبُ
ما عابَهُم أَنَّهُم في الأَرضِ قَد نُثِروا
فَالشُهبُ مَنثورَةٌ مُذ كانَتِ الشُهُبُ
وَلَم يَضِرهُم سُراءٌ في مَناكِبِها
فَكُلِّ حَيٍّ لَهُ في الكَونِ مُضطَرَبُ
رادوا المَناهِلَ في الدُنيا وَلَو وَجَدوا
إِلى المَجَرَّةِ رَكباً صاعِداً رَكِبوا
أَو قيلَ في الشَمسِ لِلراجينَ مُنتَجَعٌ
مَدّوا لَها سَبَباً في الجَوِّ وَاِنتَدَبوا
سَعَوا إِلى الكَسبِ مَحموداً وَما فَتِئَت
أُمُّ اللُغاتِ بِذاكَ السَعيِ تَكتَسِبُ
فَأَينَ كانَ الشَآمِيّونَ كانَ لَها
عَيشٌ جَديدٌ وَفَضلٌ لَيسَ يَحتَجِبُ
هَذي يَدي عَن بَني مِصرٍ تُصافِحُكُم
فَصافِحوها تُصافِح نَفسَها العَرَبُ
فَما الكِنانَةُ إِلّا الشامُ عاجَ عَلى
رُبوعِها مِن بَنيها سادَةٌ نُجُبُ
لَولا رِجالٌ تَغالَوا في سِياسَتِهِم
مِنّا وَمِنهُم لَما لُمنا وَلا عَتَبوا
إِن يَكتُبوا لِيَ ذَنباً في مَوَدَّتِهِم
فَإِنَّما الفَخرُ في الذَنبِ الَّذي كَتَبوا
أبيات شعرية عن مصر
مصرُ لنا منذُ القِدَمْ
رمزُ الجلالِ والعِظَمْ
مصر انهضي يحيا العَلَمْ
ذابت عصورٌ ودُوَلْ
مُنذُ الفراعينَ الأُوَلْ
ومصرُ مصرُ لم تَزلْ
قائمةٌ منذ الأَزلْ
تروِي أحاديثَ الأُمَمْ
أُمُّ العُلومِ والفنونْ
ساد بنوها الأوّلونْ
وكما كانوا نكونْ
إنّا عليها قائمونْ
نرعى العهود والذِّمَمْ
مِصرُ العَتادُ والسَّندْ
لوالدٍ وما وَلَدْ
ما خانَها منّا أَحدْ
عاشت لنا إلى الأبدْ
عاشت لنا تُسدي النِّعَمْ
مصر لنا منذ القِدَمْ
رمز الجلال والعِظَمْ
مصر انهضي يحيا العَلَمْ
نُحبُّ مصرَ مُخلصينْ
ونفتديها أجمعينْ
فيها حَيِينا مُكرَمين
وهي الحياةُ للبنينْ
هي الوُجودُ والعَدَمْ
نبني لها خيرَ البناءْ
نعلو بها إلى السّماءْ
ندينُ فيها بالوفاءْ
ومصرُ أولى بالفداءْ
هي الحِمَى وَهْيَ الحَرَمْ
المجدُ عِلمٌ وعَمَلْ
نطلبهُ بلا مَلَلْ
قال السُّها على مهل
هيهاتَ فالأمرُ جَللْ
النَّسرُ جَدَّ واعْتَزَمْ
مِصرُ لنا مُنذ القِدَمْ
رَمزُ الجلال والعِظَمْ
مِصر انْهَضِي يحيا العَلَمْ
نَصدُقُ في آمالنا
نَجِدُّ في أعمالنا
نحمي حِمَى اسْتقلالِنا
ليس لدى أبطالنا
سِوَى الإِباءِ والشَّمَمْ
نقضي لمصرَ سُؤْلَها
نُولي الجميلَ مِثلها
وكيف نَنْسَى فَضلَها
نحن لها نحن لها
نحن لها خَيرُ الخَدَمْ
دُستورُنا الحِصنُ المنيعْ
وجيشُنا فوقَ الجميعْ
نرعاه جُهدَ المُستطيعْ
في جاههِ العالي الرَّفيعْ
يعلو ويعتزُّ الهَرَمْ
مِصرُ لنا منذ القِدَمْ
رَمزُ الجَلالِ والعِظَمْ
مِصرُ انهضي يحيا العَلَمْ
شعر محمود درويش عن مصر
في مصرَ، لا تتشابَهُ الساعاتُ...
كُلُّ دقيقةٍ ذكرى تجدِّدُها طيورُ النيل.
كُنْتُ هناك. كان الكائنُ البشريُّ يبتكرُ
الإله/ الشمسَ. لا أحَدٌ يُسَمِّي نفسَهُ
أَحداً. ((أنا اُبنُ النيل – هذا الاسم
يكفيني)) . ومنذ اللحظة الأولى تُسَمِّي
نفسك ((ابن النيل)) كي تتجنَّب العَدَم
الثقيل. هناك أحياءٌ وموتى يقطفون
معاً غيومَ القُطْنِ من أرض الصعيد،
ويزرعون القمحَ في الدلتا. وبين الحيِّ
والمَيْتِ الذي فيه تناوُبُ حارسين على
الدفع عن النخيل. وكُلُّ شيء عاطفيٌّ
فيك، إذ تمشي على أطراف روحكَ في
دهاليز الزمان، كأنَّ أُمَّكَ مِصْرَ
قد وَلَدَتْكَ زَهْرَة لُوتسٍ، قبل الولادةِ،
هل عرفت الآن نفسَكَ؟ مصرُ تجلسُ
خلسةً مَعَ نفسها: ((لا شيء يشبهني))
وترفو معطفَ الأبديَّة المثقوب من
إحدى جهات الريح. كُنْتُ هناك. كان
الكائنُ البشريُّ يكتب حكمة الموت / الحياة.
وكُلُّ شيء عاطفيٌّ، مُقْمِرٌ ... إلاّ القصيدةَ
في التفاتتها إلى غدها تُفَكِّر بالخلود,
ولا تقول سوى هشاشتها أمام النيل ...