فقر الدم المنجلي.. تعرف على مرض وراثي شائع يهدد صحة الملايين
يصادف يوم 19 يونيو من كل عام اليوم العالمي للتوعية من فقر الدم المنجلي وخطورته
فقر الدم، أو الأنيميا، هو حالة طبية تحدث عندما لا يكون لدى الجسم ما يكفي من خلايا الدم الحمراء السليمة أو الهيموجلوبين. الهيموجلوبين هو بروتين موجود في خلايا الدم الحمراء ينقل الأكسجين من الرئتين إلى جميع أنحاء الجسم.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وفي يوم 19 يونيو من كل عام، يتم التوعية بخطورة فقر الدم المنجلي، إذ تم تخصيص هذا اليوم لهذا الهدف. وفي التقرير التالي، نستعرض معكم تاريخ اليوم العالمي لفقر الدم المنجلي، إلى جانب أسباب هذا المرض وأعراضه وطرق علاجه والوقاية منه.
اليوم العالمي لفقر الدم المنجلي
يتم إحياء اليوم العالمي لفقر الدم المنجلي في 19 يونيو من كل عام لنشر الوعي حول هذا المرض الوراثي الذي يصيب الملايين من الناس حول العالم.
بدأ إحياء هذا اليوم منذ عام 2008، من أجل المساعدة في زيادة المعرفة العامة وزيادة الوعي بمرض فقر الدم المنجلي (SCD) والصراعات التي يمر بها المصابون وأسرهم. وتم اختيار هذا التاريخ من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، ليكون بمثابة قرار يعترف بخطورة هذا المرض باعتباره مصدر قلق للصحة العامة.
يصيب هذا المرض ملايين الأشخاص حول العالم، بما في ذلك البالغين والأطفال. وهو مرض قد يكون مميتًا، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فهو أحد الأسباب الرئيسية للوفاة المبكرة بين الأطفال دون سن الخامسة في مختلف البلدان الأفريقية.
وفي الولايات المتحدة، تحتفل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) باليوم العالمي للخلايا المنجلية من خلال رفع مستوى الوعي حول المرض مع تسليط الضوء على المعلومات والموارد ذات الصلة للأشخاص الذين يعانون من مرض فقر الدم المنجلي.
ما هو فقر الدم المنجلي؟
فقر الدم المنجلي هو مرض وراثي يؤثر على خلايا الدم الحمراء، ويجعلها تكتسب شكلًا هلاليًا يشبه المنجل بدلًا من الشكل الدائري الطبيعي. تسبب هذه الخلايا المشوهة انسدادًا في الأوعية الدموية، مما يعيق تدفق الدم والأكسجين إلى الأعضاء الحيوية في الجسم، ويخلق العديد من المشكلات الصحية.
ومع ذلك، هناك أمل في الوقاية من هذا المرض، حيث أن الأطفال الذين يولدون مصابين بمرض SCD في الأماكن التي تتوفر فيها الرعاية الطبية لديهم احتمال قوي جدًا أن يعيشوا حياة صحية وطبيعية.
وعلى الرغم من أن مرض فقر الدم المنجلي هو سبب العديد من الوفيات في جميع أنحاء العالم، إلا أنه ليس معديًا ويمكن علاجه تمامًا لدى بعض المرضى. لكن العلاج ينطوي على عملية زراعة نخاع عظمي معقدة للغاية، والتي يمكن أن تكون محفوفة بالمخاطر ومكلفة للغاية بالنسبة للعديد من المصابين بالمرض.
أعراض فقر الدم المنجلي
تختلف شدة الأعراض ووتيرتها من شخصٍ لآخر، فبينما يعاني البعض من نوبات خفيفة ونادرة، يواجه آخرون نوبات متكررة وقاسية. وفي السطور التالية، نستعرض معكم أبرز الأعراض.
أزمات الألم
من أكثر الأعراض شيوعًا، تتمثل بنوبات حادة من الألم الشديد في مختلف أنحاء الجسم، خاصة في العظام والمفاصل والبطن. قد تستمر هذه النوبات لساعات أو حتى أيام.
فقر الدم
تعاني خلايا الدم الحمراء المشوهة من نقص في قدرتها على حمل الأكسجين، مما يؤدي إلى شحوب في البشرة، شعور بالتعب والإرهاق، ضيق في التنفس، دوار، وصداع.
الأمراض المعدية
يزداد خطر الإصابة بالعدوى، خاصة في الصغر، بسبب تلف الطحال، أحد أعضاء الجهاز المناعي.
الأزمات الصدرية
انسداد الأوعية الدموية في الرئتين قد يؤدي إلى صعوبة في التنفس، ألم في الصدر، وسعال دموي.
السكتة الدماغية
انسداد الأوعية الدموية في الدماغ قد يؤدي إلى أعراض مثل: ضعف في جانب من الجسم، صعوبة في الكلام، وفقدان الوعي.
الأعراض الأخرى
قد تشمل الأعراض أيضًا تورمًا في اليدين والقدمين، اصفرارًا في الجلد أو ما يعرف باليرقان، تأخرًا في النمو، وقرحًا في الساقين.
ومن المهم استشارة الطبيب فور ظهور أي من هذه الأعراض للتشخيص المبكر والعلاج المُناسب، مما يساعد على التحكم في مسار المرض وتحسين نوعية حياة المريض.
أسباب فقر الدم المنجلي
يعتبر فقر الدم المنجلي، أو أنيميا الخلايا المنجلية، مرض وراثي خطير يصيب خلايا الدم الحمراء، ويجعلها تتخذ شكلًا هلاليًا أو منجليًا بدلًا من الشكل الدائري الطبيعي.
ويسبب فقر الدم المنجلي طفرة جينية في جين الهيموغلوبين، وهو البروتين الموجود في خلايا الدم الحمراء الذي ينقل الأكسجين من الرئتين إلى باقي أنحاء الجسم. وتنتج هذه الطفرة نوعًا شاذًا من الهيموغلوبين يسمى "الهيموغلوبين S".
علاج فقر الدم المنجلي
يتم تشخيص فقر الدم المنجلي من خلال فحص الدم الذي يقيس عدد خلايا الدم الحمراء ومستوى الهيموجلوبين ومحتوى الهيماتوكريت أو نسبة خلايا الدم الحمراء في الدم. كما يتم عمل اختبارات أخرى لتحديد سبب فقر الدم، مثل اختبارات فيتامين ب 12 وحمض الفوليك، واختبارات وظائف الكبد، وفحص نخاع العظم.
ويعتمد علاج فقر الدم على السبب الكامن وراءه. ورغم إنه لا يزال مرضًا خطيرًا، لكن العلاجات الحديثة تقدم أملًا جديدًا في حياة أفضل. وقد تشمل العلاجات ما يلي:
الوقاية من الأزمات
تشمل الأدوية مثل الهيدروكسي يوريا، وبنسيلامين، وحمض الفوليك.
التخفيف من الأعراض
تشمل مسكنات الألم، ومضادات الحيوية، ونقل الدم.
علاج المضاعفات
تشمل زراعة نخاع العظم، وعلاج أعضاء محددة متضررة.
طرق الوقاية من فقر الدم
يعد نشر الوعي حول فقر الدم المنجلي أمرًا ضروريًا لضمان حصول المرضى على الرعاية الصحية المناسبة والدعم الاجتماعي. كما يساعد التوعية في مكافحة التمييز ضد مرضى فقر الدم المنجلي.
. اتباع نظام غذائي غني بالحديد يشمل اللحوم الحمراء والدواجن والأسماك والحديد المعزز بالحبوب والبقوليات والخضروات الورقية الخضراء.
. تناول الأطعمة الغنية بفيتامين ب 12 مثل اللحوم الحمراء والدواجن والأسماك والبيض ومنتجات الألبان.
. تناول الأطعمة الغنية بحمض الفوليك مثل الخضروات الورقية الخضراء والفواكه والبقوليات.
. الحصول على كمية كافية من فيتامين سي يساعد على امتصاص الحديد.
. التحدث إلى الطبيب حول المكملات الغذائية إذا كان لديك خطر الإصابة بفقر الدم.
معلومات عن فقر الدم المنجلي
فيما يلي نستعرض معكم بعض الحقائق المهمة حول مرض فقر الدم المنجلي للتعرف عليه ومشاركتها لرفع مستوى الوعي بهذا المرض وأهمية اليوم العالمي المخصص له.
. يرث الطفل مرض فقر الدم المنجلي عندما يتلقى الجين من كلا الجانبين، جين واحد من كل والد.
. أولئك الذين يرثون جينًا واحدًا فقط لا يصابون بالمرض، لكنهم يحصلون على سمة الخلية المنجلية (SCT)، والتي يمكن بعد ذلك نقلها إلى أي أطفال بيولوجيين لديهم.
. فقر الدم هو أحد الآثار الشائعة لمرض SCD، وغالبًا ما يتم إرسال الأطفال إلى قسم الطوارئ في المستشفى عدة مرات في السنة. يمكن علاج فقر الدم الشديد عن طريق نقل الدم.
في النهاية، يمكننا القول إنه مع استمرار الأبحاث وتطوير علاجات جديدة، يزداد أمل مرضى فقر الدم المنجلي في حياة أطول وصحة أفضل.