في اليوم العالمي لسلامة الغذاء.. ما هي سبل تحقيق الأمن الغذائي
ما هي سبل تحقيق الأمن الغذائي؟ حيث يعتبر الأمن الغذائي مشكلة معقدة يجب حلها مع توقع وصول عدد سكان العالم إلى 9 مليارات بحلول عام 2050، يتساءل الناس عن أفضل السبل للتعامل مع طبيعة وحجم التحديات التي تنتظرنا، يعتقد البعض مشاركة العلوم والتكنولوجيا والمعرفة يمكن أن تساعد في تقديم إجابات. في هذا المقال نستعرض سبل تحقيق الأمن الغذائي وتعريفه وأهمية لإنقاذ العالم من مشاكل متوقعة ولا حصر لها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو الأمن الغذائي
تعريف منظمة الأغذية والزراعة للأمن الغذائي هو عندما "يتمتع جميع الناس، في جميع الأوقات، بإمكانية الوصول المادي والاقتصادي إلى أغذية كافية وآمنة ومغذية لتلبية احتياجاتهم الغذائية وتفضيلاتهم الغذائية من أجل حياة نشطة وصحية" وبعبارة أخرى، فإن الأمن الغذائي هو الحصول على الغذاء الآمن والمغذي بشكل ثابت وموثوق. يتم تحديد الأمن الغذائي من خلال أربعة مكونات:
- التوفر "هل يوجد طعام بالقرب مني؟"
- الوصول "هل يمكنني الحصول على الطعام بسهولة؟"
- الاستخدام "هل سيساهم هذا الطعام في صحتي ورفاهي؟"
- الاستقرار "هل سيتوفر الطعام غدًا أو الأسبوع المقبل أو الشهر المقبل؟"
عندما يتم الضغط على أي من هذه المكونات أو عدم تلبيتها، فإنه يعتبر انعدام الأمن الغذائي، كما يظل "القضاء التام على الجوع" أحد أكثر أهداف التنمية المستدامة صرامة التي تريد الأمم المتحدة تحقيقها بحلول عام 2030، من الناحية الفنية، ننتج ما يكفي من الغذاء لإطعام جميع سكان العالم ومع ذلك يعاني الملايين من نقص التغذية. يتأثر الأمن الغذائي بشدة بعوامل اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية وبيئية معقدة. يمكن أن تتعطل الأمن الغذائي بسبب أشياء كثيرة مثل تغير المناخ وعدم التمكين والفقر والكوارث الطبيعية والصراعات. [1]
أهمية الأمن الغذائي
- إن الحصول على غذاء آمن ومغذٍ وكافٍ هو حاجة أساسية ويجب التعامل معه على أنه حق من حقوق الإنسان، مع إعطاء الأولوية للفئات الأكثر ضعفاً، بصرف النظر عن التغذية الأساسية، يرتبط الأمن الغذائي بالاستقرار الاقتصادي والصحة على المدى الطويل وتمكين المرأة والبيئة.
- كما يؤثر الأمن الغذائي على صحتنا وخاصة الأطفال، تكشف الأبحاث أن انعدام الأمن الغذائي يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية مستمرة على المدى القصير والطويل. أول 1000 يوم (من الحمل حتى سن الثانية) من حياة الطفل ذات أهمية حاسمة لنموه وتطوره بشكل صحي.
- بالنسبة للأطفال، تم ربط انعدام الأمن الغذائي الحاد بالحالات الصحية المزمنة مثل الربو والاكتئاب. النظام الغذائي الذي يفتقر إلى المادة المناسبة، ما يكفي من السعرات الحرارية والبروتينات والفيتامينات والمعادن، سيعوق نمو الطفل وتطوره من قبل ولادته وحتى سن المراهقة.
- يمكن أن يؤدي سوء تغذية الأم الحامل إلى زيادة مخاطر انخفاض الوزن عند الولادة ووفيات الرضع والولادة المبكرة وبطء النمو المعرفي لطفلها. يمكن أن يكون للضغوط الناجمة عن العيش دون تأمين الحصول على الغذاء تأثير سلبي على صحة الأمهات الحوامل. هذا يؤثر بعد ذلك على أطفالهم من خلال التأثير على إدرار الحليب أثناء الرضاعة الطبيعية.
- بسبب آثاره الإشكالية على الصحة، يضع انعدام الأمن الغذائي المنزلي عبئًا كبيرًا على أنظمة الرعاية الصحية.
- يعاني البالغون في الأسر التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي من معدلات أعلى للإصابة بالأمراض المزمنة، مشكلات الصحة العقلية والتهاب المفاصل والربو والسكري وهم أكثر عرضة للوفاة مبكرًا. في الواقع، من المرجح أن يموت البالغون الكنديون الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي قبل تسع سنوات من وفاة بقية السكان. [1]
ما هي سبل تحقيق الأمن الغذائي
للإجابة عن سؤال، ما هي سبل تحقيق الأمن الغذائي؟ إليك خمسة أشياء يمكننا القيام بها بشكل أفضل لضمان الأمن الغذائي:
التوازن بين الأمن الغذائي والتغذوي
حتى وقت قريب، كان الاهتمام ينصب على الاستثمار في أبحاث المحاصيل الأساسية التقليدية، مثل الذرة والأرز والقمح، لمعالجة الجوع ولكن من المقبول الآن على نطاق واسع أننا يجب أن نتجاوز مدخول السعرات الحرارية وننظر إلى التوازن الغذائي للمحاصيل المزروعة والمستهلكة. إن تحقيق توازن أفضل بين البحث والتطوير بشأن المحاصيل الأساسية والمحاصيل البستانية - الفاكهة والبقوليات والخضروات - هو المفتاح الواضح للتخفيف من سوء التغذية.
غالبًا ما توفر الأنواع المحلية المهملة أو غير المستغلة من الفاكهة والخضروات مصدرًا جيدًا للتغذية. نحن بحاجة إلى دعم المزارعين في زراعة أصناف جديدة ومختلف أنواع المحاصيل ومنحهم المعلومات التي يحتاجونها لإدارة الآفات والأمراض غير المألوفة التي قد تهاجم نباتاتهم. تعتبر الحيوانات والأسماك والدواجن أيضًا مصادر قيمة للبروتين والفيتامينات والأحماض الدهنية. إن تطوير قطاع بذور خاص أكثر تنوعًا وتنافسية، فضلاً عن جهود بناء القدرات لمساعدة المزارعين على تحسين صحة التربة، أمران حاسمان أيضًا، حيث تؤدي البذور والتربة ذات الجودة الأفضل إلى إنتاج أفضل جودة.
تبني التكنولوجيا الجديدة لنقل المعرفة
هناك حاجة ماسة إلى التزام أكبر بفهم وتحسين نقل المعرفة بين المزارعين الريفيين، كما هو الحال مع نهج أكثر فعالية لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة. تعتبر المشورة الزراعية التي يتم تقديمها عبر الهاتف المحمول واحدة من أكثر الطرق فعالية لمشاركة المعلومات. تستفيد من الانفجار في تقنيات الهاتف المحمول المستخدمة في البلدان النامية. يجب على أولئك الذين يعملون في مجال التنمية احتضانها.
على سبيل المثال، يمكن أن تساعد الخدمات الاستشارية الزراعية المقدمة من خلال الرسائل الصوتية في التغلب على حواجز القراءة والكتابة واللغة. يساعد التوفير المبتكر لهذه الخدمات في معالجة حقيقة وجود عدد قليل جدًا من عمال الإرشاد لدعم المزارعين في العالم. يجب أن تغطي المعرفة المقدمة الدورة الكاملة لإنتاج الغذاء، من ما قبل الحصاد إلى ما بعده - حيث يُفقد 40 في المائة من الغذاء العالمي المنتج بسبب الآفات والأمراض النباتية - وحتى بعد ذلك. يمكن استخدام تقنيات الهاتف المحمول لربط أصحاب الحيازات الصغيرة بالأسواق المحلية والإقليمية، حيث يمكنهم بسهولة أكبر تحقيق دخل منتظم. يمكن أيضًا توسيع خدمات الهاتف المحمول لتشمل معلومات السوق مثل ما يتم تحصيله لكل محصول وكيفية الوصول إلى التمويل الأصغر.
اتخاذ نهج متوازن للزراعة
مع تبلور أهداف التنمية المستدامة، يمكننا أن نرى أن بعض الأهداف تركز على البيئة، بينما يركز البعض الآخر على الأمن الغذائي. ومع ذلك، في معظم البلدان، لن يكون من الممكن إجراء فصل واضح بين الاثنين. إيجاد حل صعب: هل ينبغي للمزارعين الحفاظ على أراضيهم من أجل إنتاج الغذاء، أم التركيز على توليد الدخل من السياحة؟ الزراعة جزء كبير من جعل المناظر الطبيعية مربحة وكذلك الصناعات الأخرى.
كيف يمكن للناس في البلدان النامية تحقيق التوازن الصحيح؟ يتطلب هذا النهج إيجاد حلول تأخذ في الاعتبار تنوع التفاعلات بين الناس والبيئة والنظم الزراعية وغير الزراعية وعوامل أخرى تمثل السياق الكامل للزراعة، مما يجعل الجهود المتضافرة لإيجاد حلول للزراعة المستدامة أكثر إلحاحًا. مع تطور تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، سيصبح إيجاد هذا التوازن ذا أهمية متزايدة.
وقف انتشار الأنواع الغازية غير المحلية
تم تصنيف انتشار الأنواع الغازية غير المحلية إلى حد كبير على أنه تهديد للتنوع البيولوجي ولم يحظ سوى باهتمام ضئيل نسبيًا فيما يتعلق بإنتاج الغذاء. هذا خطأ. يشكل إدخال المواد الغازية تهديدًا للزراعة: مع عدم وجود أعداء طبيعيين للسيطرة عليها، يمكن للأنواع غير الأصلية مثل الحيوانات والحشرات والأعشاب الضارة أن تجتاح مساحات شاسعة من المراعي وتصيب المحاصيل وتسمم وتقتل الماشية.
لكن يمكننا اتخاذ إجراءات. من الواضح أن منع وصول الأنواع الغازية في المقام الأول أمر مهم: من الضروري وجود أمن حيوي أفضل للنبات وتحليل مناسب لمخاطر الآفات. حيثما تم إدخال الأنواع الغازية بالفعل وانتشارها على نطاق واسع، يمكن لمكافحتها بالوسائل الطبيعية والبيولوجية أن تصحح المشكلة. من خلال إدخال الأعداء الطبيعيين للأنواع الغازية، على سبيل المثال، الفطريات أو الحشرات المشتركة التي تهاجمها، يمكن التحكم في انتشارها. تكلف الأنواع الغازية الاقتصاد العالمي حوالي 1 تريليون دولار كل عام ويجب معالجتها على المستوى الدولي إذا أردنا معالجة الأمن الغذائي بشكل فعال.
خلق وظائف في الزراعة للشباب والنساء
إن دعم الشباب والنساء في الزراعة ليس تحديًا جديدًا ولكنه يحتاج إلى اهتمام متجدد. في البلدان النامية، يترك العديد من الشباب القرى للعمل في المدن، معتقدين أنه لا يوجد مستقبل للزراعة وأن هناك احتمالات أفضل في المناطق الحضرية ولكن العكس هو الصحيح. بحلول عام 2050، من المتوقع أن ينمو الطلب العالمي على الغذاء بنسبة 60 في المائة بناءً على مستويات عام 2005.
إن رعاية وظائف الشباب في الزراعة حتى يصبحوا جزءًا من نظام إنتاج غذائي فعال ومستدام هو جزء مطلوب بشدة لحماية الأمن الغذائي على المدى الطويل. يعد دعم المرأة أيضًا أمرًا أساسيًا للحفاظ على إنتاج الغذاء. يكمن التحدي في إيجاد وسيلة لإيصال المعلومات الصحيحة إلى النساء، حيث إنه في بعض الثقافات ليس من السهل دائمًا الوصول إليهن مثل الرجال. من المهم خلق بيئة تتيح لهم وضع المعلومات موضع التنفيذ وإنشاء سبل عيشهم في الزراعة. لهذا السبب، يجب أن يُنظر إلى معالجة الأمن الغذائي في سياق أوسع بكثير وأن يتم التعامل معها بطريقة منسقة حقًا. [2]