قرص سابو.. أثر فرعوني غامض حير العلماء حول العالم
لا تزال هناك العديد من الأسئلة حول القرص لم يتم الإجابة عليها ونأمل أن تساعد الأبحاث في الكشف عن وظيفته
تحمل الحضارات القديمة في طياتها الكثير من الغموض والأشياء غير المعروفة، سواء حول تلك التي تم اكتشافها أو ما لم يكتشف منها حتى الآن. ويرجع ذلك إلى العديد من الأسباب، سواء أسلوب الحياة أو الأدوات المستخدمة لأغراض مختلفة وعدم وجود معلومات كافية وغيرها من الأمور.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وتزخر الحضارة المصرية القديمة تحديدًا بالعديد من الأسرار، لذلك لا يتوقف العلماء والباحثون عن الشغف بها والبحث وراءها. ومن بين هذه الأسرار، نال قرص سابو نصيبًا كبيرًا من اهتمام العلماء، باعتباره قطعة أثرية غريبة، وواحد من أكثر القطع الأثرية غموضًا في العالم، حيث لم يتمكن أحد من تحديد وظيفته أو معنى رموزه الغريبة.
وفي التقرير التالي، نستعرض معكم قصة قرص سابو وكواليس العثور عليه وأبرز التفسيرات المتداولة حوله. إلى جانب نظريات المؤامرة المختلفة المنتشرة عنه.
ما هو قرص سابو؟
قرص سابو هو قطعة أثرية مصرية قديمة مصنوعة من حجر الشيست، يرجع تاريخها إلى الأسرة المصرية الأولى (حوالي 3150 إلى 2900 قبل الميلاد). تم العثور عليه عام 1936 في مقبرة الأمير سابو في سقارة، مصر.
وترجع أهمية قرص سابو إلى إنه يعتبر من أهم القطع الأثرية المصرية القديمة التي لم يتم تفسيرها. ولذلك، يثير تساؤلات حول مهارات المصريين القدماء في التصنيع والهندسة. كما إنه يفتح الباب أمام المزيد من الأبحاث والدراسات لفهم حضارة مصر القديمة بشكل أفضل.
اكتشاف قرص سابو
في عام 1936، وخلال رحلة تنقيبية في مقبرة سقارة بمصر، لاحظ عالم الآثار البريطاني والتر بريان إيمري، اكتشافًا غريبًا وفريدًا من نوعه. فبينما كان ينقب في قبر "سابو" - أحد كبار موظفي الملك "عج إب" من الأسرة المصرية الأولى - عثر على قطعة أثرية غامضة على شكل قرص مصنوع من حجر الأردواز.
كان القرص، الذي يعرف الآن باسم "قرص سابو"، بقطر 61 سم وارتفاع 10.6 سم، ويتميز بتصميم فريد يشبه عجلة القيادة بثلاثة "أجنحة" أو "فصوص" منحنية نحو الداخل. وبينما كان القرص سليمًا عند اكتشافه، إلا أنه تعرض للكسر إلى عدة أجزاء بسبب ثقل الرمال المتراكمة عليه.
أثار قرص سابو حيرة العلماء منذ لحظة اكتشافه، حيث لم يتم العثور على أي قطعة مشابهة له في مصر القديمة. ودارت التكهنات حول وظيفته ومعناه، حيث اعتبره البعض وعاء لطقوس دينية، بينما اعتبره آخرون رمزًا فلكيًا أو أداة لقياس الوقت.
وبعد عمليات ترميم دقيقة، تم نقل قرص سابو إلى المتحف المصري بالقاهرة، حيث يعرض حاليًا في الغرفة 43. ويعد القرص من أهم القطع الأثرية في المتحف، كونه شاهدًا على إبداع المصريين القدماء وتطور مهاراتهم الحرفية في عصر مبكر من تاريخ الحضارة المصرية.
معلومات عن قرص سابو
لا تزال هناك العديد من الأسئلة حول القرص لم يتم الإجابة عليها. ونأمل أن تساعد الأبحاث والدراسات المستقبلية في الكشف عن وظيفته الحقيقية. لكن هناك مجموعة من المعلومات المعروفة عنه وهي كما يلي:
. في عام 1936، تم اكتشاف قرص سابو في مقبرة سابو بسقارة.
. تم العثور عليه مكسورًا إلى 7 قطع، وتم ترميمه لاحقًا.
. استغرق ترميم القرص حوالي 4 سنوات وذلك في المتحف المصري.
. يعرض قرص سابو في المتحف المصري كأحد أهم القطع الأثرية.
. قطر قرص سابو 610 مليمترات، وارتفاعه 104 مليمترات.
. يتكون من 5 طبقات من الحجر.
. سطحه مغطى بنقوش غريبة تشبه المروحة أو أجنحة الطيور.
. يعتقد أن قرص سابو قد تم صنعه باستخدام أدوات بدائية مصنوعة من الحجر والنحاس.
حقيقة قرص سابو
يعتقد أن قرص سابو يرمز إلى مفاهيم دينية وفلكية. فوجود الفتحة المركزية يشير إلى الشمس، بينما تشير الأجنحة الثلاثة إلى أجنحة الإلهة "نوت" رمز السماء. ومع ذلك، هناك العديد من التفسيرات الأخرى التي افترضها العلماء، وهي كما يلي:
أداة فلكية
اقترح بعض العلماء أن قرص سابو قد استخدم كأداة فلكية لرصد حركة الكواكب والنجوم. ويدعم هذا التفسير وجود علامات على القرص تشبه النجوم والكواكب، بالإضافة إلى وجود ثقوب في القرص قد تكون استخدمت لتوجيهه نحو الأجرام السماوية.
ويعتقد البعض أن القرص قد استخدم لتحديد التقويم المصري القديم، أو لتوقع خسوف الشمس والقمر.
طقوس دينية
اقترح آخرون أن قرص سابو قد استخدم كأداة في الطقوس الدينية. ويدعم هذا التفسير وجود نقوش على القرص تشبه رموزًا دينية مصرية قديمة، بالإضافة إلى وجود ثقوب في القرص قد تكون استخدمت لصب السوائل أو البخور كقرابين للآلهة.
أداة حربية
اقترح بعض العلماء أن قرص سابو قد استخدم كأداة في الحروب مثل سلاح أو درع وما شابه ذلك.
عمل فني
يرى بعض العلماء أن قرص سابو هو مجرد عمل فني جميل لا وظيفة عملية له، في ظل عدم وجود أي دليل قاطع على وظيفته العملية. كما اقترح آخرون إنه قد يكون قاعدة لتمثال أو وعاء.
ولا تزال وظيفة القرص الحقيقية وسبب صناعته مجهولين حتى الآن. ولأنه لا يوجد أي دليل على وجود أي قطعة أثرية أخرى تشبه قرص سابو، سيظل اللغز مفتوحًا ويثير فضول العلماء والباحثين حول العالم.
نظريات حول قرص سابو
رغم كثرة التكهنات، لم يتمكن العلماء من الوصول إلى تفسير قاطع للرمزية الكامنة وراء تصميمه الفريد. ولذلك، خرجت العديد من النظريات الغريبة حول قرص سابو، والتي يمكن أن نستعرض بعضها في السطور التالية:
رسائل خفية
يعتقد البعض أن الرسوم على القرص تحتوي على رسائل مشفرة تتعلق بأحداث تاريخية أو تنبؤات مستقبلية. بينما يعتقد آخرون أنها تشير إلى اكتشافات علمية أو كوارث طبيعية.
لم يتم إثبات أي من هذه التفسيرات، ويعتمد تفسيرها على تحليلات شخصية وافتراضات غير مؤكدة.
حضارة قديمة
يرى البعض أن القرص يشير إلى حضارة متقدمة سبقت مصر القديمة، وأن رموزه تمثل لغة أو نظام كتابة من تلك الحضارة.
سلاح سري
يعتقد البعض أن القرص مصنوع من مادة غامضة ذات خصائص خارقة، مثل القدرة على إطلاق الطاقة أو التحكم بالعقول. ولذلك، تم ربط القرص بتقنيات سرية من حضارات قديمة أو من كائنات فضائية.
مجرد خدعة
يعتقد البعض أن القرص مجرد خدعة تم صنعها حديثًا لجذب الانتباه أو لأغراض تجارية. ويشيرون إلى عدم وجود أي دليل تاريخي أو علمي يدعم صحة القرص، وأن رموزه عشوائية ولا تحمل أي معنى حقيقي.
لا يمكن إثبات أو نفي أي هذه النظريات بشكل قاطع. ومن المهم التأكيد على أن جميعها لا تستند إلى أي دليل علمي أو تاريخي قاطع. بل تعتمد على تحليلات شخصية وافتراضات غير موثقة، ولا يمكن إثبات صحتها أو نفيها بشكل قاطع.
أين يوجد قرص سابو الآن؟
يمكن للزائرين مشاهدة قرص سابو في المتحف المصري بالقاهرة، والتعرف على تاريخه الغامض وتصميمه الفريد، حيث يتم عرض قرص سابو حاليًا في المتحف المصري بالقاهرة، غرفة 43، تحت رقم الجرد JE 71295.