فيلم البُعد الآخر عن قصة حقيقية: الحب غير المشروط لا يحكم بالمظاهر
طفل ضخمٌ مُشرَّدٌ يتمُّ القبضُ على والدتِه ويخشاه الجميعُ بسببِ حجمِه الكبير ولم يعلموا قطْ أن هذا الجسدَ الضخمَ يحملُ قلبًا كبيرًا، هشًّا جدًّا يخشاهم كما يخشَونه هم ولكن كلُّ ذلك يتغيرُ بعدَ مقابلةِ شخصٍ واحدٍ فقط، شاهدوا معنا الأحداثَ الحقيقيةَ وكيف تغيرت حياةُ مايكل أوهير في "حدثَ بالفعل".
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
مايكل أوهير بطل القصة الحقيقية
طفل فقيرٌ من أصحابِ البشرةِ السمراءِ، تعلَّقَ بأمهِ منذُ ولادتِه، حتى شاءَ القدرُ أن يفترِقَا، بعد أن ألقت الشرطةُ القبضَ على والدتِه لتعاطِيها المخدراتِ وتمَّ إرسالُ الأمِّ إلى المصحةِ للعلاجِ بينما قرَّرتِ المحكمةُ أن يؤخذَ الطفلُ منها ليتمَّ تبنيه من عائلةٍ أخرى حتى يحظى بفرصةٍ جيدةٍ لعيشِ حياةٍ كريمةٍ وبناءِ مستقبلٍ مُشرِقٍ.
ولكن الطفل الصغير لم يستطع البقاء مع أي عائلة أخرى ولم يقبلْ بأن يكونَ له والدةٌ غيرُ أمِّه فظلَّ يهربُ من كلِّ أسرةٍ تقوم بتبنيه، ليذهبَ إلى المصحةِ فقط لرؤيةِ أمِّه، تلك القصة الحزينة هي ما عاشها مايكل أوهير، الفتى الأسمرُ المُشرَّدُ ووقعت أحداثُها نهاياتِ القرنِ الماضي وكان الطفلُ الكبيرُ يُلقَّبُ بـ"بيج مايكل" نظرًا إلى حجمِ جسمِه الضخمِ، رغمَ سنِّه الصغيرةِ وروحِه الأكثرِ طفولةً وهشاشةً ولم يكن مايكل أوهير يعرف أن هذا الجسدَ الضخمَ هو ما سيؤهلُه ليصبحَ من أمهرِ وأقوى لاعبي كرةِ القدمِ الأمريكيةِ، بعدَ أن يلتقيَ السيدة لي آن التي احتضنته وظلَّت سندًا له، حتى استطاعَ تخطِّيَ تلك الصدمةِ النفسيةِ التي مرَّ بها منذُ أولِ سنواتِ حياتِه.
فيلم بُعد آخر The Blind Side
عُرضت لنا تلك الأحداثُ الدرامية المُشوِّقةُ على الشاشةِ الكبيرةِ عامَ 2009 تحتَ عُنوانِ "البعد الآخر The Blind Side" على يدِ المخرجِ الأمريكيِّ جون لي هانكوك، الذي يعمل أيضًا كاتبَ سيناريو ومنتجًا وهذا بعد أن أصدر الكاتب مايكل لويس كتابًا يحملُ العنوانَ نفسَه في عامِ 2006، ليسرد فيه قصةَ مايكل أوهير الحقيقيةَ وجسدت النجمةُ الرائعةُ ساندرا بلوك دورَ لي آن والدة مايكل لتلعبَ دورَ البطولةِ وشاركَها التمثيلَ الفنانُ تيم ماكيجرو بينما جسَّدَ دورَ مايكل أوهير الممثلُ الشابُّ كوينتون آرون وقامت بتمثيل دور الأم الحنون التي ترعى طفلًا ضخمًا مشردًا، يخشاه العديدُ من الصغارِ والكبارِ الآخرين.
ورغمَ هروبِ مايكل من بيتِها أيضًا وحنينِه إلى أمِّه الحقيقيةِ، استطاعت هي توفيرَ كلِّ ما يتطلبُه نفسيًّا وماديًّا، حتى إعادةِ تأهيلِه مرةً أخرى ليتقبَّلَ تلك الحياةَ ويستمر في مواجهتِها بقوةٍ وبالفعل بدأ مايكل بعد تعرفه على السيدة لي أن يُحقق مستقبلًا أكاديميًّا ورياضيًّا ناجحًا بدوريِّ كرةِ القدمِ الأمريكيةِ واستطاعَ الفوزَ مع فريقِه في أولِ دوراتِ البطولةِ، ليبدأ صفحةً جديدةً لا يأسَ بها ولا استسلامَ للماضي.
عُرض الفيلم لأول مرة في نوفمبر من عام 2009 وكانت مدةُ عرضِه ساعتانِ واستطاعتِ النجمةُ ساندرا بلوك تحقيقَ جائزةِ أوسكار كأفضلِ ممثلةٍ عن دورِها في هذا الفيلم الذي بلغت ميزانيةُ إنتاجِه تسعةً وعشرين مليونَ دولارٍ بينما حقَّقَ إيراداتٍ عالميةً بلغت نحوَ 165 مليونَ دولارٍ بعد عرضِه عالميًّا.